الخايف بأمر المجتمع

علاء موسي

الحوار المتمدن-العدد: 4293 - 2013 / 12 / 2 - 00:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

حول النهاية المرعبة، المحزنة، المخزية . حين تقف كما ولدتك أمك امام أعين الجميع، وبين أيدي الرب . حينها لن تستطيع قول شيء سوي ما يصرح لك بالرد عليه، فإن كان قولك الحق كأفعالك في الدنيا ستنال ما لم يخطر علي قلب بشر، وان كان قولك باطلاً فستلقي حتفك في النار وستري بل وستشعر بما لم تراه أو تشعر به يوما .
دعك من كل ما سبق فكل هذا هراء، فلا يوجد نهاية بعد النهاية .
ان كانت نهايتك الموت فاعلم ان نهايتك الموت ولا شيء يأتي بعده أو كما يقول Jim Jefferies في احدي عروضه مع حذف بعض الكلمات "لست أخاف من الموت وأعلم أني سأتعفن في الأرض ولن أعلم حتي أني ميت، أتعلمون لماذا؟ لأني سأكون ميت حينها" ان لم ترغب في تقبل ذلك كما لم يتقبله أجدادك فدعهم يقومون بتحنيط جثتك ولا تهتهم بأي شيء سوي الإعداد لحياتك الأخري الأبدية، والأن أريدك أن تخرج من الصورة وتدع من يتقبلون أن الموت هو النهاية بمتابعة القراءة ..

ان كان الموت نهايتك فمن البديهي أن تستغل ما قبله، استغل كل دقيقة في الحياة في فعل ما تريد، أينما تريد، وقتما تريد، ولكن تذكر أن حريتك في فعل ما تريد تقف عند حرية الأخرين أو بمعني أخر تنتهي حريتك حيث تبدأ حرية الاخرين هكذا قالها مونتسكيو، فـللحرية حدود يا عزيزي . انعم بحريتك ولا تتعدي علي حرية الأخر، افعل ما تريد ودع الأخرين يفعلون ما يريدون . لا أحد وصي علي أحد حتي لو كان خالقه، من أنجبك وأتي بك الي هذه الحياة ليس وصي عليك، لا يجب عليه أن يجبرك علي فعل ما يريد هو أو علي فعل أشياء لا تريدها أنت، فلا يجب أن يشركك في دين لمجرد أنه عليه أو أن يقف حائلاُ بينك وبينك ما تريد .

لا تنتظر موافقة المجتمع علي أفعالك فإنتظار هطول المطر في صحراء قاتلة في فصل الصيف أقرب من هذا ، ولا تبالي برفضه فهذا المجتمع لم يتعلم بعد معني التقبل . كن كما تريد ولا تدع الأخرين يجعلونك ما يريدون .
اعلم أنني بحديثي هذا أشملك أنت أيضاً، أيها الخايف بأمر المجتمع الذي يجلس وحيداً بعيداً مختبيء خلف الجميع كأنه هارب من تهمة ما ولا يريد أن يعلم أحد بتهمته، لأصحاب الفضول الشديد الذين يريدون معرفة التهمة، التهمة هي المثلية الجنسية وصاحب التهمة التي لا يعاقب مرتكبها يخجل من أن يظهر للمجتمع حقيقة ميوله الجنسي لأنه يعلم أن المجتمع لن يتقبله، انظروا الي الشخص الذي كسر كل دوجما وعادات المجتمع لكنه للأسف يخجل من ان يُظهر حقيقته ويواجه المجتمع بشرائعه وقوانيه، يخجل من التظاهر ضد قوانين مجحفة لا تعترف بميوله الجنسي، يخجل من توضيح وتصحيح مفاهيم خاطئة لدي الكثير، يخجل من أن يقول أنه دكتور، مهندس، ممثل، كاتب، عامل أو طالب ...الخ . العيب ليس في المجتمع يا عزيزي، ولكن العيب في من يخاف المواجهة .

ربما أوجه بعض الرسائل القصيرة الي أشخاص بأعينهم ، بل هذا ما سأفعله الأن واعذروني ان كان بها بعض العبارات التي تخدش حياء البعض أو بعض العامية التي أجيد التعبير بها عما بداخلي و أول رسائلي أرغب في أن أوجهها الي كل بنت ملتزمة وتدعي أنها علي الصواب، والتي اريدها ان تعلم اني مش لازملي التزامها، اسمعيني يا أختاه ان التزامك لنفسك لا تفرضيه علي غيرك، عادي جدا لو تحجبتي مفيش مشكله وهايل جدا لو متحجبتيش و fuck بجد لو لبستي نقاب، أتقبلينه علي أخاكي المثلي؟!

وثاني رسائلي أوجهها لعزيزي امام المسجد النقابل لمنزلنا والذي أرغب في أن يعلم ان سبب الصداع اللي عندي باستمرار هو صوت المايكروفون المعلق علي مأذنة المسجد الغير مشيدة من بعد التعامل معها وهدمها قبل أن تقع فوق رأس المصليين، أقول قولي هذا وأرجوا منك مراعاة أن منزلنا يبعد مساحة 200 متر عن مسجد ربكم الموقر والذي تبرع جدي الأكبر بالأرض وتكاليف بناءه ابتغاء مرضاة وجه ربه الأعلي ولم يترك لنا سوي الفتات لنعيش نحن عليه فلنهلك نحن وليعيش مسجد الرب، وكل ما أرجوه هو أن تخفض صوت المايكروفون ولو قليلا حتي أستغني عن كل الأقراص المهدئه للصداع التي استخدمها، أو الأقراص الأخري التي لا يجب ذكر اسمها علي الأقل هنا ولكنك تعلم انني لن أخفي عليك شيئا، ما احنا سرسجيه زي بعض .

وثالث رسائلي أوجها الي ماما -أي ماما مش شرط أمي أنا يعني- أعلم جيدا أنك سهرت الليالي تُفكري، مش عارف بتفكري في ايه بس علي الأقل كان فيه حد بيفكر في البلد دي، وجيتي في عز الليل تشقري مش تخضري -فاهمين قصدي طبعاً- ، وانك قمتي تعجني في البدرية والديك بيدن كوكو كوكو في الفجريه، لذلك أريد منك أن تتناسي كل تلك السنين وتحلي عن سما أهلي، يعني يرضيكي أبقي شحط عنده 22 سنه ولسه محتاج لك في كل حاجه، الأكل لازم ماما، الغسيل لازم ماما، القوضة مكركبه انتي فين يا ماما، فار تحت السرير يا ماااااااااماااااااا ، أريد أن أشعر بالإستقلال، بالحرية، عافاني وعافاكي الغلاء من أسعار السلع والشقق التي يرغب ملاكها في ايجارها .

الرسالة الرابعة اريد توجيهها لمحبوبتي الجميلة التي لم أعلم من هي بعد وأريد إخبارها بشيئين الأول أنني لست من محبي الأبراج والثاني حظك سعيد .

اما رسالتي الخامسة فموجهه لقراء المقال الأجلاء، هنا نصل الي نهاية المقال، أعلم أنني لست من محبي الوداع، ولكن وجب على وضع خاتمة للمقال وعمل اسقاط له أو هكذا نصحني شخص ما بما أني لست من محترفي الكتابة فأنا مجرد شاب أراد أن يشارككم بعض أفكاره، وأريد أن أذكركم في النهاية أنه ليس بعد الموت كلام . مات الكلام

#علاء_موسي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات