أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سمير الحمادي - في بؤس الإعلام المصري














المزيد.....

في بؤس الإعلام المصري


سمير الحمادي

الحوار المتمدن-العدد: 4502 - 2014 / 7 / 4 - 20:47
المحور: الصحافة والاعلام
    


الذي يتابع ما ينشره الإعلام المصري (الفضائيات خصوصاً) عن الإخوان المسلمين منذ ثورة 25 يناير سيخرج بنتيجة واحدة مفادها أن هؤلاء (أي الإخوان) مسئولون تماماً وكلياً عن كل الحوادث والكوارث والمصائب والنوائب والجرائم والجنايات والجنح والمخالفات التي مرت على الأرض منذ عهد جدنا ادم حتى اللحظة (ألم يقل المذيع المفوه محمد الغيطي في برنامج له على قناة "التحرير" إن الإخوان المسلمين هم "السبب في سقوط الأندلس"؟؟؟).

بل إن الشيطان نفسه إذا سمع كلام الإعلام المصري عن الإخوان سيخاف ويهرب من مصر حتى لا يقع بين أيديهم ذات صدفة، فيصيبه شيء من قسوتهم وجبروتهم وظلمهم وطغيانهم وإجرامهم تآمرهم وخيانتهم وتخابرهم مع أمريكا وإسرائيل والاتحاد الأوربي وتركيا وإيران وقطر وحركة حماس وحزب الله وتنظم القاعدة ووو...، خاصة بعد أن رأينا ما فعلوه في اعتصام ميدان رابعة السنة الماضية، عندما قاموا (بحسب مذيعي الفضائيات المصرية) بتعذيب وقتل الناس بدم بارد، ودفنوا جثثهم في مقابر جماعية، وخزنوا القنابل والمدافع والصواريخ والدبابات ومضادات الطائرات وغيرها من أسلحة الحرب الثقيلة، وخصبوا اليورانيوم وجهزوا الغواصات النووية استعدادا لساعة الصفر التي يبدو أنها لم تأت بعد.

والحقيقة أنه لو كان جوزيف غوبلز وزير الدعاية النازي حياً حتى الآن لتبرأ من كثير مما تعرضه هذه الأيام الميديا المصرية من أكاذيب وادعاءات ينكرها الضمير الإنساني قبل أن يعاقب عليها القانون. فهذا الألماني الذي تخصص وأبدع في الكذب والتضليل وقلب الحقائق لم يكن يتصور أن يظهر في المستقبل، في العالم العربي تحديداً، من سيتجاوزه ويتفوق عليه في "الدعاية الرمادية" (أخطر أنواع "الدعاية السياسية") التي كان وما يزال عرابها ومنظرها الأول.

إن الكذب والاحتيال والتضليل وغياب الترتيب / اللزوم المنطقي هي المكونات الأساسية في كل أنواع العجين الذي تتشكل منه "الدعاية السياسية" عموماً، وذلك منذ ظهور هذا المصطلح في أوربا في القرن السابع عشر (أنشأت فرنسا أول وزارة خاصة بالدعاية سنة 1729)، وقد أنفق الفرنسي غي دورندان عشرين عاماً من عمره ليؤكد هذه الحقيقة في كتابه المرجعي "أسس الكذب" الذي أثار ضجة كبرى عند صدوره في سبعينيات القرن الماضي (ننصح أيضا بقراءة كتابه الثاني "الدعاية والدعاية السياسية" ومقارنة تحليله بمجريات الصراع الجاري في مصر)، بيد أن هناك قدراً من الاحترام الواجب للعقل يجب أن يلتزم به صناع هذا النوع من الدعاية البائسة التي أثبت التاريخ في محطات كثيرة أنها قادرة وحدها على حسم الصراعات والمعارك والحروب وإلحاق الهزيمة بالخصوم والأعداء دون حتى أن يصل الأمر إلى مرحلة الاشتباك المباشر بالأسلحة المادية.

إن الإعلام المصري يستند في إدارة صراعه مع الإخوان المسلمين (والتيار الإسلامي عموماً) منذ توليهم الحكم، وحتى بعد إطاحتهم، إلى العناصر والتقنيات الأساسية التي يقوم عليها "فقه المغالطات"، وهي العناصر/ التقنيات نفسها التي تشكل المادة الخام لكل "دعاية سياسية" من النوع / اللون الرمادي، ومنها: التعميم الاستقرائي، تجاهل المطلوب، الرنجة الحمراء (= تحويل الانتباه)، الاستهداف الشخصي، تسميم البئر، الاحتكام إلى العامة، الرهان على الجهل، منطق العصا، اللغة المفخخة، الإحراج الزائف (= إما معنا أو ضدنا)، المغالطة البَعدية، التفكير التشبيهي، الذنب بالتداعي (= ربط الدعوى بما لا يجب)، سرير بروكرُسْت (لَي الحقائق وتلفيق البيانات)... الخ، وبعد عام كامل من التنفيذ (خلال فترة حكم مرسي) لا مناص من الاعتراف بأنه نجح في تحقيق هدفه الاستراتيجي (إطاحة الإخوان من السلطة) بإخراج درامي متقن، لكن الثمن الذي دفعه في المقابل لم يكن سهلاً (وهو الثمن نفسه الذي دفعه الليبراليون الساكتون عن الحق في مصر والعالم العربي): فقدان المصداقية الأخلاقية بشكل كامل ونهائي.

الإعلام المصري بعد ثورة 25 يناير يستحق عن جدارة الجائزة الأولى في التهافت والرداءة، وإذا كان الإخوان المسلمون قد أثبتوا على مدار تاريخهم أنهم ساقطون إعلامياً، فإن عليهم أن يفخروا اليوم بأنهم، ومن دون قصد، نجحوا في جر خصومهم السياسيين والأيديولوجيين إلى المستنقع نفسه.

اليوم لا أحد أحسن من أحد، سقطت الأقنعة وظهرت الوجوه على طبيعتها.

كنا نعرف دائماً أن الإسلاميين ليسوا على قلب رجل واحد، وأن التمايزات القائمة بينهم حقيقية ومؤثرة، وأنهم في المجمل (إخوان وسلفيين) دجالون (دينياً وسياسياً) ومناورون وحمالو أوجه ويقولون ما لا يفعلون، أما الآن فصرنا نعرف أن من يوجد على الطرف الآخر: أي دعاة الحريات من ليبراليي هذا الزمان (أو معظمهم حتى لا نقع في ذنب التعميم) ليسوا أفضل حالاً: ليسوا ليبراليين تماماً كما يدعون، وإنما ليبراليون مزيفون أو فرز ثاني (فالصو يعني) لا يحملون من أصول وقيم الليبرالية إلا القشرة.. للأسف.



#سمير_الحمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الكواكبي.. ومعضلة الثورات العربية
- عبد الله القصيمي: الأصولي المنشق
- الإسلامولوجيا وسؤال الكفاية: نموذج مغربي
- برقية.. إلى ثوار -الربيع العربي-
- السياسة تفرّق شمل السلفيين في المغرب
- في أزمة الربيع العربي
- الوهابية والسلفية الجهادية: أسئلة العلاقة


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سمير الحمادي - في بؤس الإعلام المصري