أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسان خالد شاتيلا - أسئلة موجهة الى مشروع تقرير المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي















المزيد.....



أسئلة موجهة الى مشروع تقرير المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي


حسان خالد شاتيلا

الحوار المتمدن-العدد: 829 - 2004 / 5 / 9 - 01:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تُرسي الموضوعات المقدَّمة أمام المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوري(المكتب السياسي) أسسا لتجديد الحزب من حيث الشكل المضمون ، كما من حيث الوعي والممارسة ، وتتطلع الى بناء حزب من نمط جديد مؤهل للمساهمة بصورة فاعلة في إنجاز مرحلة الانتقال الى الديمقراطية في سورية . لكن الموضوعات ، إذ هي تتأهب لفتح أبواب جديدة على مسارات العمل المجتمعي والسياسي والفكري في العمل الوطني والمطلبي ، وتشق على هذا النحو مسالك جديدة غير مطروقة بعد كممارسات وأفكار واضحة ، فإنها تثير مجموعة من التساؤلات قد تكون مثيرة للقلق . وإني أعرضها هنا لثقتي بأن المؤتمر السادس يواكب حاضر البلاد ومستقبلها عن كثب ويمارس عليها تأثيرا ملموسا :
1 – ألم تتجاوز الموضوعات بصفحاتها الخمسين الحد الذي يجعل منها في متناول مدارك الناس جميعا ، وفي مقدمتهم العمال وأصحاب الأجور، بل وحتى المثقفين الذين واجهوا ، ومنهم أساتذة جامعيين في مجالات العلوم الإنسانية ، صعوبة في قراءتها . إنهم اشتكوا من افتقارها إلى التركيز ، وما يعتري تتابع أفكارها من تشتت ناجم في الأغلب عن الإطالة في الشرح والخوض في غمار التفاصيل . كان انجلز يتهكم على برامج الاشتراكيين الديمقراطيين من جراء ميلها إلى الإسهاب ، ويذكرُُّهم بأن البروليتاريا الألمانية تريد تقارير من صفحات قليلة ترسم لها برامج واضحة ، وتكون في متناول أوسع قطاع من العمال . صحيح أن المستوى الثقافي للعمال وكافة أصحاب الأجور في سورية كما في العالم قاطبة هي اليوم أفضل بكثير مما كانت عليه بروليتاريا الأمميات الثلاث ، بيد أن هؤلاء ليسوا جامعيين . وإن الكتابة الصريحة والواضحة والمباشرة والتي تراعي أصول ومناهج التربية ، وفي مطلعها التبسيط ، هي التي تجد طريقها إليهم . ألم يفتقر التقرير إذن لطرائق التربية العامة في نقل الثقافة ، ناهيكم والتربية من النمط الاشتراكي ؟
2 –تبدأ الموضوعات باستعراض للتاريخ منذ صعود البورجوازية ، وتترك الخوض في سمة العصر الى النهاية . وقد قادها هذا التسلسل حسب الأزمان الى مزالق كثيرة ، لعل إحداها السرد ، وأحيانا الحياد أمام موضوعات تستدعي النقد ، وربما كان أخطرها بلا منازع أنها نحت منحى مثاليا في تفسير التاريخ ، بدل المساهمة في تغييره . فمن مثالب الاستعراض الزمني أنه يقود الى مفهوم عن التاريخ تطوري ومثالي ، وكأن للتاريخ عقل وروح وهدف ، وما الواقع إلا تجسيد للتاريخ الذي يسير نحو هدف واحد ، هو الإنسان والمثل والقيم ، الخ . وكثيرا ما تعود الموضوعات الى مثل هذا العبارات :
آ – لعل البدء بسمة العصر وما نواجهه أمما ومجتمعات وأحزابا من تحديات أمام الليبرالية الجديدة الوحشية ، ومن جراء التأخر الذي لحق بالبلدان النامية - وذلك فيما تُنجز التكنولوجيا ثورات على كافة الصعد وفي مقدمتها الاتصالات والإعلام – لعل ذلك كان يتيح أن يَزُجَّ بالتقرير، منذ البداية وحتى النهاية ، في خضم الصراع . كان ماركس يقول إن علم تشريح الإنسان هو المفتاح لعلم تشريح القرد (بمعنى أن المعرفة تسير من الحاضر الى الماضي وذلك على نقيض التاريخ البيولويجي لتطور الكائنات الحية "الايديولجيا الألمانية") . فالتاريخ الإنساني يبدأ من حيث انتهي اليه وعي الإنسان وليس من حيث بدأ وعي القرد . إن وعي الماضي ييدأ من الحاضر في مسار تراجعي ، وليس العكس . فلما لا نقلب التدرج في الاستعراض التاريخي رأسا على عقب ، لنبدأ بسمة العصر التي تضعنا بصورة فورية أمام التحديات والصراعات ؟
