أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خالد ممدوح العزي - قراءة جديدة في احداث 1958 اللبنانية .















المزيد.....

قراءة جديدة في احداث 1958 اللبنانية .


خالد ممدوح العزي

الحوار المتمدن-العدد: 4419 - 2014 / 4 / 9 - 00:41
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



الازمة اللبنانية عام 1958 في ضوء ووثائق يكشف عنها لأول مرة ، للدكتور عباس ابو صالح ، ان الازمة اللبنانية عام 1958 اخطر ازمة سياسية واجهها لبنان في تاريخه المعاصر ،إلا اذا استثنينا الحرب الاهلية التي اندلعت عام 1975 كما يكتب المؤلف الذي يحاول الربط بين الاسباب التي ادت لاندلاع الازمتين من خلال التداخل الداخلي والربط في العوامل الاقليمية والدولية التي كانت تحرك الازمتين بالرغم من مشروعية الاسباب التي فرضت نفسها على قوى الصراع الداخلي . دراسة علمية وأكاديمية حاول الكاتب اظهارها من خلال قراءة جديدة لكل العوامل التي ادت لاندلاع هذه الازمة مما ارتبطت مباشرة بالدول الاقليمية والدولية بسبب موقع لبنان الجيو-سياسي والأحلاف التي كانت لاعبة على المسرح السياسي وارتباط القوى اللبنانية معها .

يتطرق الكاتب في الفصل الثاني الى الاسباب المباشرة للازمة اللبنانية ويرجعها لعدم الاهتمام بالإصلاح الاداري والسياسي الذي كان مطلبا مشروعا من المعارضة اللبنانية والتي كانت تثيرهما منذ العام 1946.

وقد تشكلت كتلة نيابية كان اعضاؤها كمال جنبلاط والفريد نقاش ومحمد العبود ويوسف كرم من اجل الاصلاح ومن ثم انضم الى هذه الجبهة شخصيات سياسية غير نيابية . والجدير بالذكر بان الشخصيات المعارضة كانت تمثل كل المكونات اللبنانية المذهبية والاجتماعية والسياسية، والتي طالبت بالإصلاح السياسي والإداري، كشعار اساسي لحملتها السياسية والشعبية ،وخاصة بعد وصل الرئيس الجديد كميل شمعون الى الرئاسة كانت تأمل المعارضة بالتوصل مع الفتى العربي كما كان يطلق على الرئيس انذاك لاتفاق للتوصل الى حلول مع المعارضة لكن الاخفاق وعدم الاستجابة تسبب فورا بإندلاع هذه الازمة من خلال ربط لبنان بالتحالفات الاقليمية من قبل الرئيس ، مما سوغ نشو ثورة داخلية عمت كل المناطق اللبنانية التي لم تكتف في اشكال بيروت . يحاول الكاتب تبنيد النقاط وشرحها بطريقة سلسة وبسيطة من خلال عناوين صغيرة تساعد القارئ على متابعة الاحداث والمواقف .

اما الفصل الثالث الذي يحاول من خلاله الكاتب عدم الابتعاد عن مضمون وجوهر الازمة اللبنانية في العام 1958 والذي يشخص اسبابها من خلال القراءة الداخلية لمواقف الاطراف . يحاول الكاتب توثيق اندلاع الاحداث من خلال ارتباطها بالحدث اليومي كما يشير في صفحة 82، الى تظاهرة صور،التي حاول فيها المتظاهرين اخراج المحكومين من السراي الحكومة مما دفع برجال الامن اللبناني التصدي لهم . مرورا بحادثة اغتيال الصحافي نسيب المتني المعارض لسياسة الرئيس كميل شمعون والتأثير الكبير على الشارع الشعبي الذي يعاني حالة من الغليان الشعبي والسياسي .



وصولا الى رفض التجديد للرئيس شمعون والتي كانت المعركة الاساسية التي تخوضها الجبهة من خلال قدراتها الشعبية والسياسية التي دفعتها للمواجهة المباشرة مع الدولة .

فكل هذه الاحدث وربطها بالجو السياسي المأزوم جاءت شرارة اغتيال نسيب المتنى لتشعل انتفاضة ربيع وصيف 1958.

في الفصل الرابع يستعرض الكاتب الاحداث الدامية التي اندلعت في هذا العام والتي شملت كل لبنان ، ففي صفحة 91 يشير الكاتب بان الاحداث في البداية اندلعت في طرابلس وبيروت لقد سيطر جو العنف السياسي على الجو العام منذ اليوم الاول للإحداث من خلال دعوة المعارضة للإضراب السلمي استنكارا لحادثة الاغتيال للصحافي المتني ، لكن تصدي قوى الامن للمتظاهرين في طرابلس هو من اشعل فتيل الازمة كما يكتب د.عباس ابو صالح.ومع اشتداد العنف ضد المتظاهرين واشراك الجيش في عملية القمع وفرض حالة منع التجوال اشتد الغضب الشعبي في طرابلس ليمتد العنف نحو الشوف معقل الشهيد كمال جنبلاط احد اقطاب المعارضة من جهة ومسقط الرئيس الراحل كميل شمعون وعلى اثر هذه المشاحنات السياسة في الشوف تمددت الاحداث نحو المناطق اللبنانية الاخرى . فالجنوب اللبناني لم يكن بعيدا عن سير هذه الاحداث التي انضم لها سريعا وتحديدا مدينة صور التي ادت الى وقوع صدمات كبيرة بين الاهالي وقوى الامن الداخلي .تفشت الاحداث والاصطدامات في مناطق وقرى الجنوب لتمتد الى مناطق البقاع الغربي وراشيا .

