أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل محمود والى - فن التحنيط السياسى المعاصر














المزيد.....

فن التحنيط السياسى المعاصر


نبيل محمود والى

الحوار المتمدن-العدد: 1232 - 2005 / 6 / 18 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التحنيط هو فن المحافظة على الجسد بعد الموت وكلمة التحنيط هى كلمة عربية مشتقة من الحنوط وهى مجموعة مواد تحفظ أعضاء البدن من التحلل أو التحول أو الفناء مثل ملح النطرون والراتنج وزيت الأرز وزيت التربنتينا والمر والدهون النباتية وشمع عسل النحل ومن كلمة الحنوط اشتق اسم الحانوطى الذى يقوم بإعداد الجسد قبل دفنه وبمرور الزمان صار يسمى بالمعروف حاليا فى مصر الحانوتى .

ولقد طورالفرعون المصرى القديم فن التحنيط وارتقى به على مدى التاريخ المصرى القديم لإيمانه الشديد بمفاهيم وتصورات وطقوس دينية تعتبر أن الموت الثانى هو فناء الجسد وتحلله وأن ذلك يحرمه من العبور الى الخلود والحياة الأبدية فى العالم الأخر ولخص ذلك المفهوم فى أحد النصوص المنقوشة يقول فيه ( إن الروح مستقرها السماء بينما الجسد للارض ) وأن الموت افتراق مؤقت للجسد والروح لزمن محدد حتى تحل الروح فى الجسد ثانية يوم الدفن لترشده فى رحلة العالم السفلى فى طريق للأبدية والخلود .

وكان التحنيط يتم فى ورش خاصة مصممة لتلك المهمة عرفت بالمكان الطاهر بالبر الغربى للنيل وانقسم الى ثلاثة درجات على أهل الميت أن يختاروا الدرجة التى تلائمهم حسب طبقتهم الإجتماعية وقدرتهم على دفع تكلفة نوع التحنيط الذى يطلبونه .

وبسقوط المفاهيم الدينية المصرية القديمة وانتشار مفاهيم دينية أخرى تختلف فى جوهرها عن جوهر العقيدة القديمة اختفى واندثر تماما فن التحنيط ولم تعد هناك حاجة للمحافظة على البدن بعد الموت غير أن اختفاء فن التحنيط واندثاره لم يعن مطلقا اختفاء واندثار مفهومه وجوهره فالمصرى المعاصر يؤمن بعمق بالتحنيط كأرث مستحق عن جدوده وأسلافه ومن ناحية أخرى فإنه بعد تغير العقائد الدينية قد أستبدل فقط تحنيط الجسد بتحنيط الأحياء وإن أطلق البعض على تلك العملية مراكز القوى نسبة لطول فترة بقائها فى السلطة .

فكلنا يشاهد ويسمع ويرى تحنيط الأحياء فى مراكز السلطة والنفوذ والمناصب القيادية فى الأبهاء الواسعة ذات المقاعد الوثيرة والقاعات المكيفة وهالات وهليمانات الأبهة والنفوذ ومن شدة إيمانهم بجوهر عقيدة التحنيط تجدهم استماتوا وهم أحياء فى الحرص على المناصب بالنواجز والمحافظة على روح الكرسى الذى تحنطوا عليه حتى أسودوا فى مراكزهم وفاحت روائحهم كما كانت الجثث تسود يعد تحنيطها وتفوح رائحتها .

فنرى اليوم من تحنط على الكرسى ثلاثة عقود ومن يظل عضوا فى البرلمان أربعة عقود ومن يرأس مؤسسات صحفية قومية كبرى لما يربو على ربع قرن ومن يتغير مكان تحنيطة من كرسى لأخر على مدى عشرات الأعوام تطل نفس الوجوه كل يوم عشرات المرات فى صور الصحف وشاشات التلفاز لأنهم وحدهم أهل الحل والعقد ومحتكروا الحقيقة المطلقة ومنزهون عن الهوى ولا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم وفى الحقيقة حتى لانقلل من قدرتهم ولانغبنهم حقهم فإنهم بالفعل تفوقوا على أجدادهم وأسلافهم الأوائل من الفراعنة فى فن تحنيط المناصب العليا وطوروه حتى تفوقوا على أنفسهم وعلى الفراعنه اللى خلفوهم تماما كما تفوقوا على الغرب الحديث فى إبتكارهم الإستنساخ المادى والمعنوى بعقود طويلة كان الغرب فيها يعج فى بحور الظلمات .



#نبيل_محمود_والى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إصلاح دورة مياه بقرار جمهورى ؟
- المسكوت عنه فى الصحراء العربية 5
- الأوضاع الجارية فى العراق
- الإنفجار السكانى
- القرداتى
- أحلام المصريين
- فلسفة 23 يوليو 1952
- !!! نحن المصريين ليس لنا لابابا ولاماما
- التحديات العراقية
- الإستبداد ودوره فى انحطاط المسلمين
- الطريق الى يونيو67
- المصاحف المفخخة
- الإصلاح إذعان و خوف أم استجابة؟
- إعلام الريادة ...أضلوا مصر وضللوها
- ! مصاحف جوانتانامو
- مليار جنيه فى صحة كأسك ياوطن
- الماركسية بين النظرية والتطبيق
- المسكوت عنه فى الصحراء العربية 4
- الطيور المهاجرة فى عهد مبارك
- حتى لاننسى مهرجانات مايو للطبل والزمر


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل محمود والى - فن التحنيط السياسى المعاصر