أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعيد الكحل - الخصوصية إلغاء لكونية حقوق الإنسان.














المزيد.....

الخصوصية إلغاء لكونية حقوق الإنسان.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 4311 - 2013 / 12 / 20 - 00:47
المحور: حقوق الانسان
    


تحتفل شعوب الأرض باليوم العالمي لحقوق الإنسان لما له من رمزية حضارية وسياسية ولأبعاده ومبادئه القانونية والأخلاقية التي تترجمها مواثيقه الموجِّهة للدساتير والتشريعات الوطنية لعموم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة . وبالقدر الذي تتطور منظومة حقوق الإنسان بظهور أجيال جديدة من هذه الحقوق ويتزايد التنصيص على احترامها في الدساتير الجاري بها العمل في الدول حديثة العهد بالديمقراطية ، تتعالى الأصوات في بلدان العالم الإسلامي ، وخاصة بلدان ما بات يعرف "بالربيع العربي" بضرورة التنصيص على سمو التشريعات الإسلامية عن كل المواثيق الدولية ، أو اعتمادها المصدر الوحيد للتشريع . فالأمر لم يعد مجرد تحفظات بقدر ما غدا مواقف لا تقبل المراجعة أو التراجع . وعلى مدى خمسة عقود على الأقل والدول العربية والإسلامية تترجم رفضها للإعلان العالمي لحقوق الإنسان بصياغة نماذج موازية وبديلة من الإعلانات ، لا بهدف تقديم نماذج أفضل وأجيال أرقى ، ولكن بدافع التحايل والتنصل ؛ وتلك مفارقة تجعل هذه الدول محط سخرية الأمم ، لأنها من جهة ، لم تستقر على ميثاق واحد ، ومن أخرى لم تقدم البديل الأرقى . وفيما يلي أهم البيانات والإعلانات الحقوقية المستنسخة بتشوهاتها :
1 ـ "إعلان حقوق الإنسان وواجباته في الإسلام"من إصدار رابطة العالم الإسلامي في العام 1979 .
2 ـ "البيان الإسلامي العالمي لحقوق الإنسان" عن المجلس الإسلامي الأوروبي في لندن سنة 1980.
3 ـ "البيان العالمي عن حقوق الإنسان في الإسلام" عن المجلس الإسلامي الدولي للعالم عام 1981 .
4 ـ "مشروع وثيقة حقوق الإنسان في الإسلام" عن مؤتمر قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في الطائف سنة 1989.
5 ـ "مشروع حقوق الإنسان في الإسلام"، الذي قدم إلى المؤتمر الخامس لحقوق الإنسان في طهران، في كانون الأول 1989. .
6 ـ إعلان القاهرة عن حقوق الإنسان في الإسلام الصادر عن مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي بتاريخ 5 غشت 1990.
7 ـ "الميثاق العربي لحقوق الإنسان" أصدره ، في مارس 2004 ، مجلس وزراء خارجية الدول العربية . كل هذه الوفرة من الإعلانات والبيانات الحقوقية لم تسهم في تحسين أو حماية أوضاع حقوق الإنسان العربي/المسلم رغم "توسل المسلمين للقرآن ليلبي حاجاتهم إلى صياغة حقوق الإنسان الإسلامية في مقابل حقوق الإنسان الغربية" بتعبير محمد أركون. وقد يُفهم من الاجتهادات التي لجأ إليها المسلمون لتكريس الخصوصية الثقافية والدينية بما يناقض كونية حقوق الإنسان ،أن حكوماتهم أشد حرصا على أحكام الشريعة وتعاليمها فيما يخص العدل والمساواة والكرامة والحرية. فالخصوصية الثقافية التي تقرها المواثيق الدولية ويتعلل بها دعاتها إنما هي حق يراد به باطل . والباطل سرعان ما تكشف عنه الممارسات اليومية والتشريعات المعتمدة . فلا يجادل أحد في كون الإسلام كرم بني آدم ، وأن التكريم لا يخص المسلمين وحدهم وإنما يشملهم