أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جبار وناس - لا بد من تمرين














المزيد.....

لا بد من تمرين


جبار وناس

الحوار المتمدن-العدد: 4357 - 2014 / 2 / 6 - 00:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كنت متجها صوب المركز الانتخابي لمنطقتنا كي احصل على البطاقة الذكية وأشارك بها في يوم الانتخابات القادمة واذا بجاري يغذ المسير خلفي ويصيح بصوت عال : كأني بك ذاهب لغرض الانتخابات ؟ قلت : بلى كي أدلي بصوتي حيال من أعتقد أو من أرغب فيه أحساسا مني بأنه يتطامن مع طموحاتي في التغيير نحو أفاق أرجو أن تكون جديدة تزيل هذا الركام المتكدس من مخلفات الماضي وما جال به راهن حاضرنا والذي تمثل بتلاوين شتى ما بين تسلط وأحتراب وغياب قسري لأفاق أنسانية لو وجدت لكانت مبعث أطمئنان واحساس بأدمية الانسان وما بين خراب مادي وروحي لم يشهد له تاريخ بلدي .
فقال جاري : نعم وما الذي يحدث ؟ فقلت : هو تمرين وعلينا أن نبدأ به ونتعود على القيام به كلما حانت ساعته وبعد أما ترى أن الحياة بدأت بتمرين أول وتبعته تمارين كثيرة - فالعيش تمرين والصدق تمرين وأحترام الاخرين تمرين ونكران ذواتنا تمرين وحب الخير تمرين وكذلك السير في طريق الشر هو تمرين أيضا وما نمر به من تغيير يحتاج منا الى تمارين مكثفة ومضاعفة وأولها أن نؤمن بحب روح الوطن والمواطنة الحقيقية والتسليم به بوصفه الملاذ الامن والكبير والذي بدونه لا تساوي تماريننا السالفة شيئا يذكر.
أمتعض جاري وقال بصوت متهدج كمن يشرق بضحكة مفاجئة: لقد أدخلتنا في الرياضة ونحن نتحدث عن الديمقراطية والانتخابات.
قلت وما الضير فالديمقراطية تمرين نستعمله كوسيلة لمعرفة ذواتنا ومدى تجاوبها مع ذوات أخرى مختلفة عنا في اللون والسلوك والمزاج والتجربة الحياتية وحتى في الدين والاعتقاد ثم أليس التباين الحاصل في الحياة هو سر جمال هذه الحياة ؟ ففيه تحدث مقادير اسباب ومقدرات وجودنا على سطح البسيطة.
أستدرك جاري وقال : هون عليك يا أخي فقد أدخلتنا في الفلسفة والمنطق ونحن في وضع الانتخابات وما ستؤول اليه من تغيير نطمح أن يكون أكثر أنسجاما مع ما نريد وليس كما حصل في الانتخابات السابقة .
فقلت : لابأس فالفلسفة تبدأ بحب الحكمة والمعرفة والغور في أعماق وجودنا وما نحن عليه من أحوال ومأل وهذا يا أخي يحتاج الى تمرين ولكنه تمرين فيه لذة ونشوة تجعلك تقف بدراية عما يدور حولك فأنت يا جاري العزيز بدأت بسؤالي حول الجدوى من الانتخابات وما تدري أن السؤال هو مفتاح التفلسف !
ضحك جاري وبدت عليه علامات من الحيرة والخجل .
فقلت بداخل نفسي : لم لا أكسر هذا التوجس عند جاري العزيز وأبادر بسؤاله عما مزاجه في هذه الايام فقلت : طيب وقبل أن أتفوه صرخ بي جاري وكأنه فهم ما أريد قوله -فقال : ألف رحمة لأجدادك الاوائل والاواخر فقلت : حدد من هم الاوائل ومتى تبدأ مرحلة وجودهم ؟ فقال : ما بك يا استاذ ؟ أجدادنا الذين قاتلوا في داحس والغبراء وحرب البسوس والذين شمروا عن سواعدهم وما همدت لهم جفون الا وهي تقارع عاديات الدهر اللعوب.
فقلت : هؤلاء عرفتهم والاواخر ؟ فقال : كل من تواصل مع الاوائل بقضهم وقضيضهم ومن ينزلون حفاة على رمضاء ساخنة -قلت : وما الذي يجبرهم على النزول حفاة ؟
قال : انها عاديات الزمن اللعوب.
فقلت : أما ترى أن الزمن سيكون سعيدا ويشعر بسعادة غامرة حين يحتضن بين حناياه أفعالا تحمل كل ما يؤطر الحياة بهجة ومسرة ؟ فقال : اللعنة على الصحراء وما جلبته لنا من ويلات وثبور - فقلت : ولم اللعنة ؟ أما سمعت ب ( كالفن كوليسنج ) حيث يقول : ( ازرع شجرة بدلا من صب اللعنات على الصحراء ) ؟



#جبار_وناس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفصافة الروح أنت
- في ديرتنا ضباب
- وجاءك حديث داعش
- التاريخ وذاكرته في ( الطيور لا تحب الأوسمة)
- مملكة الكريستال .. سياحة في أقاليم المأساة
- تأصيل بهجة التلقي في المسرح المدرسي ، إطلالة على مسرحية درس ...
- في البحث عن بلاغة العرض المسرحي..حول مسرحية ( البرتق ...
- المهرجان السنوي الرابع للمسرح المدرسي... حدود الانجاز والتجا ...
- لأنك وحدك
- في الاقتراب من عالم الطفل تأشير لمسرحية درس في الهواء الطلق
- في محافظة ذي قار...المهرجان المسرحي الطلابي الثالث ...إشارة ...
- مسرحية ( أكفان ومغازل ) انفراد الصوت الواحد


المزيد.....




- -علامة على الحظ الجيد-.. مصورون يرصدون حيوان موظ أبيض نادر ف ...
- -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا ...
- آية قرآنية عن قوم موسى يستشهد بها إعلامي إسرائيلي لدخول الأر ...
- عن الموت.. تفاعل على آخر تدوينة من بدر بن عبدالمحسن قبل تداو ...
- آخر تحديث لعدد القتلى في غزة منذ 7 أكتوبر تكشفه الصحة في الق ...
- تقرير إسرائيلي يكشف: قطر مستعدة لإبعاد قادة حماس من الدوحة ف ...
- فوتشيتش يرى أن شي جين بينغ يمكنه المساعدة في إنهاء بعض الحرو ...
- عريس جزائري يحدث ضجة في مواقع التواصل بهدية غريبة لعروسه (في ...
- بالتأكيد لا.. وزير الدفاع الإيطالي حول احتمال تدخل جيشه في أ ...
- النشر الإلكتروني يزاحم طباعة الكتب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جبار وناس - لا بد من تمرين