أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اسامة نعيسة - دولة المزارع ومزارع الدولة؟














المزيد.....

دولة المزارع ومزارع الدولة؟


اسامة نعيسة

الحوار المتمدن-العدد: 1285 - 2005 / 8 / 13 - 08:40
المحور: كتابات ساخرة
    


المتعارف عليه في العصور الشمولية وعند هيمنة العقائد الواحدة والمجموعات الواحدة أن تتوزع المغانم والمكارم على المجموعات نفسها وتضم اليها الأقارب والاخصاء والمقربين والموالين والمنبطحين وهؤلاء أقلية بالمقارنة مع الاخرين ؟
مصدر الانتفاع هي المؤسسات والدوائر – أي مزارع تدر لهم الذهب والفضة وقهر المواطن التي تعطيهم الشعور بالتفوق والاستعلاء على الإنسان المقهور والمفقر والمقموع وكل مزرعة تضم تحتها مزارع اصغر أو ما تحت المزرعة نموذجا سآخذ اليوم مزرعة الإصلاح الزراعي وتضم دوائر متعددة منها دائرة الغابات وتدر ذهبيا وهناك دائرة أخرى وهي العقارية والمساحة وحسب التعاريف الدارجة في مجتمع الفساد واللصوصية – مزراب ذهب – مدراء هذه الدوائر يأتون إليها متواضعين مزايدين بالإخلاص والمصلحة العامة ويخرجون منها أن خرجوا بعد عمر طويل وان كانوا ملتزمين بدفع الخوات والرشوات لحماتهم فإنهم كأثرياء الحروب يتباهون بصفاقة بالحديث عن مصاريفهم الأسطورية ومقتنياتهم بدون حياء أو خوف أما الطرق الكلاسيكية للسطو والسرقة فهي فرض الخوات على من هم أدنى منهم مرتبة وهكذا حتى تصل إلى الموظف الصغير الذي يقوم بفرض خوته أو ضريبته على المواطن.... بالتأكيد إن مصدر ثرواتهم ليست سرقة المواطن المباشرة فقط وإنما عن طريق سرقة ميزانيات دوائرهم من خلال المناقصات الكثيرة التي تقوم بها دوائرهم ولهذه فنون وشجون فهي مناقصات أما موهومة أو مغشوشة أو ناقصة هذه الطرق لم تعد خافية على احد بل إن ابسط الناس يستطيع أن يسردها وبكل تفاصيلها كيف ومع من تمت هذه المناقصة وغيرها وطريقة الشفط التي تم تخريجها وإذا كانت المؤسسات تعني باب شفط لهذا اللص أو لذلك البلطجي من الذين يركبون سيارات من عرق الفقراء ويخلقون التخلف والدمار للوطن يحسدهم عليها تيمورلنك وغيره من الغزاة الهمج الذين مروا مرور الجراد على الأوطان.... لم نسمع إلا ما ندر بأنه تمت محاسبة مسئول وتم تخليصه المسروقات مع أن قانون من أين لك هذا؟.... مازال ساري المفعول وليس صعبا على الأجهزة التي تحصي على المواطنين أنفاسهم أن تعرف الحقيقة بدقة إلا اذا كانت هي ضليعة في هذا النهب والسرقات وهي حامية اللصوص والفاسدين بينما يلاحظ بان كلمة حق قد تؤدي بصاحبها إلى السجن أو القبر أو إلى تجويع عائلته...
حادثة بسيطة تشاهدها كل يوم سأسردها بينما كنت في وطني ابحث عن ترقيع زاويتي من خلال معاملة بسيطة..
جاء مواطن معتر والعرق يتصبب منه وهو يلهث ووضع أوراق معاملته أمام الموظف وعلى ما يبدو كانت كاملة ومشرفة على الانتهاء اخذ الموظف يفتش بدقة فيها.... كنت انتظر بشغف عما ستتفتق عليه ذهنية الفساد وقهر المواطن... هذا بينما المواطن ينتظر بفزع..... غير معرف السبب..... وبعد أكثر من عشر دقائق كاملة من تفليش الأوراق والأخذ والرد رمى الأوراق أمام المواطن المنكوب قائلا: ينقصها طابع عمل شعبي – وهو طابع غير معرف الغاية منه ولا يتجاوز الليرات القليلة.
أجاب المواطن: ولكني وضعت الطوابع المطلوبة ولم يذكر احد من اللذين مررت عليهم هذا الطابع.... على كل سآتيك الآن بطابع عمل شعبي ؟
رد عليه الموظف: حاليا الطابع مفقود ولن تجده
رد المواطن: وما الحل
أجاب الموظف الجنرال: هذه مشكلتك وأنا شو دخلني؟
طيب بعدين منشتريه ومنحطه؟
رد القائد المظفر:
تريدني أن اخرق القانون والتعليمات؟
عندها لم أتمالك نفسي وقلت ضاحكا:
كم سعره هذا الطابع لديك؟
نظر شذرا وقال:
أستاذ كمل شغلك وماتتدخل
برقت عينا المواطن المنكوب وسحب مئة ليرة وقدمها للموظف الجنرال وهو يقول: معلم بيكفي
نظرت في الاتجاه المعاكس حتى أتابع نهاية المسرحية
هذه ستذهب إلى فوق وأنا شو بدي اخذ؟
طيب مية وخمسين بيكفي معلم ؟
ما يكفي
طيب معلم بيكفي ميتين ؟؟
منشان انو أخر النهار وحتى ما وجع راسي هات ميتين...شو بدي اعمل معك؟ هنا سحب المواطن ورقة أخرى عندها وبلمح البرق سحب الجنرال طابع العمل الشعبي – أو أللصوصي سموه كما تريدون ولصقه على الاوراق
- - معاملتك خالصة
- -كتر خيرك ويكتر من أمثالك أستاذ بارك الله فيك والله ابن حلال... ثم اخذ أوراقة كأنما يطير من الفرح...... تبعته وقلت له: لماذا أنت فرح هكذا ؟
- قال: يا أخي انا اركض من ثلاثة أيام في هذه الدائرة وهذا اقلهم وقاحة وسرقة ونصب كنت على استعداد لأدفع له 500 ليرة... طلع ابن حلال
- ...عندها ضحكت بكل قوتي وأنا أقول: وداعا يا وطن..... كنت وطنا..... وأصبحت مزرعة.
ملاحظة:
- لنفس السبب لم أتابع معاملتي الخاصة..... على أمل أن تأتي ظروف أفضل استجمع قواي ونقودي..... إذا لم ترقن معاملتي ويتم السطو على أرزاقي حكما سيكون معي طابع عمل شعبي...؟



#اسامة_نعيسة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطنه وتشليح الناس؟
- في هذا الزمن المقيت...؟
- ...!الأصلاح ليس نيات وشعارات....ومهرجانات تطبيل
- على هامش الرقص على الحبال...؟
- صبر جميل.....وبالمؤتمر.....؟
- علي العبدالله-اعتقال من اجل الاعتقال وحنين الاجهزة للماضي؟
- وطن الدراويش .... ورموز الانقاذ البعثي
- العصا والصفع عند السوبر معارضه
- رسالة حب وتضامن مع-مروان عثمان-
- معادلة لم تحل ...وطن...نظام...معارضة
- عيد بأي حال عدت ياعيد؟
- نحن من مرة فهل اهلنا في وائل؟
- حقيقة الأنتماء
- الاصلاح السياسي هو الاساس وهو البداية؟
- الجانب السري والمظلم من تاريخ البشرية ؟
- هل الفلوجة درسا لمن لم يعي الدروس بعد؟؟
- الخوف والجنون في عصر الاضطهاد والانحطاط؟؟
- ?الخوف والجنون في عصر الانحطاط
- العلم عند اصحاب العلم؟؟
- اشكاليات الحرية والديموقراطية في سوريا


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اسامة نعيسة - دولة المزارع ومزارع الدولة؟