وبناء لكل الذي يوثقه الكاتب في كتابه يشير بان الانتفاضة اندلعت في كافة مناطق لبنان وبالتالي ادت الى فرض حالة من الانقسام العمودي والافقي في المجتمع اللبناني بين الموالاة والمعارضة .

يحاول الكاتب في الفصل الخامس التوقف امام الحلول التي كانت تعمل لإنهاء الاحداث في لبنان وضمنها كانت قضية التدويل مطروحة بقوة نظرا لارتباط الازمة اللبنانية بالملفات الاخرى. فالحلول كانت تقضي بان ينهي الرئيس مدته الدستورية على ان لا يترشح للرئاسة دورة ثانية وكذلك ان يتم اقالة الحكومة وتعيين حكومة ائتلاف وطني . ويتوقف الكاتب عند تكليف حكومة عسكرية برئاسة ماروني بالوقت الذي ينص الدستور على ان يكلف سني ،وربما يحاول الكاتب بان الاتفاقات الدولية هي التي رتبت هذا الخيار ضمانا للجهات الاخرى وتمهيدا للرئيس المكلف بتولي رئاسة الجمهورية بعد انتهاء مدة الرئيس شمعون .

كتاب قيم جدا يستحق القراءة وإعادة النظر بالتاريخ اللبناني في فترة معينة من الزمن ادت الى صراع لبناني –لبناني نتيجة الارتباط بالمحاور والاحلاف.

ربما هذه الدراسة لحرب لبنان الاولى تساعد الباحثين اللبنانين والنقاد والأطراف السياسية على الوقف امام تجربة الحرب اللبنانية وقراءتها بطريقة جديدة وبتجرد من خلال نقد تلك الفترة وأيضا الكشف عن معلومات ووثائق قد تحكي عن سر الحرب الثانية .وربما القراءة في هاتين التجربتين قد تمنع الجيل الصاعد من تكرار تجربة جديدة من ويلات الحرب الاهلية التي تعصف بالمنطقة العربية .

فالكتاب الذي يضم سبع فصول وخاتمة وملحق هام يؤرشف فيه كل القرارات والوثائق والرسائل والأمور المتعلقة بتلك المرحلة. بلغة مبسطة وواضحة تعتمد على المراجع والهوامش مقسمة الى عناوين مترابطة بعضها ببعض ،اذا يعتبر هذا الكتاب مرجع اكاديميا وعلميا مميزا لخدمة الباحث اللبناني والمكتبة اللبنانية .

د.خالد ممدوح العزي .
كاتب وباحث اعلامي مختص بالاعلام السياسي والدعاية .



#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخيم عين الحلوة امام التطورات والصراعات
- روسيا والقضية الفلسطينية ...!!!
- المصالح الجيوسياسية الروسية في سورية
- نقد لكتاب دكتور وائل الدبيسي -دليل العمليات المصرفية الالكتر ...
- اهمال وتضييق و-سلفية- و-قاعد ة- مخيم عين الحلوة على حافة الا ...
- الاعلام العربي في اوكرانيا : نقل الخبر بصدقية من مكان الحدث.
- اوكرانيا والمأزق الكبير.... و48 ساعة التي هزت روسيا ...
- المخيمات الفلسطينية في لبنان ... ضريبة التهميش والتطرف
- شبه جزيرة القرم الفرصة الاخيرة ... الانفصال او المواجهة ...! ...
- اوكرانيا : ثورة وأزمة ...
- الازمتين القومية والاقتصادية تسيطران على اوكرانيا .
- ايفلين المصطفى والإعلام الاقتصادي
- يوناوكوفيتش ابن شعبه...!!!
- اخلاقيات مهنة الاعلام
- الاعلام مهنة وأخلاق يمارسها الاعلامي .
- سيارات الموت تهدد شوارع بيروت ...!!!
- سوريا :القضايا الاخلاقية، إساءة للمعارضة والثورة والشعب ...! ...
- التفاوض في جنيف -2 بين الجلاد والضحية ...
- الاعلام الروسي:
- اوكرانيا و ضربات الترجيح القادمة...!!!


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - خالد ممدوح العزي - قراءة جديدة في احداث 1958 اللبنانية .