أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - اتفاق على المحك














المزيد.....

اتفاق على المحك


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4433 - 2014 / 4 / 24 - 19:40
المحور: كتابات ساخرة
    




ليس مفاجئا ما حدث من اتفاق بين حماس وفتح، إذ سبقته اتفاقات كثيرة منها اتفاق الدوحة واتفاق اليمن واتفاق مكة، وكانت مصر وجهة الفرقاء أيام عمر سليمان حين تصدر الجلسات لمحاولة رأب الصدع، وكان كل اتفاق تعقبه تهان وتبريكات في بداية الأمر من المحيطين ومن الدول العربية، وسخط من الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل، ثم تعمل أمريكا وإسرائيل معا من أجل إفشاله عبر إغراء الطرف القوي في فلسطين بجملة من الإغراءات المادية وغيرها فتظهر النكسة من جديد، لأنه من الصعب أن تلتزم فتح بهذا الاتفاق وغيره وهي التي خرقت الاتفاقات التي سبقت رغم علمها بأن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي عبث في عبث لا فائدة من ورائه لا اليوم ولا غدا، وعندما اضطرت السلطة الفلسطينية إلى الانضمام لمعاهدات جنيف كخطوة أولى لاستفزاز إسرائيل اضطرت عدوتها في المنطقة إلى التعبير عن السخط وهددت بعقوبات ومارست الضغط على الولايات المتحدة لإيقاف جملة المساعدات المالية السنوية، وفي ظل هذا المشهد الكرتوني عملت فتح على الاتصال بحماس علها تجد الطريق سالكا لخطف الأضواء من جديد ومحاولة كسب ودّ الدول العربية الغنية التي تتعاطف مع حماس كقطر وغيرها.

وحسب رأيي، فإن هذا الاتفاق الذي حصل ستواجهه عقبات كأداء، منها الغضب الإسرائيلي الأمريكي والتقاعس العربي عن أداء واجبه تجاه قضية ملّت الجلوس طويلا على طاولة النقاش في القمم العربية، ومن السهل جدا التوقيع على أوراق وبنود الاتفاق لكن من الصعب تطبيق ما جاء فيه، لأن الأمر يستند إلى آليات معينة يجب أن يتفق عليها الجانبان ليتم الوفاق، وإلا سيظل هذا الاتفاق حبرا على ورق كما حصل للذي قبله، فهل يستطيع الفلسطينيون هذه المرة اختراق جدار التفرقة والعودة من جديد للدولة الواحدة والعيش تحت سقف واحد بدل المناوشات والاتهامات بين فتح وحماس، وهو صراع قديم جديد لن تخمد ناره إلا بالتنازل من الجانبين وبلع كثير من الألم في سبيل الوحدة، فهل أعجبهم هذا الوضع المزري الذي هم عليه الآن؟

الهوة بين فتح وحماس كبيرة جدا، ورغم وحدة الأهداف فإن الطريق للوصول إليها هو المختلف فيه بين الجانبين، فبينما تؤكد حماس ومن البداية أن المفاوضات مع إسرائيل عبث وجري وراء سراب تلمّح فتح كل مرة أن هناك بصيصا من الأمل يلوح في الأفق وتتمسك به ولكن بعد محاولات عدة تبين لها قطعا أن حماس على حق، وبينما تصر حماس على أن إسرائيل ليست دولة ولا يحق لها المكوث على أرض فلسطين وفي أي شبر رضيت فتح بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67، وغيرهما من الفروق الجوهرية بين الحركتين العتيدتين مثلهما مثل ريال مدريد وبرشلونة يتصارعان من أجل الفوز بالكأس الغالية، ورغم الصراع فهما في النهاية يتفاهمان من أجل الوحدة وعدم شرخ الصف.

لست متشائما مما حدث، ولكن الخوف من جديد أن تظهر بوادر الانشقاق بعد الاتفاق كما يحصل كل مرة وهو ليس مستبعدا، ولكن يمكن تحقيق النجاح في حالة واحدة فقط وهي أن تتسلح حماس وفتح بالعزيمة والإصرار والتحدي، وأن تدفع الدول العربية ما عليها من معونات ونقص وتعوض حجم الخسائر الذي قد يصيب هذا الجزء من العالم، ولا تتأخر لحظة واحدة عن دفع ما عليها وتقوم بواجبها على أحسن ما يرام، وتذهب للأمم المتحدة بوفد كبير ورفيع المستوى يؤثر على العالم لاتخاذ موقف صارم ضد الولايات المتحدة وأمريكا ويلجمون اندفاعهما نحو الإضرار بشعب كامل يتلظى بسوء المعاملة كل يوم ولا تبالي راعية حقوق الإنسان في العالم حينما يكون الطرف الآخر إسرائيل، فخيوط إسرائيل أوهى من خيوط العنكبوت عندما تلتحم القوة من الداخل وعندما يكون الإخوة الفرقاء إخوة متراصين صفا واحدا في مواجهة الوجه القبيح لإسرائيل، فهل يتحقق ذلك؟



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صبرا آل غرداية
- حمة الهمامي رئيسا لتونس
- المرأة لماذا لا تستر نفسها
- قمة خرجت بخفي حنين
- قمة في الوحل
- لعنة الجامعة تصيب العرب
- يا أطيب شعب
- الموت عظة
- المرأة في قفص الاتهام
- شاعر يغرد خارج السرب
- أمتي متى السفر؟
- الفكر الإباضي يشع من جديد
- هل يعقد جنيف 2؟
- ما السر وراء رجوع إيمان عياد لقناة الجزيرة؟
- فيصل القاسم وراء القضبان
- لقاء مع القمة
- من يسمعني؟
- أمة مجنونة، هل تستفيق
- ماذا لو تغير التاريخ
- ورطة الإرهاب


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - اتفاق على المحك