أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام ابراهيم عطوف كبة - هذا هو طريق 14 تموز















المزيد.....

هذا هو طريق 14 تموز


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 1254 - 2005 / 7 / 10 - 23:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تفجرت تناقضات النظام الاقتصادي الاجتماعي في العراق عام 1958 بثورة 14 تموز المجيدة ، ودك اداته القمعية السياسية المتمثلة في النظام الملكي الاستبدادي. ... وعبرت الثورة عن عجز النظام السياسي و الاجتماعي المباد في حل تناقضاته الاساسية والاستجابة لمصالح الجماهير في الحرية و الحياة الكريمة. وقد اكتملت ونضجت القيادة السياسية و العسكرية التي اخذت على عاتقها اسقاط النظام القديم وبناء النظام الجديد قبيل تاريخ الثورة عندما نجحت القوى السياسية الوطنية في تأليف جبهة الاتحاد الوطني عام 1957 ، بعد مخاض طويل و عسير ، عندما تم الاتصال بين عناصر الجبهة ومنظمات الضباط الاحرار ، في سبيل تفجير الثورة العظيمة !
تصاعد دوي جرس الانذار الطبقي في المؤسسة العسكرية العراقية والمجتمع العراقي في خمسينيات القرن المنصرم ولم يعد بمقدور السلطات الاحتفاظ بالموازنـة الطائفيـة والطبقيـة في آن واحد ! ودخل النظام طور الهرم والشيخوخة وبدأ الحكم يفقد مواقع داخلية متزايدة وترسخت في العقلية السياسية العراقية مشروعية الاستعانة بالجيش . ولم تعد مؤسسات النظام وبرلمانه موضع حرص من احد .. هكذا دك الجيش العراقي الملكية واجتث النفوذ البريطاني واكد انه جيش الشعب عام 1958.
في صبيحة الرابع عشر من تموز تم تفجير الثورة الوطنية الديمقراطية التي ترقبها الشعب بفارغ الصبر . فجرها الجيش العراقي الباسل بضربة استاذ حاسمة وأيدها بحماس الشعب العراقي والشعوب العربية ومجموع الانسانية المتحررة . الا ان الجوانب السلبية للحكم الجديد ما لبثت ان بدأت تطغى على جميع الجوانب الايجابية لأن بذور الفردية في قيادة الزعيم الوطني الكبير عبد الكريم قاسم كانت كامنة في صلب الحكم الثوري الجديد منذ ولادته ! فقد حصرت اختصاصات الحسم في اهم قضايا الامن بالزعيم ، وبرز الانفصال الواضح بين المدنيين والعسكريين في الحكومة لأن المسؤولين المدنيين كانوا يجهلون اي شئ عن القادة العسكر للثورة وطبيعة منهجهم السياسي وعقيدتهم الثورية مع عدم وجود أية هيئات قيادية شعبية او حزبية بديلة ، وانعدمت الاجهزة الشعبية المنظمة لرقابة السلطة التنفيدية ،وغاب أفل مجلس السيادة لعدم ممارسته اية سلطة حقيقية ، ولم تكن الحكومة الوليدة – حكومة وحدة وطنية اي حكومة مجموعة الاحزاب السياسية الرئيسية في البلاد عبر ميثاق مبادئ وعهد وطني وبرنامج سياسي يعالج سياسة الدولة على اسس منهجية وعقائدية منظمة .
بالرغم من العيوب الكبرى في السلطة السياسية الا ان الزخم الثوري والضغط الشعبي افضيا خلال الاشهر الاولى للثورة بمجلس الوزراء الى ممارسة شئ من المناقشات الحرة داخله ... والى هذه الفترة ترجع اهم الانجازات التي قامت بها ثورة 14 تموز في بداية عهدها : في الحقل الخارجي – اعادة العلاقات مع الدول الاشتراكية ، استرجاع قاعدة الحبانية ، الانسحاب من الاتحاد الهاشمي والتمهيد للانسحاب من حلف بغداد . على الصعيد الداخلي – اعلان الدستور المؤقت والغاء اغلب المراسيم السعيدية واطلاق سراح المعتقلين والمسجونين السياسيين ، الغاء قرارات نزع الجنسية عن العراقيين والسماح للمبعدين السياسيين بالعودة للوطن ، اطلاق الحريات العامة والنشاطات الحزبية ، الغاء سيطرة الامن على سياسة التوظيف ، اصدار قانون المقاومة الشعبية والبدء بسياسة التطهير . اصدار البيان المشهور عن السياسة النفطية ، الاصلاح الزراعي ، عقد الاتفاقيات الاقتصادية الجديدة ، اتباع سياسة التخطيط والاعمار بعد الغاء مجلس الاعمار ، طرد الشركات الاجنبية المسيئة ومقاطعة فرنسا اقتصاديا ، التحرر من الكتلة الاسترلينية .
