أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - باسم عثمان السوداني - عن أشباح دوله لم تعد موجوده منذ زمن















المزيد.....

عن أشباح دوله لم تعد موجوده منذ زمن


باسم عثمان السوداني

الحوار المتمدن-العدد: 4416 - 2014 / 4 / 6 - 08:25
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لم تكن 25 يناير هي ما دمـر الدوله المصريه ولكن لايمكن انكار الدور الذي لعبته الثوره في تدمير اخر المؤسسات الباقيه منها وهي المؤسسه الامنيه و وسيلة الدوله الوحيده في حل مشاكلها باختلافها...منذ نهايت التسعينات لم تعد هناك مؤسسات حقيقيه في مصر فالدوله ومع بداية العقد الاخير من القرن ال_20 اتخذت الخطوه الاخيره والاهم في مشوارها لرفع يدها عن كل شئ والذي بدا من السبعينات وانتهي بتوقيع اتفاقيه مع النبك الدولي وصندوق النقد للتخلي عن البقيه الباقيه منها فتمت خصخت كل ماوقعت ايادي الحكومه عليه من مؤسسات لتنسحب الدوله عن المشهد الاقتصادي كما انسحبت من المشهد الاجتماعي والثقافي تاركه ملايين المصريين غارقين في الفقر والجهل وتحت رحمة عصابات قبليه ودينيه برعاية رجال اعمال الحزب الوطني احيانا ورجال الداخليه في اغلب الوقت.
يبدو الصعيد بأكمله هنا كقصه مختلفه تماما فالدوله يوما لم يكن لها يد في هذ المنطقه الشاسعه الواقعه من جنوب الجيزه حتي الخط 22 علي الحدود المصريه السودانيه.فدولة محمد علي مارست نهب منظم طوالل القرن ال_19 سارقه خيرات الارض ودم الرجال سواء استخدمتهم كخدم وعبيد في السرايات او استخدمتهم كوقود في حروب الدوله العثمانيه اما دولة عسكر 1952 فهجرت النوبين في صحراء جبل السلسله وتناست كل ماعدا ذلك عن النوبه واسوان والصعيد.اللهم الا من بعض الاصلاحات الظاهريه والطفيفه جدا وبعض مسلسلات رمضان التي خلقت صعيدا جديدا تمام عن الموجود في الواقع حتي في لهجته وعاداته وتقاليده .تزداد المشكله تضخما كلما توغلنا جنوبا وصولا الي أسوان والنوبه فالدوله لاتعرف في الاغلب بوجود النوبين ولم تكن لتدرك تواجدهم حتي بدا بعض النوبين يتحركون من اجل الحقوق النوبيه اما ماعدا ذلك فعلي المستوي الاقتصادي والاجتماعي لم تنل اسوان والنوبه اي اهتمام من الدوله وتركت المنطقه بأكملها تسبح في بحور القبليات والجهل والتخلف التي لم ولن يكون لها اي نتيجه سوي الموت والدم كما حدث اليوم في ازمه تتكرر كثيرا علي طول خط الصعيد الي انها لاتصل بسهوله الي اعلام تفرع فقط لمشاكل العاصمه في المقام الاول والخناقات السياسيه مابين العسكر والاسلامين واحزاب كرتونيه تناست هي الاخري وجود الجنوب اللهم الا وقت الانتخابات بمختلف اتجاهاتها اليمين واليسار.
