أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس حاتم - اسباب الانهيار الامني في الموصل














المزيد.....

اسباب الانهيار الامني في الموصل


فراس حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 4480 - 2014 / 6 / 12 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الموصل هي ثالث اكبر محافظة عراقية لما لها من قيمة تاريخية ,جغرافية و تجارية وتسكنها مختلف الجماعات الدينية و الاثنية و المذهبية و السياسية .لكن الموصل شانها شأن بقية المحافظات العراقية عانت من الاهمال الحكومي و الخلاف السياسي.و نتيجة لصراع ديني عميق سادت أجواء من الحزن الشارع العراقي في الداخل و الخارج إثر الانهيار الامني في الموصل حيث وقعت الموصل ضحية هذه الحرب الاهلية و لقمة سائغة بيد تنظيم داعش و اسباب هذا الانهيار كثيرة و متعددة و ابرزها سياسي و امني و اقتصادي و اجتماعي .
السبب السياسي كان الابرز في وجوه الصراع في الموصل حيث الصراع العربي و الكردي على محافظة نينوى نتيجة لطموحات كردية بضم الموصل الى اقليم كردستان لكون الاكراد هم غالبية في المحافظة وفقا لوجهة النظر الكرديّة و نفور عربي نتيجة للتمسك بالسيطرة العربية على الموصل ونتيجة لذلك تم حرمان بقية المكونات من المشاركة في صنع القرار في مجلس المحافظة و الدخول في نقطة صراع أزليّة و بالنتيجة هو يكشف جذور الصراع السياسي في بغداد و انعاكساتها على بقية المحافظات العراقية .
الفقرة الابرز في ما حدث تتمثّل في جهوزية الجيش حيث كانت السبب الرئيس وراء الانهيار السريع في الموصل نتيجة لضعف التدريب و التجهيز و عدم بسط سيطرة الجيش على كامل حدود الموصل مع سوريا او تركيا، حيث ساهم عدم ضبط الحدود من قبل الجيش كثيرا فيما حدث و الجيش يعزو السبب لكون حدود الموصل الطويلة و الوعرة مع كل من الجارتين سوريا و تركيا و هذه الوعورة الجغرافية نتيجة لوقوع الموصل ضمن منطقة متموجة حيث يشق اعظم نهرين طريقهما الى داخل المدينة تربطها سلاسل جبال ليكمل طريقه الى عموم العراق و خارجها هضاب و مناطق مفتوحة يسهل التسلل اليها و لكن هذا لا يعني بكل الاحوال اهمال الحدود بل مراقببتها جويا و تنسيق امني و مخابراتي مستمر مع دول الجوار .و بالرغم من ذلك شهدت الموصل حالات هروب من الجيش بعد الانهيار الامني داخل المدينة رغم الموصل الي تحتضن اكبر القواعد في العراق و تضم ضباط جيش اكفاء ولكن سوءا التدريب و التسليح ساعد على ظهور الجماعات المسلحة الى الوجود و انكفاء الجيش عن التصدي لهم . فواجب الجيش الاساسي هو حماية الدولة وليس حماية العشيرة او الطائفة من خلال تعزيز قدراته العسكرية لحماية سماء و ارض الدولة مسؤولية مقدسة لا مجال فيها للنقاش. و الازمة في الموصل اثبت ولاء الجيش للطائفة و العشيرة قبل و لاء الجيش للدولة اي غياب تثقيف الجندي او الشرطي حول اهمية العراق قبل اهمية العشيرة و الطائفة على حد سواء.
ناتي الى المكاشفة الكبرى وهي غياب التنمية داخل الموصل و حيث تعاني المحافظة من سوء الاوضاع الاقتصادية رغم المقدرات الهائلة بكونها محافظة سياحية لمناظرها الخلابة التي تعد من اهم مناطق السياحة و الاصطياف في العراق يتوافد عليها سواح من جميع انحاء العراق و العالم و لكن و نتيجة للاهمال و الفساد المستشري داخل مجلس محافظة نينوى اصبح الواقع الاقتصادي صعبا داخل المدينة و زيادة معادلات البطالة و سوء المعيشة دفع كثيرين من العائلات الموصلية الهجرة الى اقليم كردستان او الى خارج العراق .و ايضا سوء التخطيط داخل المدينة بغياب الكفاءت اما بهجرتهم او قتلهم وضعت المدينة في اسوء الاوضاع و تركها لمسلحي داعش لقمة سائغة بالإضافة إلى غياب اهم عوامل التنمية رغم وجود ثروة طبيعية، فالموصل مشهورة بحقل عين زالة للنفط و حمام العليل اكبر ينابيع الكبريت و الذي يضمن تطويرهما فرص عمل للمواطنين تضمن لهم سبل العيش الكريم و تضمن تنمية المدينة و تطويرها بدلا من جعلها نقطة صراع رئيسية و تخديرهم بوعود كاذبة لا تغير من واقع المدينة المرير .و ساعد في ذلك عدم جذب الاستثمارات للمدينة و تعزيز التكافؤ في فرص العمل بل سيادة المحسوبية و الفساد على مشهد المدينة المضطرب
و ليس لمكانة الموصل السياسية الاقتصادية بل لكونها مركز ثقافي و اجتماعي مهم لما هي اكبر مركز ديني للمسلمين و المسيحين و اليهود و اليزيدين و الشبك
و تحتضن الموصل جامعة الموصل والتي يتوافد اليها طلاب عراقيون و عرب من داخل المدينة او من خارجها و مدارس دينية مسيحية و اسلامية عريقة تخرج منها الاف المفكرين و العلماء ولكن وبالرغم من كل هذا شهدت الموصل صراعات دموية بين الطوائف و الاديان في السنوات الاخيرة نتيجة للاحتقان الطائفي و المذهبي المستشري فيها من اعتداءت على رجال دين او حرق مراكز دينية و تخللها تعدي على ممتلكات عامة و السبب في ذلك هو غياب ثقافة المساواة و التسامح في داخل المدينة بل جعل المدينة مركزا لللتعصب و التطرف داخلها و سيطرة داعش تاتي لخلفيات قد تكون دوافعها دينية او مذهبية بحتة نتيجة لغسيل متعمد في الادمغة و وسط حكومي غير مكثرث بالازمة و علاجها
في الختام عودة الاستقرار الى الموصل الحدباء كما تعرف لمناراتها الشهيرة و جميع الاطراف مدعوة للاقرار و الاعتراف بالخطا و تصحيحه قبل الحديث عن حوار مقبل يضمن حلا جذريا للاوضاع في الموصل يحفظها من شر العابثين.






#فراس_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس حاتم - اسباب الانهيار الامني في الموصل