ب - ألا تفتقر الموضوعات الى رؤية للصراع تواكب التاريخ بصورة مستديمة ، بل وإنها تميل علاوة على ذلك إلى الأخذ برؤية تطورية مثالية وأخلاقية ، وتُحَمِّل التاريخ أهدافا هو ينكرها سواء كانت يسارية إشتراكية أم يمينية بورجوازية ؟
ج - يُخشى أن تكون الموضوعات في سردها المثالي هذا ، تخلت عن التاريخ من حيث هو تاريخ للصراع الطبقي . إنها تعتبر-على سبيل المثال وليس الحصر، والأمثله هنا كثيرة- أن تقسيم العمل هو أحد منجزات الإنسانية . فهل نسيت هذه الوثيقة التاريخية التي تسجل في أيامنا العصيبة هذه ما يطرأ على سورية والعالم -في ظروف التقسيم العالمي للعمل في حاله الراهن- من تحولات عظمى في سورية والعالم ، أن تقسيم العمل هذا هو جوهر كل أيديولوجيا رأسمالية ؟ إن تقسيم العمل كما يقول ماركس في مخطوطات سنة 1844 هو التعبير الاقتصادي عن الطابع الاجتماعي للعمل في إطار الاستلاب . وعلى المنوال نفسه من المثاليات الهيجيلية التي وقعت فيها الموضوعات أليس بوسعنا أن نتساءل : الم تأخذ المثل الإنسانية العليا كالحرية والعدل والمساواة في الموضوعات محل الصراع الطبقي وتناست أن الصراع الطبقي أو التاريخ ما أنفك يغير من أشكال ومضامين القوانين والقيم ، وهو يغيرها ليس بدافع من الفلسفة المثالية وقيم الأخلاق ، وإنما بموجب ما تمليه الشروط الموضوعية لنمط الإنتاج .
3 – لست هنا في معرض انتقاد الموضوعات لأنها تخلت عن ديكتاتورية البروليتاريا ، فأنا أسوة بكثير غيري من الشيوعيين والماركسيين أعزو ديكتاتورية البروليتاريا – ليس بدافع التبرير - الى السياق الروسي لثورة اكتوبر ، الا أنني أتساءل هنا عما إذا كان التخلي عن كل شيوعيات الآباء_(شيوعية بصيغة الجمع) التي ارتبطت شيوعياتهم بدول مستبدة ذات أنظمة التسخير الكليTotalitarisme وانتهت مساراتها الى الفشل ، ليس فقط منذ عهد غورباتشيف ، بل والكومونة أيضا ، يبرر التخلي عن الشيوعية بصورتها الكامنة والتي لم تنتقل الى حيز الوجود ؟ فهل أُُُُجانب الحقيقة إذا أنا قلت إن الحزب يعتبر سقوط المسار السوفياتي بمثابة نهاية للشيوعية ، فيتجاهل بالتالي ، وعلى هذا النحو ، أن الشيوعيات ، ومنها الأممية الرابعة او الأوروكومينيست على سبيل المثال وليس الحصر ، أو بدون الإقتداء بمثال أيا كان نوعه ، انتقدت الشيوعيات الرسمية ؟ وهؤلاء وأولئك ، ومنهم منشقون شيوعيون ، فلاسفة ومثقفون وعمال ، وإن هم تخلوا عن الفلسفات الشيوعية الرسمية ومنها ديكتاتورية البروليتاريا ، إلا أنهم كماركسيين قدَّموا قراءات جديدة لماركس وأنجلز وللثقافة الاشتراكية تأخذ بصراع الطبقات على الصعد الدولية والقومية والمحلية المجتمعية ؛ مع إعمال الفكر والنقد بما لحق بصراع الطبقات من تطورات (في أغلب الأمثلة التاريخية يبدو المثقف الشيوعي أول ضحايا نظام التسخير الكلي في صيغته الشيوعية ، ومنهم كثر لم يتخلوا عن الشيوعية "جورج لوكاش" أو فيخته على سبيل المثال ، فما بالكم وهنري لوفيفر الذي نُقِلَت أعماله الى العربية قبل غيره ممن فتح أبوابا جديدة في قراءة ماركس وأنجلز وكشف عن خفايا النصوص ، هذا إن لم أذكر التوسر وباليبار ولابيكا وبيديه وتكسييه، وكثرة من التروتسكيين ، بل وحتى سارتر، الخ !) .
