أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسان خالد شاتيلا - سورية في زمن الأمبراطورية الأمريكية والنيوليبرالية الجديدة:منتديات محظورة،مجتمع مدفون وأسواق منهوبة















المزيد.....



سورية في زمن الأمبراطورية الأمريكية والنيوليبرالية الجديدة:منتديات محظورة،مجتمع مدفون وأسواق منهوبة


حسان خالد شاتيلا

الحوار المتمدن-العدد: 1254 - 2005 / 7 / 10 - 23:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لن تكون صورة الحريات السياسية والفكرية في سورية في غد منظور أفضل منها اليوم وبالأمس ، طالما تثابر الأجهزة على احتكار السلطة والمال والجاه لنفسها ، وطالما بقي بلد العروبة والصراع التحرري محروما من الدولة ، ومفتقدا للمجتمع المنظَّم والمستقل عن السلطات . ذلك أن السلطات التي توالت على سورية في ثلاثة عهود متعاقبة أرست لثلاثة مسارات من الحكم وإدارة الأجهزة ، إن كان يختلف الواحد منها عن الآخر من حيث تعيين الجهاز المركزي الحاكم الذي آلت إليه صناعة القرار وتوزيع المغانم ، ليس إلا ، وكانت بالمقابل تتفق مجتمعة من آذار 1963 ، إلى 23 شباط 1966 ، ثم 16 تشرين الثاني 1970على تكريسها لنظام الأجهزة البوليسية ، أو ما يصح أن يُطلق عليه تسمية نمط الاستبداد السوري ، فإن العهود الثلاثة للنمط الاستبدادي السوري ألغت الدولة ، وأحالت السلطة التنفيذية إلى مجرد إدارة لتسيير الفساد ، وحاربت المجتمع ، نعم حاربته بقوة مسلحة يبلغ عدد أفرادها بضعة مئات الألوف من الأنفار والقادة الضباط – ، وَوَضعت القرار بين أيدي عدد من الأمراء من أصحاب الرتب العالية ، وأفسدت القضاء .

لكن سورية المثقلة بنظام أجهزة السلطة منذ تأسيسها في المتروبول مع الحرب العامة الأولى على أيدي الرأسمال الاستعماري ، وباستثناء حالات استثنائية عارضة في العهد الكولونيالي (البرلماني) ، والعسكري (الديمقراطي) ، لم تنعم بنظام الدولة إلا في حالته الهشة سريعة العطب ، على وقع موازين القوى بين الحلفاء وبلدان المحور أثناء الحرب العالمية الثانية ، والصراع على سورية في عهد الحرب الباردة . بيد أن المجتمع السوري الذي انطلق في معركته الحياتية منذ العاميات في القرن التاسع عشر ، حتى غاية بلوغه مرحلة بناء دولة التحرر والديمقراطية والنمو لم يفته قط ، رغم العواصف التي اجتازت مفهوم الدولة ، أن الدولة العقلانية التي تعينه على تحقيق تحرره ووحدته ونموه صعبة المنال ، وأن تشييدها متعذر ما لم يتكون مجتمع قوي وصلب موازٍٍٍٍٍٍٍ للدولة .

ويُسَجِّل خطاب العرش ، أو ما يُعرَف لدى عشاق الربيع الدمشقي بخطاب القسم ، حالة التردد المستديمة التي تلت هذا الخطاب ، والتي تسيطر على الجماعات البوليسية الحاكمة ، بين تكريسها للعهد الثالث الذي يُعرَف بنظام حكم الحرس القديم ، والذي كان يتوازع الاتصالات مع العواصم الأمبريالية والصهيونية والرجعية ، ويتقاسم الغنائم والأرباح على طرق التهريب الدولية التي تمر عبر سورية ولبنان ، ويسيطر ماليا واقتصاديا على أسواق بيروت وطرابلس ودمشق وحلب ، الخ ، وبين الانتقال إلى عهد رابع يتمركز فيه القرار بين أيدي أجهزة كانت حتى الآن تحتل الصفوف الخلفية لعصابات السطو على القطاع العام وخيرات البلاد ، وكانت تحمي من موقعها الخلفي هذا العصابة الحاكمة القديمة من هجوم مجتمعي مضاد .

