أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن علي خلف - نعم














المزيد.....

نعم


حسن علي خلف

الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 12 - 13:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



العراق فيه مختلف الاطياف والالوان والملل والنحل .. فهو اذا نظرت اليه بنظرة متفائلة فستجده فسيفساء جميل يؤطرها وطن اخضر بقلوب متصافية تجمعها وحدة التكافل الاجتماعي واواصر الهدف ووشائج الاخوة ، وروح المودة الانسانية والتآخي العظيم .. اما اذا اردت ان تمزق هذا الشعب الذي يحمل عبواته الناسفة في طياته .. فأنك تشتغل على ان هذا كردي وهذا عربي وذاك سني وسواه طائفي واخر تركماني ومسيحي وايزدي وغيرها .. فأن هذه التجزئة وهذه المسميات هي بحق قنابل موقوتة وسلاح فتاك بيد خصوم العراق الذين ينظرون اليه بعين الحسد .. وخاصة الذين يصاقبهم على كل مديات حدوده شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ... عجبي انهم لا يتمنون له الخير بل يفعلون بداخله افعال الشر ويسكبون الزيت على النار التي توقد في اية لحظة اذا نثلمت او تفككت او انفصمت عرى الترابط الاخوي والتعايش السلمي المصيري لسكانه . وهذا ما يحدث الان . فالقيادة في العراق مسؤولة مسؤولية مباشرة عن كل ما يحصل له ... وربما الشعب يتحمل مسؤوليته ولكن الشعوب على دين ملوكها ..
فأنك تقول انا سني فأقول لك انك لا تستطيع ان تقود العراق .. والتجارب القريبة والاقرب دليل على ذلك ... او انك تقول اني شيعي فأنك ايضا لا يؤهلك انتماؤك بأن تقود العراق بهذه الاطياف الواسعة .. وكذا الحال اذا كنت كرديا محضا او عربيا صرفا . ولكن اذا قلت انا عراقي فان مشروعك سيؤهلك لقيادة هذه البلد المتنوع والمتحد احيانا والمفترق احيانا اخرى ... فالعراقية هي الحد الفاصل بين التبعثر والالتئام . وهي القاعدة المؤهلة لكل من يتصدى لقيادة العراق والعراقيين الى بر الامان ... وليس الحزبية او الطائفية او العرقية التي اثبتت فشلها على مدى السنيات التي مضت ، والتي زادت في تمزيق العراقيين وفرقتهم واقتتالهم احيانا ، والتي وجد فيها اعداء العراق ضالتهم وراحوا يسكبون الزيت على النيران التي اشتعلت . فنحن في المرحلة المقبلة علينا ان ننظر الى تاريخنا ، وهو لاشك مركب من الناحية الحضارية .. بل احيانا نجد فيه قفزات مروعة احدثت فجوات من التفكك والانحلال ، ومعلوم ان ايقاع الحركة الحضارية في بلدنا ايقاع معقد يقتضي حساسية مفرطة في استيعابها ورهافة في الحس عالية جدا لادراكها .. كي نحقق قفزات حضارية كبرى بعد ان رأينا ولمسنا ان قادة التغيير الجدد من 2003 الى يومنا هذا قد اخفقوا في قيادة ثورتهم على ( الباطل ) للوصول بالبلد الى بر الامان . والان لم يعد بمقدورهم اعطاء اكثر مما قدموا .. واصبح ايضا ليس بمقدورهم ان يضرموا الثورة مرتين . اذن نحن بحاجة الى تغيير الوجوه وتغيير العقول .. لخلق مواقف جديدة في الحياة التي هي لا تحتاج الى مزج مفتعل بين افكار وتصورات ومواقف كل حزب على حدة والتي عادة ما اثبتت عدم تجانسها واصبحنا معها كمن يخلط الزيت بالماء . فنحن مثلا لم نكن بحاجة الى وضع تشريعات جديدة بقدر حاجتنا الى تربية عقول جديدة من المشرعين يتمتعون بتصورات مستقبلية ملهمة .. كما اننا لم ندعوا ثوارنا الحاليين الى تجديد ثوريتهم ولكننا ندعوا الى تربية جيل جديد من الثوريين .. كما لم نطالب بقفزات نوعية بالتعليم بهذه العجالة وعدم الفهم بالتعليم اساسا ( النمط السائد في العراق ) ولكننا ندعوا الى اعداد جيل من التربويين . وان حالاات النكوص التي يشهدها العراق حاليا ... ليس احراجا للقوى السياسية في العراق التي منعت من المشاركة فيه بقوانين وتعليمات وضعتها القلة القادمة من الخارج بمعاونة ( بريمر سيئ الصست ) واحتكرت السلطة فيها تحت مسميات حزبية سرعان ما تشضت واصبحت لا تحصى .. وكل يدعي وصلا بليلى .. وبنتيجتها حصدنا الخيبة والتمزق . بل سبب ذلك النكوص ايضا احراجا للشعب العراقي ومثقفيه ومفكريه وفنانيه ومبدعيه ... وعلمائه ومرجعياته الدينية والسياسية والاقتصادية ... دليلنا على ذلك حجم العراقيين الذين طردهم العراق والذين يعيشون على فتات موائد الدول . كما ان السلطة منذ 2003 لحد الان لم تنتج لنا الا مزيدا من الدماء والتضحيات والفرقة ، في حين نحن احوج ما نكون الى مزيد من العقل الانساني وضبط النفس والارادة الفاعلة والاقتصاد المتطور ببلد غني ، لم يزل بعض من شعبه يعيش دون خط الفقر .. واحوج ما نكون الى الكرامة الانسانية وانقاذ المحرومين من التشرد والصعلكة والعوز والفاقة والاهتمام بصحة وتربية الفرد ... واشباع رغباته ولكن ليس بالبسكويت الاردني منتهي الصلاحية . والمغمس بالخبث الصهيوني . كما ينبغي على القادمين الجدد الذين سيصنعهم العراقيون عبر انتخاباتهم باذن الله ان يأخذوا بعين الاهمية معاناة الفلاح الذي يحيا بصمت وذهول جراء اهماله واهمال ارضه . والعامل الذي تعطل دوران ماكنته والتاجر الذي بارت تجارته وانتاج جيل من الكتاب والفنانين والشعراء تملاهم الثورة والتمرد وكذلك انصاف المثقفين وطلاب الجامعات والصحفيين والروائين واللاجئين السياسيين بل وانصاف المرأة والطفل والشيخوخة ، والبنى التحتية للبلد والمعامل المعطلة والتعليم المخرب ، ومصالحة الانسان مع نفسه وذاته ، والذي هاجر بعقله الى دول العالم .. والمبدع والمبتكر الذي ذهب عطاءه للغير ... اذن لابد في التفكير بصنع ثوار جدد . حيث ان الجيل الذي صنع الثورة في بدايتها ليس بمقدوره صنع ثورة اخرى لانه استهلك



#حسن_علي_خلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فهد وذاكرة الجماهير في العراق
- سيادة القانون .. وقانون العشيره
- الحكومه المقبله –واتفاقات المياه المعلقه مع تركيا
- ننتظر: رجالا يصنعون التاريخ


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن علي خلف - نعم