أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء غالب حمودة - العراق 2006 العراق 2014















المزيد.....

العراق 2006 العراق 2014


ضياء غالب حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 4504 - 2014 / 7 / 6 - 18:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أيلول من العام 2005 قال وزير الخارجية السعودي امام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الاميركي
ان الولايات المتحدة سلمت العراق لإيران دون مبرر وان المضي في هذه السياسة سيؤدي الى نشوء حرب أهلية
في البلاد ...كلام الوزير السعودي كان يعد الاحتجاج الأقوى من قبل المنظومة العربية على دعم الولايات المتحدة
كما بدا حينها لإقرار الدستور العراقي الذي ضمن مصالح الكرد وترك عرب العراق لسلطة الصناديق العددية التي
ستميل حتما لصالح الأكثرية الشيعية بعد ان عامل الدستور العراقي الشعب على اساس مكونات منفصلة ( حسب
وجهة النظر السعودية) مما سينتج هيمنة للشيعة القريبون من ايران وأبعاد للسنة من مركز التأثير وصناعة القرار
لبلد حكموه اكثر من ثمانين عاما من تاريخه الحديث وما سيكون عليه الامر بالمحصلة من تهديد للمصالح العربية
في العراق لصالح النفوذ الإيراني الذي بدا محوره سيكتمل بوجود العراق كحلقة وصل جيوسياسية بسوريا ولبنان
الأميركيون الفاعل الكبير في العراق حينها كانوا يدركون انهم يتعرضون لضغط إيراني مع حلفاءهم السوريون لأنهم
يرون في الاميركان المشروع الذي سيطيح بأنظمتهم فكان ان استخدم هؤلاء كل الأوراق الممكنة وبكل أشكالها
الفكرية والمذهبية في سبيل إرهاق الأميركيون في العراق وقلب مشروعهم الى صالحهم تماماً ...كل هذا جعل
الأميركيون ومؤسساتهم العتيدة تتعاطى بصورة براغماتية مع احتجاجات المنظومة العربية في العراق مع حدود
لهذا التعاطي يفرضه الواقع العراقي والدعم العربي لهذا الاتجاه والذي بدا انه فقد جارا مهما للعراق رفض ان
يكون جبهة مباشرة ضد النظام الناشىء في بغداد بعد ان ضمن امدادته الاقتصادية ( النفطية خصوصا ) من
الجار الذي تعوددت مصافي الأردن على بتروله .
لم تكن تفجيرات فنادق عمان في تشرين الثاني 2005 بعيدة عن إطار يفرض ان لا يكون الأردن بعيدا عن المصالح العربية
فالاردن لا يعيش خلف المحيط انه هنا حيث المنطقة الأهم في العالم ...
دخول الأردن في جبهة الضغط العربية صاحبه رؤية دبلوماسية تميز بها الأردن منذ تأسيسه فهذا البلد المحدود الموارد
لا قدرة له في الدخول بمحاور للصراع قد يطيح بواقعه الهش ما فرض جنب المشاركة في الجبهة العربية رؤية للحل
عبر سياسة إدارة التناقضات التي يجيدها الساسة الأردنيون تماماً ...
الاميركيون من جانبهم وفي ظل ضغط الواقع العراقي واختلاف الرؤية للمؤسسات الاميركية مال باتجاه تهدئة المخاوف
العربية وأبعاد خطر الإرهاب عن الولايات المتحدة بجعل العراق جبهته الاولى ... بمعنى اخر استقطاب كل الخلايا
النائمة والصاحية نحوه والبدء بطريقة الإسفنجة لمعالجته ولحين حدوث ذلك يكون هذا نوعا من تهدئة المخاوف العربية
بأنتظار ما يفرضه الواقع من حلول سيكون اهم مافيها المصالح الاميركية طبعا..
بعد هذا الضغط السياسي العربي في نهايات عام 2005 ومضي العراق المنقسم على نفسه بشدة الى إقرار الدستور
بدا الامر في بدايات العام 2006 وكأن الولايات المتحدة ستغير جزءا كبيرا من الواقع على الارض فكان ان استحوذت
المليشيات السنية على كل المحافظات ذات الأغلبية السنية في الانبار والموصل وصلاح الدين وديالى وصولا الى
العاصمة حيث سيطرت هذه المليشيات على مناطق الدورة والسيدية والعامرية والجهاد والرضوانية والغزالية ومنطقة عرب جبور
الواسعة وحي الأعظمية والى اجزاء من محافظة بابل فيما عرف بمثلث الموت في اللطيفية المحمودية والإسكندرية ... لم تكن هذه
السيطرة من فراغ او دون مدلولات سياسية ضاغطة راقبت فيها الولايات المتحدة نتائجها المتحققة على الارض بحذر شديد
لا سيما ان القوى السنية المسيطرة كانت تحت لافتة مجلس شورى المجاهدين الذي ضم كل الفصائل الرافضة للواقع
السياسي الجديد في العراق وحصتها المحدودة في ظل دستور سيجعلها أقلية غير مؤثرة وكان في مقدمة هذه الفصائل
ورأس الرمح فيها هو تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بقيادة ابو مصعب الزرقاوي ...
الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت فيه هذه المليشيات هو مشاركتها لتنظيم القاعدة في حربها على النظام الجديد في العراق
ويبدو ان المصلحة الاميركية لوجوده وتجميع كل أنصار هذا التنظيم من كل دول العالم في العراق لإبعاد خطره عن الولايات
المتحدة لم يكن ليقاوم من قبل مليشيا محدودة الإمكانيات مقارنة بهذا التنظيم الشرس والمصلحة الاميركية في وجوده داخل
العراق فكان ان قام تنظيم القاعدة بتفجير سامراء في شباط 2006 ليبدأ بعدها الشيعة بردات فعل انتقامية لم تكن متوقعة
أطاحت بالكثير من رؤؤس هذه المليشيات وطردت كثير منها خارج العاصمة مع عشرات الآلاف من الأبرياء من المجتمع السني
الذي دفع ثمنا باهظا في بغداد مهد لحل سياسي قبل به الجميع جعل من القاعدة العدو المشترك وضرورة إنهاءه جنبا الى جنب
مع الحل السياسي الذي لعب الأردن فيه الدور المحوري .... وكانت باكورة الإنجازات الاردنية استمكانها لأبو مصعب الزرقاوي
في ديالى ناحية هبهب في حزيران 2006 بقصف أميركي
كان لقاء عمان في كانون الاول 2006 تاريخيا ومهما حيث التقى الرئيس بوش برئيس الوزراء نوري المالكي ووضعت فيه أسس
المرحلة القادمة بعد فشل خطة احتلال وعزل اكثر من نصف بغداد والمحافظات السنية عن واقع الدولة المهيمن عليها من قبل الاميركان
في ذلك الوقت والتقى بعدها الرئيس بوش في واشنطن بالزعيم الشيعي عبد العزيز الحكيم والأمين العام للحزب الاسلامي السني طارق
الهاشمي بالاضافة الى القيادة الكردية ... أفضت هذه اللقاءات الى اتفاقات رئيسية منها سماح الاميركان للحكومة العراقية تنفيذ حكم
الإعدام بصدام حسين وقيامها بالقضاء على المليشيات الشيعية التي تغولت وسيطرت على الشارع الشيعي وقيام الفصائل السنية بالقضاء وطرد
تنظيم القاعدة من خلال تشكيل مجالس الصحوات المدعومة أميركيا مع وعد أمريكي بزيادة عديد قواتها في العراق من 130000 جندي ألى حوالي 170000 جندي
تنفذ اغلب ما اتفق عليه في الجانب العسكري مع مراعاة تنفيذ الجانب السياسي القاضي بإشراك السنة بصورة حقيقية في القرار السياسي العراقي
ماان حل عام 2008 حتى بدا وكأن العراق يعيش ربيعا سياسيا لأول مرة منذ غزوه عام 2003 وبرز نوري المالكي كواجهة سياسية معتدلة ستعبر بالعراق
من محنته القاسية ....
الطموح السياسي للمالكي واستغلاله للدعم الشعبي المتأتي من السلام الهش الذي تحقق بفضل اتفاق كل القوى السياسية ومحاولة تجييره له فقط
واستغلاله للرغبة الاميركية للخروج من العراق بعد سنين أرهقت الأميركيين وأوصلت للبيت الأبيض القوى الراغبة بالتغيير والانسحاب من العراق بعد ترك
المالكي المتصالح مع السنة والأكراد حسب رؤيتهم جعل منه يمضي حثيثا في بناء نفوذه بعد الاتفاق الإيراني الاميركي على تجديد ولايته الثانية على حساب
منافسه علاوي لضمان انسحاب آمن للولايات المتحدة من العراق ..
وصل العراق الى عام 2014 وسط احتقان سياسي كبير مع كل الشركاء الذين ارسوا نوعا من السلام القلق عام 2008 ليتفق الجميع على ضرورة وضع حد
للرجل الذي ربما لن يقبل ان يشاركوه السلطة منذ الان تحت شعار الأغلبية السياسية وهو الذي أقصى شركاؤه السنة عشية خروج القوات الاميركية من العراق
نهايات عام 2011 وممثلهم الرئيسي طارق الهاشمي ودخل في صراعات مع الكرد الذين ينتظرون الفرصة لإعلان دولتهم الحلم
لا يمكن فصل ماحدث عام 2006 عن مايحدث اليوم 2014 لكنه اليوم أشد حيث اصبح المالكي جزءا من المحور الإيراني وكان عاملا فاعلا في دعم نظام الرئيس
الأسد رغم مصلحة العراق في ذلك وخوفه من نشوء دولة سنية متطرفة على حدوده الغربية بعكس الرؤية الاميركية التي ترى ان الاخوان المسلمين هم البديل الأفضل
لمصالح الولايات المتحدة والمنطقة من الأنظمة الدكتاتورية العلمانية والتي من تحت عباءتها نمت كل قوى التطرف وهددت وضربت الولايات المتحدة في سبتمر 2001
مما جعل المالكي مهددا للمصالح الاميركية رافقه الاعتراض الكردي والسني وحتى الشيعي الذي لم يستطع لجم نفوذه المتنامي وفشل محاولاتهم في الإطاحة به
من خلال سحب الثقة عام 2012

