أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر النابلسي - لماذا لم يُفتِ أحد بقتل ابن لادن حتى الآن؟














المزيد.....

لماذا لم يُفتِ أحد بقتل ابن لادن حتى الآن؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1278 - 2005 / 8 / 6 - 10:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وسط حشد كبير من الفقهاء والعلماء، افتتح "المؤتمر الإسلامي الدولي" الأول في عمـان (يوليو، 2005). وقد وصف قسم كبير من الإعلام العربي وبكلام تبجيلي واحتفائي كبير، بأن هذا المؤتمر الذي ضمَّ 170 مفكراً وفقهياً وسياسياً جاءوا من أربعين دولة، كان بمثابة تظاهرة ثقافية وفكرية لها وزنها ودلالاتها الواضحة في هذا الظرف الاستثنائي من حياة الأمة العربية والإسلامية. وربط هذا الإعلام بين هذا المؤتمر وبين ما يتعرض له الإسلام من غارة تستهدف تشويه صورته وأهدافه وتعاليمه، في ظل تقصير وعجز واضحين من قبل المؤسسة الدينية الرسمية وجمهور العلماء والفقهاء المعتبرين.
وقد خرج المؤتمر بجملة من التوصيات الرئيسية الروتينية والتي يتردد محتواها في أوساط كثيرة سابقة وخارج هذا المؤتمر، مرتبطة بإدانة العنف الأعمى- الذي يمارس في عدة دول باسم الإسلام- والدعوة إلى الحوار والتعايش بين أبناء المذاهب والطوائف الإسلامية المختلفة. وهي توصيات في مجملها لا تضع الإصبع على الجرح، ولا تشفى الغليل، ولا تداوي العليل. حيث لا يملك هذا المؤتمر السلطان اللازم لتطبيق هذه التوصيات.

لقد تساءلت الكاتبة والباحثة جوديا بيري عن مدى أهمية مثل هذه المؤتمرات، التي سبق وشهد العالم العربي والإسلامي العديد منها على المستوى الديني، أو على المستوى السياسي كمؤتمرات القمة وغيرها. فما هي المشكلة التي استطاعت مثل هذه المؤتمرات أن تحلها أو أن تضع حداً لتفاقمها؟

إن فاقد الشيء لا يعطيه.

إن كثيراً من العلماء والفقهاء الذين حضروا "المؤتمر الإسلامي الدولي" الأول في عمان، كانوا قد أصدروا فتاوى دينية تحرّض على قتل المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ تحت مظلة "الجهاد الديني". ولعل استشراء الإرهاب في العالم العربي على هذا النحو الذي نشهده الآن، كان سببه بالدرجة الأولى تشجيع كثير من الفقهاء على الإرهاب بغطاء ديني مزوّر ومختطف وغير سليم في معظم الأحيان. ولو كان هؤلاء الفقهاء الذين شجعوا الإرهاب بتلك الفتاوى الدينية المدوية على حق، لأفتوا كذلك بقتل ابن لادن وأيمن الظواهري والزرقاوي وكل قيادات "القاعدة" في كل مكان .

لقد ازهقت عناصر قيادة "القاعدة" أرواح الآلاف من الأبرياء المدنيين من عرب وعجم ومن النساء والأطفال والشيوخ ومن ليس له علاقة بالصراع الدائر الآن في الشرق الأوسط. فقد أصدرت مؤخراً جامعة "اكسفورد" احصائية تقول، بأن عدد القتلى في العراق وحدها، منذ عام 2003، بلغ 25 الفاً، منهم 111 رضيعاً، 2488 طفلاً، 2383 امرأة، 20081 مدنياً لا علاقة لهم بالصراع.

أفلا يتيح ذلك للفقهاء باصدار فتاوى تدين هؤلاء القتلة، وتحلل قتلهم والتخلص من شرورهم؟

أم أن الفقهاء في هذه الأحوال يلجأون إلى الإدانة والتنديد واطلاق شعارات التسامح والمحبة والتعاون.. إلى آخر هذه المنظومة اليوتوبية من الشعارات التي لا تساوى على أرض الواقع الحبر الذي كُتبت به والطعام الذي أكل من أجله، والمصاريف الباهظة التي صرفت لاقامة مثل هذه المهرجانات الدينية الاستعراضية الفارغة من القرارات الحاسمة التي يمكن أن تُطبق على أرض الواقع.

هل عدم صدور فتاوى دينية حتى الآن بقتل ابن لادن وعناصر قيادة "القاعدة" الأخرى الضالعة في العمليات الإرهابية التي تجرى الآن في العراق وفي السعودية وفي مصر والتي لا تحتاج إلى انتظار الأمم المتحدة لتعريف الإرهاب - كما يتعلل البعض - دليل قاطع مانع بأن كثيراً من الفقهاء الذين يدّعون بأنهم ضد موجات الإرهاب، هم في واقع الأمر وضمنياً، يتبنون هذه العمليات الإرهابية ويباركونها في سرهم وليلهم؟

أليس من البؤس، والتهافت، واغتيال العقل، وسوء السبيل، ونقصان الحس الإنساني، وعمى البصيرة الدينية، وضلال الطريق القويم، أن يزن بعض فقهاء الدين الإرهاب بميزانين ويكيلون بمكيالين، وهم الذين يعيبون على الآخرين من "الكفار" الكيل بمكيالين، ويطلقون على أنظمة الغرب "ذات المكيالين"؟ فيكون الإرهاب حراماً في الدوحة مثلاً، وتخرج مظاهرات الشيوخ لشجبه وادانته والتنديد به، ويكون الإرهاب في بغداد والرياض والقاهرة وشرم الشيخ وطابا وغيرها حلالاً زلالاً، واسترداداً لكرامة الأمة الإسلامية المهدورة كما قال مجدي حسين، الأمين العام لحزب "العمل" الإسلامي المصري في جريدة "الشعب" ؟

ان المهمة الأولى لفقهاء الدين اقامة موازين العدل والإحسان بين الناس، فهل من العدل والإحسان أن يُدان الغرب في اعتدائه على الشرق، ولا يُدان المسلم في قتل أخيه المسلم أو غير المسلم دون جرم؟

ان عدم صدور مثل هذه الفتاوى حتى الآن، هو الذي شدَّ من أزر ابن لادن وعناصره وقاعدته، وشجعهم على توسيع دائرة القتل والإرهاب في العالم العربي. بل إن عناصر القاعدة قد استمرأت الإرهاب، وأوغلت فيه عندما وجدت أن الغالبية من فقهاء الدين في العالم العربي تسكت عما تفعل، بل واعتبرت هذه السكوت مباركة لما تقترفه من جرائم. وعندما وجدت أن بعض الفضائيات تسارع الى نشر بياناتها وإذاعتها على مدار الساعة وتستفي الفقهاء والمفسرين لبيانات الارهابيين كضياء رشوان ومنتصر الزيات وغيرهما لإلقاء الضوء على هذه الدرر البيانية الارهابية.

من هو أخطر على الإسلام الآن: ابن لادن وعناصر "القاعدة"، أم سلمان رشدي في روايته السخيفة المبتذلة "آيات شيطانية" ؟

لماذا أُهدر دم سلمان رشدي وصدرت فتوى بقتله، ولم يُهدر دم ابن لادن والظاهري والزرقاوي، وجميعهم مسلمون؟

من كان الأخطر على الإسلام الآن وفي الماضي: ابن لادن وعناصر قاعدته، أم فرج فودة وحسين مروة ومحمود طه والصادق النيهوم وغيرهم من مفكري العرب المعاصرين، فلماذا صدرت فتاوى بقتل هؤلاء وقتلوا فعلاً، ولم تصدر فتوى حتى الآن بقتل ابن لادن وقادة "القاعدة"؟

ألسنا أمة المكاييل، وليس المكيالين فقط؟



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدستور العراقي ومسؤولية الليبراليين
- وباء الديكتاتوريات يلتهم المليارات
- كيف سيثأر العرب لقتلاهم؟
- كفى ضحكاً على ذقون الفلسطينيين
- العرب وصمت القبور !
- هل يريد الأصوليون حقاً قتل القمني، ولماذا؟
- سيّد القمني: بئس المفكر الجبان أنت!
- الليبراليون الجُدد أبناء المستقبل
- ذوقوا عذاب الإرهاب الذي كنتم به تستضيفون
- هل دُودَنا مِن خَلِّنا، أَمْ مِن خَلِّ الآخرين؟!
- -الإخوان الموحدون-، بدلاً من -الإخوان المسلمين-
- هل ستبقى المرأةُ السعوديةُ مُكرّسةً للعَلَف والخَلَف فقط؟!
- -الزلفيون- والمسألة النسوية السعودية
- لماذا العفيف الأخضر ضرورة الآن؟
- هل سيأتي الإخوان المسلمون بالطوفان الأكبر؟
- هل سيدخل الإخوان المسلمون القفص الذهبي؟
- كيف كانت الأصولية عائقاً سياسياً للعرب؟
- هل بقي ببيروت مكانٌ لقبر آخر؟
- حصاد التوغّل الأمريكي في الشرق الأوسط
- هل غرقت أمريكا حقاً في -المستنقع العربي-؟


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر النابلسي - لماذا لم يُفتِ أحد بقتل ابن لادن حتى الآن؟