أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان عبد الرزاق - العراق, سوريا. إلى أين؟















المزيد.....

العراق, سوريا. إلى أين؟


مروان عبد الرزاق
كاتب

(Marwan)


الحوار المتمدن-العدد: 4517 - 2014 / 7 / 19 - 16:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انفجار الصراع المسلح بين ثوار "العشائر"، ونظام المالكي الموصوف كنظام "شيعي"، يفتح البوابة الواسعة لحرب طائفية دموية مكشوفة، بين "السنة" و"الشيعة"، ليس في العراق وحده، إنما في كل بلاد الشام، والتي تتشابه في تنوع مكوناتها المجتمعية، والاثنية، والدينية، والقومية.
ويُضيف الصراع الدائر للقاموس السياسي الحديث مفردات جديدة، مثل انتفاضة "أهل السنة"، أو انتفاضة "العشائر". وهي توصيفات صادمة للعقول لأنها أولا: تشير بوضوح إلى غياب المجتمع المدني، والأحزاب السياسية الوطنية، وقيادة زعماء العشائر، والمرجعيات الدينية الطائفية للانتفاضة. وثانيا: لأنها تُعبر عن جوهر الصراع بشكل واضح ومكشوف، على انه صراع طائفي بين "السنة" و"الشيعة" على السلطة.
فالصراع الطائفي موجود في بلاد الشام، منذ اربعة عقود. منذ انقلاب طاغية الشام "الاسد الأب" في (1970) وتأسيسه لنظام أمني طائفي، والحرب الطائفية بين النظام والاخوان المسلمين في ثمانينات القرن الماضي. وكذلك الحرب الطائفية في لبنان(1975-1990)، والتدخل السوري(1976) في لبنان الذي منع قيام حكومة وطنية، وعمل على تصفية تيارات المقاومة الوطنية اللبنانية على يد حزب الله، ليتزعم هذا الأخير "المقاومة والممانعة" كتنظيم "شيعي" مغلق.
وعلى الطرف الآخر وصول طاغية العراق "صدام" إلى الرئاسة في (1979)، وتأسيسه لنظام أمني طائفي "سني"، شبيه بالنظام السوري، مع اختلاف الطائفة. والحرب الطائفية العراقية الايرانية(1980-1988)، واصطفاف طاغية الشام إلى جانب إيران. ثم سقوط طاغية العراق على يد الاحتلال الأمريكي، وتأسيس سلطة طائفية جديدة، بدعم ايراني، وهندسة أمريكية، وبروز طبقة سياسية قديمة-جديدة طائفية، متناحرة بالسياسة حينا، وبالعنف أحيانا اخرى. إلى أن وصل المالكي-الشبيه بالطاغية السوري الابن- إلى السلطة في(2006)، و ثم انتزاعه السلطة من إياد علاوي في(2010)، وتأسيسه لجيش ضم المرتزقة والميليشيات الشيعية التي تشكلت بعد سقوط صدام، وكذلك أجهزة امنية ارتكبت الفظائع، سواء بالقتل، أو الاعتقال، أو التهجير والتطهير الديني والعرقي، شمل مئات الآلاف من العراقيين، وخاصة طائفة السنة، والذين جرى ابعادهم عن مراكز القرار السياسي والعسكري بطرق مختلفة.
ولذلك لم يكن هذا الانفجار مفاجئا، انما هو محصلة طبيعية للصراع المستتر منذ عقود. وكانت الشرارة، إصرار المالكي على الاستمرار في السلطة، وهو شخصية مغرورة، يعتز بطائفيته، ومطمئن لدعم ايران والمرجعيات الدينية. فانتقل الصراع من ساحة السياسة، إلى ساحة الحرب، إلى صراع وجودي، ليشير إلى استحالة العيش المشترك تحت سقف واحد.
لكن التصريح الواضح والمكشوف بأن المتصارعين هم اتباع "يزيد" من جهة، واتباع "الحسين" من جهة ثانية، الذي لم يجف دمه بعد، ومازال يغذي روح الثأر والانتقام، والحقد الاعمى، يُعيدنا إلى الى الوراء لأكثر من الف واربعمائة عام. الى معارك الجمل، وصفين، وكربلاء (680م-10 محرم61 للهجرة). فراية "تارات الحسين" مازالت تلاحقنا، وقميص عثمان يبحث عن قاتله!!. وهنا نجد السبب العميق لاستمرار هذا الصراع المميت والمدمر.
والحقيقة، أن هذا النكوص ليس مستوردا من الخارج، أو غريبا عنا. انه تاريخنا الذي يلاحقنا ولم نكن قادرين حتى الآن الانفلات منه. مازال يحاصرنا ويعمي عيوننا وقلوبنا. ويدمر حاضرنا، ومستقبلنا، دون أن نعرف الإجابة على السؤال الهام: لماذا مازال الماضي مستمر في حصارنا، ويلتهم حاضرنا"؟ وكيف يمكن الخروج من ظُلمات تاريخنا العتيد.
المشهد يُشير إلى أن الكل يخفي حقده التاريخي وراء الدعوات الزائفة للسلام والتعايش المشترك. و"الكل يحارب الكل"، وفق مبدأ هوبز الشهير "الانسان ذئب للإنسان الآخر". بهدف السيطرة على السلطة واخضاع الآخر. والذئبية نراها بأعيننا في المرحلة الراهنة، حيث يغيب العقل، والواجب الاخلاقي، ويسود المكر والخداع، والفظاعة في قتل وتدمير الآخر.
والكل يتحدث باسم الوطن. لكن لكل فئة وطنها الخاص التي تحاول ان ترسمه وفق ايديولوجيتها المذهبية المغلقة، ولا تقبل بالآخر كإنسان، أو كمواطن، إنما كرعية عليها تقديم الطاعة. وإلا فالرعية كافرة، وارهابية مرتبطة بالخارج، يجب القضاء عليها، وفق مبدأ طاغية الشام الجديد "إما أنا، أو أحرق البلد".
هذا الوطن الذي رسمه سايكس وبيكو منذ حوالي القرن. سيطرت عليه ميليشيات طائفية، وحولته إلى مزارع خاصة، وقسمت المجتمع إلى طوائف واثنيات متناحرة، وبالتالي لم تتشكل هوية وطنية واحدة، ودولة وطنية ينتمي اليها الجميع. حتى أن ابن الموصل ينتمي إلى حلب أكثر من النجف. وابن حلب أقرب إلى طرابلس من اللاذقية!!.
والكل-أي "النخب السياسية"- يتهم الكل، بالارتباط بالخارج، والكل مرتبط فعليا بالخارج. لكن اعتبار هذا الخارج هو المسؤول الاول، هو تغطية عن فشلنا في بناء الدولة الوطنية. هذه الوطنية التي اقيمت وفق الخرائط الاستعمارية، وسيطر عليها كغنيمة الطائفيون الجدد تبين الى حد كبير كم هي مزيفة. لأن الطائفية لا تؤسس للوطنية. والوطنية بدون الحرية مزيفة، شعار زائف للمستبدين. والتجربة اللبنانية تشير إلى ان الطوائف وديمقراطيتهم، أو التوافق على المحاصصة الطائفية، لم تُجنب لبنان الحرب الاهلية، وهي مرشحة دائما لعودة هذه الحرب من جديد.
والكل يستنجد بالخارج لوضع حد للانفجار الراهن، وخاصة امريكا، للوقوف ضد الطرف الآخر باعتباره الارهابي الاخطر في العالم!. والكثير من المحللين يعتبر أن أمريكا هي السبب لأنها دمرت جيش صدام واجهزته الأمنية الطائفية، مع انه من المفترض تدمير أو تفكيك كل البنى أو الميليشات العسكرية والأمنية الطائفية، لكن ليس على يد الاحتلال الامريكي، بل بثورات شعبية وطنية تؤسس لجيش وطني، وبناء الدولة الوطنية.
لاشك بأنه "لو" عملت النخب السياسية بعد سقوط صدام على بناء دولة مدنية ديمقراطية حقيقية، لما وصل الصراع الى حد الانفجار المسلح المفتوح كما نراه الآن، لكن التاريخ لا يقبل كلمة التمني "لو". "لو" حصل كذا، فالنتيجة ستكون كذا. والسؤال الأهم هو تفسير عدم قيام هذه الدولة المنشودة التي تعبر عن الارادة العامة للجميع؟ ولماذا أيضا استمرار سيطرة الطبقة السياسية الطائفية في كل بلاد الشام؟
سيقدم هذا الانفجار شحنة طائفية كبيرة لبلاد الشام، وخاصة إلى سوريا المتفجرة منذ سنوات، ولبنان الجاهزة للانفجار. حيث سيزداد النظام السوري طغيانا، وسيتوسع القتل الطائفي، بعد أن تبدد حلم الهلال الشيعي البغيض، الشبيه بأحلام "داعش" الصاعدة والتي لن تستمر طويلا. وسيستمر الانقسام السياسي والعسكري والجغرافي ربما لسنوات طويلة. دون أن يكون هناك حل سياسي وطني في المدى المنظور. بانتظار سايكس وبيكو جديد، أو نهضة وطنية حقيقية يقودها شباب الثورة الجدد، ويعيدوا بناء الدولة-الامة، الدولة الوطنية الديمقراطية العلمانية، كما فعلها الاتراك قبل قرن من الزمان.



