أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد السلام جليط - المرأة القروية؛ بين خطاب التنمية الطوباوي والواقع المعطوب.!














المزيد.....

المرأة القروية؛ بين خطاب التنمية الطوباوي والواقع المعطوب.!


عبد السلام جليط

الحوار المتمدن-العدد: 4385 - 2014 / 3 / 6 - 23:05
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تعد التنشئة الاجتماعية عامل حاسم ومسؤول عن تقسيم الأدوار بين الجنسين، فمضامين هذه التنشئة، والمرجعيات التي تمتح منها متعددة ومختلفة، وهكذا – وتبعا لهذا التعدد – تختلف الأدوار الاجتماعية التي يقوم بها كلا الجنسين استنادا الى نمط التنشئة السائد في هذا الوسط او ذاك.
الأمر الذي يفسّر تباين هذه الأدوار من بيئة اجتماعية إلى أخرى، ويفسّر معه قيام المرأة في قبيلة بني مسّارة – مجال هذه الدراسة – بأدوار تعارف عليها الناس في أوساط ثقافية وسوسيومجالية مغايرة على أنها أدوار ذكورية، فالعمل الخارجي؛ من حرث، سقي، رعي، وحصاد..تُعرف بأنها أدوار ذكورية محضة، غير أن المرأة المسّارية – نسبة الى قبيلة بني مسّارة إحدى قبائل بلاد وزان– تقوم بهذه الأدوار الى جانب أدوارها الأخرى كأم ومربية وطباخة..داخل المنزل، والملاحظ أنّ عمل المرأة خارج البيت يكون الى جانب الرجل، فهي بمثابة مساعدة له في العمل الخارجي وأحيانا أخرى تنوب عنه وتعوضه، وتسمى المرأة التي تقوم بهذا العمل في الثقافة المحلية بـ"الفحلة" نسبة الى "الفحولة" أي "الرجولة"، وبالتالي تنزع عنها صفة جنسها كأنثى..فإمّا أن لا تقوم بهذا العمل وتنعث عندئذ بأوصاف تحط من كرامتها "كإنسان" كأن تدعى "العديمة" أي "المعاقة" او "التي لاتصلح لشيء"، كما يطلقون عليها "مثنية لركاب" فهي لا تفعل أي عمل، أي، جالسة طوال النهار..
هذه بعض صور المرأة في الثقافة الشعبية المحلية وتجلياتها في المتخيل الشعبي...
قلت، بأن تحرك المرأة في العالم الخارجي -عالم الرجل- يخضع لرقابة الرجل، مهما كان وضعه داخل نسق العلاقات الاجتماعية، سواء كان زوجا، أبا، أخا، أوحتى عمّاً او أي فرد-رجل- من الدوار..
تزداد حدة هذه المراقبة في فترة المراهقة، بحيث يضرب على الفتاة في هذه المرحلة العمرية طوق يحد من تحركها في المجال وتصبح الامكنة التي يسمح لها بالتحرك فيها محدودة.
وعملها خارج البيت دوما ما يكون الى جانب الرجل وتحت سيطرته ورقابته، وهذا الامر هو الذي كنّا دوما ننادي به ونؤكد عليه، وهي قناعة كنّا قد توصلنا إليها من خلال قراءة متأنية وتحليل رصين لأوضاع المرأة القروية – أو على الاقل المرأة المسّارية- كنا نقول دوما بأن العمل الخارجي ليس شرطا ضروريا لتحرير المرأة كما نادى بذلك مجموعة من المهتمين والباحثين بقضايا المرأة والنوع الإجتماعي، فرغم خروج المرأة القروية-المسّارية الى الحقل وخوضها غمار العمل الخارجي، يصل الى حد تسويق منتوجات محلية(التين،الخضروات،الرمان،الزيتون،...) كما عاينا ذلك في الأسواق الأسبوعية للقبيلة؛ سوق الاثنين بزومي، سوق الثلاثاء بمقرصات وسوق الأربعاء ببوقرة..إلا ان هذا العمل لم يؤدي بالضرورة الى تحرّر المرأة ولا نالت حقوقها حتى الأولية منها كالتعليم، والتطبيب..وبقيت على الدوام كائنا ضعيفا من درجة ثانية، تتجلى أعلى درجات الاستلاب والحرمان، بل الاجحاف والجحود في كونها تقوم بكل هذه الأدوار وعندما نطالع بطاقتها الوطنية نجد في المهنة: بـدون...؟؟
فهذه مسؤولية تتحملها الدولة بالدرجة الأولى التي تسمح بمثل هذه "الانتهاكات" في حق المرأة..وبالتالي فإن اللامساواة التي تعانيها المرأة هي لامساواة على مستوى الاعتراف بالدرجة الأولى بدورها في العملية الإنتاجية وتنمية المجتمع.
هذا، وتبقى نسبة كبيرة جدا من نساء القبيلة لا يتوفرن على بطاقة التعريف الوطنية، فهي دوما كانت تحت وصاية الرجل وحجره، وبالتالي فهي لن تحتاج لهذه الوثيقة.،فالرجل( الأب/ الأخ/ العم/ فقيه الدوار...) يزوجها، يراقبها، ولي أمرها، ينفرد بالنيابة عنها في كل أمورها..فهي مجرد كائن ضعيف ومن درجة أدنى يجب ان تبقى تحت رعاية ومراقبة الرجل لكونها "ناقصة عقل ودين" على يديها تأتي الفضيحة..ويتلطخ عار الأسرة داخل القبيلة..
في نفس مسار تحليلنا حاولنا تفكيك احدى السمات الثقافية المميزة للقبيلة، سائدة في الزفاف، عبارة عن أنشودة ترددها على شكل مناجاة مجموعة من النسوة المحيطات بالعروس؛ فأثناء ليلة الحناء، حناء العروس، يردّدن النساء المحيطات بها لازمة داخل هذه الانشودة تقول"...جيبوا خاها المحني الراس، حضاها وعطاها لولد الناس"
فحواها؛ حيوا اخوها ونادوا عليه الذي راقبها احسن ما تكون المراقبة وقدّمها لعريسها دون عار وبشرفها كاملا، هذه المقولة تلخص كيف كانت الفتاة القروية ولازالت في قبيلة بني مسّارة تحت مراقبة أخوها - حتى وإن كان يصغرها سنّا- فالسن ليس عامل محدد في هذا الجانب، فوظيفة الولد او الشاب تكمن في الحفاظ على شرف أخته ومراقبتها حتى من الخروج من البيت، من عالم الحريم..؟
إلى ان تُرسل لبيت زوجها، فالفتاة لها خرجتان طول حياتها"خرجة من بيت ابوها الى بيت زوجها، ومن بيت زوجها الى الروضة..الى القبر".
وهكذا فالمرأة القروية تعاني من قهر وحرمان مزدوج؛ تعاني كقروية ثم كامرأة، وتعيش حرمانا متعددا، فتحرم من الرأسمال الثقافي والصحي، وتعاني حرمانا ولا مساواتا على مستوى الاعتراف بالدرجة الأولى كمساهمة في العملية الانتاجية وتنمية الأسرة والمجتمع...



#عبد_السلام_جليط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد السلام جليط - المرأة القروية؛ بين خطاب التنمية الطوباوي والواقع المعطوب.!