ماحدث في حزيران 2014 والموقف الاميركي منه يدل على ان الأميركيين يريدون تغيير البنية السياسية للحكم في العراق ومن خلال الدستور نفسه ... السماح لتنظيم
داعش وهو الوريث الشرعي لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين والممسوك تماماً اليوم في تحركاته المحسوبة والتي فشلت في دخول بغداد وفرض واقع لا يمكن إغفاله ان
حصل في مفاوضات توزيع السلطة والثروة من جديد حسب رؤية أميركية لم تتوقع رد فعل المرجع الأعلى للشيعة والذي كما يبدو أنقذ رأس المالكي وارجع المبادأة للجيش
العراقي المشتبك مع القاعدة على حدود تكريت والذي جعل الأحزاب الشيعية المعارضة تدرك ان احداث الموصل لا تقصد الإطاحة بالمالكي حسب وإنما تقليص النفوذ الشيعي
في البلاد او حتى تهميشه تماما ... واقع القوات المتحاربة على الارض اليوم أنتج واقعا سياسيا جديدا فالاكراد تمددوا الى كركوك والدولة الاسلامية واقع خطر من الرقة الى تكريت
مع احتفاظ الشيعة بسامراء وديالى ونفوذهم في الانبار المتحالف اغلب عشائرها مع المالكي جعل المجتمع السني المعتدل هو الخاسر الأكبر من عراق 2014 كما كان خاسرا في
في عراق 2006 لصالح المتطرفين ونجاحه في استعادة المبادرة منهم وبمساعدة أميركية وعراقية وعربية ...فهل نشهد هذه المساعي مرة اخرى
الرسالة الاميركية هذه المرة اكثر وضوحا ... اما انتاج حكومة عراقية تتشارك السلطة فيها كل المكونات وأما بقاء دولة الخلافة كجار مزعج تعتقد الولايات المتحدة انه مسيطر
عليه حاليا بمعنى على الإيرانيين إيقاف هلالهم الشيعي مقابل إنهاء دولة الخلافة في سوريا والعراق وتنازلات اخرى تخص الملف النووي الإيراني ... سنرى حدود الصبر الإيراني
واليراغماتية الاميركية والمصالح العراقية في عراق 2014.






#ضياء_غالب_حمودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء غالب حمودة - العراق 2006 العراق 2014