#مروان_عبد_الرزاق (هاشتاغ)       Marwan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية والسلم الاهلي
- هروب المثقف من الثورة السورية
- مؤتمر جنيف(2) والسلام المفقود في سوريا
- الثورة السورية-غياب السياسة
- الانقلاب العسكري في مصر وعودة النظام السابق
- من أحاديث الثورة السورية(1) طبيعة الثورة– العسكرة والاسلام- ...
- هل يمكن تفادي الحرب الأهلية القادمة في سوريا
- مسقبل الثورة السورية
- آفاق الثورة السورية
- عودة السياسة الى المجتمع السوري والحوار الوطني
- ربيع الحرية العربي(2)-محاولة للفهم
- ربيع الحرية العربي(1)-محاولة للفهم
- ثقافة الهزيمة والحرب الإسرائيلية السادسة
- ثنائية الدولة والمقاومة في لبنان
- الانتخابات والديمقراطية
- الوطنية السورية: بين الحلم والواقع
- تفكيك الاستبداد: بداية التغيير الوطني الديمقراطي في سوريا:
- سوريا: من سيكون المنقذ ؟
- سوريا: من سيكون المنقذ؟
- إعلان دمشق :هل يشكل خطوة الى الأمام؟


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان عبد الرزاق - العراق, سوريا. إلى أين؟