أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تاج السر عثمان - نشأة وتطور الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية في السودان(2).















المزيد.....

نشأة وتطور الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية في السودان(2).


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4556 - 2014 / 8 / 27 - 21:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" السلطة تفسد ، والسلطة المطلقة فساد مطلق "
(مثل انجليزي)

تناولنا في الحلقة السابقة نشأة وتطور الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية، منذ فترة الحكم المايوي ،وحتي قيام انقلاب الجبهة الاسلامية بقيادة حسن الترابي في 30 يونيو 1989م،الذي مكن لها في الارض، وحددنا مصادر التراكم الرأسمالي لهذه الفئة وطبيعتها، وأن تلك المصادر كانت ولا زالت تقوم علي النهب والفساد اقتصاديا،والقمع سياسيا. وأن هذه الرأسمالية الطفيلية لم تستند علي قاعدة صلبة من الانتاج الصناعي والزراعي المستقل عن الدولة بما يضمن لها الاستمرار.
الطفيلية الاسلاموية تدخل مرحلة الفساد حتي نخاع العظم:
دخلت الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية في الفترة الأخيرة مرحلة التعفن والتحلل، والفساد حتي نخاع العظم، بحيث انتشر الفساد والفوضي بسبب غياب حكم القانون، واصبح شائعا مع الرشوة والمحاباة والاختلاس ، اي كل ما يضر بالمصلحة العامة للبلاد والعباد. بسبب استئثار فئة قليلة ضيقة من الطفيلية الاسلاموية بكل ثروات البلاد ونهبها.
تطور فساد الرأسمالية الطفيلية منذ الايام الأخيرة لفترة الحكم المايوي ، كما هو الحال في تخزين البنوك الاسلاموية العيش وبيعه باسعار عالية في مجاعة 1983م التي اجتاحت البلاد بسبب الجفاف والتصحر، وفي تزوير انتخابات 1986م، والتي صرفت عليها الطفيلية الاسلاموية اموالا باهظة.
وبعد انقلاب 30 يونيو 1989م، تمت مصادرة الديمقراطية ونشأت ظروف مثلي لازدهار الرأسمالية الطفيلية، والتي استفادت من مصادرة الحريات الديمقراطية، وقيام نظام الحزب الواحد الاسلاموي الشمولي المطلق الذي شكل مناخا مناسبا لانتشار الفساد المطلق ، وكان الفساد من المصادر الاساسية للتراكم الرأسمالي للطفيلية الاسلاموية والذي ارتبط بالاتي :
• نهب اصول القطاع العام عن طريق البيع والايجار أو المنح باسعار بخسة لاغنياء المؤتمر الوطني الحاكم أو لمنظماته كما هو في الحالات التي رصدتها الصحف الورقية والالكترونية مثل: السكة الحديد ومشروع الجزيرة،والنقل النهري والخطوط الجوية السودانية، وهيئة الموانئ البحرية ومصانع السكر والاسمنت ومؤسسة الاقطان والصمغ العربي ، والفنادق مثل: فندق قصر الصداقة ،وفندق السودان، ومؤسسة الاسواق الحرة ، ومعرض الخرطوم الدولي، وفندق القرين فيلدج، ونهب واختلاس وتصفية البنوك مثل: بنك نيما، وبنك النيلين،وهيئة الموانئ البحرية، وطريق الانقاذ الغربي، وشركات الاتصالات ، وشركةالخرطوم للانشاءات، واختلاس ديوان الزكاة بولاية الخرطوم،والصندوق القومي للمعاشات، والصندةق القومي لدعم الطلاب،وزارة العلوم والتكنولوجيا ....الخ.
• التسهيلات والرخص التجارية من وزارة التجارة والبنوك التجارية والاعفاء من الضرائب.
• الاعتداء علي المال العام كما هو واضح في التقارير السنوية للمراجع العام، وهو يوضح جبل الجليد الظاهر من نهب المال العام علي سبيل المثال: كان حجم الاعتداء علي المال العام كما جاء في تقرير المراجع العام للعام 2008 يقدر5,4 مليار جنية سوداني، ومن الصعب جدا لغياب المعلومات أن نعمل تقديرا دقيقا لحجم المال المنهوب ، ولكن ما ظهر من تقارير المراجع العام، والاختلاسات التي رصدتها الصحف اليومية في المؤسسات العامة والبنوك،يمكن تقدير أن ما اهدر من المال يقدر ب 25 مليار دولار في الفترة (1989م- 2009م) بسبب الفساد (سودانايل : 25/2/ 2010م )، وحسب تقرير منظمة الشفافية الدولية " تعد كل من الصومال والعراق وبورما وهايتي وافغانستان والسودان من اكثر الدول فسادا في العالم". ومثال آخر جاء في صحيفة الخرطوم بتاريخ: 15/7/2008م: "أن عملاء البنوك المتعثرين بلغ عددهم 237 من كبار رجال الاعمال ، وأن جملة الأموال المتعثرة 30 مليار جنية ، اي مايعادل 15 مليار دولار في ذلك الوقت".
• المرتبات العالية لمحاسيب وكادر المؤتمر الوطني الحاكم الذين يشغلون وظائف قيادية كما جاء في الصحف اليومية مثل مدير الاوقاف الذي كان يتقاضي اكثر من 500 مليون جنية ، وتجاوزات عقود الخبراء مثل الخبيران التي وصلت مرتباتهما الي 600 الف دولار...الخ.
• اعفاء شركات النظام الحاكم ومحاسيب المؤتمر الوطني من الضرائب والجمارك.
• تجارة الحرب كما هو الحال في حروب الجنوب ودارفور وجبال النوبا وجنوب النيل الأزرق، وتخصيص اكثر من 75 من الميزانية العامة للدفاع، اضافة لتجارة المخدرات كما رشحت في الصحف السيارة وتجارة البشر في شرق السودان.
• نهب عائدات البترول في سنوات استخراجه في الأعوام :1999م –2011 م ، وتقدر المصادر أنه تم نهب 60 مليار دولار من عائدات النفط في تلك الفترة، بينما بلغ الدين الخارجي 43 مليار دولار مقابل 12,9 دولار عام 1989م ذهبت اغلبها في مشاريع فاشلة تم نهبها مثل سد مروي. اضافة الي نهب عائدات الذهب والتي تم اطلاق العنان للتعدين العشوائي الذي يؤدي الي تدمير البيئة وموت المئات من المواطنين.
• المضاربة علي الاراضي والعقارات ، وقد اوضحت حرب الوثائق التي نشرت في الصحف الورقية والالكترونية حجم القطع من الاراضي والمزارع التي يمتلكها كبار قادة المؤتمر الوطني الحاكم مع توضيح مواقع المدينة والحي ورقم القطع والمساحة، اضافة الي الي الفساد في بيع اراضي السودان، علي سبيل المثال : تم بيع 90 الف فدان للبحرين، اي 42 الف هكتار من الاراضي التي تتميز بقربها من النيل وتحتوي علي مياه جوفية، بهدف استثمارها في الانتاج الحيواني والنباتي. ومثال آخر الاراضي الشاسعة التي تم بيعها لدولة الكويت والتي تساوي ربع مساحة الكويت كما صرح احد قادة الكويت.
• نهب اموال المعارضين السياسيين( الغنائم)، وتدمير الرأسمالية المنتجة التي كانت تعمل في ميادين الانتاج الصناعي والزراعي والحيواني، ومحاصرتها بالضرائب وتخفيض قيمة الجنية السوداني ، ورفع الدولة يدها عن خدمات التعليم والصحة ، واهمال تصريف المياه مما ادي كوارث السيول والامطار الأخيرة، وسوء التخطيط والفوضي والفساد ببيع اراضي سكنية للمواطنين في مجاري السيول ما ادي الي خسائر مادية باهظة زادت المواطنين فقرا علي فقر.كما تم تشريد حوالي 122 الف شخص من اعمالهم بسبب نشاطهم النقابي والسياسي ، واصبح مجالي التعليم والصحة من مصادر التراكم الرأسمالي ، واصبح كثر من 95 % يعيشون تحت خط الفقر.
• نتائج سنوات حكم الطفيلية الاسلاموية:
• نخلص مما سبق أن سنوات حكم الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية كانت الاكثر فسادا في تاريخ السودان، والاكثر ارهابا وقمعا بحيث استطاعت الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية انجاز تراكمها الرأسمالي بواسطة القمع حيث تم تشريد وتعذيب واعتقال الالاف من المعارضين السياسيين ومصادرة الحريات السياسية والنقابية،وتم توسيع نطاق الحرب ليشمل دارفوروجبال النوبا والنيل الأزرق وشرق السودان، وكانت النتيجة تمزيق اوصال البلاد واثارة النعرات العنصرية والقبلية، وانفصال الجنوب.
