أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار شريف - الثورة الداعشية!














المزيد.....

الثورة الداعشية!


عمار شريف

الحوار المتمدن-العدد: 4488 - 2014 / 6 / 20 - 08:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصبحت الثورة مفهوماً يعبر عن كونك غاضباً وتدمر كلّ شيء. لا شكّ هذا ما يريده الغرب أن يُفهم منها. ويُفضل بالنسبة لهذه الصيغة الغربية، المعدة للـ (الشرق الأوسط) طبعاً، أن يُذبح فيها ناس كثيرون كما تذبح الخراف وتحت عدسات الكاميرات. ولا يهم ما يحدث بعد ذلك، فالخراب والاحتراب بلا نهاية أمر مضمون في هذه الحالة، وهذا هو القصد. لدول الغرب منافعها في هذا، وللكثير من حكومات المنطقة التي تعدّ أيامها مصالحها في هذه المآسي ايضاً. وللسياسيين (الشيعة والسنة) فيها منافع أخرى.
لسكان المناطق الغربية مشاكلهم التي لم تجد حلاً ملائماً. وبقية المشاكل وغالبيتها يشتركون بها مع مواطنيهم في باقي أجزاء العراق في الوسط والجنوب. وهذا يتطلب نضالاً جدياً بلا هوادة من الجميع. وقد سجل العراقيون في كافة المناطق صفحات من النضال السياسي والمطلبي الاقتصادي والمطالب الخدمية خلال السنوات المنصرمة. فقد فشلت القوى السياسية الرجعية بكافة طوائفها وقومياتها في توفير الأمن والخدمات والاستقرار وإشاعة الحرية السياسية وضمان الحقوق المدنية والفردية وتثبيت قيم ومعايير المساواة والمشاركة لأفراد المجتمع في السلطة والثروة، بل كانت أجندتها هي تحطيم هذا المجتمع وتدمير قدراته وقتل الأمل والإرادة عنده. وهذه القوى أقصد بها كلّ الأحزاب الشيعية والسنية والقومية العربية والكردية دون استثناء. وأي منهم يتحدث عن طائفته وقوميته، فهو يقصد ابتزاز الأطرف السياسية الآخرى والحصول على أكبر قدر من السلطة والثروة المنهوبة له ولحزبه وحسب. لم يشمل الإقصاء أياً منهم. فكلهم كانوا شركاء في الحكومة وتقلدوا الوزارات في حكومة شراكتهم. عملياً هم شركاء طوال أكثر من عقد. المهمشون الفعليون هم الملايين ممن يختمون على جباههم ختم الشيعة والسنة والكرد وغيرهم من أبناء هذا المجتمع المنكوب.
يحلو للعاجزين، ولا ألومهم على عجزهم ولكن على انقيادهم، أن يسموا ما يحدث في الموصل ثورةً. ويدعون أن داعش دخيلة ومحدودة وأن ما يحدث هو انتفاضة السكان الغاضبين والمحتجين. أما أن يكونوا غاضبين ومحتجين فالحقّ معهم وأنا معهم. وأن تكون الحكومة فاشلةً في الأداء وطائفية ورجعية فهذا واضح وضوح الشمس بما فيها الأحزاب التي تدعي تمثيل السكان في المناطق الغربية. ولكن هل بإمكانهم أن يضعوا امامي وأمام العالم صورة واحدة أو مشهداً قصيراً يحمل في طياته بذرة هذه (الثورة) وجانباً من رسالتها يدل على شيء من انسانية وهدف سامٍ لبديل أفضل حول مغزاها الفعلي القادم؟ اعذروني فقد تحققتُ من محتوى الثورة تارخياً أنّها إن لم تكن انتقالاً أعلى في القيم والمعايير وارتقاءً في المساواة بين البشر، وبين الأقوام والمراة والرجل، واحتراماً لقيمة الانسان، وتقدماً ملموساً في العدالة الاجتماعية ومكانة الانسان ومشاركته في السلطة والثروة، فإنّها أما كذبة مسمومة لمتنفذ أو وهم بائس لعاجز.