منذ عام 1960 ظهرت بوضوح على الحكم الجديد ملامح العزلة عن الشعب والفردية بأسوأ معانيها والعداء السافر للديمقراطية لينحدر آخر المطاف ويلتقي مع المخطط الاستعماري في تصفية القوى الوطنية والاجهاز على قوى صمود الشعب تمهيدا لعودة الاستعمار القديم والاستعمار المقنع الجديد ، وهذا ما حصل بالفعل في 8 شباط 1963 ... مما حدا بالاحزاب السياسية التحول الى العمل السري مع محاولات الحكم تزييف الحياة الحزبية بابتذال وتزوير العمل المهني والاجتماعي والشعبي ، وانتشار الفساد واللاابالية والانتهازية والوصولية في اجهزة الدولة ، واطلاق الصحافة المأجورة لفرض سياسة الفزع والتهديد بالويل والثبور .
لم تكن ثورة 14 تموز المجيدة عام 1958 مؤامرة نفذتها حفنة من الضباط في ساعة واحدة فقط مثلما وصفتها مجلة التايم الاميركية في اول عدد لها يصدر بعد الثورة. ولم تكن ثورة 14 تموز" اسوء لحظة في التاريخ ادت الى تدهور مركز الغرب الى ابعد حد .. وفتحت جيادها باب الاسطبل المغلق وهربت اثمانها. ولابد ان يحال باي ثمن دون هروب اي جواد اخر بل لابد من استرداد الهارب الكبير" مثلما وصفتها مجلة الايكونوميست البريطانية لسان حال دوائر المال والاعمال البريطانية الكبرى. وفي غضون ساعات انزل سلاح الجو الملكي البريطاني والاسطول السادس الامريكي فيالقهما في الاردن ولبنان للوثوب الى بغداد من هناك واعادة الحصان الجامح – الهارب الكبير – الى الاسطبل الاستعماري دون جدوى وعبثا ذلك ان شعبنا العراقي وليست حفنة من الضباط كان في غضون ساعة واحدة فقط قد نزل الى ساحة الثورة التي امتدت رقعتها لتشمل مساحة العراق من زاخو الى الفاو... ( 14 تموز ملحمة العراق الخالد / رسالة العراق / عدد91).
لم تجر ثورة تموز التغير الجدي في البناء الفوقي وبالأخص المؤسساتي – التمثيلي ولم تحقق التغيير المطلوب في المؤسسة العسكرية لتبقيها على حالها من حيث الطابع والمضمون ونظم العمل والعلاقات ... ولم يطور قادة ثورة 14 تموز المؤسسات التي ورثوها من الحكم الملكي ولم يلزم العراق آنذاك سوى اصلاح البرلمان والدستور وارساء اسس المؤسساتية المدنية بما يخدم مصلحة الشعب والجماهير الواسعة ويحد من نفوذ تسلط القوى التي كانت تتلاعب بها فولدت الثورة العظيمة مجالا سياسيا ديمقراطيا متخلفا في الفهم السياسي لمستجدات الاحداث واسلوب ادارة المجتمع وغرقت الزعامات في بيروقراطيتها رغم نزاهتها. وتآكل المجتمع المدني وتحول الى ركام يتندر به الجميع.
أشر انقلاب 14 رمضان الاسود استحواذ الفاشية على السلطة بالتحالف العريض للقوى الطبقية المتضررة من ثورة 14 تموز – الاقطاع وكبار مالكي الاراضي والتجار الكومبرادور وبمباركة اشد القوى العشائرية والطائفية الشيعية والسنية رجعية ..... وفتح الانقلاب الاسود الابواب مشرعة للعقلية الانقلابية المغامرة وسيادة المنهج التجريبي الموالي لمصالح المراكز الرأسمالية الدولية . وجاء انقلاب 17 تموز 1968 تتويجا لهذا التوجه الارعن لتتكرس الهيمنة الشمولية . هكذا اختارت الامبريالية الامريكية الشعب العراقي ليكون المثل الذي تقدمه لشعوب العالم على قدرتها على تركيع كل من يقف امام طموحاتها في الهيمنة على العالم لاسيما وان الشعب العراقي تجرأ ورفع قامته في حضور السادة وقاوم خططها مع ثورة 14 تموز ... كما قاوم هذا الشعب المقدام افظع دكتاتورية عرفها التاريخ وما اقترفته من جرائم وحروب وما نجم عنها من حصار اقتصادي وقصف باليورانيوم المنضب لاعطاب البشر والبيئة، فضلا عن ان هيمنة الادارة الاميركية على ثروات العراق النفطية تمكنها من فرض هيمنتها على العالم عن طريق الهيمنة على مصادر الطاقة . فالعراق يمتلك ثاني احتياطي العالم من النفط .
درجت الإدارة الأمريكية منذ عقود خلت على ضم وحذف دول مختلفة من قائمتها للارهاب . وهي قائمة احتل العراق فيها الموقع المتميز منذ ثورة 14 تموز 1958 رغم توسع ارتباطاته الاقتصادية وارتفاع حجم تجارته بالسوق الأمريكية في الثمانينات . وكانت علاقاته الدبلوماسية مع الولايات المتحدة حسنة لم يطرا عليها تغيير رغم انفالياته الكيمياوية مع الكرد ومقابره الجماعية بذريعة أنها شان داخلي ! ثم جاءت حرب الخليج لترسخ من مفهوم معادلة القيادة العراقية – الإدارة الأمريكية... وجاء الاحتلال .
تنبه استعادة دروس وعبر ثورة 14 تموز المجيدة .... وينبه تعطش الشعب العراقي الى الديمقراطية وصحوة احترام الراي الآخر.. ينبه الجميع الى ضرورة اعادة النظر المستمر في المنطلقات والممارسات الخاطئة التي ابتلى بها عراق الخير والمحبة والسلام .. عراق الثورات المرتقبة !



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفط والكهرباء والمرجعيات الدينية في العراق
- الكهرباء والاتصالات والسياسة – الترهات في العراق
- ما يكتبه قلم المثقف الديمقراطي لا تكسره هراوة الشرطة الطائفي ...
- امكانيات التيار الديمقراطي في العراق مشتتة
- الفساد جريمة ضمير قد لا تمس القانون ولا تتجاوزه
- شهداء مهندسون ابطال
- حكم الجهالة المخيف خلا الأمل تخاريف
- دكاكين الفساد ، وفساد الدكاكين
- المعلوماتية المعاصرة والحرب
- الكمبيوتر والترجمة
- ازمة الطاقة الكهربائية بين الشعب العراقي والوعود الحكومية
- نقابة المهندسين و المجتمع المدني والحركات الاجتماعية في العر ...
- مواثيق الحركة الهندسية الديمقراطية النقابية في العراق
- الدجيلي - شوكة في اعين مختطفيه
- نقابة المهندسين العراقية...الى اين ؟
- الغاء التعاون الزراعي في كردستان
- البطالة في العراق
- الدستور الجديد والمعركة في سبيل العقلانية
- المدخل الى النقل والمرور في العراق
- الدكتاتورية الشيعية – الوليد المسخ لثقافة اليانكي


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام ابراهيم عطوف كبة - هذا هو طريق 14 تموز