أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد مخشان - العقل المستقيل وإشكالية التغيير














المزيد.....

العقل المستقيل وإشكالية التغيير


خالد مخشان

الحوار المتمدن-العدد: 4442 - 2014 / 5 / 3 - 04:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عرف العالم العربي في السنوات القليلة الماضية تغيرات واسعة في بنياته السياسية والاجتماعية والثقافية،هذا التغيير الحاصل، فيه ما هو ايجابي وفيه ما هو سلبي، وداخل هذا التغيير وفي قلبه نجد أن للمثقف دور أساسي ومركزي.
تعتبر فئة "الأنتلجنسيا" ( وهو مفهوم غير ذي تعريف دقيق لكن في الغالب يطلق على فئة اجتماعية قريبة من فئة الموظفين و هي شريحة اجتماعية من الناس الذين يمتهنون العمل الذهني ، المعقد و الإبداعي في معظمه و يشتغلون بإدارة الإنتاج و بتطوير الثقافة و نشرها)، فهي لها دور طلائعي في التغيير بحكم أنها أكثر الفئات الاجتماعية التي تعمل "من الناحية النظرية على الأقل" على بناء مجتمع ديمقراطي يحمل أفكار تنويرية، يعمل على نشرها داخل المجتمع من اجل إخراجه من ظلماته القابع فيها منذ عقود طويلة.
وداخل منظومة المثقفين نجد ذالك المثقف العضوي "الاجتماعي" حسب تسمية المفكر والسياسي "انطوني غرامشي" فهو مثقف مرتبط بالجماهير وينخرط في هموم ومشاكل ومعاناة المجتمع، يناضل من اجل الحرية والتحرر عمله ميداني بالأساس، على عكس المثقف "التقليدي" الذي يقبع في برجه العاجي ولا يبرحه، ينظر للمجتمع دون أن ينخرط أو يلامس إشكالاته وهمومه الحقيقية، فالمثقف العضوي هو رهان أي مجتمع لكي يتقدم، فهو يعمل داخل منظمات المجتمع المدني أو ضمن الأحزاب السياسية... عمله لا ينفصل عن هموم المواطن، يعمل أيضا على كشف عورات مثقف السلطة الذي يرتزق من وراء علمه وثقافته، فهذا النوع يدعم البنيات التسلطية ويدافع عنها بكل الطرق المتاحة له من تخوين وعمالة وعداء للديمقراطية، مقاومته للتغيرات الاجتماعية والسياسية، مقاومة شرسة بكل المقاييس.
وضمن النوعين السالفين الذكر نجد نوعا آخر يبدو في الظاهر انه محايد، ينزل بين المنزلتين لا يميل إلى أي من الطرفين، وهذا النوع هو ما يمكن أن نطلق عليه "بالعقل المستقيل"1 ، فإذا كان النوعيين الأولين من المثقفين، مواقفهم واضحة رغم تباينها وتضادها، فموقف هذا الأخير غير واضح مع أي الطرفين هو، فهو يهتم بالنقاشات الجانبية التي لا تصب بالأساس في تغيير البنيات السياسية والاجتماعية والثقافية، بل يكتفي بمراقبة ما ستؤول إليه الأوضاع، إذا تحسنت وتغيرت سيكون أول المستفيدين وإذا بقيت على حالها أو ساءت فلن يصيبه أي ضرر كبير. لكن باستقالته عن توعية أفراد المجتمع بحقوقهم والانخراط في تغير المجتمع، سيخدم الفئة الداعية إلى الحفاظ على الوضع القائم، لأنه رضي به واستكانة إليه دون أدنى محاولة إلى تغيره.
هذا النوع من المثقفين اتهاماتهم ومجالات عملهم مختلفة ومتعددة، يهتمون بجميع المجالات إلا المجال الذي من الممكن أن يكون مدخلا لإصلاح المجال العام، فعلمهم في تصوري، غايته القصوى، توفير الحاجات الضرورية للحياة، كتابتاهم ومؤلفاتهم الهدف منها وضع أسمائهم ضمن المؤلفين والكتاب، يراقب الوضع من خلف شاشات التلفاز أو الحاسوب، نقاشاته الفكرية والسياسية تبقى هامشية ومحصورة ضمن الدائرة الضيقة التي يعيش فيها، هو وأشباهه من أصحاب العقول المستقيلة.
هذا النوع من المثقفين حسب "الجابري" يحتاج اليوم إلى إعادة النظر فيه وفي دوره داخل منظومة التغيير ككل، من هنا نتساءل هل هذه الاستقالة لها عوامل خارجية أم داخلية؟ أم هما معا؟ بمعنى أخر، هل هي متعلقة بالإحباطات التي أصابت المثقفين القدامى الذين سعوا إلى تغيير الوضع القائم ولم يبلغوا مرادهم؟ أم أنها عواما داخلية نفسية بحتة؟ أم هي ظاهرة مركبة متعددة الجوانب يتداخل فيها ما هو نفسي وما هو إجتماعي وسياسي؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ مفهوم مقتبس من كتابات المفكر الراحل "محمد عابد الجابري " والذي صاغه كمفهوم أساسي في إطار مشروعه الفكري القائم على نقد العقل العربي بغية الكشف عن إشكالياته من اجل إخراجه من جموده الفكري. ويقصد به هو ذالك العقل الذي يبتعد عن نقاش القضايا الحضارية الكبرى وينشغل عنها بالقضايا التافهة أو القضايا التي لا تقدم أو تأخر.



#خالد_مخشان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس -المقعد- والعقلية الاقصائية العربية


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد مخشان - العقل المستقيل وإشكالية التغيير