وفي هذه الأثناء ، وفيما كان هذا التردد في وكر العصابة وقلاع أجهزتها المُرعبة على أشده بين الحرس القديم والحرس الجديد وأصحاب الرؤوس الحامية والألسن الخشبية ، حَدَثَ أن اجتاز طائر سنونو وحيد وتائه عن سربه سماء دمشق ، فخيل للأهالي أنه الربيع . نعم ، إن طائر سنونو واحد يعادل بمنطق التاريخ حالة التردد التي لا تزال مستمرة حتى اليوم بين تكريس العهد الثالث وبداية العهد الرابع ، إن لم يكن بداية نمط آخر جديد في سلسة من عهود مقبلة على سورية بدون دولة ، بدون مجتمع ، مع الأجهزة نفسها ، في سياق منقاد للعولمة والليبرالية الجديدة المقبلة على سورية وهي مشرعة نوافذها لأسواق التجارة الحرة مع أوروبا والولايات المتحدة ، سورية منهوبة السوق والقرار السياسي والرأي الثقافي تحت عهد جديد من النعال العسكرية ، وذلك بعدما تكون الليبرالية الجديدة مهَّّدت بالحرب الطريق أمام قوافل التجارة ، وَوَضَعت البلاد وأسواقها تحت حراسة فرقة مدرعة جديدة تحمي عمليات النهب وترعاها .

إن هذه الحالة من التردد التي تسيطر على الأجهزة منذ وفاة باني العهد الثالث تتسع لبعض الفراغ الأمني والسياسي الذي لا يخفى أمره عن المجتمع السوري العريق بنضالاته التحررية والمجتمعية ، وذي الخبرة بشؤون العالم والسياسة . عن مجتمع ذي تاريخ طويل من النضال منذ العاميات ضد جميع أشكال السلطات الدينية والإقطاعية والاستعمارية والديكتاتورية والانفصالية والرجعية والعسكرية . فما أن حَبَسَ القادة أنفسهم في الأروقة المظلمة لسلطة الأجهزة بعد أن توفي قائدهم يتشاورون خلف أسوار القلعة ويتوازعون أو يتقاسمون ويتناحرون ، وذلك فيما كان جيشهم يتحول إلى سلاح في الترسانة الأمريكية بعدما شارك في أول حرب تشنها العولمة على العراق ، و يتفرج على حرب العولمة الثانية وقد مد يده لمحاربة ما يسمى بالإرهاب بالتعاون مع الأجهزة الأمريكية ، حتى فَتَحَ المجتمع السوري أبوابه لتخرج من بيوته مشرعة النوافذ دوما أمام نسمات التجديد والمعاصرة عشرات وعشرات المنتديات السياسية والثقافية ، ليبرالية وقومية وماركسية ويسارية ومناهضة للعولمة ، ومنها منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي . خرجت المنتديات في رحاب الأحياء والأسواق والإدارات والمصانع لأن مجتمع الأهالي المكبوت أطلق العنان لانتماءاته القومية والطبقية ولطموحاته في التنمية والديمقراطية بعدما حُظر عليه خلال أربعة عقود التعبير عنها . هو أطلق المنتديات ، لكن كيانه الضمني الذي يبني منذ عاميات القرن التاسع عشر حتى حروب المخيمات الفلسطينية أعشاشا للسنونو لم يُطلق ما لديه منها عندما اجتاز سنونو وحيد وتائه سماء دمشق - وهي تُعَدُّ في أحياء المدن السورية ومصانعها بالملايين - بل هو احتجزها في أعماقه إلى حين .

هذا المجتمع الذي كَشف على حين غرة عما كان يخفيه ضمنيا من منتديات رغم عقود الاستبداد ، لم يلبث أن وَجَدَ الأجهزة البوليسة تنهال عليها لتقتلعها . ما عدا منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي الذي لم تمتد إليه حتى الأيام القليلة الماضية أسلحة القمع ، شأنه شأن عدد قليل آخر من الجمعيات . فقد كان منتدى جمال الأتاسي حتى وقت قريب يثابر على ممارسة نشاطاته الثقافية السياسية إلى جانب عدد ضئيل من جمعيات حقوق الإنسان وجمعية لمناهضة العولمة وجمعية أخرى لإحياء المجتمع المدني ، وذلك بعدما اقْتُلِعَت أغلبية الجمعيات من سطح المجتمع ، وليس من محتواه العميق وضارب الجذور في نضالاته الوطنية والمجتمعية .

لم يقوَ هذه المرة نظام سلطة الأجهزة على اقتلاع منتدى جمال الأتاسي من الأعماق ، وإن هو نجح في الظاهر فى حظره عن السطح . ذلك أن هذا المنتدى مصمم ، رغم القرار بحظره واستخدام القوة لسد المداخل إليه في وجه رواده ، على متابعة المعركة ، تصميمه على حياة المجتمع والوطن . بل وقد دخل على الفور هذا المنتدى السياسي المتبقي من بين العشرات والعشرات في معركة لمقاومة الاستبداد السلطوي ، فوجّه نداءً في الأول من شهر تموز/يوليو الجاري إلى القوى والشخصيات الديمقراطية إلى التضامن معه . الأمر الذي يشير من حيث هذه الجرأة غير المعهودة إلى بادرة تنم عن انتقال المجتمع السوري إلى مقاومة السلطة حتى لو أدى الأمر إلى التصعيد مع أجهزة القمع على نحو خطير . ولقد تجاوب على الفور عدد من الأفراد السوريين ، شأنهم شأن عشرات الجمعيات الحقوقية وجمعيات المجتمع المدني في سورية والعالم ، إلى الإعلان منذ اليوم التالي عن تضامنهم مع هذا المنتدى الحر والوحيد ، والذي كانت الديكتاتورية تغط الطرف عنه حتى غاية المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث الحاكم .

إن هذا المنتدى الذي يضم مثقفين سوريين ديمقراطيين من جميع الاتجاهات ، يسارية ماركسية واشتراكية عربية وعدد آخر من مناهضي العولمة ، لم يتردد بصورة جريئة وفورية عن الإعراب عن إدانته بقوة لقرار الحظر الصادر بحقه عن السلطة . كما استنكر في خطوة غنية من حيث مغزاها النضالي استخدام السلطة للعنف لمنع الدخول إلى مقره يوم السبت الموافق للثاني من تموز الحالي ، حيث كان من المقرر أن تُعقَد ندوة سياسية. بل ، هو ندَّد بالمضايقات المستمرة التي كان يتعرض لها في الآونة الأخيرة أعضاء مكتبه الإداري ، والذين كانوا اُُوقفوا لمدة سبعة أيام قبل أن تضطر الأجهزة الحاكمة إلى إطلاق سراحهم تحت تأثير الضغوط المحلية والدولية التي انهالت من قوى الديمقراطية على الحكام من كل جهة وصوب .

وكانت السلطات أَََََغلَقت يوم السبت الطرق المؤدية إلي مقر المنتدى للحؤول دون دخول مئات الذين توافدوا إلى مقره لمتابعة ندوة بمشاركة ممثلين عن خمسة أحزاب معارضة بالإضافة إلى ممثل سادس عن حزب البعث كان من المقرر أن تُعقد للتحاور حول مستقبل البلاد في ضوء المؤتمر العاشر لحزب البعث الحاكم . فما كان من قوات القمع إلا أن فَرَّقت المواطنين ، وأغلقت الممرات المؤدية إلى مقر المنتدى . فإذا كان مثل هذا المشهد يبدو حدثا غير مألوف في ظل النظام الحديدي ليس أكثر ، فإن المستقبل قد يعود بنا إلى هذا المشهد نفسه بعد مرور شهور أو سنوات ليشير إلى أن ما حدث هنا وفي ذلك الآن كان بداية لثورة مجتمعية ما لبثت أن اتسعت حول ظاهرة منتدى جمال الأتاسي . فكأن المنتدى في سورية يعمل عمل المعمل أو المنجم هناك حيث وُلِدت العناصر الأولوية للثورة حول مصنع أو منجم ، ثم ما لبثت واتسعت ملتصقة به حتى أصبحت ثورة شاملة . لنقل إذاً إن معركة المنتدى مرشحة على وجه الاحتمال والممكن إلى التحول إلى حريق كبير كحريق القاهرة ، أو حركة تضامن واسعة شاسعة تُقوِّض الاستبداد من أسسه . وكان عدد من مناهضي العولمة في سورية ، وبعضهم أعضاء في المنتدى ، أكد تضامنه بصورة ملتزمة مع قرار المنتدى بمتابعة نشاطاته ذات الصلة بالحوار السياسي في سورية رغم الضغوط العنيفة التي تمارسها قوى القمع عليه . وأكد هؤلاء أن تصرفات السلطة تشكل استهتارا بالنداءات التي كان المجتمع السوري وجَّهها وقواه السياسية من أجل إعادة بناء الحوار الوطني والوحدة الوطنية كحجر أساس في مواجهة مشاريع الأمبريالية . إن تحدي منتدى الأتاسي للسلطة بمثل هذه الصورة الجريئة والقوية قد يتحول مع مرور الوقت إلى حركة اجتماعية وسياسية تتغلب على الاستبداد وتقاوم مشاريع النهب الليبرالي و الأمبريالية .

طبعا ، إن هذا الرأي ينطوي على الأرجح ، أو بمنطق الممكن وغير الممكن أو قياس الاحتمالات ، على بعض التضخيم . لأن مقاومة منتدى جمال الأتاسي قد تنهار في نهاية المطاف أمام هجوم إرهابي تشنه السلطة . لكن المقاومة هذه ، حتى إذا هي انهارت ، فإنها لن تتلاشى في الفراغ ، وستترك أثرا ساخنا في لحم ودم هذا المجتمع الذي لن يلبث وينهض مجددا وقد ازداد قوة وبأسا في وجه السلطة الإرهابية . بتعبير آخر : إن منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي قد دخل التاريخ من باب المجتمع ، وأصبح مادة فاعلة فيه ، فإذا لم يأت التغيَّير الشامل من حوله ، فإنه سيأتي مع ووراء منتدى آخر ، أو جمعية مدنية مشابهة له . هذا إذا لم يأتِ من أعماق أعماق مجتمعنا الذي يتحدث بلغة الأكراد ، أو مع دوي الانفجار الكردي الذي يُعبِّر عن الاضطهاد الذي يعاني منه أكراد وعرب الجزيرة السورية تحت حكم الإقطاع والعسكريتاريا . المهم هو أن المجتمع في سورية يحمل في أحشائه اليوم بهيأة الجنين ملايين طيور السنونو التي لن تلبث أن تنبثق من مشروعها القديم قدم الحركة المجتمعية التي كانت بدأت في القرن التاسع عشر .

إن حظر منتدى جمال الأتاسي اليوم ، بعد الحظر الذي نال من عشرات وعشرات المنتديات التي كانت انبثقت تلقائيا بعد وفاة باني العهد الثالث ، كتعبير عفوي عن مجتمع يثابر على مقاومة مستغليه رغم مرور أربعة عقود من النظام البوليسي ، يشكل حدثا تاريخيا عظيم المضمون ما دام يمنع بصورة متجددة هذا المجتمع عن تنظيم نفسه لمواجهة التحديات الوطنية والإقليمية والدولية التي تهدد سورية . إنه في وقت واحد اعتداء صريح ضد حريات التعبير والرأي والاجتماع ، لكنة علاوة على ذلك وفوق ذلك يشكل أيضا تجديدا لاحتكار القرار السياسي بين أيدي أجهزة المافيا الحاكمة ، وذلك في ضوء المؤتمر العاشر إياه . إنه يدلِّل أيضا أن سلطة المافيات التي تتفاوض حول مناطق التجارة الحرة مع كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تخنق بأي ثمن المجتمع السوري ، قضاته ومثقفيه الذين يبحثون عن بدائل للاستبداد ، وبعضها بدائل يسارية ، وبدائل مناهضة للعولمة . هنا والآن ، ثمة بدائل بدأت تنبثق من نضالات المجتمع في سورية .

