سهامة تنتصر على الامطار

تراث العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4289 - 2013 / 11 / 28 - 21:07
المحور: كتابات ساخرة
    

رغم وجعها وانينها الدائم من امراض مزمنة تلتهم جسدها منذ سنين عدة الا ان سهامة المراة الطاعنة في السن باتت مصدر الهام شعبي في العديد من ازقة الفقراء في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى بعدما ذاع صيتها في وسائل الاعلام المحلية بعد نجاحها في ابتكار ما تسميه سدة وقائية نجحت من خلالها في حماية منزلها من الغرق بفعل سيول الامطار التي اجتاحت اغلب المنازل السكنية خلال الاسبوع الماضي.

السدة والتي كانت عبارة عن اكوام من الطين وضعت في محيط بوابة المنزل كانت بمثابة ابتكار بالنسبة لسهامة ما دفع الكثير الى استلهام هذا الابتكار وتطبيقه على ارض الواقع ليضمن الصمود بوجه موجات المياه التي اغرقت كل شي وكبدت الاسر خسائر مادية فادحة".

المهم في حكاية سهامة مع المطر انها انتصرت بعفويتها وحمت منزلها من الغرق فيما كانت دوائر الحكومة على اختلاف تشكيلاتها وعناوينه حائرة تحاول تبرير ما حدث عبر القاء التهم يمينا ويسارا اما المسوؤلين فقد تباروا في اداء لايمكن التعبير عنه من وجه نظر واحدة ويترك الوصف للقراء في التضامن او استغلال او التمثيل الكوميدي الذي رصد من قبل ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي فاصبح بين ليلة وضحاها مواضيع للطرافة مدعوم بصور حملت في مضماينها غرائب لم تكن معروفة لولا هبة السماء وامطارها الغزيرة".

الان نحن في بداية مشوار الشتاء والقادم ربما سيكون اسوء والسؤال ماذا نفعل؟ ماهي خطط الجهات المختصة لانريد تبريرات او تفسيرات او صولات لغوية ومؤتمرات وصور وتضامن مع المتضرريين فمنازلنا لم تعد قادرة على الصمود امام موجات غرق اخرى ورائحة المياه الثقيلة لاتزال تثقل الانوف في اغلب المنازل التي تعرضت الى تسونامي حقيقي سببها الاهمال".

احد المسوؤلين المحليين قال ان الغرق ناجم عن اخطاء متراكمة في اليات البناء والاعمار والتخطيط وسؤالي؟ اخطاء متراكمة منذ عشر سنوات اذن متى ياتي الحل والمليارات تنفق سنويا على الخدمات والمواطن بات يخشى المفخخات والامطار معا".

اذن نحتاج الان الى عبقرية سهامة في انقاذنا من موجات الامطار القادمة لان حلولها لن تحتاج ال ميزانيات انفجارية او مؤتمرات بل عمل صامت يحقق الفائدة ويبدو ان ابو عمر جاري وهو موظف حكومي متقاعد عزم على مواجهة الامطار وحده بعدما غرق منزله قائلا الساسة حائرون في كيفية الحفاظ على الكراسي والفيضانات باتت نعمة بالنسبة لهم لانها مهرجانات انتخابية مجانية لذا لن انتظر قدوم العون وساعمل على حماية منزلي..

ومع تلبد السماء بالغيوم اشعر بقلق حقيقي بان تكون اكثر غزارة ولن تنفع معها ابتكارات سهامة او حلول الجهات الحكومية وتبريراتها ما يعني انها ستدفعنا لرفع ايدينا للسماء لدعاء الباري عز وجل بان لاتنهمر الامطار لانها اصبحت بفعل ايدينا نقمة بعدما كانت على مد الدهر نعمة تحي الارض والنبات وتزيد الخير.

#تراث_العزاوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات