أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله هاشم - الوعي الشمول (3-3): العنف والإلتباس















المزيد.....

الوعي الشمول (3-3): العنف والإلتباس


عبدالله هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 1225 - 2005 / 6 / 11 - 10:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


إنهم قطاع من الشباب المحبط الذين يجدون ذاتهم في أي احتجاج على الواقع المحيط ، فلديهم الجاهزية لإتيان الفعل العنيف الذي يجب أن يلحق الضرر بأي شئ من المنشآت والبشر ، لديهم رغبة صارخة للخروج من النظام سواء كان نظام أسري أو مدرسي وهم بالضرورة ضد النظام المتمثل في نظام الدولة ، فواقعهم المعاشي مرير لذلك هم تواقون الى الانتماء الى المثل التي يرون فيها آليات وأدوات لتغير الواقع ، فهم ينتمون الى الفئة الناجية من النار القريبة من أبواب الجنة ، هم مع الثورة الدائمة ومن يفتح آفاقاً لبقاء معارضة راديكالية مستمرة في البحرين ، يفضلون ووفقاً للمزاج الشعبي والتكوينات العاطفية لشعوب الشرق أن يتبعوا القادة الشعبيين وليس القادة السياسيين ، فهم أقرب الى زمجرة العواطف لا الى حركة الحساب وتعاطي علم الرياضيات في السياسة ، فهذا الأمر الأخير عصي غير مظهري ، فهم يفضلون البلاغة من على منبر ويفضل أن يكون ذو قدسية دينية ، لذلك يحرص القادة الشعبيين أن يكونوا رجال دين أو أشباه رجال دين لأن مصداقيتهم أكبر عندما يقولون ( نحن خلفاء في الأرض ) ، فلسان حال كل واحد منهم يقول أنا خلفية الخليفة الراشد ، والأقرب للإمام المعصوم ، قد لا أحمل سره ، قدس الله سره ، ولكن إخلاصي لحمل رسالته مشهود ، فيا أيها الذين آمنوا اتبعوني لأوصلكم الى دولتكم التي يسود فيها العدل المطلق فلا مظلوم فيها ولا مطالب بدستور ، فلا تجنيس ولا تمييز فالحمد لله رب العالمين هذه دولتنا الحلم على مرأى البصر أشعنا فيها التجارة والفقر وممارسة الرذيلة السرية ، واعتقلنا رجال الفكر والسياسية والاعلام ، لا بل حاكمناهم فهم يستحقون الموت ، لذلك أصدرت محاكمنا الآلهية أحكامها بالاعدام ، قمنا بواجبنا الديني فحاصرنا كبار رجال الدين وأبقيناهم في بيوتهم ، فالاقامة الجبرية تزيد من تقواهم لله ولأولي الأمر . وأننا نقول لجموع المصلين إن جميع طلاب الجامعات بهذه الدولة المسلم أهلها عملاء للأمريكان .
أتصدقون !! إنهم يصدقون !!!

إن هذا القطاع من الشباب المتأهب للعنف يستجيب لمثل هذا الوعي وهو وعي يذيب الفرد في المجموع ويبشر بالنهايات ، مثل الدولة العادلة والانصياع الى ما يمثل الكلي العام المطلق ، وهو ممثل في المحصلة النهائية بشخص واحد فرد يضفي الطابع الإلهي على قراراته لذلك يحاصر رأي الفرد العادي ويقلص كينونته في هذه المجتمعات التي يسودها الوعي الشمولي وفي العادة يزجر القول والعقل لكون ما صدر من قرارات هي في واقع الأمر تكليفات شرعية أوحى بها رب العالمين ، لذلك فإن بعض القوى والزعامات التي بشرت باستمرار المعارضة الجذرية ذات الآفاق الشكلية غير المنتجة وربما قد تكون المعيقة للحياة من الوجهة التاريخية لكونها تستجيب الى عفوية الشارع وتنتهج مناهج انتقائية عبثية وذلك تحت مبررات سياسية بالأمس ، واقتصادية وحقوقية اليوم ، هذه الزعامات جعلت هذا القطاع من الشباب المتعطش لممارسة المعارضة العنيفة في حالة انتظار ، وهو مازال ينتظر اشارة البدء بحجة أنه سوف يكون هناك برنامج يتوج ويتوافق ويفعل موقف سياسي مرحلي ولكنه ذو تداعيات مستقبلية ومستمرة وهو موقف (المقاطعة) ولكن مازالت حريقة سار تنتظر ماء الحنينية .
إن هذه القوى والزعامات تتحسس هذا الانتظار ، وهو انتظار مقلق يشكل ضغوطات عليها ، فإلى متى سوف يطول انتظار الشباب الذي قيل له ومازال يقال له بأن الانفجار وشيك ، سوف يأتي في أية لحظة إذا لم يعاد الدستور الأسطوري أو تحل المشكلات المعيشية والمجتمعية فوراً ، أنهم يمارسون خطاب حافة الهاوية الذي يدفع الشباب الى أن يجلس القرفصاء متوثباً ، ولكن الى متى ؟ لذلك فإن هذا القطاع من الشباب لا يوفر أية مناسبة أو فرصة للتنفيس عن ما يعتمل بداخله ويعينه على الانتظار وتحت أي مبرر معيشي أو أخلاقي إلا وانتهزها لممارسة العنف العبثي ، فهو بذلك يقول للمجتمع سوف ننتقم منك لأن حياتنا تحرق ، ويقول للقيادات التي يقتدي بها أنتم فتحتم طريقاً أمامنا وأنكم تتأخرون في أن تقولوا أسلكوه .

إن هذه القيادات وجدت نفسها في وضع متنازع الأضداد داخل التكوين الواحد والتكوين هنا قد يكون الذهن أو التيار أو الحركة أو الحزب وهذا التنازع ما نطلق عليه الإلتباس ، نعم إن هذه القيادات ملتبسة في ذاتها ، فهم لا يستطيعوا أن ينتهجوا نهجاً عنيفاً للأسباب التالية :
أولاً : لأنهم سياسياً صادقوا على ميثاق العمل الوطني وعليهم أن يتعاطوا معه حتى تكون هناك مصداقية مستقبلية وحتى يكونوا طرفاً في أي حوار وطني مع الحكم .
ثانيا : أنهم لا يجدون المبرر لدفع هؤلاء الشباب لممارسة العنف لأن النظام يمنح هامشاً من الحرية لا يوجد مثيلاً له في العالم الثالث ، وهو يبدي تسامح وتعالي ورباطة جأش حتى مع التفلت من هنا وهناك هذا التفلت الذي يعتقد بعض مرددي الهتافات في المسيرات والندوات الحاشدة وبعض مستخدميه من القيادات أنه يعبر عن قوة ضمن التقديرات المختلة لمعايير القوة .

وأنهم أيضاً لا يستطيعون مكرهين أن ينتهجوا منهجاً سلمياً خالصاً وأن يلغوا المواجهات من أجندتهم وذلك للأسباب التالية : -

أولا : إن قطاع الشباب المؤثر والمتفلت هو قطاع مدجج ومسكون بخلافات التاريخ الاسلامي واسقاطاتها الحاضرة وهذه كانت أبرز ركائز وقيم وثقافات البناء النفسي والعقلي لهذا الشباب على مدى ثلاثين عاماً مضت فمن الصعب أن تقول لهم تعالوا أنسوا ما اكتسته أدمغتكم وما تربيتم عليه ، خصوصاً أنها ثقافة مفعمة بقيم البسالة والفداء من أجل انتصار الفئة المضطهدَة على الفئة المضطهدِة .

ثانيا : في الواقع أن هناك جزء من هذا القطاع من هذا الشباب لا ينصاع الى رأي هذه القيادات وتضطر هذه القيادات الى مجاراته والدفاع عن أفعاله وتبريرها اعلامياً واجتماعياً ، وذلك لكون هذه القواعد الفتية من الشباب التي تستطيع أن تؤثر في درجة شعبية هذه القيادات بتقريرها في أوساط عديدة مدى اخلاص هذه القيادات للشعب وللطائفة ، خصوصاً أن هناك أمثلة ونماذج ماثلة لقيادات كانت محسوبة على هذا التيار لا بل كانت ناطقة باسمه سقطت بالنسبة لهذا القطاع من الشباب المستنفر ، المنتظر ، المحتسب ، وإن هذه القيادات الراهنة لا تريد أن تصل الى ذات المصير لذلك فهي تتموضع .

والتموضع يملي خطابه الخاص فهم يحاولون تهدئة المتفلتين من الشباب بنوع من الاستجداء مستخدمين رصيدهم الأدبي والاعتباري وما تراكم أبان المطالبة بإعادة العمل بالدستور في أواخر التسعينات من القرن الماضي ، وأنهم بالمقابل يقولون للنظام ملوحين بما يمارس بوصفه ورقة ضغط في مواجهة النظام ( أحذر أيها النظام أننا لن نستطيع المسك بزمام الأمور طويلاً وإن هذا العنف والتفلت ذو سقف معين وسوف ينفجر ) ، ولكن النظام يعلم بأن هذا الخطاب هو مجرد إفراز لحالة الإلتباس السياسي الذي تعيشه هذه القيادات .

إن استمرار هذا الإلتباس في المنهج فكراً وسلوكاً له تداعيات خطيرة فسوف يؤدي فيما سوف يؤدي اليه من أوضاع الى تقلص شعبية ومرجعية هذه القيادات بتكويناتها المختلفة سواء تلك التي لا تحسن تقدير الواقع السياسي أو استشراف مستقبله ، وبالتالي فهي تخطأ في تحديد الموقف السياسي الواجب أتخاذه أو تلك القيادات التي تعتقد أن مسك العصى من الوسط ومجاراة الجميع وأتخاذ مواقف عامة معممة ليست ذات مقومات وحدود واضحة ، هي السياسة المثلى لجميع الأزمنة والأمكنة ، أو تلك القيادات التي تؤثر الصمت على اتخاذ الموقف الواجب اتخاذه لتصويب الجموع خصوصاً أنها تتمتع باستشرافات صائبة للواقع السياسي .



#عبدالله_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي الشمولي (2-3):ثورة تاريخية أم كيانية بحرينية
- الوعي الشمولي (1-3) : دولة بني أمية والإسقاط التاريخي
- ليس من حق ممثل الشعب حمل مطالب الناس من دون موافقة الهيئة ال ...
- ‬الاعتصام تراجع نهج المقاطعة‮.. ‬والسداسي& ...
- رئيس التجمع الديمقراطي إلى النواب: لا تكونوا رقما في تعميق م ...


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله هاشم - الوعي الشمول (3-3): العنف والإلتباس