سلاما سيد الوجع

يحيى رمضان حمادي

الحوار المتمدن-العدد: 4515 - 2014 / 7 / 17 - 22:27
المحور: الادب والفن
    

الوجع آخر المغنيين في جسدي المتعب تصحو الأحوه والياويل لتغرق محطات الترقب للغارقين في ذاكرة الغيم ، من دهلة الغراف وجسر الدوب ترسم عروس التمني دمعة مالحة لعصابة أمي السومرية وهي تحمل قدرها المملوء بأحلامنا التي لا تتعدى ركن الشارع ونحن نسابق الخطى حفاة تسلخ اجسادنا حرارة البازة التي ملننا تفاصيلها، نستفيق على صراخ ( زهريه) وهي تندب رحمن الذي جائها ملفوفا بالعلم ( إليه موش إلك شدو الشبليه) وتردح معها نساء المحله حبا وشفقه ، مغادرا الى حيث اللاعودة هكذا كنا ننتظر ونحن صغار كيف تكبر جراحنا في وطن الوجع ، تمضي زهريه الى حيث رحمن ونبقى نعزف احزاننا في كل الحروب التي تملطخ بها المساكين بلا درايه .
أمي ودعتهم واحدا تلو الأخر كلما تلونت بالأسود زادها أنليل سمارا سومري ولهجة غارقة في المسلات وكلما ناشدتها الهرب غنت مع الليل الموحش وسقف الصريفة وهو يعانق السماء لتبكيه بحبات المطر ( الله ياهل وطن شمسوي بيه الله ) سأبكيك ايها الوطن الذي لن يصحو ! وكيف يصحو والدماء بوابة للجنة ، ايتها الجنة التي مفاتيحك المسكين من وطني أغلقي ابوابك بوجه القادمين من الصحراء شفقةٍ بنا نحن الراكضين بقلوب راقصة نحو الحب والجمال .
الغيم الموحش يمنح روحي صفنة مجانين واتوه في رائحة مرقد حبيب اليتامى والمساكين وانا اتوسل شجاعته وكرمه وبلاغته وقراب الماء وقدور الآكل الممتلئه للمشردين والفاقدين والجياع ، علي صديقنا نحن اللذين لاحول ولاقوة أما آن لك أن تخلصنا منهم من يرقصون على جراحنا بسمك ويسرقون بسمك وينعشهم البخيخ ونحن اصدقائك الفقراء يسمطنا الحر والخوف ننتظر لسعتك لعقيل وغضبتك لليتامى وروحك النقية لهذا الوطن الذي أنهكه السراق والقتله ، حبيبي علي سلاما عليك من تلعفر وطوز خرماتو من الموصل والأنبار من مدينة الثورة وشوارع الجنوب من الماء والشجر من النخل في البصرة ومن أبار النفط وهي تختنق في جيوب الساسة ، سلاما عليك من الثكالى والأرامل من ابناء الأزقة المتعبة ومن صينية الفطور الفارغة الا من شوربة العدس وهي تشكو الوحدة بسبب البطاقة التموينية ، سلاما عليك من وطني العراق من سنته وشيعته ومسيحيه وصابئته ، منا جميعا سلاما صديقنا العظيم ليتك ايها النقي تمنحنا النقاء مللنا العويل


يحيى رمضان حمادي

#يحيى_رمضان_حمادي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل