أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عدنان الصباح المقداد - ليس هناك حد















المزيد.....

ليس هناك حد


عدنان الصباح المقداد

الحوار المتمدن-العدد: 4419 - 2014 / 4 / 9 - 02:57
المحور: سيرة ذاتية
    


((ليس هناك حد)) هي القصيدة التي ما ازال ابحث لها عن ناشر .. هي جزء من السيرة الذاتية للقصيدة الحديثة في سوريا ...وهي جزء من سوريا الثقافة التي انهكها الطاغوت وحاول قطع دم الحياة عنها وحاصرها حتى الموت وما يزال ..هي صرخة الثقافة التي مالت على نفسها وقد تكومت في زاوية ميتة يعيث بها المرتزقة وأبناء الليل...
خلال اعتقالي كانت اللحظات الإنسانية متداخلة مع اللحظات الشعرية وتسجل جزءا من تاريخ الأدب والفن. أعتقد أن القصيدة الحديثة ككائن حي تشكلت وأخذت تكوينها ضمن ظروف تنازل فيها الجميع _ لصالح الطاغوت- عن رؤاهم وأهدافهم وآمالهم ووجدانهم أحيانا وأصبحوا محاصرين بشدة بعامل الزمن -لا يملكون شيئا- وأقزاما إلى جانب ذلك العملاق الوحيد، الذي استولى على كل المساحات وزرع الخوف في كل الأماكن, وأفسد الحياة.إنها الحكاية الخرافية للكائن الخرافي الذي كلف الشعب خمسين سنة للخروج من الخوف ومئات آلاف الشهداء ومئات آلاف المعتقلين لمجرد الاحتجاج على وجود سلطة للفساد والتسلط والنهب والاستباحة والاغتصاب والقتل والاعتداء.
هو نفسه زمن الحصار والسجن الصحراوي عاشته القصيدة الحديثة أكثر من غيرها حيث لم يعد لها من أفق سوى صفحة الانترنت.
هي نفس الظروف الإنسانية المهينة في زمن الاحتلال الذي راح يمتد ويمتد على الأرض العربية ويحول البشر إلى دمى تحمل القابليات وتتقبل كل ما يطلقه الطاغوت من رؤى وأهواء وأكاذيب وتصفق له أو تصمت عنه.
هذا زمن الاحتلال حول أيضا الثروات الوطنية إلى سلاح بأيدي المحتلين الجدد، الحكام العرب، الذين تعاضدوا ضد شعوبهم
هي نفس الظروف الإنسانية المهينة، كما أنها تعرضت لذات التجربة التي تعرض لها البشر في بلادنا فكانت صورة وحالة مكثفة لواقع البشر الذين لا يستطيعون الخروج من الأسر. (ذات الصورة لسجين يُحشر في زنزانة إلى جانب الكثيرين كما لو أن الزنزانة يمكن أن تضم كل الشعب حيث لم يعد هناك متسع للجلوس والنوم والراحة ( ويخاطبونك : بدكن حرية ... هاي هيه الحرية تمتعوا بها.. الحرية تساوي البسطار العسكري أو الباجر الذي يهدم بيوت النشطاء بعد أن يقتلهم أو إبادة اهاليهم) ...(وذات الصورة لمواطن يحاول أن يسير في الشارع فيمنع من السير على الرصيف لأنه تابع لحرمة الفرع الأمني الذي يمتد عبر المدينة ...........وذات الصورة لمواطن يخطف من على الحاجز ويختفي ليظهر في اليوم التالي جثة تعرضت لكل أنواع التعذيب وسرقت منها الأعضاء ).....( ذات الصورة لسكان حي بابا عمرو أو بصر الحرير وهم يُقصَفون بالمدافع والدبابات والصواريخ والطائرات ثم يُساقُ من بقي حيا إلى خارج بيوتهم التي يستبيحها الشبيحة ويفرغونها من بقايا الطعام والأثاث ويحرقونها ثم يخطفون النساء ويغتصبونها )...(هذه القصص والحكايا التي لا تنتهي)...هذه ديارنا وهذا ما حل بها . إننا نقتل بيد أبناءنا ).

إنها القصيدة التي مارست الشغب الداخلي وتقدم نفسها كنمط حياة يخرج من بين الركام. بقايا من بشر هنا وثقافة تنهض إلى عالم المعرفة (كجثة تفحمت وانتفخت ووضعت في مقبرة جماعية)وهي تكوين يجمع عناصره الأخاذة كشكل فني تفرزه الحياة ليعبر عن تجربة ونمط حياة خرجت من الصحراء ذات يوم وأرادت أن تجوب العالم ولم تمسك بزمامها ولم تصل إلى أفقها/ إنها تعتمل .

منذ عام 2006 أخذت علاقتي مع الشعر تتعمق وتأخذ منحى طالما حلمت به ، هذا الوله الصوفي الشديد والالتصاق المطلق والحميمية ومنح نفسك للآخر واندماجك به. يا لروح الصداقة والحب. إن سياسة إلغاء الآخر التي مورست علينا هي التي جعلتني أبحث عن الآخر لألتقي به . إنها الروح الصوفية النقية. النَّفَس الذي لا ينتهي. السعي الدؤوب نحو المجهول. العالم الرحب وإيمانك بالآخر والألوان التي يمكن أن تأخذ طريقها إلى العين فتجد نفسك وقد هوجمت من عدد كبير من الألوان. وكل لون يقول لك :عليك أن تتعامل معي. الجمال يبدأ ولا ينتهي والمتعة هي متعة التعامل مع الآخر والمشاركة.
هذه الطاقة الجديدة للقصيدة والقدرة على النفاذ إلى روح الإنسان الجديد ومفاهيمه جعلتها كائنا حيا لتقف على قدمين وتتظاهر وتنادي وتهتف للحرية التي يحاولون حذفها من على الخارطة ومن القواميس، إنهما عالمان عالم حدي وعالم صوفي رقيق . الطاقة تبث تعدد الأداء ، والإمكانيات الكامنة وهي التي توازي الطاقة المتولدة لدى الإنسان ولدى اللغة على عدة مستويات الجمالي والتعبيري واللغوي وهو ما يغذي عالم الكتابة.
منذ عام 2006 بدأت بكتابة قصيدتي ولم أستطع إنهاءها لذلك أسميتها(القصيدة غير المنتهية) وكنت دوما أعود إليها لأصب جزءا من روحي. لطالما حلمت بالثورة. وحتى الآن أنا غير مصدق أننا سنستعيد حريتنا المسلوبة.
أنا أكتب التاريخ والتجربة الحية والدراما اليومية وأحلم باليوم الذي يتم فيه استئصال كل ما يدل على فكر وتعاليم الطاغوت المستبد السارق المارق الفاسد الطائفي العنصري الطارئ على الوطن. هذه القصيدة تحاكي تجربة السجين السياسي المناضل من أجل الحرية// إنها تناضل من أجل الحرية// هذه القصيدة حُبِسَت أيضا وأُهينَت وشُبحَت وتعرَّت وجاعَت وجُلدَت وسُلخَت وقُطِّعت أعضاؤها وأُصيبَت بالجرب والسحايا والسل واستمرت لتخرج ميتة في جسد حي وجلست على الهامش لا يراها أحد وهي مستبعدة ومنفية لا صوت لها، ملغية ومحبطة ومستهلكة ومنتهكة حتى الممات // القصيدة هي الحرية وهي ملك ُ كلِّ إنسان. لا يستطيع أحد أن ينتزع منها هذا الحق حق الحرية إنها تدور من أرض إلى أرض ومن صحراء إلى صحراء ومن عالم إلى عالم ومن وطن إلى وطن ومن شعب إلى شعب إنها مفتوحة باتجاه الناس جميعا ولكل الناس الحق في تذوقها // الحرية هي القصيدة // منذ ألفي سنة ونحن نقرأ القصائد ونفكر بحريتنا ... والآن ماذا بقي منا؟ لقد هرمنا وعشنا كأشباه بشر . إن البناء الرباني للإنسان وداخله قد تهدم لذلك هذا ما يحتاج منا إلى عشرات السنين لنتخلص من عجزنا . هناك من مارس سرقة اللذة والفرح وجعلنا نتحول إلى منافقين ونفقد ارتباطنا بكل شيء الأرض، الآخر، الذات. هزيمة الإنسان هي أهم ما أعطانا إياه هؤلاء الطغاة العرب الشبِّيحة .
إنما الطاغوت وحيد الجانب دائما. من دون الآخر لا نستطيع أن نستمر. ليس هناك متعة من دون المشاركة. المتعة في التعدد، والجمال في التلون. أمامك خيارات ولست محكوما بخيار وحيد . لأن الحياة تطلب الآخر، ولأن الآخر هو الذي يصنع التوازن . الطاغوت يصنع الخلل . وحالة التوازن تفترض طرفين / في بلادنا طرف واحد يقتل كل شيء.

