وجدي تونس
الحوار المتمدن-العدد: 4303 - 2013 / 12 / 12 - 15:46
المحور:
الادب والفن
الحمار الوطنيّ
الْتقى الشيخان و رئيس اتّحاد الشغّالين
أوصلوا الحمار الوطنيّ لمُفْترق طرقات دائريّ
حيث أهمل شرطيّ المرور أنْ يأتي اليوم
قالوا للحمار: أنْت حرّ في سيْرك
وجلسوا في مقهى مُجاور
كانتْ حركة المرور شديدة
أصابه ذعر حادّ
لمْ يستطع قطع الطريق
بقي في الدائرة الصغيرة للمفترق ينْهق قلَقا
أحيانا يمرّ رجل أنيق
ليُرضي نرْجسةً رشقتْ بجنْب بدْلته الأيْسر،
ينْصح الحمار
أو يأْخذ صورة وهو يرْكب قامته القصيرة
أو يترك إمضاء على جنْب الحمار ليقلّ ذبول نرْجسته العليلة
أحيانا يمرّ مواطن بائس و يلعن الحمار و ثورة أنْجبتْ حمارا
يجذبه بغلّ منْ ذيله إنْ كان مُترجّلا
أو يفتح نافذة سيّارته ليبصق في وجهه
هناك حمْقى أثار الحمار شفقتهم أهدوه بعض السجائر
فشكرهم بنهيق بائس
و دخّن السجائر لينقص قلقه
في المساء حين هدأتْ حركة السير
وقبل أنْ تأتي دوريّة الأمن المسائيّة المهيبة،
وقفتْ شاحنة قرب المفترق الدائريّ
يقودها الشيخان و رئيس منظّمة الشغّالين
كان الحمار الوطنيّ منْهك من كثرة الإمضاء ات على جسده والصور و الخطابات
و كثرة الشتم والإعتداء ات من المارّة
كان أتمّ منذ وقت قصير السجائر الكثيرة من المتعاطفين من الحمقى
حتّى صار يشعر بالغثيان
حين هدأتْ حركة السيْر و قبل أنْ يُطِلّ الحرس
وقفتْ شاحنة و حملوه للإسطبْل الذي اتّفقوا عليْه
#وجدي_تونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