4 – المؤتمر السادس يعقد أعماله وسط مستجدات ما بعد انهيار حائط برلين وبرجي التجارة العالمية . ولما كان الحزب واع بأن هذه المستجدات تقود الظروف الدولية والقومية والسورية في منعطف جديد بزاوية مائة وثمانين درجة ، فإنه يعيرها اهتما ما استراتيجيا . وأول هذه الظروف ما كان منها وثيق الصلة بالقضية الفلسطينية والنزاعات في العراق .
والموضوعات تدرك ما تمارسه هذه المستجدات التي تُرَوِّج للديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان من تأثير واسع على ثقافة المجتمع بكل طبقاته ، لاسيما وأن تأثيرها يتسع ويشتد الى حد أنه يطال في عصر العولمة الليبرالية كل منزل في البلاد من الناحية الثقافية والصلات المجتمعية (المحطات الفضائية للعامة والأنترنيت للخاصة) . وهو يعلم حق اليقين أن موازين القوى بين قوى التحرر والديمقراطية وبين الليبرالية الجديدة راجحة بل ومختلة بتفاوت كبير لصالح الثانية . والأخطر من هذا وذاك أن اليسار القومي التحرري الديمقراطي قد لحقت به الهزيمة . وإن أشد هذه الخسائر فداحة هي تلك التي لحقت به على صعد الثقافة المجتمعية والسياسية . فقوى اليسار غائبة عن الساحة غيابا شبه كامل ، وأصحاب الأجور فقدوا وعيهم كأصحاب مصالح ووعي وثقافة هي غير تلك التي تروج لها الطبقة السائدة ، والمجتمع خرج من يدها ووقع من جراء الطاغوت الذي تمارسه طبقة السماسرة والوسطاء منذ أربعة عقود ، تحت تأثير الليبرالية الجديدة التي هدّّمت المقاومة القومية ، واستبدلت الثقافة السياسية العربية بسياسة قطرية مفتوحة على العولمة الليبرالية . الإ أنني أتساءل ما إذا كانت الموضوعات التي تدعو الى التغيير بصورة عميقة وواسعة في أشكال الفكر والممارسة ، لم تتسرب إليها روح ليبرالية "مرحة" ، تحت تأثير هذه المستجدات التي تهدد باكتساح الأخضر واليابس ، وذلك فيما تجتاح الليبرالية الجديدة المشرق العربي وتتأهب لتحويله الى سوق للتبادل الحر ، تارة مع الاتحاد الأوربي والشراكة المتوسطية ، وتارة أخرى مع الولايات المتحدة الأمريكية . فهل تقود كل هذه المعطيات والأدوار الجديدة الى انعقاد المؤتمر السادس للحزب دون ان يكون للمؤتمرين عين على أطفال الحجارة وعين على النزاعات في العراق ! وهل في كل ما تقدم ما يكفي من مبررات بحيث لا تحظى الصراعات في فلسطين والعراق بمكانة الأولوية في سلم المهام الاستراتيجية ؟
5 – لقد تخلى الحزب عن الصراع الطبقي والشيوعية ، وأضحى يُعْرَف باسم الحزب الديمقراطي الاجتماعي حسب ما جاء في مشروع النظام الداخلي . حسنا:
آ – لم يعد الحزب حزبا للطبقة العاملة التي اتسعت وأصبحت تشمل أصحاب الأجورsalariats ، فهل يتسابق للسيطرة عليه رجال الأعمال ؟
ب – إن الموضوعات تأخذ بنمط الإنتاج الرأسمالي باعتباره النمط الوحيد للنظام السياسي والاقتصادي للبشرية ، فهل يقود الفشل الذي منيت به البيروقراطيات أسوة بالثورات الاشتراكية، والتي لم تتقدم منذ أول ثورة شيوعية في العالم (كومونة باريس) خطوة واحدة على طريق المجتمع الشيوعي ، الى التخلي عن نمط الإنتاج الاشتراكي ؟ ثم ماهو نصيب القوى العاملة وأصحاب الأجور من مشروع التقرير؟ وكيف لها أسوة بالصراع الطبقي على صعد الثقافة والإنتاج الاقتصادي ومناهضة الأمبريالية والصهيونية والليبرالية الجديدة أن تضحى فصلا بين غيره من الفصول ، وتتراجع الى حيز ثانوي بدل أن تكون في قلب الأحداث !؟
ج – لماذا يمتنع مشروع النظام الداخلي عن الإشارة الى أن الحزب الاجتماعي الديمقراطي هو وليد الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) الذي كان انشق عن الستالينية وخرج عن المدار السوفياتي ليندمج في الكتلة التاريخية العربية ؟ وهل يعتقد الحزب أن التاريخ سينسى أن هذا الحزب هو المكتب السياسي؟ وهل يتناسى الحزب ان الذاكرة الجمعية أوالتاريخ سيتداول بعد مئات السنين اسم المكتب السياسي للإشارة الى الشيوعيين المنشقين عن الستالينية في سورية . عبثا تبحثون يا رفاق عن اسم جديد للحزب غير هذا الذي التصق به رغما عنه أو بإرادته .