هل بامكان (الغاضبين) المدافعين عمّا يحدث أن يقدموا دليلاً واحداً على محاولة انقاذهم لامرأة واحدة من براثن داعش؟، أو لمسيحي يستغيث وقد تحولت مرابع صباه وكنيسته إلى ركام من الرماد وتمّ وضع وجوده ووجود أبناء ديانته بالكامل امام مصير الإبادة؟ ومثله الإيزيدي والشيعي في نينوى. أنا لم أسمع باعلان الحقوق المدنية والحريات السياسية للثورة يصدر من الموصل، ويذهل العالم، ويقنع ولو عائلة واحدة من بغداد أو أية منطقة أخرى بأن تفرّ إلى الموصل وتكريت لكي تتمتع بنعمتها. سمعنا بلائحة داعش التي اختصت بنفي وجود المرأة ومسخ انسانيتها، وسمع العالم ورأى تصفية أئمة الجوامع من السنة لأنّهم لم يبايعوا داعش. وسمعوا بجرد اعداد النساء وجدولة نصيبهن في (جهاد النكاح)، ورأى العالم إبادة مئات من الشباب في واحدة من أكبر المجازر في تكريت وسمع التبني الرسمي لداعش لهذة الجريمة وغيرها وغيرها.
للنضال وتحصيل الحق سبيل غير سبيل الخضوع للجماعات الارهابية. فما هذا بسبيل الخلاص، بل هو سبيل الانتحار. قرأت مرة: "الفقر والبؤس لا يصنعان الثورة"، وكذلك أقول: الغضب واليأس لا يصنعانها. هذه الأمور تحرض على الثورة، ولكنها لا تصنعها. الثورة لا يوجهها اليأس، إنما الأمل. ولا تأتي من النزوع نحو الموت، بل من بناء الحياة.
إذا لم يكن الأفق الموجه والسائد على أي تحرك ثورياً وانسانياً ، مهما كان أصحابه صادقين ونبلاء ومضحين، فليس من الثورة في شيء. الملاحظ في هذا التحرك أن الكلّ خاضع لداعش وأفق داعش والرضى على مضض بهيمنة داعش، وغيرها من الحركات والأحزاب ممن على شاكلة داعش أو البعث، ولكن هذه القوى ليست قوى ثورة ولا تقدم ولا مستقبل. إنّها جولة خاسرة في في سلسلة من الجولات الطويلة من الخسارات والأوهام والضياع عبر فيه المجتمع العراقي طريق آلامه لعقود. آن الأوان لأن نأخذ استراحة قصيرة لتأمل جدي وحقيقي للبحث عن طريق انساني آخر، غير طريق التعصب القومي والديني والطائفي والاحتراب السفيه الذي لا نهاية له. أنت مسؤول عن تحديد خياراتك، لا الانقياد وراء مستغليك الذين يثرون بإدعاء تمثيلك ويساومون على حصصهم هم. إن لم تكن لك فرصة أن تبني شبابك في ظرف انساني، فعليك مسؤولية بناء مستقبل انساني لأبنائك وبناتك.



#عمار_شريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مواجهة الثورة المضادة
- تنحي بن عليّ لم تنتهِ الانتفاضة، لتبدأ للتو
- قرارات مجلس الأمن، دفعة للتوحش
- قانون الرعاية الصحية الأمريكي، إنتصار تاريخي لنموذج إنساني
- أفاتار؛ إنحطاط الواقع ودهشة الخيال
- حول المشاكل الحالية في إتحاد المجالس والنقابات العمالية
- قائمة الحظ وحظ القائمة - تعقيب على نداء عاجل الى رفاقي يساري ...
- الأمن، الحرية وانتخابات الجور والطغيان
- الرشوة حق من حقوق حكومة علاوي!
- مأساة التاريخ ومهزلتُهُ!
- عقوبة الإعدام، تشريع قتل الإنسان
- تحرير العراق، استعباد المرأة !
- التصدي للحرب مهمة الحركة العمالية والتحررية في العالم


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار شريف - الثورة الداعشية!