لقد كان إيقاف الكاتب علي العبد الله في شهر أيار الماضي ، وهو عضو في مكتب إدارة المنتدى ، على غرار إيقاف رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان المحامي محمد رعدون ، أو إيقاف الناطق الرسمي باسم المنتدى حبيب عيسى ، فضلا عن صدور قرار تعسفي بمنع الكاتب اليساري سلامة كيلة من العودة إلى البلاد إذا هو غادرها ، لأنه اختير عضوا مؤقتا في إدارة المنتدى طالما بقي أعضاء إدارته رهن الاعتقال ، سلامة كيلة الذي اتخذ من سورية منذ نحو ربع قرن مقرا لمنفاه كفلسطيني .. إن ذلك كله يشير في ضوء أعمال المؤتمر العاشر إلى تصميم النظام البوليسي على الغوص حتى أعماق القمع فيما تٌعلن المشاريع الأمبريالية لإعادة ترتيب المشرق العربي عن نفسها . الأمر الذي يحمل عددا من مناهضي العولمة في سورية على الاعتقاد بأن مضي السلطة البوليسية في ممارسة القمع المنظم ضد المنتديات والشخصيات الديمقراطية في سورية يُشكِّل حدثا سياسيا خطيرا طالما هو يقود إلى دفن المجتمع السوري وحركاته الاجتماعية ، بما يتيح للأجهزة القمعية الحاكمة أن تعيد ترتيب المنطقة بمنطق جورج بوش والمحافظين الجدد . علما أن حظر منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي رافقه اعتقال ثمانية عمال لأنهم شاركوا في برنامج للرأي الحر تبثه قناة تلفزيونية . وكانت العولمة النيوليبرالية حسب النمط السوري أَغلقت عددا من الصحف لم يمض على منحها ترخيصا قانونيا مدة قصيرة . كما هي حَظَرَت عددا من المجلات الاقتصادية التي كانت قبل فترة وجيزة حظيت من السلطة الليبرالية الحديثة على الترخيص القانوني . ناهيكم والتهديدات الموجَّهة لغير هذه وتلك من الصحف والمجلات . حتى نشرة "كلنا شركاء للوطن" التي تُعلِِِن أن صفحاتها مفتوحة للمعارضة والسلطة ولكل الوطنيين ، فإن منافذها الألكترونية أُغلقت داخل سورية . أليس في ذك كله ما يؤكد أن الليبرالية عندما تشعر بأن الحريات العامة تهدِّد مصالحها فإنها تعمد إلى دوس الكرامات والحريات ! إن ما يجري اليوم في سورية هو مظهر ابتدائي من مظاهر العولمة النيوليبرالية حسب النمط السوري .

على هذا النحو ، أوعلى مشارف المنعطف الأخير أو قبل الأخير الذي يقود آلة السلطة إما نحو الارتداد على أعقابها إلى الوراء حيث يمتد العهد الثالث ، أو إما الانتقال إلى نمط جديد يَعهَد بمركز القرار إلى جهاز جديد آخر لم يرتد بعد قبعة العرَّاب القائد ، فإن السلطة تتخبط بين أمرين اثنين . إما تسليم قبعة القائد إلى أمير يرعى النهب والقمع حسب نمط الحرب الباردة التي شهدت علاقات غرامية بين الأجهزة السورية ومثيلاتها الأمريكية بدأت مع أيلول الأسود ، وأثمرت في لبنان ، ثم تمخضت مع سقوط حائط برلين عن انضمام الحكام السوريين إلى العولمة المسلحة حسب ما ظهرت عليه في العراق معلنة لأول مرة عن مولد العولمة الليبرالية المتوحشة وآلتها العسكرية . وإما تسليمها إلى أمير آخر ينفض يده نهائيا من بقايا نمط الحكم أثناء الحرب الباردة ، لكنه يحافظ على ميراث النمط السابق الذي اجتاز في العراق ومع مناهضة الإرهاب امتحان العولمة الليبرالية بنجاح ، على أن يؤسِّس لنمط جديد ليبرالي مساير للعولمة قوامه تحويل المجتمع الذي كان مصدرا للحركات الثقافية والسياسية المناهضة للاستعمار والاستغلال إلى مجرد سوق للاستهلاك تَفتح حوانيتها وصناديقها للاستثمارات التي ستشتري قوت الناس وخيرات البلاد من السياسي المقاول والسمسار المتخفي بزي أمير جديد بأزهد الأسعار . تحويل هذا المجتمع الذي يناضل على جميع الجبهات منذ عاميات القرن التاسع عشر من أجل ازدهاره إلى مجرد مجتمع بضاعة مفرغة من أي مضمون . صورة متحركة بين صور التلفزيون وعلى هوائيات الأقنية التلفزيونية بدون أي قرار سياسي ومجتمعي .

هذا العهد الثالث الحاكم الذي شارك بقدم ثابتة ببدء العولمة في العراق في مطلع التسعينات ، ومضى قدما إلى الأمام على مسار العولمة الليبرالية بمشاركته لها في حرب مناهضة الإرهاب ما بعد 11 سبتمبر 2001 ، يجد نفسه وقد سيطرت عليه في السنوات القليلة الماضية حالة من التردد والتمزق من جراء اصطدامه بعثرة صعبة ، ألا وهي الانتقال بصورة نهائية ، قاطعة وحاسمة ، من نمط الحكم في عهد الحرب الباردة إلى نمط الحكم في عهد العولمة دون تغيير الآلة . إنه يتعثر في نهاية مشواره الدموي أمام اضطراره إلى إسدال الستارة على العهد الثالث والأخير من نمط الاستبداد السوري ، والبدء بالعهد الأول من نمط استبدادي جديد ليبرالي ومواكب للعولمة .