د – حل محل الاشتراكية العلمية التي كان انجلز يقترحها بالإضافة الى نقد المادية التاريخة وصراع الطبقات كأداة لتعريف الماركسية ، أفكار إنسانية كتلك التي ينادي بها الاشتراكيون الديمقراطيون : الإشتراكية الانتقائية . فهل تحول الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) الى حزب ديمقراطي إشتراكي على غرار أحزاب الاشتراكية الدولية والأممية الثانية التي قاومت الثورة البروليتارية ورجحت المسار الإصلاحي للمنجزات العمالية ضمن نمط الإنتاج الرأسمالي وعبر الانتخابات ؟
ر – إن الموضوعات تُرجِّح النضال من أجل حقوق الإنسان على النضال من أجل تشييد نقابات حرة مستقلة عن السلطة ، فهل لمسيرة حقوق الإنسان في سورية أن تغتني وتتعمق ما لم يشتد النضال من أجل النقابات المستقلة بحيث يستمد النضال من أجل حقوق الإنسان مبرراته وقوته من دفاعه عن الحقوق النقابية . أليس لهذه الأخيرة ، وما يرافقها من دفاع حقوقي عن ضحايا النضالات النقابية والسياسية والمجتمعية ، أسبقية علىالدقاع عن حقوق الإنسان بحد ذاتها ومن حيث هي حقوق قانونية، في تكوين الوعي والثقافة المجتمعية ، أسبقية الممارسة على الفكر ؟ أليس في تجريد حقوق الإنسان من مضامين الصراع المجتمعي والطبقي ما يجعل من الدفاع عن حقوق الإنسان هدفا في ذاته ، وذلك على غرار الأيديولوجية البورجوازية التي تسلخ الحقوق والقانون عن الصراعات التاريخية وتجعل من الإنسان قيمة في ذاتها ؟ ألن يتحول الحزب إذا هو رجَّح في ممارساته وبرامجه حقوق الإنسان على الحقوق النقابية الى منتدى إجتماعي أو جمعية لحقوق الإنسان ؟
س – إذا تخلى الحزب عن الصراع الطبقي والشيوعية ، فإن الإشتراكية الإصلاحية والانتقائية التي تتعايش مع الليبرالية ، وتأخذ بالإقتصاد السياسي واقتصاد السوق ، وترفض تحليل الظروف المادية من حيث هي مظاهر لنمط الإنتاج ، هي التي ستقود في نهاية المطاف خطاه في نضالاته من أجل التحرر الوطني والديمقراطية وحقوق أصحاب الأجور . فهل سيتمخض الحزب بعد المؤتمر السادس عن توني بلير ثان وليونيل جوسبان مكرر بعدما يكون دفن ياسين الحافظ ومهدي عامل وإلياس مرقص وغيرهم كثر! كان أنجلز يرفض مصطلح الماركسية ، ويقول إن الصراع الطبقي ، والاشتراكية العلمية ، والمادية التاريخية ، هي التي تميز أعماله مع ماركس عن المذاهب الاشتراكية الإنسانية والانتقائية والمثالية . فهل يتذكر الحزب قبل أن يطرق أبواب الاشتراكية الدولية الثانية هذا التعريف النقدي للماركسية ؟ وهل ستسيطر على الحزب بعد المؤتمر السادس العقلية الانتقائية والتوفيقية والتلفيقية أسوة بالاشتراكيين الديمقراطيين والبعثيين وغيرهم .