نقف اليوم امام جزء بسيط جدا مما يمكن تسميته بحرب اهليه قبليه مابين ليس النوبين وحدهم بل مجموعه من قبائل أسوان مشتركه وبين الهلايله او الجمس كما يسمونهم ولكي نعرف اصول القصه يجب ان نعود سنوات طويله للخلف الي تكوين الهلايله نفسهم فهم ليسوا اكثر من مطاريد وهاربين من كل مناطق الصعيد هربا من الفقر والجهل والاهمال ليستقر بهم الحال في اسوان حفاة جوعي لم يجدوا امامهم الا الخروج علي القانون او كما يمكن ان نطلق عليه هنا الالتحام مع مطبقي القانون "الداخليه" ليعملوا معهم في تجارة المخدرات والسلاح والبلطجه علي خلق الله وكانوا الذراع الايمن للداخليه لقمع المظاهرات منذ 25 يناير حتي الان.تمولهم الداخليه بالسلاح والمال ليتحولوا يوما بعد يوم الي قوه مأجوره مسلحه خارجه علي قانون الانسانيه متحالفه مع قانون الدوله المصريه مهما كان حكامه سوا العسكر او الاسلامين فالبنسه للهلايله الدوله هي من يملك النفوذ والسلطه والمال لا ااكثر ولا اقل.
ان المجتمعات الحديثه بأكملها والتي تطورت نجحت في اذابه الخافات الدينيه والقوميه بداخلها لتصنع شعبا موحدا اما الدوله المصريه اذا كان بالامكان ان نسميها دوله كانت تتراجع للخلف طوال الوقت فبينما كان التطور يعني انتهاء الفتن الطائفيه والقبليه كانت الدوله المصريه تغرق كل يوم اكثر واكثر في مستنقع الطائفيه والقبليه فاصبح من الطبيعي ان نري مذابح للمسيحين البهائين الشيعه مع ترحيب من المجتمع باكمله وتخاذل من الدوله في حمايه الاقليات الدينيه وتخاذل اكبر في حل المشاكله القبليه في الصعيد لنري كل يوم عائلات وقبائل تخوض معاركها بايديها غير مؤمنه بلغة القانون او بهيبة دوله لم يعد لها هيبه منذ زمن طويل..منذ زمن اختارت فيه الانسحاب من كل شئ منذ زمن تناست فيه تماما مشاريع التنميه في الصعيد.
اعتادت الدوله فكرة قعدات الصلح مابين كبارات القبائل والعوايل في الصعيد وسينا واعتادت منح الكبارات الوجاهه اللازمه علي مستوي الحزب الوطني وفي الانتخابات ودعمهم ماليا طول الوقت ولكن لم يعد الامر كما كان.فبعد ثورتين اطاحتا بنظامين هم الاسوء في تاريخ مصر لم يعد هناك معني لكبير او صغير ليس لفشل في التربيه او لانهيار في القيم و الاخلاق عند الجيل الناشئ بل لان كل من ادعوا انهم كبار بمساندة الحزب الوطني والنظام او بمساعدة الاسلامين بعد ذلك قد انكشف امام الشباب فلم يعد لكلامهم اي معني او قيمه الا من رحم ربي.لذا لم تعد لعبة العوايل والقبايل متاحه بنفس القدر للنظام فبدأت قطع الدومينو في التساقط ففي سيناء لم تفلح محاولات الدوله في التخلص من العنف طوال الفتره الاخير كلها.وامتد الامر للصعيد لتفشل في اخماد الصراعات الطائفيه او القبليه وينطلق الشباب محملا برغبه عارمه في الهدم والتدمير بغض النظر عن من يواجهه.محملا بسنوات من القهر والفشل علي المستوي الاجتماعي العام قبل الخاص.متخطيا كثيرا من التقاليد والعادات ويعطون ظهورهم لكل من سمي نفسه كبير وحاول اتباع اوامر دوله وهميه لاتوجد الا في مخيلة البعض.
حاولت تلك الدوله بشقيها العسكري والاسلامي تسييس الامور ليحقق كل طرف منهم مكاسبه السياسيه الخاص علي حساب دماء الشباب ولكن هيهات فالمشكله لم ولن تكون سياسيه اللهم الا ان الداخليه قد تواطئت وبشكل فج مع قبائل الهلايله ضد النوبين ليس لشئ قبلي بقدر ما ان الموضوع مرتبط بالمصالح فبعض ظباط الداخليه في اسوان شركاء في تجارة المخدرات مع الهلايله وفي تجارة السلاح كذلك فكان من الطبيعي هذا الانحياز الذي ان دل علي شئ فهو يدل علي فساد وفشل ذريع للمنظومه الامنيه اكثر مما يدل علي نزعه قوميه او قبليه عند بعض الظباط علي عكس مايحاول البعض الترويج له.
