أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان سلمان النصيري - تعال نتبادل مذاهبنا !!















المزيد.....

تعال نتبادل مذاهبنا !!


عدنان سلمان النصيري

الحوار المتمدن-العدد: 4343 - 2014 / 1 / 23 - 21:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قد تبدو الفكره ساذجه من الوهلة الاولى ، ولكن لابأس ، دعنا انا وانت نجرب لعبتنا بجديه، بعيدا عن كل المنافقين والمروجين لثقافة التكفير وهدر الدماء ،وسط هذا العالم الفوضوي المجنون . وقد تتملكك من الوهله الاولى لحظات الانتفاض للعزة والكبرياء، او الارتياب من ثلم مقدراتك الفكريه والعقائديه، وكل ما كنت تذهب اليه داخل الاطار العام وما نسميه اصطلاحا بالمحافظه على المذهب .
فلا باس اذن ان ننأى بذاتينا عن خوض هذه التجربه التي قد تدعوها انت ، ب (اللعبه الخطيره) ،ولننقلها او نقذفها بعيدا عبر حدود الزمان والمكان ، ولنمنح التوكيل ببدء لعبتها لجدينا الاوليين عوضا منا ،وفي مشاهد مختلفه ومختصره عبر حقبات الزمن .
المشهد الاول
حينما كانا جديـّـنا يجوبان الكعبه ويؤديان مناسكهما بالطواف حولها بالتصديه والمكاء لتبجيل الاله الاكبر (هبل ) وايداء التلبيه بأعلى أصواتهم وسط زحام الحجيج ..اعلُ هبل .. اعلُ هبل .. فمن المؤكد كانا جدي وجدك بطبيعة علاقتهما اخوين حميمين . متفقان على كل ما اعتقدا به بفطرتهما،وهما يؤديان المناسك بالتذرع الى جميع اصنامها بطلب الشفاعه والخير والغفران ، وتقديم الهدايا والقرابين والذبائح لها على حساب بطنيهما الخاويتان ،والتقصير بقوت اولادهما . الا انهما بعد ان يوليا بظهريهما للكعبه كان كل واحد منهم يعتقد وفق قناعاته الذاتيه بمدى نسبة الحب و التبجيل والولاء لهذا الصنم او الوثن دون غيره .
ومثلما كان جدك يعشق ويقدس ( اللاة )كانثى من بنات الله ويعتبرها (ربة السماء)، ،وينحر لها الذبائح ،ويقدم لها القرابين ،ويودع لها كل هداياه من الاموال في غبغبها (هي الحفره او المستودع الخاص باللاة )ويعتبرها ملهمة لبث الشجاعه بالنفوس ولدفع المقاتلين بالصمود أثناء الحروب.
صار جدي يقدس اختها (العزى ) لعلها كانت في هيأة امرأه مهابه اكثر جمالا ،واشد فتكاً و قسوه وهي توصف ب(ملكة السماء) ، فصار ماسورا بعشق قوتها ، ومفضلة على جميع اخواتها مثل اللات ومناة ، وبالرغم من اعتقاده بانهن جميعا من بنات الله .. فالنفس وما تهوى .
*المشهد الثاني
ولما جاء فجر الاسلام ليوحد تحت شمسه كل المؤمنين ،من المهاجرين والانصار ومن تبعهم من المتاخرين ،الذين ظلوا ولم يؤمنوا . كان جدينا مع من دخلوا لدار ابي سفيان وصاروا فيها امنين بعد الفتح لمكه ، ومن ثم ليحسنا اسلاميهما واصبحا مع معشر كل المسلمين المؤ منين ، بعد ان هجرا عقيدتهم القديمه مع تناثر تمثال هبل المهدم وسط الكعبه ، وصارا مستبشرين بظل راية الاسلام ، ذاهبين بمذهب الدين الواحد ، بعبادة الرب الخالق الصمد .
المشهد الثالث
قبل بضعة قرون من الان ، صارت اكثر القبائل هجرة من بطون الجزيره العربيه الى خارجها، وخصوصا باتجاه اطرافها الشماليه قاصدين بظالتهم نحو الاراضي الاكثر خصبا وامانا و اطمئنانا كما في العراق ،ارض مابين النهرين ،على طول ضفاف دجله والفرات من شماله الغربي الى الجنوب .وخصوصا بعد ان تزايدت الاحداث والغزوات المتلاحقه بالكر والفر، وكذلك حصول الجدب . فانشطرت القبائل والعشائر ، وكان الاخوين جدي وجدك من بينهم ، فمنهم من اشتط شطر المنطقه الغربيه مع جدي . وصار القسم الاخر متوجها الى الجنوب مع جدك . الذي التحق بركب ابناء عمومتنا ،الذين سبقونا بالهجره الى هذه المنطقه المختلفه ببعض مظاهر تادية الطقوس الفرعيه ،التي تجيز بتسميتها (اختلاف المذهب) . وشاءت طبيعة الظروف ، ان يكونا كليهما ماسورين بتاثير طبيعة حواضنهم الاجتماعيه الجديده ، فاكتسبوا و تطبعوا على كل ماهو مالوف بمظاهر هذه المجتمعات ، وصاروا جزءا لايتجزء من العادات و التقاليد وكل الطقوس في ممارسة التعبد .
وبقيا جدينا ينبضان بقلبيهما تلهفا واشتياقا باقتفاء اثر بعضيهما ، كلما تقلبت النسائم بهبوبها ،مع الحنين لعبق الماضي والاطلال كلما اصابهما الوهن وقلة الحيله ، اواستوحشا طريق الاغراب مع تقادم السنين .
المشهد الرابع
و شاءت الاقدار ان يلتقيا..في غمرة جذوة الشوق والحنين من جديد ، وبدفئ المشاعر والاحاسيس الحقيقيه .. ليشكلا جدك وجدي اروع لوحة فنيه مقرونه بامتزاج كل الالوان بين الضمير والفكر و والمشاعر النابضه ، داخل هامتين منتصرتين للحق ، تحت راية الفتوى الجهاديه الموحده كما في ثورة العشرين، التي مزجت كل الدماء الوطنيه الطاهره في مذهب جهادي واحد مقدس ، يترجم كل معاني العزه الوطنيه والشرف وكرامة الانسان.
المشهد الخامس
وانقضت حقبة الاجداد ولتحل بدلها حقبة الاباء.. اي ،ابي انا وابوك انت،
فقد عاشا وداعة و شفافية الجو الاجتماعي المحيط بهما ،من الجيران والاغراب . وبقيا ابوينا ، عبر نوافذ قلبيهم المشرعه ، يتبادلان الحنين والشوق مع كل الاهل والعشير،اعتزازا وعرفانا باصالة الدم والنسب .
وعندما وقعا مع الواقعين بجريان جدول العواطف المتدفقه للشباب ،والبحث عن انصافهما الاخرى باقتران الزيجات ، وبعد جهد وعناء بالتخبط اوالتفكير، فقد وقع نظريهما على نصيبيهما بحكم القسمة والنصيب المترجمتين لفلسفة القدر . وتم العثور على ظالتيهما المنشودتان، بمصاهرة نفس ذلكم الاعمام المنتشرين بين اهل الجنوب واهل الغربيه ، وصار كل واحد منهما يريد ان يحظى بقناعة عمه ( ابو العروس ) ،مع ام العروس ،وكل الاهل والمحبين من المحيطين من ذوي الدماثه والتأثير ، والفوز برضاهم وطلب مباركتهم جميعا ، قبل خطف ود محبوبته وزفافها على حصانه االابيض وكما يفعل الفرسان .
وهكذا اصبحا ابوينا في عزوبتيهما يتقربان زلفا ، ليبرهنا عن طبيعة وديهما وحرصيهما على توثيق علاقتيهم النسبيه الجديده .و عكفا على مشاركة كل نشاطات وتحضيرات المناسبات لاهل العروسيين ، من الافراح والاتراح ووسط غمرة اختلاف الطقوس . فتذوقا مالذ وطاب قبل كل المدعويين والضيوف ، وصار ابي حاذقا باعداد لوازم طبخ الهريسه مع الدارسين ، والقيمه والتمن، بطقوس الماتم العاشورائيه ، وصار الاخر ابوك منكبا على تذوق شوربة الشيخ عبد القادر ، والتبرك بتناولها وحضور المناسبات الخاصه بالاذكار .
المشهد السادس
ابي وابوك كانا طيبان ، ويتمتعان بكل معاني النخوة والرجوله ،فلذلك كانا محبوبان ،و بالرغم من تمتعهما بكل هذه الخصال الحميده والشجاعه، فانهما كانا انسانان بسيطان ، ولاينئيان بنفسيهما عن صفات باقي بني البشر ، وربما تنتابهم شائبة بالتكلف كما هو مالوف احيانا في اختلاجات المشاعر ، اوبطبيعة تحقيق الغاية التي في نفس يعقوب .
ولكن مهما كانت الصوره، فانهما حرصا على تسيير طبيعة العلاقات الزوجيه داخل اسرتيهما بكل تواضع ومحبه ، وبث الطمأنينه التي تحتاج مزيدا من التناغم بالتعاطف والاحـترام ،التي استطاعا من خلال كل ذلك تهذيب سلوكيات الطبائع والتطبع
ضمن بودقة التآلف الاسري. ولكي يكونوا كل الابناء ونحن منهم.. خاضعين لحقيقه واحده في محصلة النتاج الثقافي والسلوكي الاسري بظل الوالدين . حتى صرنا نتجول وسط كل هذه الحلقات الرحبه ، و نلتقي بكل المناسبات الاجتماعيه والدينيه ونؤدي كل الطقوس المتبادله باحاسيس حقيقيه مشتركه بعيدا عن المغالاة والتعصب في غمرة مشاعر الود والاحترام .
المشهد السابع
وصرنا مع كل الاخرين من الجيران والاغراب داخل مجتمعاتنا اكثر حشمه والتزاما باحترام طقوس الاخرين عند صاحب الدار .
واصبحنا داخل اسرنا ..وكلما تهنا باشياءنا وسط هذه الرحاب ، لا نتوانى باستخدام اشكال قسمنا بعد الله ورسوله ، ونحن نتنقل بين قدسيتين، للحضرتين الكاظميه والكيلانيه ، وكلما تطلب الامر اكثر بطمئنة النفوس، لانبالي بالتوجه الى صوب الحضرة المقدسه لابو الفضل العباس، وكل الائمه الاطهار فجميعهم اصحاب كرامات قدسيه ومن اولياء الله الصالحين.
وهكذا ومتى زادتنا العبرات ترحما على ارواح امواتنا من اباءنا وامهاتنا وكل اجدادنا ، وقيامنا بزيارة قبورهم بين مختلف المقابر ، تيقنا الحقيقه، والحق بعينه ، بعد دفن كل مذاهب الدنيا الفانيه مع ابن ادم . ولم يتبقى الا ذكرى اعمال الخير والصلاح .
المشهد الاخير
وهكذا سيبقى السؤال شاخصا ، يطلب الاجابه الملحه وقبل ان يفوت الاوان .. و بعد كل هذا الاسترسال بتوضيح الحقائق عبر السطور ..
ياترى من هو جدك ؟ ومن هو جدي ؟ ..وياترى من هو اباك؟ ومن هو ابي؟ لا بل من تكون انت؟ ومن اكون انا ؟؟ اليس نحن الاثنان ، كنا ،ولا زلنا الضحيه
اذن فمتى اردنا لمستقبلنا المشرق ان نكون ، فيجب ان نكون ، او لا نكووووون.
ـــــــــــــــــ



#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتاوى نائمه على وشك الاستيقاظ.. بحق السيد شيقل !!!
- كلنا نرجسيون ومجانين ، ولكن
- الحمارالوحشي المخطط..وتابعيته لوزارة التخطيط !!!


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان سلمان النصيري - تعال نتبادل مذاهبنا !!