6 – إن الموضوعات تحسم أجوبة قاطعة في قضايا كانت وما تزال موضعا للنقاش والخلاف في تاريخ الحركات الشيوعية والماركسيات . فلماذا لم يكتف بالاعتراف بفشل المسيرة السوفياتية شيوعيا وماركسيا ويعفي نفسه من اقتراح تفسير "رسمي" للفشل على صعد الفكر والممارسة ، والتي لن تنتهي الشيوعيات والماركسيات من مناقشتها قبل عقود من الزمان ؟ ألم يكن حري به أن يترك هذه القضايا مفتوحة أمام النقاش بدل أن يفرض تصورات نهائية عنها ؟ ألم يكن كافيا أن يعتبر باب الحوار مفتوحا أمام قراءات ماركس! ثم إلى ما آل إليه الطريق العربي الى الماركسية ؟
7 - تميل الموضوعات الى الإشادة بالعولمة وتعداد مزاياها الإنسانية ، لكنها بالمقابل تنتقد العولمة من حيث هي نتاج للليبرالية الجديدة وتدعو بقوة الى مناهضتها . فكأن هناك عولمة صالحة هي نتاج لتطور الأدوات والآلات ، مقابل عولمة طالحة هي الليبرالية الجديدة في تسخيرها للتطور التقني من أجل تحويل الإنسان والعالم الى بضاعة . غير أن ما يثير المفاجأة هو أن الموضوعات تطنب ، أسوة بالزعماء الأوروبيين ، ليبراليين وإشتراكيين ، في سرد محاسن العولمة ، حتى أن الحد الذي يميز ذات الحسن منها عن نقيضتها المتوحشة الشريرة يكاد أن يغيب ، وتختلط الأولى بالثانية . فلماذا تنساق الموضوعات وراء مثل هذا الاستعراض للعولمتين ؟
صحيح أن الموضوعات تنادي بالمقابل بمناهضة العولمة ، وتتحدث عن حركة العولمة الأخرى ، الا أنها تتيح هنا مرة أخرى مجالا أمام الخلط والمزج بين هذه الأخيرة وتلك التي يُزْعَم أنها صالحة ، فكأن الصالحة منها على نمط الرئيس شيراك وغيره هي نفسها التي تنادي بها حركة العولمة الأخرى ! حتى أن الموضوعات توحي بأن العصر يسير على مسار من ثلاث عولمات ، الصالحة والطالحة والأخرى . إذ لما كانت الموضوعات ترفض الاعتراف بأن العولمة واحدة أي ليبرالية متوحشة فقط ، معتبرة ان العولمات تلتقي في ما بينها من حيث هي عولمة ، بما في ذلك مناهضة العولمة ، فإنها تضع بصورة متراصفة العولمات الثلاث كل منها الى جانب الأخرى، فهل يقف المحافظون الجدد في أمريكا الذين يرفعون السلاح ضد مجتمعات الأرض ، والرئيس جاك شيراك أو توني بلير اللذان يدعوان الى عولمة صالحة ، الى جانب المنتديات الاجتماعية في بورتو اليغري وغيرها من منديات حركة العولمة الأخرى التي تنادي بعالم جديد من نمط آخر مناقض للليرالية الجديدة المتوحشة . إن العولمتين ، الصالحة والطالحة ، لا وجود لهما الواحدة الى جانب الأخرى . فهذه إما أن تكون مفيدة لتحرر الإنسان أولاتكون . لاسيما وأن الليبرالية المتوحشة لن تحمل الى المشرق العربي ومغربه قسطا يسيرا من الديمقراطية ، وهي ستحيله الى بضاعة مسلوبة الوعي والثقافة ؛ ليس إلا . ذلك أن العولمة هي العولمة الليبرالية الوحشية وحدها دون غيرها . فالعولمة والليبرالية كل واحد لا ينقسم .
