أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أشرف طانطو - الشعب يريد مشاريع إجتماعية ، فوفروا قففكم وصداقاتكم الرمضانية














المزيد.....

الشعب يريد مشاريع إجتماعية ، فوفروا قففكم وصداقاتكم الرمضانية


أشرف طانطو

الحوار المتمدن-العدد: 4516 - 2014 / 7 / 18 - 10:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الشعب يريد مشاريع إجتماعية ، فوفروا قففكم وصداقاتكم الرمضانية :


من الناحية الفلسفية تعتبر الفنون والعلوم الإنسانية ، رافعة من روافع النضال والتدافع والحراك المجتمعي ، جنبا إلى جنب مع الأحزاب السياسية وباقي القوى المدنية الحية ، رغبة في مجتمع ديمقراطي قوامه العدالة الإجتماعية حيث يشكل الفرد المواطن جوهر وصلب كل السياسات والبرامج التنموية ضمانا له في عيش كريم وتوازن صحي عضوي ونفسي ، فأصل كل الكوارث الإنسانية والصحية الفقر والهشاشة الإجتماعية.
و دائما ما كانت العلوم الإنسانية ، تشكل قلقا للنظام المغربي ، والتصريح الأخير للسيد الداودي بخصوص كليات الأداب والعلوم الإنسانية يوضح هذا الأمر ، ويؤكد النية المبيتة لإقبار الجامعات العمومية ومحاصرة الفكر النضالي التقدمي من داخل الجامعات..
ولطالما شكل التعبير الأدبي العميق قوة تأثيرية ، قضت مضاجع رؤساء وحكام كثر منذ غابر الزمان...في هذا الصدد وإرتباطا بعنوان الموضوع أعلاه إخترت مقولة عميقة ، للإستئناس وتفسير معطيات المقال ، تدل على الفساد والدكتاتورية المعاشة في الأقطار العربية ، للروائي والقاص والصحفي الكبير الفلسطيني غسان كنفاني رحمه الله :
يسرقون رغيفك .. ثم يعطونك منه كِسرة .. ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم .. يالوقاحتهم.
في كل رمضان يطلع علينا الإعلام الرسمي بصور فيها من الدلالات الإحتقارية للمواطن المغربي الشيء الكثير ، صور تكرس العبودية وتطبع مع الدكتاتورية ، نعم إنها لحظات توزيع القفف الرمضانية وكميات من الحريرة على شعب مقهور يعيش الأزمات تلو الأزمات ، مشاهدا بأم عينيه ثروات بلاده تنهب ولا حسيب ولا رقيب...

قد يتساءل أحدهم ويقول بأن رمضان شهر الإحسان وبأن الإسلام يحث على التصدق ، هذا صحيح ، ولكن لنضع النقاط على الحروف ونحلل الأمور سياسيا...

حسنا ، حينما نرى توزيع القفف ( التقدية ) على المعوزين ، نؤطر هذه المبادرات في الشق الإجتماعي ، هذا المجال المتأزم بالمغرب حيث الفقر والبطالة وتدني مستوى العيش...

إذن منطقيا هذه المشاكل الإجتماعية تحتاج لمشاريع وخطط سياسية وإقتصادية حقيقية للخروج من هذه البؤر السوداء ، وليس للتصدق على الناس بمؤونة لا تتجاوز 100 أو 200 درهم .

تتطلب إنتاجا للثروة وتوزيعها توزيعا عادلا على الشعب المغربي ، محاسبة ناهبي المال العام الذين خربوا البلاد منذ فجر الإستقلال إلى الان ، محاربة إقتصاد الريع الذي فقر جل المغاربة وجعل العديد منهم يفكرون في ترك هذا الوطن وركوب قوارب الموت...
سياسيا هذه الصدقات ( المهينة ) يمكن وصفها بالعبثية والشعبوية الفارغة ،الهادفة لذر الرماد في العيون و محاولة تغطية الفساد السياسي ، ضمانا لشرعية دينية وتاريخية اكل عنها الدهر وشرب ، فالديمقراطية لا تؤمن سوى بالسياسات والبرامج المجتمعية الواقعية ولا يهمها لا دين ولا تاريخ...

هذه التصدقات تنقص من الكرامة وتسيء لصورة الدولة خارجيا، فالشعب المغربي يحتاج لإستراتيجيات واضحة لضمان العيش الكريم وتوفير على الأقل ضروريات العيش ، للتغطية الصحية والسكن اللائق على غرار مواطني الدول الديمقراطية ، ولا يحتاج لإلتفاتات بطابع الإحسان السلبي...

قد نتقبل هذه الأشياء الإحسانية من أناس عاديين ( محسنين ) في إطار التضامن الأسري أسري ، ولكن لا ولن نقبله من أعلى سلطة في البلاد المطالبة بإيجاد حلول واقعية للأزمات وليس بتوزيع الفتات على الناس في جو وطابع يسوده البؤس والإحتقار و يكرس منطق التسول.
فالدولة مطالبة بتمكين المواطنين من حقوقهم المشروعة في كل المجالات .
هذه أمور تبين بالواقع الملموس إلى أي درجة نحن بلد ديمقراطي وإلى أي حد الدولة تحترم نفسها ومواطنيها ...بل تسيء إلى الدولة التي لا زالت تتعامل بعقليات تقليدانية تعيدنا لزمن السلاطين المسيطرين على كل الخيرات مقابل رعاع أو عبيد من الناس .

والمحزن أكثر في هذه التفاهات ، هو الموقف البشع للإعلام الرسمي الذي يساهم في تجهيل الناس وإخفاء الحقائق ، عوض أن يقوم بدوره الأخلاقي المتجلي في الضبط الإجتماعي ، بمعنى أن يدافع الإعلام عن الأمور الإيجابية بالمجتمع ويحارب السلبية منها ويشارك في المأسسة للمسلسل الديمقراطي ، بنفس الطريقة التس يشتغل بها الإعلام الغربي النزيه.

لكن المواطن مسؤول عن هذا الواقع المزري ، حينما يقف موقف حياد من الأحزاب ولا ينخرط بكثافة من أجل التغيير ، حينما يدفع الرشاوي مقابل الحصول على حقوقه المواطنتية ، حينما يبيع نفسه وصوته الإنتخابي مقابل ثمن بخس ، حينما يحرق نفسه أمام البرلمان عوض التوجه للقضاء ، حينما يصطف للقبول بصدقات مهينة ويمسك القفف الرمضانية بكل فرح ...

أخيرا ، ولهذه الأسباب والسلوكيات دائما ما أومن بضرورية فصل الدين عن السياسة ومحاربة الأحزاب الإسلاموسياسية ، لأن الديمقراطية عبارة عن برامج وخطط سياسية واقعبة برغماتية بعيدة كل البعد عن الطابع الإحساني والإسترزاقي بالدين بغية في الحكم والسلطة ، ولهذا أيضا أنا ضد كل المبادرات الجمعوية التي تسترزق على حساب هموم وفقر المواطنين ، بالتوزيع عليهم بعض المأكولات والملابس التي لا تغني ولا تسمن من جوع ، ففط تسيء وتحط من كرامة الأشخاص.

وفروا قففكم وحسناتكم ، على الأقل حفاظا على الحد الأدنى من ما تبقى من كرامة المواطنين ، كرامة أهينت لسنوات بفعل فساد سيساسي وهشاشة إجتماعية ، لعلكم ترحمون.
وعوض الإهتمام بقضية غزة ورابعة وغيرهما ، حبذ لو كرسنا الجهود لحفظ كرامة مواطنينا أولا قبل كل شيء ، وهذا أدنى مسؤوليات الدولة والأحزاب تجاه الأفراد.



#أشرف_طانطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإفطار جائز بالنسبة للاعبين المحترفين
- كأس العالم ، البرازيل ، بين الرهانات التنظيمية والإحتقانات ا ...
- العهدة الرابعة : العسكر، الديمقراطية والشعب الجزائري :
- دم المصريين برقابكم ايها الاخوان، فأحقنوه :


المزيد.....




- وزير إسرائيلي لنتنياهو: يجب استبعاد أردوغان من أي دور في مفا ...
- عدوى احتجاجات الطلاب تصل إلى جامعات أستراليا.. والمطالب واحد ...
- -حزب الله- ينشر ملخص عملياته ضد الجيش الإسرائيلي عند الحدود ...
- كينيدي جونيور يعارض ضم أوكرانيا للناتو
- لم يبق سوى قطع العلاقات.. تركيا توقف التجارة مع إسرائيل
- اشتباكات مع القوات الإسرائيلية شمال طولكرم وقصف منزل في دير ...
- الاتحاد الأوروبي يعتزم اتخاذ إجراءات ضد روسيا بسبب هجمات سيب ...
- شهداء ودمار هائل جراء قصف إسرائيلي لمنازل بمخيم جباليا
- اشتباكات بين مقاومين والاحتلال عقب محاصرة منزل في طولكرم
- وقفة أمام كلية لندن تضامنا مع الطلاب المعتصمين داخل الحرم ال ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أشرف طانطو - الشعب يريد مشاريع إجتماعية ، فوفروا قففكم وصداقاتكم الرمضانية