فشل الدوله لايحصد ثماره سوي اللصوص الكبار من داخليه وجيش تناسوا مهامهم الاساسيه وتفرغوا للسرقه والنهب يحصد ثماره احزاب اسلاميه وغير اسلاميه يحصد ثماره رجال الجهاز البيروقراطي ورجال الاعلام ويحصد شوكه شباب الوطن المهزوم المأزوم.
لاتنميه اقتصاديه...لاتنميه اجتماعيه
مازالت قري نصر النوبه شمالي أسوان تعيش علي الطرنشات دون نظام صرف صحي حقيقي ومازالت الوحدات الصحيه في قرانا تنهي دوامها في الـ8 مساءا وليمت من يمرض بعد ذلك...مازالت الكهرباء تنقطع عن اسوان والنوبه بالساعات في محافظه تحوي علي ارضها السد العالي ذاته.
مازالت نسبة التسرب من العمليه التعليميه في اوجها..مازالت مدارسنا تحرض علي الطائفيه والقبليه.مازال قصر ثقافه اسوان تعشش فيه العناكب ومازالت الجمعيات الشرعيه تطعم الفقراء دون ان تعرف الدوله شيئا عنهم علي الاطلاق
مازالت السدود والخزانات تنهار لتغرق القري دون ان تتحرك الدوله طرف انمله...مازالت الطرق الصحراويه والزراعيه غير امنه للحركه عليها.
مازالت فرص العمل محدوده ومحصوره في مجالات بعينها ومع انهيار السياحه انهارت البقيه الباقيه من فرص العمل.
ستقولون ان النوبين وقعوا في الخطأ وان النوبين جهله او عنصريين...
قد يكون هذا كله صحيحا ولكن سؤالنا لكم....من خلق الجهل ؟
من اشعل نيران العنصريه والنعرات القبليه؟
من ذبح النوبين الف مره؟؟؟؟
الدوله التي هجرتنا في صحراء لازرع فيها ولا ماء؟
صحراء لايوجد فيها سوي الدم والتار والعنف
نحن شعب مسالم ياساده فكيف نجحتم في تحويل هذا الشعب المسالم الي وحش افترس اعداءه ومثل يجثثهم بهذا الشكل؟
ان من يتحدث عن احداث اليوم بصفتها حادث فردي او يحاول تحليل ماحدث بمعزل عن تحليل تاريخ تعامل الدوله معنا وبمعزل عن تحيليل طبيعة الدوله او ماتبقي منها ومدي فشلها علي مر سنوات في التعامل مع المشاكل الطائفيه والقبليه في الجنوب او في سيناء فهو يضيع وقت ثمين لاااكثر ولا اقل
ان الثأر الذي انتزعه النوبين اليوم من الهلايله سينتزعه الهلايله غدا منا وسننتزعه بعد غد منهم ويستمر دم الشباب مهدرا علي ارض الوطن بلا مبرر او طائل
عودتنا الي ارضنا هي الحل النهائي ومعركتنا طويلة النفس...ولكن مالحل اليوم!؟
و اخيرا من يريد ان يتحدث عن الصعيد فعليه ان يزوره او ليصمت
او كما الكابلي* في اغنيته المشهوره "ماشفنا زول لطخ ثيابه وجانا من اخر البلد"

رحم الله شهداء دابود
شهداء النوبة
شهداء الوطن
______________
*الكابلي : مطرب سوداني من مواليد 1932



#باسم_عثمان_السوداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن رواية مدارات الجنوب...حسن نور
- النوبة بين جيل زكي مراد وجيل النوبين الجُدد
- حول راوية اللعب فوق جبال النوبه و إدريس علي
- النوبه....عام من الثوره
- حضرة الناظر...المعتقل خليل قاسم
- الديمقراطيه بين مطرقة الجهل و سندان الفقر
- الماركسيه...المنهج و النتائج


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - باسم عثمان السوداني - عن أشباح دوله لم تعد موجوده منذ زمن