بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 4443 - 2014 / 5 / 4 - 23:51
المحور:
الادب والفن
فاطمة الشيخ إبراهيم من أســرة ريفية ، حزمت أمرها ، وحملت معها تاريخها ،وضبضبت حوائجها ، واستقرت في القاهرة .
وعاشت أم كلثوم متموجة بين أخلاقيات الترييف والتمدين والتمدن .
وتجسدت سيرة حياتها وإبداعاتها وعلاقاتها الرسمية والأهلية في مسلسل تلفزيوني عام 2002. ولم يستطع المشاهد المتابع لحلقات المسلسل أن يميز بين أم كلثوم " الممثلة " ، وأم كلثوم – " الحقيقية "في الإطلالة والأداء والحركة والصوت والانفعال والثقة بالذات ، والشعور بالشموخ والكبرياء .
وفي مسيرة أم كلثوم الفنية / الحياتية تزوجت مرتين زواجاً اسمياً لا فعلياً. وكان زواجها الحقيقي من خارج الوسط الفني ، ومن شاب مصري مغمور .
أحبّ ، الشعب ، والشعراء ، والملحنون صوت أم كلثوم . وارتقى الفن الغنائي المصري بالفريق الثلاثي " منيرة المهدية - أسمهان - أم كلثوم " .
والثلاث كن أقمار زمانهن ، وفاعلات في تحريك عواطف ومشاعر الجمهور العربي ، ومتألقات في إطلالتهن ، وغنائهن . ومثلت كل واحدة منهن لوناً خاصاً بها . وشغلن أمة العرب ربع قرن من الزمن .
وعندما كانت أم كلثوم تغني ، كان الشارع العربي يخلو من المارة ، وتغلق الحوانيت ، ويهرول الناس إلى بيوتهم ، لسماع أغنية أم كلثوم الجديدة .
تمتعت أم كلثوم بثقافة عالية المستوى في الإيقاعات الموسيقية السماعية والدلالات الفكرية . وكانت دبلوماسية في علاقاتها مع الملحنين والشعراء والمسؤولين والأصدقاء .
وكانت ترفض المقابلات الصحفيّة وأن يكتب عن حياتها الخاصة في الصحافة المصرية ، لأنها عاشت في حياتها عقدتين : عقدة الصحافة ، وعقدة انتفاخ غدتها الدرقية ، وسببت لها العقدتان آلاماً جسدية وأزمات نفسية .
غنت أم كلثوم لمصر وللإنسان وللأرض وللحب والحبيب
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