إن الموضوعات بعيدة عن القول- مع الأسف - بأن العصر يتميز بانتصار العولمة الليبرالية المتوحشة على كل ما سواها من أشكال العولمة إنسانية كانت أم لا ، وأن نقيض هذه العولمة ليس العولمة الإنسانية وإنما حركة مناهضة العولمة التي تناضل من أجل عالم من نمط آخر غير ليبرالي . الا يقود مثل هذا الغموض والخلط ، بين حركة مناهضة العولمة أي "العولمة الأخرى" وبين العولمة الإنسانية ، بالموضوعات الى رفض الانخراط في خضم الحركة المناهضة للعولمة للمساهمة فيها وإغنائها بمعركته في سورية ضد مناطق التجارة الحرة والحروب الأمريكية ، وذلك من أجل عالم من نمط آخر معاد ومناقض للسلطات الاقتصادية والسياسية والثفافية لرأس المال العالمي ؟ أم أن الموضوعات التي ترفض الانخراط في خضم الحركة المناهضة للعولمة من أجل مقاومة الليبرالية الأمريكية الأوروبية الآسيوية العالمية تريد من الحزب أن يشارك مندوبوه ، تارة الى جانب الرؤساء الأوروبيين في محافل العولمة الإنسانية الى جانب الرؤوساء شيرراك وبلير وشرويدر ، وتارة الى جانب جوزي بوفي وجيلبير أشقر في منتديات المجتمع العالمي ؟ ثم ، ما هو دور الوحدة العربية والقومية العربية في مقاومة العولمة الليبرالية التي تلتهم كل الثقافات ؟
8 –تريد الموضوعات أن تكون في المقام الأول وبصورة جوهرية مشروع برنامج للانتقال الديمقراطي في سورية . فلماذا يحتل تاريخ البشرية والنهضات العربية من الموضوعات حيزا أوسع بكثير من الحيز الذي أُُفرد لإرساء حجر الأساس في البرنامج الانتقالي؟ هذا الحيز الذي يُعتبر رغم أهميته القصوى في حياة البلاد والحزب ضئيلا للغاية بالمقارنة مع المطولات التي تحملها الموضوعات في ما يتعلق بقضاياها الأخرى . فإذا كانت الديمقراطية بصورة عامة حظيت من الموضوعات باهتمام واسع ، إلا أن قضايا الانتقال الى الديمقراطية في سورية بصورة خاصة وما تحمله من إشكاليات خصوصية لم ينل حقه من المعالجة :
آ – صحيح أن الرفيق الأمين الأول للحزب رياض الترك يؤكد بقوة وبصورة مستديمة منذ إطلاق سراحه في مطلع العام 2003 أن سورية والمعارضة بأمس الحاجة الى برنامج سياسي يرسم أمامها الطريق الى الانتقال الديمقراطي ، بيد أن إشكاليات الانتقال السوري وخصوصياته شبه غائبة عن الموضوعات . فإذا كانت الاستراتيجية التي ترسمها الموضوعات تخطط لانتقال سلمي ، فإن الشروط الضرورية لإحراز مثل هذا الانتقال بنجاح ما تزال غامضة ، إن لم تكن غائبة . إذ كيف للانتقال السلمي أن ينتقل الى حيز التنفيذ مالم ينفك حزب البعث عن السلطة ، وما لم ينشطر الجهاز القمعي من جيش وشرطة واستخبارات الى شطرين أحدهما مؤيد للانتقال والثاني متمسك بالجمود ؟
ب – الانتقال السلمي الى الديمقراطية – وهو يفترض استلام وتسليم للسلطة حسب الأصول والتقاليد !– يستدعي لزوما أن تكون موازين القوى المجتمعية والسياسية راجحة لصالح قوى التحرر القومي والديمقراطية المندمجة بالشعب ضد سلطة التسخير الكلي Totalitarisme التي تحتكر حسب النمط السوري مع زبائنها وأقاربها الثروة وتتوازعها في ما بينها . فأين هي سورية من هكذا موازين للقوى ؟ إن مشروع التقرير يدعو إدراكا منه لخصوصيات الأوضاع السورية التي تتميز بغياب المجتمع والاستعصاء السياسي التي هي فيه منذ انقلاب 8 آذار ، الى تشييد جبهة عريضة بين أحزاب وقوى المعارضة ، بما في ذلك جماعة الأخوان المسلمين ، للخروج من هذا الاستعصاء الذي سد المنفذ أمام انطلاق السياسة والحركة المجتمعية في سورية منذ استعصت ألوية الجيش في بيت النار ، وحالت دون انطلاق أية حركة جديدة من الخزان "القومي التحرري" للمجتمع السوري في الستينات نحو منافذ التجديد . عجبا ، كيف لجماعة الأخوان المسلمين أن تندمج مع التجمع الوطني الديمقراطي وليس بين الجماعة التي سجلت في السنوات الأخيرة تطورا ملموسا على مسار حرية الرأي والحقوق الدستورية وبين التجمع أية ممارسات تأذن بمثل هذا التحالف ! ذلك أن الممارسات المشتركة بين قوى سياسية تنتمي لكتلة تاريخية واحدة ، أو بين كتلتين متنازعتين تملي عليهما ظروف مرحلية التحالف مرحليا ، هي التي تمهد لمثل هذا التحالف وتبرره . فالممارسة المشتركة تسبق التحالف وتمهد له . لاسيما وأن ممارسات الجماعة كانت حتى الأمس القريب متناقضة في أكثر من موضع مع ممارسات التجمع . فمن أين للتجمع إذن أن يتحالف مع الجماعة وليس بينهما أية ممارسات مشتركة ومفيدة ؟ ألا يكفي في المرحلة الحالية الاكتفاء بلجنة للتنسيق على مستوى قيادي بين الطرفين بانتظار ما ستحمله الممارسات المشتركة من أسس واقعية للتحالف السياسي في المستقبل ؟
ج – هل تُقدَِّم الموضوعات رؤية واضحة لديمقراطية المستقبل ؟ وهل تقتصر هذه الديمقراطية على صناديق الاقتراع ، أم هي حرية الفرد والتساوى بين الأفراد أمام القانون بما في ذلك قانون الأحوال المدنية ؟ إن فصل الدين عن الدولة هو حجر الأساس في التساوي بين الأفراد سواء أمام القانون ، أم من حيث الحقوق والواجبات . فهل تمهد الموضوعات لمقايضة العلمانية بصناديق الاقتراع ، أم هي تؤسس لمواطنية يتساوى فيها الأفراد أيا كانت انتماءاتهم المذهبية والطائفية ، ليس فقط أمام السياسة ، وإنما أمام قوانين الأحوال المدنية التي تصهر بين الأفراد في مواطنية واحدة للجميع ، بحيث يصبح الزواج على سبيل المثال حرا من أية قيود غير وضعية بين جميع السوريين بدون أي تمييز ، كما تكون سدة الرئاسة في البلاد في متناول كل الأفراد على اختلاف مذاهبهم . هل للبرنامج السياسي الذي سيصدر عن المؤتمر السادس أن يحمل من الوضوح حول ديمقراطية المستقبل ما لم تنقله الموضوعات ؟
د – إن انتقاد الديمقراطية البورجوازية يسير حسب الماركسيات النقدية في منحى مخالف لمسار ديكتاتورية البروليتاريا التي تجد في روسيا جذورها في نمط الإنتاج الآسيوي من جهة ، وتستمد ، من جهة ثانية ، مبرراتها من تغلب دور السلطة منذ بداية الثورة البلشفية على دور المجتمع ، وذلك من جراء افتقار روسيا لمجتمع مدني متين ، قوي ومواز لسلطة الدولة . فإذا سلمنا بأن ديكتاتورية البروليتاريا هي شأن روسي أو انحراف روسي ، فإن انتقاد الديمقراطية البورجوازية حسب ماركس وانجلز يسير- من جهة - في منحى من تفنيد أسسها الأيديولوجية ، طالما تستمد الديمقراطية البورجوازية مبرراتها الفكرية والنظرية من تقسيم العمل الذي يرفع القانون فوق التاريخ . كما ينحو- من جهة ثانية – في نقده لها في منحى من تفنيد استئثار طبقة بها دون أخرى ، أو لأنها تتيح للطبقة المسيطرة اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وضع يدها على السلطات الثلاث ، والاستيلاء على التشريع ، في ما أصحاب الأجور المستثمَرين محرومين من المشاركة الواسعة في ممارسة دورهم في وظائف المجتمع السياسي . علما أن السلطات الثلاث هي نفسها التعبير السياسي عن تقسيم العمل المجتمعي في حالة الاستلاب . لذا كان توسيع المشاركة في وظائف المجتمع السياسي بحيث لا يقتصر على الطبقة المسيطرة هو شاغل استراتيجي وتكتيكي للحركة الثورية . فهل يضع التقرير نصب عينيه بصورة كافية المطالبة منذ الآن بتوسيع الديمقراطية على المدى البعيد ؟ أليس من الضروري أن يُذكَِّرِ الحزب بين حين وآخر بأنه على نقيض من علم الاقتصاد السياسي يدعو الى توسيع الديمقراطية ؟

* * * * *

إن موضوعات المؤتمر السادس للحزب تضع لأول مرة الوعي السياسي في سورية أمام إشكالية ما انفكت تحظى لدى الشيوعيين في أوروبا بقسط وافر من النقاش ، إن لم يكن المنازعات . إنها بالأحرى تخرج بها لأول مرة من حالة الكمون بين أسطر النص غير المصرح به الى الحالة الصريحة الظاهرة . فالموضوعات تخرج اليوم من حالة الكمون القمعي للأفكار والذي كان سائدا في الكومنترن وبعد ذلك ، لتطرح إشكالية العلاقة الجدلية ببين المجتمع والسياسة ، وبين الثقافة المجتمعية والسلطة . إذ بوسع المواطن السوري أن يتساءل بعد قراءته للموضوعات ما إذا كانت استراتيجة الحزب لإحراز الانتقال الديمقراطي في سورية تعطي الأولوية للانتقال السياسي الى السلطة (انقسام الأجهزة القمعية ، التحالفات ، انفصال البعث عن السلطة) على تغيير المجتمع المدني والحركة المجتمعية ( بناء النقابات المستقلة في المقام الأول) كمرحلة تسبق تغيير الشكل السياسي للسلطة ومكوناتها الطبقية .
إن الموضوعات تضع مستقبل الديمقراطية في سورية أمام سؤال استراتيجي يستدعي جوابا عاجلا لمعرفة ما إذا كانت الديمقراطية في سورية تمر عبر المجتمع السياسي ، أي عبر مؤسسات السلطة الراهنة والأحزاب وتحالفاتها وانقساماتها ، أم يتوقف على تغيير المجتمع أولا وإعادة بنائه (بناء الحركة المجتمعية والنقابية وهيئات المجتمع المدني) . أو بتعبير آخر : هل الديمقراطية آتية غدا صباحا أم هي ليست ليوم غد قريب . والتقرير يضع بهذا المعنى أمام المجتمعين السياسي والمدني مسألة ما إذا كانت المعركة ضد الاستبداد هي من الناحية الاستراتيجية معركة مباشرة ضد السلطة ، أم هي سباق وصراع بين المجتمع المدني والحركات النقابية وأحزابها ، وبين الأجهزة المستبدة الحاكمة للفوز بثقافة المجتمع ووعيه وممارساته ، أي ما إذا كان الصراع مع الطبقة الحاكمة هو في نهاية التحليل صراع على المجتمع أم من اجل الفوز بالسلطة .
سيأتي الجواب عندما يعتمد المؤتمر السادس للحزب تقريره السياسي في مستقبل قريب . ولنذكر أن هذا المؤتمر يعقد أعماله فيما تقف سورية ومعها الوطن العربي ، وبوجه خاص مشرقه ، على "كف عفريت" . وأيا كان الجواب ، وهو بلا شك ذات أهمية تساوي أهمية الجدل بين الممارسة والوعي ، إلاّ أن الممارسة في المستقبل هي التي ستكشف للسوريين ما إذا كان المؤتمر السادس ، في وعيه للتاريخ ، في مثل هذه الظروف التي نمر بها اليوم ، كان مصيبا أم لا .


حسان خالد - باريس



#حسان_خالد_شاتيلا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن التحالفات في سورية على مشارف المنعطف الانتقالي


المزيد.....




- فعل فاضح لطباخ بأطباق الطعام يثير صدمة بأمريكا.. وهاتفه يكشف ...
- كلفته 35 مليار دولار.. حاكم دبي يكشف عن تصميم مبنى المسافرين ...
- السعودية.. 6 وزراء عرب يبحثون في الرياض -الحرب الإسرائيلية ف ...
- هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في ...
- السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث -عدوان ...
- شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ...
- عباس: أخشى أن تتجه إسرائيل بعد غزة إلى الضفة الغربية لترحيل ...
- بيسكوف: الذعر ينتاب الجيش الأوكراني وعلينا المواصلة بنفس الو ...
- تركيا.. إصابة شخص بشجار مسلح في مركز تجاري
- وزير الخارجية البحريني يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ اندل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسان خالد شاتيلا - أسئلة موجهة الى مشروع تقرير المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي