أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله أبو شرخ - قتل - غير المحاربين - ليس مقاومة مشروعة !















المزيد.....

قتل - غير المحاربين - ليس مقاومة مشروعة !


عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)


الحوار المتمدن-العدد: 4500 - 2014 / 7 / 2 - 08:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


لن أموت في سبيل قناعاتي، فقد أكون مخطئاً --- بيرتراند راسل

أن تكون إنسان " غير طبيعي " فهذا ليس نهاية كل شيء، فمعظم الناس يعتبرون أن الحرب العالمية حدث طبيعي !!! --- كافكا

----------------------------------

عندما كتبت مقال " حكايتنا مع الشرعية الدولية " والذي تكرم الحوار المتمدن بنشره ضمن دراسات وأبحاث التمدن، كنت أعرف تمام المعرفة أنني أقتحم محظوراً من المحظورات لدى الثقافة الشعبوية الفلسطينية خاصة والعربية عامة، وإن هذا المقال هو شروح إضافية لمحاولة الإجابة على السؤال ( هل يعتبر قتل المستوطنين مقاومة وطنية مشروعة ) ؟؟!

سبب هذا المقال الإضافي في مفهوم الشرعية الدولية هو بوست كتبه أحدهم على موقع للتواصل، يحتفل فيه بمقتل اثنين من الإسرائيليين في كريات جات، ما يعني أننا لم نغادر حلبة التصفيق لخطف الطائرات في السبعينات وقتل فريق إسرائيل الرياضي في ميونخ، ولم نتراجع عن توزيع الحلوى في عمليات تفجير الباصات والمطاعم الإسرائيلية، وأكاد أجزم أن هذه العقلية ذاتها قد صفقت أيضاً لعملية تدمير برجي التجارة في نيويورك التي قامت بها القاعدة !! ( بعض أصدقائي الكتاب والشعراء من أيدوا عملية القاعدة على اعتبار أنها انتقام من أمريكا التي تدعم إسرائيل – هكذا المنطق )

أذكر أنني عندما تعلمت مباديء السياسة الشعبوية ( في الثمانينات ) تعرفت على شخص قيادي في تنظيم يساري كان يعتبر أن الجيش الأحمر الياباني حليف للثورة الفلسطينية، وأذكر أيضاً أنني صعقت وبدأت بمراجعة كافة المباديء والنظريات التي سمعتها من المناضلون، عندما قرأت خبر مهاجمة أحد قطارات الأنفاق في طوكيو بالغازات السامة وأن الجيش الأحمر الياباني كان قد تبنى العملية !!

وأكثر منذ ذلك، أعلم عن بعض الأشخاص الذين يصفون أنفسهم " باليساريين " يؤيدون حركة طالبان بأفغانستان لمجرد أنهم يقاتلون أمريكا ! هؤلاء الذين يزرعون المخدرات ويتزوجون القاصرات !

ما أود قوله، هو أن القضية الفلسطينية قضية عادلة، ولابد لهذه القضية العادلة من وسائل وأساليب عادلة وشريفة تؤدي إلى تضامن العالم معنا، فنحن لم نحترم الشرعية الدولية عند قرار التقسيم 181 وأصرينا على ذبح اليهود وطردهم فكانت النتائج عكسية .. هم ذبحونا وطردونا من أرض عشنا فيها منذ 6000 سنة ! لابد لنا أن ننبذ العنف والإرهاب نهائياً إن كنا متأكدين من عدالة القضية والعالم سوف يساندنا. الرأي العام الدولي الذي تضربون به عرض الحائط هو من هزم نازية هتلر وفاشية موسوليني، والرأي العام الدولي هو من فرض الحصار والمقاطعة على حكومة جنوب أفريقيا العنصرية، وهذا الرأي العام الدولي هو الآن كاره للعنصرية الصهيونية وسوف يفرض عليها الحصار والمقاطعة إلى أن تندحر من على وجه الكوكب !!

النضال ضد الاستعمار والهيمنة الرأسمالية الاحتكارية ومقاومة الاستبداد والاستغلال كلها أهداف شريفة لأي شخص يساري، لكن مهاجمة الناس بالغازات السامة باعتبارهم " رأسماليون " هو إرهاب وإجرام وليس عملاً نضالياً مشروعاً !

وطالما أتينا على سيرة الإرهاب، ولكي نعود إلى حادثة قتل المستوطنين الثلاثة التي أدانها أبو مازن " وكان لابد له من إدانتها "، علاوة على استنكار العالم برمته لها. يجب تعريف الإرهاب بشكل واضح لا لبس فيه، فاستهداف الجنود ليس عملا إرهابياً، بمعنى أن عملية أسر الجندي جلعاد شاليط بعد اشتباك عسكري مسلح لم تكون عملية إرهابية على الإطلاق، ذلك أن الإرهاب هو قتل ( غير المحاربين )، وبالتالي فإن جميع عمليات تنظيم القاعدة هي عمليات إرهابية وهم يتفاخرون بها، وكذلك جميع عمليات الانتفاضة الثانية التي كانت تستهدف الباصات والمطاعم والأسواق هي أيضاً عمليات إرهابية. إن قتل " غير المحاربين " هو عمل إرهابي، حتى لو كان المستهدف جندي وضع سلاحه وغادر ثكنته إلى البيت، أي أن الأصل هو قتل الجنود وهم في الخدمة ! أما طعن فتاة عمرها 16 عام في نتانيا فهو عمل إرهابي لا شك فيه ولا يفرق عن مهاجمة أبراج التجارة بالطائرات الانتحارية أو مهاجمة الجيش الأحمر لمترو الأنفاق بالغازات السامة !!

إذا كنا نناضل ونكافح لأجل قضية عادلة، فالأولى أن تكون الوسائل شريفة ونبيلة وعادلة. بأي منطق نستنكر همجية الجيش الصهيوني الذي يمارس هواية قتل الأطفال على خلفية عنصرية ثم نبارك في نفس الوقت قتل إسرائيليين مدنيين أو حتى جنود خارج الخدمة ؟؟!

إن تصاعد حركة BDS " المقاطعة وسحب الاستثمارات والحصار " ضد الدولة الصهيونية والمتصاعد بقوة منذ العام 2005 يدفعنا إلى مراجعة جميع الآليات والوسائل النضالية التي اعتدنا عليها، فالعالم لن يقبل بدولة عنصرية. مئات من الحكومات والمؤسسات والهيئات الأوروبية والأمريكية والكندية والأسترالية تفرض مقاطعة صارمة لإنتاج المستوطنات، بل أن اسم إسرائيل أصبح مكروهاً لارتباطه بالصهيونية. لقد جربنا العنف المشروع وغير المشروع، لنجرب اللاعنف فترة من الزمن، ولتعطونا فرصة لتصعيد حملات المقاطعة. هل يعتقد الفلسطينيون أن الشهيدة " راشيل كوري " التي وقفت أمام جرافة صهيونية قد أتت إلى رفح من تلقاء نفسها ؟ ألم يكن برفقتها فريقاً صحافياً قوامه 64 مناضلا ومناضلة ؟؟؟ هل تعتقدون أن هؤلاء قد دخلوا غزة للاستجمام ؟! ألم تكن هناك مؤسسات ومنظمات في دولهم تقوم بالدعاية وحشد المتطوعين لصالح القضية الفلسطينية ؟؟؟ ( ماذا فعل لنا الرأي العام العالمي ؟؟ سؤال يتكرر مئات المرات ) وسوف أجيبه بسؤال: ومتى احترمنا نحن الشرعية الدولية ؟؟ ألم نرفض الشرعية الدولية عندما أقرت التقسيم في قرار 181 وأصرينا على ذبح اليهود وطردهم من كامل فلسطين، بينما كانت معادلات التسلح كلها في صالح العصابات الصهيونية وعندها حدث العكس ؟ هم ذبحونا وطردونا .. نحن جربنا العنف منذ ثلاثينات القرن الماضي فلماذا لا نجرب اللاعنف ؟؟ لماذا لا يمكننا تخيل مقاطعة عالمية شاملة لإنتاج إسرائيل ؟؟! إسرائيل دولة عنصرية مغتصبة للأرض وقاتلة للآمنين ولن نهزمها عسكرياً بل يمكن هزيمتها والإطاحة بها من خلال المقاطعة وسحب الاستثمارات ليجدوا أنفسهم يعانون مثلنا من الفقر والبطالة وموجات الاستنكار والاستهجان الدولة لدولة الأبارتهايد التي تحولت لها إسرائيل بعد حصار غزة وبناء الجدار في الضفة !

لا يجب أن نتغافل لحظة عن آلاف الأسرى في السجون الصهيونية، فهم يقضون عشرات السنوات بسبب ممارسة العنف، وهنا لابد لي من أن أتوجه بالشكر لحزب الشعب الفلسطيني " الشيوعي سابقاً " والذي لم يتبنى العنف المسلح في مقاومة الاحتلال الصهيوني، وبالتالي لم يكونوا سبباً في موت أو هدم منزل أو فرض حصار أو بناء جدار .. لهم التحية، رغم اختلافي الشديد معهم في الموقف من اتفاق أوسلو المشؤوم !

انتهى



#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)       Abdallah_M_Abusharekh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول خطاب أبو مازن المثير للجدل !
- حل السلطة والعودة إلى ما قبل أوسلو !
- حكايتنا مع الشرعية الدولية !
- السلطة الفلسطينية ومشروع الفصل العنصري !!
- إلى حركة حماس: على هامش أزمة الرواتب والمشروع الوطني !
- رداً على نتنياهو: الدولة الواحدة أمر واقع !
- نص مجهول لديستوفيسكي في المسألة اليهودية
- دعوة لتأسيس حزب الدولة الواحدة !
- تحية لتوفيق الطيراوي .. نعم لدولة واحدة !
- التاريخ اليهودي وطأة 3000 عام – إسرائيل شاحاك
- لكي لا ننسى: جرائم الإرهاب الصهيوني قبل وبعد النكبة !
- ضد الصهيونية !!
- فلسطين لشعبها من قبل الديانات !
- هل تعترف إسرائيل بالنكبة وآثارها ؟؟!
- لماذا ندفع ثمن المحرقة ؟!
- في ذكرى النكبة: ماذا عن لاجئي الضفة وغزة ؟؟!
- في ظل الانهيار العربي .. هل من تواضع ؟؟!
- ماذا ينتظر اليسار الفلسطيني ؟؟!
- إسرائيل دولة أبارتهايد !
- الدولة الواحدة في شعر محمود درويش !


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله أبو شرخ - قتل - غير المحاربين - ليس مقاومة مشروعة !