• كان من اهم سمات حكم الطفيلية الاسلاموية نقض العهود والمواثيق المراوغة والتفريط في السيادة الوطنية وبيع اراضي البلاد باثمان بخسة، والتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار، وتبديد الفائض الاقتصادي اللازم للتنمية من خلال تهريبه للخارج، والاستثمارفي النشاط العقاري في الخارج،وقدرت صحيفة امريكية أن رأس المال الاسلاموي في ماليزيا يقدر ب 22 مليار دولار، اضافة الي تبديد الفائض الاقتصادي في الصرف البذخي علي الاحتفالات والمؤتمرات والافراح والاتراح والتي تقدر بملايين الدولارات. اضافة الفشل في انجازالتنمية الاقتصادية والاجتماعية وفشل المشروع الحضاري بسبب انتشار الفساد في البر وفي البحر بسبب السياسات الخرقاء لحكام الطفيلية الاسلاموية، بل اصبحت ديون السودان الخارجية 43 مليار دولار . حتي وصل النظام مرحلة التفسخ والتعفن والتحلل الشامل، واصبح ممزقا بتناقضاته الداخلية ومحاصرا من المجتمع الدولي بسبب جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الانسان.
• وبالتالي اصبح لابديل غير تشديد النضال الجماهيري والمقاومة لسياسات النظام، ومواصلة التراكمات النضالية التي تصاعدت من خلال الانتفاضات السابقة مثل: انتفاضة سبتمبر 2013م التي هزت اركان النظام، والوقفات الاحتجاجية للعاملين في المستشفيات ضد الخصخصة، وطلاب جامعة الخرطوم ، واسر المعتقلين، وانتفاضات المدن والاحياء من اجل توفير خدمات المياه والكهرباء، ومقاومة النقابيين والمواطنين وربات البيوت للغلاء الذي اصبح لايطاق، ولاشك أن هذا التراكم النضالي سوف يصب في النهاية مجري الانتفاضة الشعبية الشاملة التي تطيح بالنظام وتلقي به في مزبلة التاريخ. ويتم استعادة الديمقراطية ، واستعادة اموال الشعب التي نهبتها الطفيلية الاسلاموية، وبناء دولة المواطنة التي تسع الجميع، ووقف الحرب والحل الشامل لكل مناطق السودان علي اساس التنمية المتوازنة والعدالة في توزيع الثروة والفرص، وتحقيق وحدة البلاد من خلال تنوعها وتعددها الثقافي والحضاري.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشأة وتطور الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية في السودان.
- ماهي الأسباب الأساسية للتخلف في السودان؟
- واقع القبيلة والقومية والامة والطبقات في السودان.
- الذكري 68 لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني
- الايديولوجيا ومتغيرات العصر.
- كيف تناول الحزب الشيوعي السوداني قضية استغلال الدين في السيا ...
- موقع التصوف في الفكر الفلسفي العربي الاسلامي ( الحلقة الأخير ...
- موقع التصوف في الفكر الفلسفي العربي الاسلامي(3).
- موقع التصوف في الفكر الفلسفي العربي الاسلامي (2).
- موقع التصوف في الفكر العربي الاسلامي
- كيف تناول الحزب الشيوعي السوداني قضية المرأة؟
- كيف تناولت الماركسية قضية المرأة؟
- عزيزاتي واعزائي كتاب وقراء الحوار المتمدن.
- رسالة الي قراء الحوار المتمدن - شكر وتقدير
- تاج السر عثمان - عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني - ...
- تعقيب علي د. سلمان محمد احمد سلمان: موقف الحزب الشيوعي السود ...
- يسألونك عن البديل لزيادة الاسعار؟
- الزيادات في الاسعار .. مزيد من افقار وارهاق الجماهير
- لا للتدخل الامريكي في سوريا
- تفاقم أزمة النظام والدعوة الي الحوار


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تاج السر عثمان - نشأة وتطور الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية في السودان(2).