هذا التردد والتمزق سينتهي بالآلة التي تقاوم بشدة كل حالات الكسر والتحطم من أجل الاحتفاظ لنفسها بالبقاء والجاه والمال والسلطة ، على غرار العصابات التي تَحكُمُ ولا تُحكَم ، تريد أن تأتي على المجتمع بصورة نهائية وكاملة قبل إنجاز انتقالها من نمط للحكم إلى نمط جديد آخر قوامه سيطرة الليبرالية الجديدة على بلد يفتقد للدولة منذ عقود ، وقد ذاب مجتمعه إلى ذرات من الطوائف والقبائل والأفراد ، وتحكمه سلطة تناهض الإرهاب .

هذا هو المغزى من وراء عودة محكمة أمن الدولة إلتي استأنفت مجددا نشاطاتها ، فقد عادت لتفتح أبوابها من أجل دفن المجتمع في ضوء المؤتمر العاشر . وها هو علي العبد الله الموقوف بتاريخ 15 أيار بتهمة الترويج لأفكار حزب محظور ومحكوم على أعضائه بالإعدام ، حزب جماعة الأخوان المسلمين ، يحال للمثول أمام هذه المحكمة ، لأن أعضاء المكتب الإداري للمنتدى ، وكلهم علمانيين وقوميين ويساريين وماركسيين وماديين ، بل ومنهم المناهض للعولمة الليبرالية ومن أنصار "عالم من نمط آخر ممكن" ، عهدوا إليه ، هو زميلهم التاسع ، والذي يشبههم من حيث تعلقه بالمعاصرة والحداثة ، بتلاوة نص الرسالة التي بعث بها رئيس جماعة الأخوان المسلمين لقراءتها أمام ندوة الأحزاب السورية حول التغيير الوطني ومواجهة التحديات . وكان هؤلاء الثمانية أمضوا أسبوعا في السجن رهن الاعتقال ، ثم أُُُطلق سراحهم بدون زميلهم التاسع علي العبد الله الذي كان امتثل لطلبهم وقرأ الرسالة إياها .

ويكاد الأمر في ما يتعلق بعلي العبد الله أو سواه من قدامى معتقلي الرأي ، كعبد العزيز الخير الذي أمضى نحو عشر سنوات متخفيا قبل أن يدخل السجن ليلازمه منذ نحو اثنتي عشرة سنة ، يكاد أمر القمع لا يخرج عن وقائع ويوميات التعذيب والاضطهاد في النمط الأول للاستبداد السوري ، لولا أنه يكتسب في المرحلة الراهنة مضمونا خاصا ، ألا وهو تذويب المجتمع ، وإطلاق يد العولمة الليبرالية القادمة من العراق ، وفتح الأسواق ، ورمي الدولارات في الشوارع لإلهاء الناس بمزايا اقتصاد الأسواق الحرة ، وذلك كله كتمهيد لانتقال السلطة من نمط إلى نمط يكفل الحكم في يلد لم يفقد فقط مجتمعه ، بعدما كان فقد دولته مع بداية العهد الأول من النمط السابق ، وذلك في شهر آذار من العام 1963 ، بل ها هو يفقد أيضا اليوم عشية مولد النمط الجديد المقبل وطنه في عهد الأمبراطورية الأمريكية والعولمة النيوليبرالية . هذا العهد الذي سيحيل سورية إلى مجرد بلد أو بالأحرى سوق حرة بدون مجتمع ، بدون دولة ، وبدون وطن .

إلى هذا الحدث التاريخي الذي يجمع ويركب - عبر مقاومة منتدى جمال الأتاسي لإرهاب السلطة - بين حروب المخيمات ، والعاميات ، والثورات ضد الاحتلال بعد الدولة العربية وثورة الشريف حسين ، والانتفاضتين الأولى والثانية ، ونكسات فلسطين والوحدة وحزيران ، وفضيحة حرب تشرين ، وطرد عرفات من دمشق ، ثم مشاركة العولمة حروبها ، إلى هذا كله ممزوجا بدماء أبناء سورية في السجون ، ودموع الأمهات ، ومذبحة حماة وتدمر ، وسرقة القطاع العام ، يُعزا اليوم احتشاد المجتمع السوري بكامله في منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي . فللمنتدى تاريخ ، وتاريخه هو نفسه تاريخ الانتفاضات والنكسات والعاميات . وللمنتدى مكان وشخصية عبقرية . إنه مقر سكن جمال الأتاسي الذي رفض المادة التاسعة إياها ، وعانى من كل النكسات ، ونَشَر أفكار الاشتراكية والعلم ، وحمل معه عبر سيرة حياة طويلة من النضال القومي والمجتمعي كل طموحات وآمال وأحلام مجتمعنا . ومن هذا المنتدى تصدر اليوم الصيحات الأولى للمجتمع السوري والتي تريد أن تنتزع من الأجهزة بصورة فورية :
- إيقاف المضايقات ضد منتدى الأتاسي ،
- إعادة فتح كل المنتديات والترخيص لها قانونيا بما في ذلك جمعيات حقوق الإنسان وجمعيات المجتمع المدني وحركة مناهضة العولمة ،
- إطلاق سراح كل معتقلي الرأي في سورية ،
- مقاومة المشاريع الأمبريالية التي تعيد ترتيب المشرق العربي ، ومناهضة الأسواق الحرة واتفاقيات الشراكة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة .

المجتمع المدني ، وبوجه خاص جمعيات حقوق الإنسان ، والمواطن ، وإحياء المجتمع المدني ، على غرار ما نشاهده اليوم من تطورات مجتمعية سياسية مع المقاومة التي يبديها منتدى جمال الأتاسي ، المجتمع المدني هو الذي يحتل المركز الأول ، من حيث سلم النشاط المجتمعي والسياسي ، في الصراعات المجتمعية والسياسية في سورية خلال السنوات الخمس الأخيرة . ولعل هذه المعطيات تسمح باستخلاص مقولة مؤداها أن المجتمع المدني في سورية مدعوما من الأحزاب السياسية والحركة الاجتماعية بصورة عامة هو الذي سيحتل حيزا مركزيا في مقاومة سلطات المافيات التي تُعِدُّ البلاد لمناطق التجارة الحرة والشراكة مع أوروبا والولايات المتحدة ، بعدما انحنت أمام عسكرة العولمة للعالم . وبتعبير آخر ، فإن مجتمعات المشرق العربي تعاني من العولمة بمظهريها العسكري والبوليسي ناهيكم والاقتصادي ، واللذين يريدان التخلص من مقاومة المجتمع لليبرالية الجديدة قبل إعادة ترتيب المنطقة ، وتشييد الشراكة والأسواق الحرة .

حملة الاعتقالات والمضايقات هذه والتي نالت منتدى جمال الأتاسي منذ شهر مايو وثيقة الصلة بمشاريع العولمة من جهة ، وبتحولات السلطات السورية التي نجحت حتى الآن في كل الامتحانات والاختبارات التي فُُُُُُُرضِت عليها من قِبَل العولمة الليبرالية المتوحشة وهي تجتاز درجة وراء درجة مراتبها الصاعدة نحو الارتقاء بها إلى مصاف الشريك . وهو الأمر الذي يقع - ما في ذك شك - تحت مراقبة المجتمع السوري الذي لا ينام ولا ينهزم ، والذي يراقب هذه التحولات النيوليبرالية للسلطة بأعين منتدى الأتاسي أو بأعين حركة "ناشطو مناهضة العولمة في سورية" . ففي أعقاب اعتقال ناهد بدوية ، وهي عضو في لجنة المتابعة في حركة "ناشطو مناهضة العولمة في سورية" ، وعضو في المكتب الإداري لمنتدى الأتاسي ، والتي كانت أعتُقِلَت ضمن حملة الاعتقالات التي شملت كافة أعضاء هذا المكتب بتاريخ 23 أيار/مايو الماضي تهيأة لتصفية المنتدى بصورة نهائية ، فإن حركة مناهضة العولمة السورية أصدرت بيانا أعلنت فيه أن "السلطة تتصرّف بما يفيد السياسة الأمريكية ، في اللحظة التي تُحضِّر الإدارة الأمريكية لجعل سورية الهدف التالي بعد العراق ، يفيدها من حيث تقديم المبرّرات الإضافية التي تخدم الحملة الهادفة إلى إطباق الحصار على سورية، كما يفيدها من حيث يؤدي هذا النهج في سياق السعي لتوفير الظروف التي تقود إلى التغيير الأمريكي ، إلى إضعاف الحركة المجتمعية الرافضة
للتدخّل الأمريكي ، و المصمّمة على مواجهة السيطرة الإمبريالية الأمريكية على
المنطقة العربية والعالم" . وينتهي هذا البيان الصادر عن أنصار "عالم من نمط آخر" إلى التنبيه بأن "وضع سورية خطر، و يحتاج إلى تكتيل حقيقيّ للقوى، لكن ليس وفق
منطق السلطة ، هذا المنطق الذي مازال يقوم على الحرمان السياسي و الكبت والاعتقال ، والتمسّك بكل الأسس التي قادت إلى المأزق الذي نحن فيه . بل بما
يسمح بإطلاق الفاعلية المجتمعية ، و تكريس مبدأ التعدّدية و مواجهة الفساد و نهب قطاع الدولة و الخصخصة" .

