أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد إسكندر - صُهيونيات بَديلة وأخرى مُكمِّلة















المزيد.....

صُهيونيات بَديلة وأخرى مُكمِّلة


أحمد إسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 4559 - 2014 / 8 / 30 - 13:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


المعضلة الوجودية للصهيونية متجددة بالضرورة لأن الصهيونية نقيضة للتاريخ ، وبمنظور ديالكتي(جدلي) فساحة الحرب ضدها تتجدد بالتبعية ؛ فالخصم هو التاريخ وليس ايدلوجيا أو جيش نظامي !
وعداء التاريخ للصهيونية هو معركة صفرية لا وجود فيها لمساومات بل بنهاية الضربة القاضية ، فالصهيونية هى لوي عنق التاريخ من خلال تقويل المعطيات الدينية والتاريخية والسياسية والثقافية بما لم تقترف وبما هو مضاد للسيرورة الطبيعية والانسانية ، تقويل على طريقة قاطع الطريق الاشهر بروكوست. وتظهر هذه الاستراتيجية المافيوية فى نظرية الفوائض حيث فائض القوة وفائض الاسطورة وفائض العرق وفائض الدين..الخ ، وهذا المتاح لها بما انها لا تمتلك الجذر ولا السردية الوطنية التاريخية اما العالم وأمام الاخر ؛ ففائض القوة من منظورها يجعلها تتصور انها الاحق بالارض وفائض العرق والاسطورة يمكنها من صياغة الهوية وجواز السطو والاستيطان ، ورغم فرض هذه الفوائض الا انها فى حقيقتها فوائض مستلبة تارة وممنوحة من قوى استعمارية تارة اخرى. فالصهيونية ايضا غيرقادرة ذاتيا أساساعلى انشاء ادوات سطوها !
القراءات الافقية حول الصهيونية لن تكون كافية لبيان المسكوت عنه ،فهي قراءات تقتصر على رؤية الذراع الصهيوني الذي يمسك بمدفعه وبندقيته لكنها عاجزة على الغوص فى أعماق الظاهرة الصهيونية وملاحقة الاقدام التى ترسي عليها. فالصهيونية رغم ظهرها الواضح على المسرح لكن بالحقيقة هو ظهور كارتوني أشبه بالعرائس المتحركة على مسرح التاريخ ولا تستطيع الحركة الذاتية فهى محكومة بالقصور الذاتى لانها فكرة قسرية، وليس لها امدادات أو جذور او بذرة يمكن أن تتقبلها تربة الجماعات الانسانية كى تمتلك خاصية النشوء والارتقاء الذاتي .
لقد كان النفور الكاثوليكي من اليهود بأوروبا فى العصور القروسطية هو نقطة البدء وميلاد للصهيوينة اليهودية عبر صهيونية اكثر فاعلية وحركة وهى الصهيونية المسيحية التى نشأت مع ظهور المصلح الديني الشهير مارتن لوثر والذي كان يميل لإستمالة اليهود لمذهبه الجديد وأعترف بهم وبكونهم شعب الله المختار وأنه يجب العودة الى ارضهم المقدسة حتى تتحقق الالفية السعيدة ونزول المسيح حسب القراءات التوراتية لكن خاب أمله مع اليهود حينئذ ؛لكن الفكرة ظلت اشبه بطائر الفينيق بعثت مجددا من رماد النار وهذه المرة فى العصور الامبريالية الحديثة وبداية القرن التاسع عشر وظهرت الصهيونية المسيحية مجددا . ويمكن القول إن وضع اليهود داخل الحضارة الغربية قد تحدَّد منذ العصور الوسطى باعتبارهم وسيلة لا غاية، لا أهمية لهم في حد ذاتهم، إذ تعود أهميتهم إلى مدى نفعهم. وبمقتضى النفعية ظهرت الوعود الاروبية لليهود ومنحتهم فلسطين قسراً.
هل هذا كان كافيا لصناعة الوجود الاسرائيلي وتمرير زراعته الخبيثة ؟
بالطبع لا ؛ ما سبق يمكن توصيفه بأنه صهيونية الخروج من أوروبا ، فظلت الحاجة الى قوى دفع جديدة وأكثر فاعلية لطالما الصهيوينة عليلة القصور الذاتى. فالامر أصبح يتطلب صهيونية الاستيطان والاحتلال بعد ان أتـمت صهيونية الخروج موجبات صنائعها فكان يستوجب لهذه الصهيونية المكمّلة معمل كيمياء أوسع وأعمق بحيث يشمل صهينة الضحية والقاتل داخل أنبوب واحد... وقد كان .
