أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حنان فوزي المسعودي - كردستان العراق...فسلجة الرجل الكردي














المزيد.....

كردستان العراق...فسلجة الرجل الكردي


حنان فوزي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4344 - 2014 / 1 / 24 - 18:24
المحور: المجتمع المدني
    


كوردستان العراق... فسلجة الرجل الكردي..

.الرجل   ألزمني عملي الطبي وعلاقاتي الاجتماعية مع الجيران والزملاء على الأحتكاك بنماذج مختلفة للرجال الأكراد ، فقد التقيت بالكهل والشاب ومن مختلف المستويات الأجتماعية واستطعت ان افهم شخصياتهم وتفاعلهم مع الأمور الحياتية. الرجل الكردي..متوسط القامة ، رشيقها ، حليق الشارب غالبا..وفي معظم الاحيان ابيض البشرة...كثيف شعر الرأس...حيث ان ظاهرة الصلع نادرة جدا في الاقليم...يميل الرجل الكردي الى ارتداء الازياء والالوان المعاصرة..وعدم التقيد بالبدلة الرسمية حتى في العمل. أما بالنسبة الى شخصيته...فببساطة ....الرجل الكردي...حنون وعاطفي...وخاصة عندما يتعلق الامر بأسرته ، فهو رجل محب جدا لزوجته ويميل الى  الرومانسية واعتقد ان للتربية والبيئة التي ينشأ فيها الأطفال دور كبير في هذه النتيجة فنجد ان الطفل  يتأثر منذ نعومة اظفاره بنموذج الوالدة قوية الشخصية...فينمو بداخله الاحترام الكبير للأنثى ودورها في ادارة العائلة ...ومن الطبيعي بعد زواجه أن يعامل زوجته بنفس تلك الكيفية من الاعتزاز والتقدير ..وينظر اليها كأنها شريكة...وليست تابعة...اما موقفه تجاه والدته بعد زواجه فلن يتغير...بل سيزداد ارتباطا بها وعرفانا بجميلها..واقول وانا مسؤولة عن كلامي ..خلال السبع سنوات التي بقيتها في الاقليم...لم اتعرف على ابن عاق واحد....بل ان "العمة".. او "الخسو"....تعتبر من اعمدة البيت الكردي ..ولايخطر ببال العروس الجديدة الغيرة منها او محاولة اقصاءها..والسبب وجود زوج يدين لوالدته بالفضل الكبير. اما بالنسبة للشاب الكردي العازب فهو شخصية عصرية جدا..حيث يواكب الموضة في اختيار الملابس والعطور والسيارات ، فالسيارة الحديثة والنظيفة تعتبر من اولى اهتماماته....اما علاقته مع الجنس الاخر فهي تختلف حسب شخصيته وبيئته...ولكنه بشكل عام...رجل عاشق للجمال....فنراه يتابع بنظرات اعجاب مقدسة اي امرأة جميلة يراها.... واصر على كلمة "نظرات مقدسة"...فلا وجود للنظرات الشبقة الوقحة التي اعتدنا رؤيتها في المجتمع الشرقي المغلق....يعبر الرجل الكردي عن اعجابه بالجمال بنظرات عينيه... فقط...وبدون التفوه بكلمة واحدة...حيث اختفت ظاهرة التحرش بشكل كامل في الاقليم....ولا وجود للألفاظ النابية التي يتغزل بها الشرقي بفتاة نالت استحسانه في السوق...فالرجل الكردي رقيق حتى في اعجابه ، وأقصى مايستطيع قوله لفتاة جميلة هي كلمة  "بقوربان"...وتعني ماشاء الله او يذهب ابعد من هذا فيقول "جنه جوانه"....وتعني ما اجملها....كم تمنيت لو يقرأ شبان الجنوب المتحرشين مقالتي هذه ويتذكر كل شاب سيل الكلمات المحرجة والمستفزة الى درجة التقزز التي يلقيها على مسامع بنات مدينته معبرا بهذه الطريقة الوحشية عن اعجابه فقط. في كل يوم وحين تحين الساعة الواحدة...تخرج المراهقات من المدارس..جميلات ونظرات كالزهور..  ولكني لم المح شابا واحدا وطوال سبعة سنوات يترصد امام مدرسة اعدادية او يذرع الشارع جيئة وذهابا وبسرعة خيالية بسيارته...مخلفا وراءه عاصفة ترابية منفرة في محاولة منه لجلب الانتباه. لاحظت في الاقليم شهامة واندفاع لا محدود لمساعدة النساء...دون غرض او غاية...حيث إن  معظم الرجال يبدون استعدادا كاملا للتخلي عن مكانهم في طابور ما لو رأوا امرأة واقفة تنتظر معهم....احسست بتلك الذبة العشائرية المميزة التي تدفع الشبان الى مساعدة النساء اللواتي يعانين من مشكلة ما ودون مقابل. اتذكر يوما...كان الجو ماطرا..وقد ثقب اطار سيارتي...فهب احد سائقي التكسي لمساعدتي ... والوقوف تحت المطر لاصلاح العجلة بينما طلب مني ان اقف انا واولادي في مكان جاف.. وعندما انتهى احببت ان اشكره واعطيه اسم زوجي وعنوانه علنا نستطيع رد الجميل يوما...فما كان منه الا ان ابتسم وانصرف داعيا لي بالسلامة...   هكذا و بكل بساطة دون ان يطلب رقم الهاتف مثلا او يتجاوز بكلمة او نظرة...    انها النخوة والشهامة الحقة التي وبكل اسف اضمحلت في معظم اجزاء العراق....ولكنها مازالت عامرة في...لؤلؤة الجبل.. مدينة السليمانية.



#حنان_فوزي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اني اعترف...متأخرا
- كوردستان العراق...فسلجة المرأة الكردية
- مرض السرطان..بين العلم والوهم
- نساء وبروفايلات
- الى مستبد
- ختان الإناث..فشل كامل للذكورة..
- ماذا يريد الرجل الشرقي ؟
- الوريث
- نساء ...وشرق...
- كلمات ممنوعة جدا
- اميرة النهرين
- سيدات القوالب الجاهزة
- مبروك ..انها فتاة


المزيد.....




- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حنان فوزي المسعودي - كردستان العراق...فسلجة الرجل الكردي