وبقية البشرية . وبموجب هذه الحقيقة ، كان من المفروض أن تكون الدول الإسلامية هي أول من سن القوانين المانعة للرق بدل أن تكون آخرها (اليمن وعُمان1970 ، موريتانيا 1981 ) ، فيما الدول غير الإسلامية كانت السباقة إلى تحريم الرق والاتجار فيه (السويد وفلندا حرمتاه في عام 1335 ، والبرتغال عام 1761 ثم اسكتلندا عام 1776 وجميع دول أمريكا اللاتينية حرمت الرق ما بين 1813 في الأرجنتين و 1888 في البرازيل) . إن الدول الإسلامية تخشى إقرار حقوق الإنسان في بعدها الكوني ليس خوفا على الهوية ولا ذودا عن العقيدة ، وإنما خوفا على السلطة والهيمنة ؛ لهذا لم تُشِع قيمَها كما لم تَنشر ثقافتها بين المواطنين . معضلة الدول العربية/الإسلامية أنها تخشى مواطنيها فتثقلهم بالموانع والمحرمات .
من هنا فإن الاجتهاد في تقديم مواثيق عربية وإسلامية لحقوق الإنسان بديلة عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، لم يكن أبدا يتوخى إشاعة هذه الحقوق ولا حتى صيانتها في الحدود الدنيا ؛ بل ظلت غايته هي شرعنة مصادرتها أو التضييق عليها باسم الحفاظ على الهوية وحمايتها من كل تهديد . وحدهم المسلمون الذين يخشون على هويتهم من الانفتاح والاختلاف ، علما أن القرآن الكريم يقر سنة الاختلاف البشري في اللغة والاعتقاد ونمط العيش (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) . لكن الخطير الذي تكرسه الأنظمة التي وصلت إلى السلطة في بلدان "الربيع العربي" هو إما التنصيص على تطبيق الشريعة الإسلامية (حالة ليبيا ) أو المطالبة بتطبيقها ؛ ما يعني أن ثقافة حقوق الإنسان لم تترسخ كسلوك يومي لدى الحكام وعموم المواطنين . الأمر الذي يجعلها مهددة بالانتكاس من قبل الفئات الأكثر تضررا بغيابها (84% من المغاربة مع تطبيق الشريعة) . والمفارقة الصارخة هي أن المتشبثين بالخصوصية اليوم كانوا يستجيرون بكونية حقوق الإنسان ، أمس ، ضد الاستبداد ، ولو طُبقت عليهم أحكام الشريعة كما يفهمونها لكانوا في عداد القتلى "شرعا" .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مانديلا المسلم الحقيقي .
- العنف ضد النساء تشرعنه الثقافة والفتاوى والأعراف .
- حصر مشكلة التعليم في اللغة تعميق للأزمة .
- -الربيع العربي- يزحف بمعاول التقسيم والتطرف والتمذهب .
- الإسلاميون والحكم : تعددت المداخل والحصيلة واحدة .
- يوم أبكتني صرخة الفنانة لطيفة أحرار
- هل ستتغير الممارسة السياسية وتدبير الشأن العام بعد خطاب المل ...
- تحريم الحب وتجريم التعبير عنه .
- -أنتم رجال أشرار-
- هل جماعة العدل والإحسان معنية بإنجاح الإصلاح في المغرب ؟
- هل يفيد أوربا تشددها القانوني لمواجهة التشدد الديني ؟
- التطرف الوجه الآخر لأزمة التعليم في المغرب وتونس.
- مطلب الملكية البرلمانية في المغرب لم تكتمل شروطه بعد.
- المصالح العليا للمغرب تستوجب إسقاط الحكومة .
- تداعيات العفو الملكي على مغتصب الأطفال
- بلدان الربيع العربي والفوضى المدمرة.
- إلى روح فقيد التنوير العفيف الأخضر
- حسن الكتاني السلفي الذي يمس بثوابت الشعب المغربي .
- الشرعية الثورية أصل كل الشرعيات .
- مرسي لم يقرأ ميكيافلي ولم يستوعب نصيحة مانديلا.


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعيد الكحل - الخصوصية إلغاء لكونية حقوق الإنسان.