أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هداس لهب - بوش مكانك سر، في السياسة الداخلية والخارجية















المزيد.....

بوش مكانك سر، في السياسة الداخلية والخارجية


هداس لهب

الحوار المتمدن-العدد: 1223 - 2005 / 6 / 9 - 13:12
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يوم الانتصار على الفاشية
بوش يستفز غريمه الروسي

طموحات روسيا للتحول الى قوى عظمى عالمية، هو كابوس امريكا، الامر الذي يفسر "الحرب الباردة المصغّرة" التي يشنها بوش على بوتين. الاحتكاك بين قوتين عظميين نوويتين، امريكا وروسيا، يزداد بسبب السياسة المحافظة الهجومية التي يتبعها بوش، ويقترب من نقطة الانفجار.

هداس لهب

في الساحة الحمراء بموسكو كان الاحتفال الرئيسي بالذكرى الستين لانتصار الحلفاء على المانيا النازية ونهاية الحرب العالمية الثانية. امام قبر لينين وقبة الكرملين زاهية الالوان، اجتمعت وفود من 57 دولة، رؤساء، ملوك ورؤساء حكومات، في اكبر تجمع للزعماء منذ سنوات.

جنبا الى جنب، جلس المنتصرون والمهزومون: الرئيس الالماني، جيرهارد شرودر، الرئيس الفرنسي، جاك شيراك، رئيس حكومة ايطاليا، سيلفيو برلوسكوني، رئيس الحكومة اليابانية كويزومي، رئيس حكومة الصين، هو زينتاو، وآخرون. وعلى منصة الشرف جلس الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والى جانبه الرئيس الامريكي، جورج بوش، وابتسامة تعلو محياه وعلامات الرضا ايضا.

وعزفت الجوقة اغاني مارش عسكرية روسية، وتقدم بمسيرة منظمة الآلاف من ابطال الحروب، جنود وجنديات الجيش الاحمر ترافقهم قوات الخيالة، كبارا وشبابا، وقد ارتدى بعضهم الازياء العسكرية وعلقوا الاوسمة منذ ما قبل 60 عاما، وحملوا الاعلام الحمراء ذات المنجل والمطرقة، وكذلك صور لينين. وبدا الحال وكأنّ العالم كله يقر ويعترف بالمساهمة الحاسمة التي كانت للشعب السوفييتي في كسر شوكة الجيش الالماني النازي بزعامة هتلر.

فهل اعترف العالم حقا؟ زيارة بوش الى اوروبا التي استغرقت خمسة ايام، تحولت بسرعة الى نقاش حاد واتهامات حول دور الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية. في خطابه بهولندا بنفس المناسبة، قال الرئيس الامريكي: "بالنسبة للكثيرين في شرق ومركز اوروبا، جلب الانتصار معه نظاما حديديا فرضته امبراطورية اخرى. يوم الانتصار يرمز الى نهاية الفاشية، ولكن ليس الى نهاية القمع".

ولكن ليس مصير دول الكتلة الاشتراكية سابقا وحده الذي يقلق بوش. انه ينظر الى التعاون بين زعماء بريطانيا، الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في نهاية الحرب العالمية الثانية، كخطأ تاريخي. في خطابه قال بوش: "اتفاق يالطا عام 1945 الذي قام فيه روزفيلت، تشرتشل وستالين بتقسيم اوروبا، كان تعبيرا عن تقليد غير عادل... احتلال الملايين في مركز وشرق اوروبا سيرسخ في الذاكرة كاحد الاخطاء الكبيرة في التاريخ"... (نيويورك تايمز، 8/5)

قبل وصوله الى موسكو حل بوش ضيفا على ريجا، عاصمة لاتفيا، حيث صرّح انه حضر ليحتفل ب"استقلال دول البلطيق من الطغيان الشيوعي" (واشنطن بوست، 7/5). وعلى نحو استفزازي، استخدم بوش النزاع المستمر منذ 60 عاما، لينادي بوتين الى نبذ ما سماه "الاحتلال السوفييتي" لدول البلطيق بعد الحرب العالمية الثانية. وباستهتار غير خفي رفض بوتين الاستجابة لطلب بوش، وقال ان روسيا لم تحتل دول البلطيق، بل دُعيت الى دخولها.

الانقلاب في الجمهوريات السوفييتية سابقا، امثال لاتفيا، استونيا وليتوانيا، كان حادا، فقد انضمت مؤخرا الى السوق الاوروبية وناتو. زعيما الدولتين الاخيرتين قاطعا احتفالات النصر في موسكو بادعاء انه يوم تكريم ل"لدكتاتورية الستالينية". بوش الذي يسعى الى تقليص نفوذ روسيا كقوة اقليمية، لن يجد حلفاء اكثر ولاء من هؤلاء.

من الساحة الحمراء سارع بوش للتوجه الى تبليسي، عاصمة جورجيا، في زيارة هي الاولى من نوعها لرئيس امريكي. الحكومة الجورجية تواجه صراعا محتدا مع الكرملين، تجلى في مقاطعة زعيمها الطقوس في موسكو، احتجاجا على فشل المحادثات بشأن اخلاء القواعد العسكرية الروسية من جورجيا، حيث يتواجد 3000 جندي روسي.

زيارة بوش اثارت غضب روسيا التي ترى بجورجيا ساحتها الخلفية، وذُخرا استراتيجيا. فهي تقع في قلب منطقة القوقاز الغني بالنفط، وتحاذي الشيشان، ومن المخطط ان يمر من اراضيها انبوب نفط جديد يربط حقول النفط في بحر قزوين بالاسواق الغربية.

واعتبر محللون الزيارة الى جورجيا دعما للزعيم الموالي للغرب، ميخائيل ساكاشفيلي، الذي استلم السلطة في عام 2003 بواسطة بما سمي "ثورة الورود"، واطاح بالزعيم السابق شفارندزة. "ثورتان" مشابهتان وقعتا في جمهوريتين سوفييتيتين سابقا، هما الثورة البرتقالية في اوكرانيا في الخريف الاخير، وقرغستان في آذار (مارس).

الولايات المتحدة تدعم انضمام جورجيا الى حلف ناتو، وتصر على منع بوتين من التدخل في شؤونها. "لن ينتج خير من زرع الخوف واستغلال الخلافات القديمة..."، قال بوش اثناء زيارته "كل جارات روسيا ستستفيد من انتشار القيم الديمقراطية، وروسيا ايضا". (نيويورك تايمز، 8/5)

عندما يتحدث الرئيس الامريكي عن القيم الديمقراطية، فان ابواق الحرب هي التي تُسمع في الخلفية. تجربة العراق تشير الى ان ما يهم بوش ليس حرية التعبير للشعوب، بل حرية تدفق النفط، وحرية حركة الاستثمارات الامريكية.

سبب اضافي لقلق البيت الابيض هو تطور العلاقات بين بوتين والاتحاد الاوروبي: "مؤخرا وقعت روسيا والاتحاد الاوروبي على اتفاق لتوثيق علاقات التعاون بين الطرفين، بما فيها قضايا رئيسية مثل الطاقة، المواصلات والتوصل لحلول للنزاعات الاقليمية، تقليص الفجوات على المستوى القانوني وتطوير الاستثمارات بين الجانبين". (موقع هآرتس، 11/5)

بوتين تحول الى غريم، ليس لانه يسمح لعشرة في المئة من اصحاب المليارات ان يسيطروا على 90% من اقتصاد الدولة الاشتراكية سابقا، بل لانه يسعى لاعادة مجد روسيا كقوة عظمى منافسة. صفقات النفط، المساعدات لايران في بناء المفاعل النووي، والعلاقات المميزة مع الجمهوريات السوفييتية سابقا، هي جزء من السياسة الكونية التي يتّبعها بوتين، وهي موجّهة لتحويل روسيا الى قوة عظمى، واعادتها للمكانة التي تمتعت بها قبل انهيار الاتحاد السوفييتي.

بوتين اليوم يعمل حسب اجندة قومية شوفينية، بتحالف مع رأس المال الروسي، يستغل انتصارات الشيوعية ويفرغها من المضمون الاشتراكي الاجتماعي الاقتصادي والسياسي، ويأخذ منها الجانب الامبراطوري، وحقيقة كونها دولة عظمى. هناك من يرى في روسيا دولة مظلومة، ولكن لا يجب ان ننسى ان هتلر بنى امبراطوريته الدموية على مشاعر الالمان بالظلم.

تحويل روسيا الى قوى عظمى عالمية هو الكابوس الذي يخشى منه بوش، الامر الذي يفسر "الحرب الباردة المصغّرة" التي يشنها على بوتين. ويبدو ان الاحتكاك بين قوتين عظميين نوويتين، امريكا وروسيا، يزداد بسبب السياسة المحافظة الهجومية التي يتبعها بوش، ويقترب من نقطة الانفجار.

احتفالات النصر التي تمت على انقاض الاتحاد السوفييتي، تؤكد الاهمية القصوى التي كانت للاتحاد السوفييتي، تلك الدولة التي غيرت وجه العالم وأنقذته من الفاشية. الكثيرون، وليس في الساحة الحمراء فقط، يحلمون باليوم الذي يطرح فيه البديل الاشتراكي من جديد، لينقذ العالم من الطريق المسدود الذي ادخله اليه النظام الرأسمالي، ذلك الذي يقوده بوش وذلك الذي يريده بوتين.
الصبار



#هداس_لهب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثيقة حزب دعم اليسار الاسرائيلي – من اتفاق اوسلو لخطة شارون
- خطة الانفصال - اليسار الاسرائيلي ينفذ عملية انتحارية
- امين عام الحزب الشيوعي الاسرائيلي النائب، عصام مخول، حول تأس ...
- اسرائيل تخاف من فعنونو حرا
- الجدار الفاصل باقة الشرقية بين الارض والسماء
- الجدار الفاصل باقة الشرقية بين الارض والسماء
- الفاشية الابن الشرعي للرأسمالية
- شبح الفاشية يطوف سماء اوروبا
- The Caretaker "مدبر المنزل" في حيفا ...هوامش المجتمع.. مرآته
- قانون الارهاب يضرب حقوق الانسان الامريكي


المزيد.....




- الحكومة المصرية تعطي الضوء الأخضر للتصالح في مخالفات البناء. ...
- الداخلية المصرية تصدر بيانا بشأن مقتل رجل أعمال كندي الجنسية ...
- -نتنياهو يعرف أن بقاء حماس يعني هزيمته-
- غروسي يطالب إيران باتخاذ -إجراءات ملموسة- لتسريع المفاوضات ح ...
- تشييع جثمان جندي إسرائيلي قُتل في هجوم بطائرة مسيرة تابعة لح ...
- أمام المحكمة - ممثلة إباحية سابقة تصف -اللقاء- الجنسي مع ترا ...
- واشنطن تستعيد أمريكيين وغربيين من مراكز احتجاز -داعش- بسوريا ...
- واشنطن لا ترى سببا لتغيير جاهزية قواتها النووية بسبب التدريب ...
- بايدن: لا مكان لمعاداة السامية وخطاب الكراهية في الولايات ال ...
- مصادر لـRT: الداخلية المصرية شكلت فريقا أمنيا لفحص ملابسات م ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هداس لهب - بوش مكانك سر، في السياسة الداخلية والخارجية