أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد رياض حمزة - رؤية في تطلعات الكرد العراقيين















المزيد.....

رؤية في تطلعات الكرد العراقيين


محمد رياض حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 12:59
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


رؤية في تطلعات الكرد العراقيين
محمد رياض حمزة

تناقل العراقيون عبر شبكة الإنترنيت خبرا نصه : " قالت مصادر دبلوماسية أميركية مطلعة، أن نائب الرئيس جو بايدن، ابلغ مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان بـ " تَعَذُّر استقباله في واشنطن بسبب برنامج زيارته الذي يتضمن حديثا عن استعدادات إقليم كردستان العراق لإعلان "الدولة الكردية". وابلغ دبلوماسي أميركي رفيع المستوى "يوم الأحد 16/2/2014 أن نائب الرئيس جو بايدن طلب من البرزاني "التأني في خطوات حكومة الإقليم نحو إعلان الدولة الكردية، ونصحه بأن البقاء ضمن عراقي فدرالي هو أكثر فائدة لكردستان". وأوضح المصدر، وهو أحد أعضاء الفريق المتخصص في شؤون العراق في وزارة الخارجية الأميركية، إن نائب الرئيس جو بايدن "أعرب لبارزاني عن قلق واشنطن في حال الإعلان عن دولة كردية ما قد يتسبب بإرباك الأوضاع في العراق وسوريا وإيران وتركيا"، موضحا أن "إلغاء زيارة البرزاني إلى واشنطن، تم بعدما بعث رئيس الإقليم جدول زيارته إلى واشنطن الذي تضمن نيته الإعلان عن بدء التخطيط لإقامة الدولة الكردية بعد نحو خمس سنوات، وهذا ما جعل نائب الرئيس جو بايدن يعتذر ويقدم أسفه لعدم قدرة واشنطن استضافته في الوقت الحالي".
لا يُعَوَّل الكثير على صدق ما يُتناقل من أخبار عبر شبكة الإنترنيت ، ولكن موضوع إعتزام القادة الكرد العرقيين الإنفصال عن العراق ليس جديدا بل أنه بدأ منذ قيام الدولة العراقية الحديثة سنة 1921 ، وعلى مدى العقود التي تلت حارب الكرد الحكومات العراقية المتعاقبة لتحقيق طموحهم في الإستقلال وتكوين دولة كردية . وبقدر ما يحلم العرب للتوحد فإن من حق أي قوم أن يؤسسوا كيانا خاصا بهم ، مع إنَّ تسويغ تفتيت الكيانات على أسس عرقية يعني التشرذم على أساس قومي .ولأهمية القضية الكردية وتأثيرها على مستقبل العراق تأتي المساهمة في إبداء الرأي في مسألة إنفصال الكرد عن العراق.
إن إستحضرنا التأريخ فشمال شرق العراق هي أرض الكلدان والآشوريين ، وهم أقوام سامية ، نزحت لهذه الأرض الجبلية أقوام فارسية خلال بضعة قرون خلت ، فأصول الكرد شمال غرب بلاد فارس وهم رعاة الجبال ( إنسكلوبيديا أمريكانا) . وبعد قرون تلت فالكرد عراقيون بإمتياز إذ تناسبوا وبنوا وعمروا وقاسوا كما قاسى أخوتهم العرب والتركمان من جور نظم حكم هزيلة تعاقبت .. لتشهد أعوام الربع الأخير من القرن العشرين ذروة الظلم والجور والقتل على يد طاغية أحمق تسبب بإحتلال العراق . ومنذ 1991 أخذت المسألة الكردية منحى جديدا عندما أخضع شمال العراق للحماية الجوية الأمريكية ..... غير متناسين إقتتال الكرد بينهم يوم لجأ مسعود البرزاني للطاغية ، يقبل كتفيه، يستصرخه أن ينصره ، فحرك الطاغية قطعاته العسكرية وأحتل أربيل دافعا قوات الطلباني شرقا .
• وإحْتُلَّ العراق عام 2003 لتدخل المسألة الكردية مرحلة الإستقواء ، فأوغل رموز الكُرد في إزدراء وإضعاف الحكومة الإتحادية بتدابير إنفصالية مفسرين بنود في الدستور لصالح ومصالح الإقليم ، فالدستور الذي سُلِقَ على عجالة من قبل المحتل وسُذّج القوم أعطى ، المحافظات الشمالية الثلاث أربيل والسليمانية ودهوك وضع الإقليم ، فرصا رحبة في التصرف المستقل بحكم الفدرالية ، لتنعم المحافظات الشمالية بالأمن خلافا لمحافظات العراق الخمسة عشر الأخرى ، حتى قيل إن الإقليم كان ملاذا لبعض رموز الحكم السابق ، وبعض المجاميع التكفيرية ك ( رجال الطريقة النقشبندية ) التي تُصنِّف الكرد على أسس مذهبية فإستثنتهم من هجماتها الإرهابية ، وهكذا كان سلوك فلول البعث والنقشبندية معتبرين مناهضة الكرد للحكومة المركزية عربون أمنهم .
• جَيَّرَ الكرد 17% من أموال الموازنات السنوية العراقية ومصدرها عوائد صادرات نفط الجنوب ، فضلا عن إستباحة الثروة النفطية في شمال العراق بعقود مع الشركات الأجنبية بشراكة غير مسبوقة حصة حكومة الإقليم فيها 20% فقط . الأمر الذي دفع شركات عالمية بالعزوف عن التعامل مع الحكومة المركزية التي تتعاقد مع الشركات لإستثمار حقول النفط بعقود الخدمة وليس الشراكة. وبالرغم من إعتراض عدد من المسؤولين في الحكومة المركزية على دفع 17% من الموازنة للإقليم وخصم عوائد صادراتهم النفط من حقول الشمال ، فإن المصالح السياسية للمسؤولين من صنّاع القرار في الحكومة المركزية كانت تذعن لمطالب الكرد لتبقي على تحالف هش يديم لهم الكراسي.
• عقود نفط الإقليم وُقِّعَت دون علم ودراية وزارة النفط العراقية التي ما كانت سترضى بعقود مشاركة تنطوي على نهب لثروة العراق النفطية ، وكان إبرامها إيغالا بالعمل بالضد من توجهات الحكومة المركزية في الإستغلال الأمثل لثروات العراق الطبيعية ، ولم يتوقف الأمر عند ذلك ، فأوعزت شركات النفط الأجنبية أن لا تخضع صادرات نفط حقول شمال العراق للأنبوب النفط بين حقول كركوك وميناء جيهان التركي فأنشأوا أنبوبا بديلا بالإتفاق مع السلطات التركية التي تمقت الكرد وحكومة العراق المركزية وهدفها الإنتفاع من تناقضاتهما كما أن القادة الكرد موقنون أن عائدات النفط ستكون ممولة لتطلعاتهم للتهديد بالإنفصال.
• والذي ليس متعارف عليه بين دول العالم أن تكون التقسيمات الإدارية داخل الدولة وبين المحافظات العراقية موضع صراع بين الحكومة المركزية وبين حكومة الإقليم ، وأن يُدْرَجَ مسمى عدد من المناطق في محافظات شمال العراق بمناطق " متنازع عليها " ، ذلك يوحي بقصر نظر من قَبِلَ بتضمين الدستور ذلك المصطلح ، وإلاّ أن يكون من ثبته متطلعا لمزيد من تفتيت وحدة العراق .
• في الإقليم "مليشيا" يطالبون بتمويلها من إنفاق الحكومة المركزية وما فتئوا يهددون بها كلما تحدثوا عن "خطوط حمراء" في جملة تناقض القادة الكرد مع الحكومة المركزية
• وللأقليم برلمان وليس مجلس حكم محلي ويعرفون ببرلمانهم بحروف عربية وباللغة الكردية وباللغة الإنكليزية مع غياب للغة العربية ، ويقبل البرلمان ألإتحادي في بغداد أن يُعرَّف به باللغة العربية وإلى جانها الكردية .
• ويسافر القادة الكرد وتسمع منهم تصريحات تزدري الحكومة المركزية ، ويستقبلون من شاؤوا من الأجانب ليتجولوا على الأرض العراقية خلافا للأعراف الدبلوماسية وفي ذلك إزدراء وإهانة للحومة المركزية فهل بقي للحكومة المركزية من شأن سيادي؟!!!.
• ليس ما جاء في ما تقدم من تحامل على كرد العراق ، فإن العراقي المتنور يُسْعَدَ أن ينعم أبناء جزء من وطنه بالأمن التقدم ، ولكن ليس بما دأب عليه القادة الكرد بإزدراء العرب والترويج للإنفصال.
• لا يخفى على أحد ٍ من المتتبعين لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية أنها كانت دائما تسعى لتفتيت كيانات الدول الأخرى التي ترى أن التعامل مع كيانات أصغر وأضعف أيسر وأن بشرذمتها تحقيقا لمصالحها ، فتحقق لها ذلك بإنهيار الإتحاد السوفييتي ، ثم تم تفتيت الدولة اليوغسلافية ، وكم ورَسَمَ العديد من المسؤولين الأمريكان خرائطاً في تصورهم لتقسيم المنطقة العربية . وبما أن السياسة الخارجية الأمريكية مؤسسية الإدارة فإن ما جاء في الخبر أعلاه " أن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن طلب من البرزاني "التأني في خطوات حكومة الإقليم نحو إعلان الدولة الكردية، ونصحه بأن البقاء ضمن عراقي فدرالي هو أكثر فائدة لكردستان
أعرب لبارزاني عن قلق واشنطن في حال الإعلان عن دولة كردية ما قد يتسبب بإرباك الأوضاع في العراق وسوريا وإيران وتركيا". أن وجهة النظر الأمريكية تلك تطابق المصالح الأمريكية في العراق أولا وفي المنطقة أيضا ، إذ أن تركيا أبلغت الولايات المتحدة من خلال عضويتها بحلف شمال الأطلسي إنها لا ولن تقبل بقيام دولة كردية مستقلة في شمال العراق فمناطق جنوب شرق تركيا يقطنها أكثر من 15 مليون من الكرد ، وإن قيام مثل ذلك الكيان في شمال العراق سينطوي على تأجيج الصراع القومي داخل تركيا ويمهد لتفتيتها ، سيما وإن الحركة الكردية المسلحة في تركيا على وشك إستئناف عملياتها العسكرية ضد الحكومة التركية ، وقد تشهد مناطق جنوب شرق تركيا تصاعد العنف إن عاد القوميون الترك إلى الحكم في أنقرة ورحيل حزب أردوغان .
أما إيران فإن فيها ما يربو على 7 ملايين من الكرد وهي الأخرى تتحسب من قيام كيان كردي مستقل في جزء من شمال العراق ، سيؤجج التناحر القومي في إيران التي تكون سكانها من مزيج من الفرس والبلوش والأذاريين والعرب وأقوام أخرى . لذا فإن إيران هي الأخرى ستقف مناوئة لأي كيان كردي مستقل في شما العراق ، كما أن حدود شمال العراق الشرقية مع إيران لم تكن آمنة من القصف ومصدره إيران .
ليس ما تقدم رجما بالغيب وإنما حيثيات الواقع تنبؤ بما يتوقع حدوثه ، فبقاء الكرد عراقيين أضمن لمستقبلهم ، وإن طموح بعض قادتهم في الإنفصال إن هو إلا طلبا للجاه والمنصب ، وحري بهم أن يؤازروا وحدة العراق ، وأن من بين قادة الكرد رجال على جانب من الحكمة والتعقل ليرجحوا كفة وحدة العراق ، وإنهم أقوياء كرد عراقيون ، فالإنتماء للعراق لا يلغي انتمائهم القومي.



#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة اليسار العراقي
- هل تحول الإسلام إلى دين للقتل ؟


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد رياض حمزة - رؤية في تطلعات الكرد العراقيين