لم يَعترِف إذن فيما حضر المجتمع المدني ، أو المجتمع بدون إضافات كما كان يقول ماركس ، بالإخفاق ، بل وقرَّر المثابرة في النضال حتى نهاية الشوط ، أو حتى عودة هذا المنتدى إلى فضائه الحيوي في دمشق ، وفي قلب المجتمع السوري . وفي ضوء ذلك ، فإن صورة الصراعات المجتمعية في سورية هي الآن عرضة لتغيُّرات جوهرية ، وذلك بمقدار ما ستقود هذه الانطلاقة المجتمعية التي كَسَرت القيود التي كانت حتى الآن تكبِّلها إلى تخطّي أحزاب المعارضة بعدما تفقد هذه الأحزاب سيطرتها على الحركة المجتمعية ، وبمقدار ما هي تُرغم أيضا وفي الوقت نفسه الأحزاب على تجديد أجهزتها القديمة التي طالما وُجِّهَت إليها الانتقادات من حيث هي تُعَوِّق انطلاقة الحركة المجتمعية لخوفها من أن يقود مثل هذا الاندفاع المجتمعي إلى وضعها على هامش المجتمع .

وإن الصراعات المجتمعية عرضة الآن لتغيُّرات جوهرية ، من حيث أن السلطة المستبِّدَة إذا كانت تستطيع السيطرة على الأحزاب السياسية ، فإن المجتمع سيفلت هو بفضل جذوره العميقة الضاربة منذ فترة بعيدة في تاريخ صراعات التحرر الوطني والتقدم المجتمعي ، سيفلت من المستبدين دوما ، ممن أصبح منهم عجائز ،أو من جميع القوى الطاغية في العالم ، الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي على حد سواء .

باختصار شديد ، فإن سورية تطل اليوم من النوافذ المشرعة لمنتدى جمال الأتاسي لتسجِّل بدء الحوار المتبادل بين المجتمع والأحزاب على ملتقى المفارقة بين مساريهما ، من حيث القدرات الكامنة في أعماق المجتمع على التجديد والعمل والتغيير ، ومن حيث تأخر الأحزاب عن مواكبة العصر والحداثة . مثل ذلك مثل الجدل بين مسار مجتمعي يريد التغيير الشامل ، وبين مسار سياسي يفكر بالإصلاح والانتقال . إن أحدهما يشد الآخر في علاقة مزيج من الصراع والوحدة . فإذا كان منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي يَكشف اليوم عن علاقة التمايز هذه بين المجتمعي والسياسي ، فلأنه آن الأوان للوعي في سورية أن يدرك أن الحزب ، أياً كان هذا الحزب ، حاكما أم معارضا ، أحاديا شموليا أم تعدديا ، عاجز عن وضع المجتمع في جيب بنطاله الكاكي إذا كان عسكريا ، أوالأسود إذا كان من أهل الدولة والمراسم ، أم الأزرق إذا كان صانعا ، ولا أقول عاملا لأن وعي العمال من وعي المجتمع .

حسان خالد
الخميس 7 تموز 2005



#حسان_خالد_شاتيلا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوض بحر الأبيض المتوسط حيز مركزي في مناهضة العولمة الليبرالي ...
- منتدى بورتو أليغري 2005 : المقاومة الواسعة لليبرالية على مفت ...
- دفاع عن المسألة النظرية : قراءة لكتابات نقولا الزهر
- أسئلة موجهة الى مشروع تقرير المؤتمر السادس للحزب الشيوعي الس ...
- عن التحالفات في سورية على مشارف المنعطف الانتقالي


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسان خالد شاتيلا - سورية في زمن الأمبراطورية الأمريكية والنيوليبرالية الجديدة:منتديات محظورة،مجتمع مدفون وأسواق منهوبة