المدهش ان البيئة العربية بأنظمتها السياسية ونخبها الثقافية لم تحتاج وقت طويل كي تندمج هى الاخرى فى هذه الرقصة الصهيونية بل وقدمت إيقاعات لم يتوقعها القاتل من ضحاياه فى تمديد رقصته العنصرية والاستيطانية. فبعد ثلاثة حروب وضحاها كان إستيلاد الصهوينية العربية/الاسلامية وحلقة جديدة من الصدام مع التاريخ وهذا بحاجة الى دراسات حفرية اكثر تجاوب على هذا السؤال الشائك ؛كيف تجرع العربي كأس السم مجددا وهو الذى ما طالما عانى منه عبر كل تاريخه مع اليهود؟
أصبح الشقيق الفلسطيني والمقاوم بوجه عام فى مواجهة صهوينية الشقيق الاخر لكنها أشد وطئا وتنكيلا لان مجالها الجديد ليس أرضا وسلاح بل مجالها هو الذاكرة !
وبعيدا عن التجريد ؛لم تترك الصهيونية العربية المكملة بل والبديلة احيانا ،شأنا ثقافيا/سلوكيا الا وأصابته. دينيا لم يخجل فقه التواطؤ من الانبطاح أمام الجلاد الاسرائيلي ووكيله العربي وأقر بوجوب السلام معه بما أننا دين السلام وأجتزء النصوص الدينية من سياقها وتقويلها بما يشبه تعذيب النص وليس تأويله. حتى التاريخ والنشاط الثقافي لم ينجيا من جرثومة الصهينة طالما هنالك من أذاع بيان مدخله الثقافي من على دبابة الاستشراق ومنظار قناصته فجرى لوي الحقائق لصالح تهويد فلسطين وتزييف الارشاد الثقافي بما يسمح شرعنة اغتصاب القاتل لأرملة الشهيد ،وأصبحت معاهدات السلام التي عقدت بين العرب واسرائيل حفلات زواج يجري اشهارها كي لا يكون المواليد من ابناء الزنا؛فالخطاب الثقافي العربي أصبحه وكأنه أساطير مُملاة من صحف بروتوكولات هيرتزل ؛فعلى حد وصف أحد المعلقين "أصبح ما هو حقيقي يستخدم لتمرير ما هو مضاف اليه، بحيث يكون مبتدأ الجملة سواء كانت ثقافية او سياسية في خدمة الخبر المضاد له."
أما الجنرال العربي سواء على سدة السلطة او المدفع فهو بمثابة زيوس الصهيونية العربية ؛صانعها وراعيها وحاميها من أى محاولات بروميثيوسية تخترق كهنوتها ؛ وتحولت بوصلة أسلحته نحو الداخل المحلي لما أصابه الرمد وعمى النخوة والاستحقاقات فأصبح ينظر ويرى من بين فخذيه ؛ حتى الاستراتيجية المحلية والاقليمية والتى هى من صنع التاريخ والجغرافيا أمست فى ذمة التصهين وأصبحت الخريطة تُقرأ بمقياس رسم بن جورين ورابين ، وأرتضى بحُكم شايلوك فى قسمته الربَوية لأرض العرب وفلسطين.وتلخصت وظيفة الحاكم البطريارك فى سرطنة شتى المناحي التربوية والثقافية بجرثومة التصهين حتى انها المصدر الرئيسي للتشريع والترويج ومرجع الذاكرة الجمعية ، في وقت رمادي يعيشه العربي –كما يقول خيري منصور-الذي اجريت له جراحة بتخدير محكم لاستئصال نخاعه، بحيث يتحول من كائن وجودي مشروط بالوعي والهوية الى مجرد امعاء تسعى كالثعابين ومن ملكوت الحرية الى أقبية الضرورة واخيرا من الانسان الى ثديي يتكاثر دون ان يستطيع الدفاع عن سلالته.
واخيرا ؛ اذا كانت اسرائيل واليهود من قبل بحاجة الى وعود بلفورية تمنُ عليهم برغبهم فى الوحدة وتكوين دولتهم حتى لو كان فى اطار وكالة لخدمة الكفيل الاوروبي وفى إطارصفقة استعمارية ما ؛فإن العربي اليوم يقدم وعود بلفورية يومية تمكن اسرائيل من الوجود الهوياتى والعنصري بالمجان !!!



#أحمد_إسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الممنوعة من الصرف
- الربيع العربي.. خَرِيف النخب والمثقفين
- خَرِيف النُخبْة
- ثورة مصر.... اللامعقول يقود
- التغيير وليس إستدراكه
- علمانيون دون أن ندري!!
- لك أن تتصور رمزية هذا الجدار!


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد إسكندر - صُهيونيات بَديلة وأخرى مُكمِّلة