علم الفلك النفسي:

محمد خضر خزعلي

الحوار المتمدن-العدد: 4454 - 2014 / 5 / 15 - 17:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

بتطبيق المعالجة الجشتالية , بحث الاطباء النفسيون عن طرق علاج الشخص الكلي , اساس هذا التطبيق هو الدمج الكلي للفيزيائي , الروحي , العقلي , هذه النقلة هي التي تحدث عنها الفين توفلر والتي تعد من النقلات الهامة الى حضارة الموجه الثالثة التي هي بخلاف الموجة الثانية من الحضارة , عمادها الكلانية وليس التجزئية , لكن هذا في ما يخص الظواهر التي فيها للبشر يد , لكن الفيلسوف لاستزلو افترض اننا نحن البشر جزء من نظام مترابط مع الطبيعة , وهنا قدم نقد للكلانية السابقة على اعتبارها شطرانية Halfism , وليس كلانية Holism , التي تهتم بالطبيعة والانسان.
ذهب اخوان الصفا الى ان عمر الحيوان يتحدد بمنازل القمر على مدار الشهر , لكن , في الاربعينات من القرن العشرين وجد عالمان يابانيان ان للقمر تأثير على مجرى الرياح الشمسية , التي تؤثر فيزيائيا على الارض , لكن الاهم هو ما حدث في سبعينات وثمانينات القرن العشرين , حيث قدم احد الاطباء دراسة ارتباطية مثيرة للجدل , وهي تأثير القمر على الانسان , ووجد الباحث لايبير ان 80% من 2000 جريميه وقعت في احدى المدن على مدار 15 سنة وقعت خلال اكتمال القمر الى بدر. وفي دراسة اخرى تبين ان 82% من حالات النزيف في العمليات تشتد عند اكتمال القمر .
هذا التأثيرات تدعمها اطروحات نظرية الكايوس , فكما ان امواج البحار تتكون بسبب التأثير البسيط لجاذبية القمر التي تتطور على المدى الابعد فتحدث الامواج , فهي تماما تؤثر على امزجة الناس خصوصا عند اكتماله , فالإنسان مكون من ثلثي بناء جسمه ماء , وفي حالة كون القمر بدرا فأن التأثير يكون اكبر , ولهذا يعتقد البعض انه خلال البدر تكون الناس اكثر مزاجية , وتشعر بالكثير من الملل , بل واحيانا يتصفون بالجنون خلال قيادتهم السيارات مما يؤدي الى حوادث اكبر.
من ناحية اخرى اشار احد اساتذة في مقال له عن تأثير النشاط الشمسي على الاحداث الكبرى في العالم من حروب الى ثورات او ظهور ايديولوجيات واديان , وذلك من خلال دراسة النشاط الشمسي لحوالي قرنين من الزمان , حيث يقسم القرن الى 9 دروات , مدة الدورة 11 سنة , وهنا تبين انه كلما ازداد النشاط الشمسي ازدادت احتمالية وقوع الاحداث في العالم لتبلغ نسبة 60% عند اقصى حد للنشاط , وحوالي 5% من الاحداث مع ادنى نشاط للشمس.
من ناحية اخرى فأن حوادث الانتحار تزداد مع ازدياد النشاط الشمسي بنسبة 8% , ومع ازدياد النشاط الشمسي تزداد حالات التدهور في سوق الاموال والاستثمار مما قد يؤدي الى كارثة.
اهم الانتقادات لهذه الاطروحة:
1- لم تشهد الفترة من 1400 عام تقريبا ظهور اي دين بعد الاسلام.
2- اجرى الباحث بن باديس دراسة على 800 مريض بالصرع ووجد ان حالات التشنج ترتفع خلال الربع الاخير من منازل القمر وليس في حالة البدر , لكن هذا النقد منقوص لأنه ابقى على العلاقة ما بين القمر وتأثيره على الانسان.
3-بين الباحث الروسي باخلوف انه لا وجود لتأثير واضح للنشاط الشمسي على السوق المالية , فمن خلال احد دراساته الاحصائية لدورات النشاط الشمسي التي مدتها 11 عام وهذا يعني انه خلال الذروة في النشاط سيزداد الاضطراب في السوق المالية , ربما هذا معقول لكن هذه الاحداث لا تفسر الانهيار كما في عام 2007 , على الرغم من ان بلوغ الذروة في النشاط كان عام 2009.
4-اهم نقد لهذه الرؤية على الرغم من تأثيرها انها تلغي العقل كما الفرويدية , فاذا كانت الفرويدية تعتبر تحركات الانسان غرائزية لكنها تتحايل على نفسها ولا مفك منها الا بالتسامي الذي لا يتاح لكثير من الناس , فما هو التسامي بالنسبة لما ورد في هذه المقالة. انها تعطي قدرا كبيرا لنكون متأثرين لا مؤثرين بل مسيرين لا مخيرين.
5- كلانيا , ما هو تأثير الانسان على القمر والشمس مثلا , فكما هي تؤثر علينا لابد من تأثيرنا عليها.

#محمد_خضر_خزعلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات