أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صالح الحميد - أزمة القضية القومية في ايران















المزيد.....

أزمة القضية القومية في ايران


صالح الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 4327 - 2014 / 1 / 6 - 01:32
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


أبرز المكونات القومية في الجغرافيا الايرانية الحالية هم الترك في آذربيجان و الاكراد في كردستان و العرب في عربستان ( الأهواز ) و البلوش في بلوشستان و التركمان في اقليم تركمن صحراء و غيرها من القوميات و الشعوب و الاثنيات غير الفارسية هي التي بامكانها ان تلعب دورا مصيريا في مستقبل بقاء او عدم بقاء ايران كدولة و ككيان امبراطوري موروث في منطقة الشرق الاوسط. و إنّ إستمرار تجاهل مطالب هذه الشعوب و حقوقها يرجح الكفة لخيار تفكيك ايران و تقسيمها الى كيانات فدرالية في أحسن الأحوال ان لم يكن التقسيم الكلي و تشكيل دول جديدة على اساس قومي .
أساس المشكلة القومية في ايران بدأت مع تأسيس ما تسمى بالدولة الايرانية الحديثة على أساس بناء الدولة – الأمة الايرانية (الفارسية) بعدما كانت طوال قرون هذا البلاد تعرف ببلاد فارس و ثم بالممالك الايرانية المحروسة في العهد القاجاري حيث كانت تحكم البلاد ضمن نظام الولايات و الاقاليم التي تتمع بالاستقلال الذاتي عن المركز . و كانت اقاليم تنفصل عن هذه الدولة و اقاليم تضم اليها ضمن النزاعات و الحروب التي كانت دائرة بين الامبراطوريات و الامارات و الدويلات القائمة آنذاك حيث لم يكن مشروع الدولة الحديثة كما نعرفها اليوم قائما .
و اعتمدت الدولة الايرانية الحديثة منذ وصول رضاه شاه الى السلطة على سياسة التطهير العرقي للشعوب و القوميات غير الفارسية في جغرافية ايران لصهر كافة القوميات و الثقافات و الاثنيات و التنوع الموجود في جغرافية ايران كافة في بوتقة الثقافة الفارسية من اجل بناء الدولة الحديثة على اساس اعادة امجاد الامبراطورية الفارسية ما قبل الاسلام و اعتبار الفتح الاسلامي غزوا عربيا لبلاد الفرس و اعتبارها اكبر نكبة في تاريخ ايران ككل و على هذا الاساس و حسب ايديولوجية المنظرين الذين كانوا يروجون لهذه الرؤية منذ العهد القاجاري و لقد وصلوا السلطة مع تتويج رضا بهلوي ملكا على ايران عام 1925 حيث بدأ هذا الاخير حكمه بالهجوم العسكري على امارة عربستان و أسر الشيخ خزعل بن جابر الكعبي و اسقاط امارته المستقلة التي كانت تحتفظ باستقلال كلي عن الدولتين العثمانية و الايرانية و لكنها أصبحت تتبع لايران اسميا فقط منذ اتفاقية ارض روم الثانية عام 1847 التي أبرمت بين الدولة العثمانية و الدولة الايرانية و لقد تخلت بريطانيا عن دعمها للشيخ خزعل عام 1925 و نكثت بكل وعودها بضمان حكم الامارة له و لابناءه من بعده و شاءت المتغيرات الدولية و بروز المد الشيوعي بعد نجاح الثورة البلشفية ان تتخلى بريطانيا كلياعن الشيخ خزعل و تسلمه لقمة سائغة بيد رضا شاه من اجل تكوين دولة قوية مركزية في ايران قوامها جيش رضاخان و عمادها نفط عربستان لتقف هذه الدولة سدا منيعا بوجه المد الروسي نحو مصادر النفط و الملاحة في منطقة الخليج العربي .
و كان منظروا خطاب الدولة الحديثة يرون العرب بانهم السبب الاساسي في التخلف الحضاري في ايران بسبب ما يعتبرونه الغزو العربي حدث للحضارة الفارسية أثناء الفتح الاسلامي و اسقاط امبراطورية الفرس الساسانيين و لهذا السبب كان العداء مضاعفا ضد العرب في عربستان باعتبارهم احفاد اولئك الغزاة و لم يكتفي رضاخان بالاحتلال العسكري و التطهير العرقي من أجل اذابة الشعب العربي و محو وجوده فحسب ، بل نفذ مخططات اجرامية كثيرة منها التهجير و مصادرة الاراضي و منع اللغة و كافة مظاهر الثقافة العربية حتى اللباس العربي و من المخططات الاخرى بيع أراضي العرب لتجار زرادشتيين فرس من الهند و تجار يهود من ايران و غيرها من المخططات التي لو لا صمود الشعب العربي الأهوازي و تمسكه بقيمه و ثقافته و تاريخه العربي و نضال ابناءه و تضحياتهم لكان قضي على الوجود العربي في هذا الاقليم منذ ثمانية عقود .
و كمثال لسياسات التطهير العرقي التي انتهجتها الدولة الايرانية الحديثة منذ مجيء حكومة رضا شاه البهلوي و المستمرة الى يومنا نورد هنا مقالا لاحد منظري الدولة الايرانية الحديثة و هو " محمود افشار يزدي " و الذي يعتبر أحد رموز الايديولوجية القومية الفارسية و من مؤسسي الخطاب العنصري في ايران في نشرية آيندكان الشهرية العدد 2 السنة الرابعة، 4 آبان 1338 شمسي، (يكانكي ايرانيان و زبان فارسي) حيث يقول :
" اللغة التركية ليست منتشرة فقط في آذربيجان وزنجان بل ممتدة حتى حدود همدان وقزوين وتوغلت حتى في قلب الوطن الفارسي الذي هو مهد الحضارة وتلقي بظلها المخيف على قبائل خيام الترك القشقائيين الرحل وبشكل مخيف تفتح هذه اللغة فمها كالكماشة لتبتلع شمال وغرب ايران من القوقاز إلى آسيا الصغرى ولذا يتوجب عينا القضاء على هذه اللغة الاجنبية بكل الطرق الممكنة. ربما يقال بان هناك لغات ولهجات أخرى رائجة في ايران غير اللغة التركية كالعربية والتركمانية والبلوشية واللورية والكيلكية والمازرندرانية وغيرها. فكيف يمكن القضاء على هذه اللغات؟
بداية يجب القول بان ما عدا اللغات الاربع المذكورة في البداية ليست هناك لهجات أو لغات مشتركة بين ايران وجيرانها لكي تشكل خطرا خارجيا حيث الاولى لغة سامية والثانية لغة طورانية وباقي اللغات المذكورة ما هي الا لهجات ايرانية (حتى الكردية). وأي منها لا تشكل خطورة بقدر اللغة التركية. لا نستطيع التعامل برفق مع اللغة التركية حتى تعطي مكانتها تدريجيا للغة الايرانية الفصحى (الفارسية). لهذا يجب نشر الالاف من الكتب والنشرات المحببة، بأسعار زهيدة في كل من أذربيجان وخوزستان (عربستان – المترجم). نستطيع ارسال القبائل الفارسية الى المناطق التي تتحدث لغات اجنبية (التركية والعربية) وان نستوطنها هناك ونستبدل القبائل الاجنبية المذكورة ونسكنها في مكانها. يجب ان نعيد اسماء الاماكن الجغرافية التي هي وريثة عهد غزوات تيمور وجنكيز خان الى اللغة الفارسية. يجب ادارة البلاد وفق اهداف التقسيمات الادارية الجديدة ونتخلى عن تسميات اقاليم فارس وأذربيجان وكردستان وعربستان. لو استطاع شعب أذربيجان ان يقرأ بسهولة الجرائد التركية أو ان يكتب شيئا بالتركية او يؤلف الشعر فما حاجتهم عند ذاك باللغة الفارسية. أريد ان يجعلوا تعليم اللغة الفارسية الزامية وجانية وعامة ويوفروا أدوات هذا الانجاز. ليس لدي شك بأننا سنصل لأهدافنا دون العناء ايجاد المشاكل لأي طرف او معارضة من مكان ما. دون أن يشعر الاذربيجانيون سوف يتحدثون الفارسية بعد خمسين عاما ويجب ان يتم هذا الامر بأيادي أذربيجانية. لا يخرج الامر من اطارين، اما أن أذربيجان ايرانية او لا. وإذا كانت كذلك فلا يمكن ان تكون تركية. يجب أن تتقدم أذربيجان بنفسها وتروج لغتها الوطنية لكي يتم تدريجيا القضاء على اللغة التركية التي هي لغة أجنبية."
لهذه الاسباب و السياسيات العنصرية التي كانت و مازالت تحاول طمس هوية الشعوب و محو هويتها و القضاء على وجودها ساهم العرب في عربستان في الثورة الايرانية ضد الشاه مساهمة فعالة و أعدم الكثير من المناضلين و من أوائل الاعدامات التي نفذها نظام الشاه ضد معتقلين سياسيين كانت بحق قادة جبهة تحرير عربستان عام 1963 كما زج بالآلاف من المناضلين العرب في السجون من أجل اسقاط نظام الشاه حتى انتصار الثورة عام 1979 ، إلا ان هذه الثورة سارت على نفس النهج العنصري تجاه العرب و لم تفي بوعودها في اعطاء العرب و القوميات الأخرى حقوقهم و الى يومنا هذا يعيش العرب في عربستان الفقر و البؤس و الحرمان و الاضطهاد القومي و التطهير العرقي و التمييز العنصري بكافة اشكاله الاقتصادية و السياسية و الثقافية و ... الخ .
إنّ إستمرار القمع و عدم منح القوميات و الشعوب غيرالفارسية حقوقهم الأساسية من جهة و إزدياد الوعي الجماهيري و تصاعد مطالب هذه الشعوب من جهة أخرى يدفع بايران نحو التفكك و إنعدام فرص التعايش السلمي الذي تقوض فرصه أجهزة القمع الايرانية يوما بعد يوم بتنفيذ الإعدامات الجماعية و حملات القمع و التنكيل.
إن حركات الشعوب الرازحة تحت نير الاضطهاد القومي و التمييز المستمر و على رأسها الشعب العربي في عربستان تدفع بمطالبها الى الأمام و تطرح قضاياها العادلة و يصر أبناء هذا الشعوب اليوم أكثر من أي وقت مضى على ضرورة إنهاء معاناتهم و إسترداد حقوقهم بالسيادة على أراضيهم و التحكم بثرواتهم و التمتع بحقهم في تقرير مصيرهم الذي هو حق طبيعي و مشروع و قانوني لكل القوميات و الشعوب و الأمم .



#صالح_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صالح الحميد - أزمة القضية القومية في ايران