أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرعي أبازيد - سوريا – قبر جماعي














المزيد.....

سوريا – قبر جماعي


مرعي أبازيد

الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 2 - 18:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصبحت سوريا بعد مرور مايقرب من ثلاث سنوات على بدء الثورة، أصبحت عبارة عن قبر جماعي الغالبية العظمى من الضحايا هم الأطفال و النساء و الشيوخ، و ذلك نتيجة لتماهي النظام القمعي التعسفي في استخدام جميع أدوات القتل و الإبادة الجماعية، بدءاً من الطلقات المتفجرة التي تحيل مكان الإصابة إلى نثرات يصعب الشفاء منها وقد تؤدي للموت في أكثر الأحيان، مروراً بالقصف العشوائي بمختلف أنواع الأسلحة الفتاكة التي تستخدم من أجل التدمير الشامل بما فيها الأسلحة الكيميائية، لينتهي الأمر باستخدام أغبى أنواع الأسلحة على الإطلاق، ألا وهي البراميل المتفجرة التي تقذفها حاملات الموت من السماء على الأحياء و التجمعات الشعبية. كل هذا لا يدل على أن المأساة السورية سوف تنتهي قريباً و حتى دون معرفة كيف ستنتهي!! وعند أي رقم سيقف عدد الشهداء والمعوَّقين والمشرَّدين و المفقودين!! و عند أية خسائر مادية و معنوية و أمراض نفسية دائمة ستضع الحرب أوزارها!!
لكن المعروف في النهاية، هو أن الكثيرين بعد انتصار الثورة، سيتربعون فوق الأنقاض و على بقايا الجثث و الهياكل العظمية، ليعلنوا بطولاتهم ويكتبوا تاريخ الوطن في صيغة مختصرة تليق بمقاماتهم!! وسوف تضيع بين الأسطر والفواصل والنقاط وإشارات الاستفهام و التعجب، صور لأناس عزيزين على قلوبنا قدموا دمهم فداءاً للوطن، وسينسون عويل الأمهات وبكاء الأطفال والثكالى!! دون أدنى شعور بالمسؤولية!! وهذه أيضاً تعتبر جريمة مساوية لجرائم النظام الوحشي إن لم تكن أكبر! وسوف يوزّعون المهام و المسؤوليات فيما بينهم كما يفعلون حالياً في الائتلاف و في الحكومة المؤقتة وقبل ذلك كان عندما تأسس المجلس الوطني..... عند ذلك سيكون عبثياً البحث في أمر هؤلاء مقابل تضميد الجراح والبحث عن حلول لمشاكل اجتماعية ستكون كارثية إن لم نقم بمعالجتها في الوقت المناسب!! يا لسخرية القدر ايها الأصدقاء،، إنهم اسياد اللؤم في خضم الملحمة المحزنة. أما التصرف الدولي، سيبقى تصرف الشرّير في ساحة خالية من الطيبين و أصحاب النوايا الحسنة، كما فعلت روسيا و الصين عندما استخدمتا الفيتو عدة مرات بضراوة أمام الضعف الغربي والأمريكي و ما رافقهما من مؤتمرات لمن يسمون أنفسهم زوراً و بهتاناً بأصدقاء سوريا!!! يلتقطون الصور التذكارية في ردهات فنادق الخمس نجوم بعد أن احتسوا مالذ لهم وطاب و شربوا نخب الدم السوري و تعاسة الأطفال. كل هؤلاء خدعوا الشعب السوري ودفعوا به إلى الموت أمام وعود براقة بِغَدٍ مشرق قريب، لكن لا الوعود نُفِّذَت و لا الغد الجديد أشرق. في المقابل، الروس والدول الحليفة لهم كالصين و إيران و غيرهما، لعبوا دورهم بشكل أكبر مما كان متوقعاً بأنهم سيبيعوا حليفهم الأخير في منطقة الشرق الأوسط بأبخس الأثمان، بل كانوا أكثر تحملاً للمسؤولية تجاه النظام القاتل مقارنة بمن يسمون أنفسهم جزافاً "أصدقاء الشعب السوري" الذي غرق بالوعود و الأحلام إلى أن انتهى به المطاف في مخيمات الذل و العار المقيتة في دول الجوار بلا شفقة. لم يقوموا بأبسط ماهو مطلوب منهم،،، أي حمايتهم من القصف جواً وبراً و بحراً،، بإقامة حظر على الطيران في المناطق المأهولة بالسكان و فتح ممرات إنسانية آمنة لايصال المعونات الغذائية و الطبية للمحاجين في المناطق المحاصرة منذ اندلاع الثورة، و لجم جماح هذا النظام المسعور. فأصبحنا اليوم أمام نزاع دخلت فيه قوى متطرفة عابرة للحدود و مدعومة من النظام نفسه، تريد بالمجتمع السوري أن يعود إلى العصور الحجرية بعد أن حرفت الثورة عن الطريق الصحيح، وأدخلت البلاد في دوامة صراع لن يكون فيه منتصر.
من الصعب جداً في الوقت الحالي تحديد المتآمر على الشعب السوري و حجم اللؤم الدولي و الخداع الذي نتعرض له، بعد أن ترك أصدقاء الشعب السوري الساحة لروسيا بوتين و حلفائها في ازدواجية دولية بالمعايير لم يشهده العالم من قبل. روسيا من جهتها تتحمل كامل المسؤولية عن هذا الحجم من الموت و الدمار، إذ كان بمقدورها أن تدعم حليفها القاتل ليس بالسلاح و المال، بل بردعه عن جرائمه و وضعه على طريق الحل السلمي للأزمة بناءاً على رغبة أغلبية الشعب السوري، و حثه على القيام بإصلاحات جذرية مبنية على إطلاق الحريات السياسية و تبييض السجون و الدخول في عملية ديموقراطية لبناء مجتمع العدالة المدنية، يتساوى فيه الجميع أمام القانون، بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الدين و المعتقد أو القومية. لكن روسيا استغلت فرصة تراجع الغرب و ازدواجية معاييره بشكل فج وغير شريف، بلغة غامضة باردة، مما وضع المنطقة و العالم أمام أخطر التحديات التي تواجه النظام العالمي، ومن الممكن أن تتحول لأكبر مأساة بشرية في هذا القرن يسجلها الكريملين في تاريخه الحديث. بينما منظِّروا تركيا و السعودية و قطر و غيرها من دول الجوار السوري، الذين طرحوا أنفسهم كمخلِّصين من الدكتاتوريات، لاذوا بالفرار أمام استحقاقات مفروضة عليهم كداعمين للربيع العربي ومؤججين له!!! أين قراءتهم لوضع المنطقة وسياساتها؟ وأين أصبح حماس أسياد أوروبا و أمريكا وخطبهم الرنانة؟ الجميع يجلسون الآن أمام مواقد قصورهم، يفركون أيديهم أمام الدفئ، بينما الشعب السوري يتضور جوعاً ولا يجد ما يدفئ جسده من برد الشتاء القارس في مخيمات الشتات الداخلية و الخارجية،، فأحالوا قضيته إلى "جنيف 2" ووضعوها بين يدي الأخضر الابراهيمي ليسجلها ضد مجهول و كأنهم أرادوا بذلك أن يريحوا ضمائرهم في العام الجديد، كأن دروس "جنيف 1" لم تكن كافية لاستقاء العِبَرْ.



#مرعي_أبازيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمات المجتمع المدني – دورها و ماهيتها
- اليسار العربي يعود من جديد
- عيد و دموع!
- -الربيع العربي- وسياسة روسيا في منطقة الشرق الأوسط
- الترجمة أمانة لا خيانة،
- حركة الترجمة في العصر الذهبي للحضارة العربية
- الأدباء الروس واللغة العربية
- لماذا توسيع حلف شمال الأطلسي ( الناتو ) يشكل خطرا على روسيا ...
- قصة نساء حفرن أسماءهن على جبين الإنسانية


المزيد.....




- كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما ...
- على الخريطة.. حجم قواعد أمريكا بالمنطقة وقربها من الميليشيات ...
- بيسكوف: السلطات الفرنسية تقوض أسس نظامها القانوني
- وزير الداخلية اللبناني يكشف عن تفصيل تشير إلى -بصمات- الموسا ...
- مطرب مصري يرد على منتقدي استعراضه سيارته الفارهة
- خصائص الصاروخ -إر – 500 – إسكندر- الروسي الذي دمّر مركز القي ...
- قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على عقوبات جديدة ضد إيران
- سلطنة عمان.. ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 ...
- جنرال أوكراني متقاعد يكشف سبب عجز قوات كييف بمنطقة تشاسوف يا ...
- انطلاق المنتدى العالمي لمدرسي الروسية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرعي أبازيد - سوريا – قبر جماعي