أقدم إلى شعبي مادتي وآمل أن تكون أحد منابر الفن التي تتطلع إليه الأجيال وتتعلم منها. الثورة دراما قائمة في كل مكان. لقد أمسكت بنا من الداخل وأخرجته فجأة.
لم أرتب قصيدتي، ولم أنهها ، فهي// القصيدة غير المنتهية // لقد انشقت وما تزال تنشق عن جسد الطاغوت المتمكن فينا، وتحاول أن تهرب من مكان إلى مكان لتحظى بمكان آمن لا تصل إليه أيدي قطعان الشبيحة // هناك بقايا دوما، في كل مكان لم تصله كاميرات الثوار، هناك بقية، وما تزال الدراما قائمة حتى يخرج هؤلاء الثيران من حياتنا ومعهم كلابهم. . //
في سورية نحن متشابهون كلنا أقزام والعملاق الوحيد هو الحاكم . حيثما ذهبت تجد الشبيحة يأخذون ما بيدك على أنه خطر على الأمن القومي ويضعونه في جيوبهم بلا وجل. إنهم يتدربون على الضرب والقتل كل يوم. وأيديهم متورمة لكثرة ما يضربون شعبهم.
الكومبيوترا المحمول على كتفك سينتقل إلى كتف أخرى حال عثر عليك الشبيح وأنت تسير في الشارع . الشارع ليس ملكك // أبدا لا تحلم // الشارع حاجز يمكن أن تسقط عليه//. هل لديك ورقة تثبت هويتك لا لأنهم سيعطونك هوية جديدة وقد انتزعوا شيئا ما من جسدك , ربما كليتيك أو أعضاؤك التناسلية أو حنجرتك أو أطرافك أو عينيك .
إن ما يميز هذه المجموعة الشعرية هي الروح الصوفية العالية المتمسكة بالنص //والجانب الدرامي الذي يستوحي الحياة اليومية للشعب السوري وما عانيناه ونعانيه كل يوم . وهناك أيضا اللقطات الفنية التي تتلون حسب الانفعال بين جد وسخرية وهمس وصراخ وحنان وقسوة . نصوصي تسير صعودا وهبوطا // وهبوطا وصعودا كأطفال لا يملون ...أطفال مبعثرين هنا وهناك وهم يلعبون.



#عدنان_الصباح_المقداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق متهم
- ((العين الواحدة ))
- -لا شيء يكسرنا- معرض للفنان حسام السعدي لرسوم الكاريكاتير
- النتاج الفني الجديد في سوريا


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عدنان الصباح المقداد - ليس هناك حد