أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - -الربيع العربي- يزحف بمعاول التقسيم والتطرف والتمذهب .














المزيد.....

-الربيع العربي- يزحف بمعاول التقسيم والتطرف والتمذهب .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 4274 - 2013 / 11 / 13 - 14:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ساد الاعتقاد أن الحراك السياسي والاجتماعي الذي تعرفه كثير من البلدان العربية كان نابعا من وعي جماهيري حقيقي بضرورة تغيير الأوضاع نحو الأفضل . إذ كل ثورة اجتماعية تكون تتويجا لهذا الوعي وترجمة له . كذلك ظهر الأمر عند اندلاع "ثورة" الفل في تونس ثم تلتها "ثورة" الياسمين في مصر . كانت الجموع البشرية تتدفق في الشوارع والساحات العمومية مطالبة برحيل النظام ، لكنها لم تدرك حقيقة الجهات الخفية التي تلاعبت بالشعب وبالشباب وكيف سيق الجميع إلى نفق لا يسمح لهم بالتراجع ولا بالاختيار . فتحولت تلك الجماهير من فاعلة إلى منفعلة بعد أن ظهر على ساحة الأحداث المتحكمون الحقيقيون في اندلاع الحراك ومساراته ومآلاته . انطلقت هذه "الثورات" عمياء لا تستشرف المستقبل ولا تخطط لما بعد سقوط الأنظمة . كما تخلى الشباب طواعية ، بسبب قلة التجربة والدراية ، عن دورهم المحوري في رسم معالم المستقبل ضمن الدولة الوطنية الموروثة عن النظام المنهار . كانت الولايات المتحدة الأمريكية هي مصممة مسارات "الربيع العربي" لتجديد الهيمنة على الشرق الأوسط الكبير بما يجعل العداء لأمريكا ولإسرائيل في المنطقة يتوارى خلف الصراع المذهبي والطائفي . وفي هذا الإطار دعمت أمريكا هذا "الربيع العربي" لخدمة مخططها الإستراتيجي الذي كشف عنه رئيس المخابرات الأمريكية الأسبق سنة 2006 كالتالي (إذا نجحنا في إقناع المسلمين في العالم .. أننا نحن إلى جانبهم ، سوف ننجح في النهاية .. سوف نجعلهم (الحكام) متوترين .. وإذا نجحنا في تحرير العراق وبدأنا التفرغ إلى سوريا وليبيا والدول الأخرى ونضغط عليهم لمحاولة تغييرهم ،سيأتينا آل سعود ومبارك ويقولون : نحن متوترون جدا جدّا . وجوابنا يجب أن يكون : هذا جيد . نحن نريدكم أن تكونوا متوترين ، نحن نريدكم أن تعرفوا أنه الآن وللمرة الرابعة خلال المائة سنة الماضية أن هذه الدولة وحلفاءها قادمون للزحف وسوف ننتصر ، لأننا إلى جانب شعوبهم هذه التي يخاف منها الحكام العرب . ) . تنفيذا لهذا المخطط ، اختارت الولايات المتحدة ــ قبل سنة من بدء الحراك ـــ مجموعة من الشبان يعيشون على هامش المجال السياسي ببلدانهم ويجهلون قواعده ، ومنهم وائل غنيم الذي كان له دور كبير في اندلاع الاحتجاجات عقب مقتل خالد السعيد ، والتي تحولت إلى "ثورة" . فالولايات المتحدة الأمريكية أدركت أن الحاجة إلى التغيير في الوطن العربي باتت ملحة وضرورية بعد أن استنفذت الأنظمة "صلاحيتها" على اعتبار أن ما يهم أمريكا هي مصلحتها وليس مصلحة الأنظمة أو الشعوب . لهذا لن تترك أمريكا للشعوب العربية أية فرصة لامتلاك قرارها والتحكم في مستقبلها خصوصا وأن ردة فعل شعوب «الربيع العربي» كانت الأكثر عنفاً ضد السفارات الأمريكية في كل من تونس وليبيا ومصر ثم اليمن ؛ وكلها بلدان دعّمت أمريكا «ربيعها» . ومقتل السفير الأمريكي في بنغازي كان صدمة للأمريكان جعلهم يستعجلون نشر "الفوضى الخلاقة" . وقد أشار الباحث الأميركي آرون ديفيد ميلر الذي شارك كمبعوث ومفاوض في مفاوضات السلام بين العرب وإسرائيل في إدارات أميركية عديدة، في مقال له بعنوان ً: "الربيع العربي... الشتاء الأميركي"، إلى أن أمريكا لن تسمح بتآكل مصداقيتها في منطقة "الربيع العربي" . فهذه الشعوب تحمل حقدا للأمريكان عبرت عنه في احتجاجاتها ضد الفلم المسيء للرسول محمد (ص) . وأولى مداخل "الفوضى الخلاقة" هي المذهبية ودعم التنظيمات المتطرفة بهدف جعل الصراع المذهبي والطائفي صراعا أساسيا تجند الشعوب كل إمكاناتها لتأجيجه ولتترك الصراع ضد إسرائيل وعدائها للأمريكان خلف ظهرها . ومن هذا المنطلق الإستراتيجي ، جاء مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي بشرت به أمريكا وهي الآن بصدد تنفيذه . وهذا ما كشفت عنه الصحافة الأمريكية نفسها . فقد تحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" عن "إمكانيَّة إعادة رسمِ الخريطة السياسيَّة في بلدان الحراك، بصورة تفضِي إلى تقسيمهَا إلى عدَّة دوليَات، فِي أعقابِ ما عرفته من انقسَامات عرقية ومذهبية ، حُيَال حكَّامهَا الجدد، وهشاشة توافقهم على من خلفوهم" . وهذا ما نشهده في مصر وتونس وليبيا واليمن من رفض للحكام الجدد الذين جاءت بهم "الثورة" ، الأمر الذي سيسرع بتقسيمها ــ هذه الدول ــ إلى دويلات عرقية ومذهبية بدءً بسوريا التي باتت عمليامقسمة إلى ثلاث مناطق مختلفة عن بعضها البعض، لكل منها عَلمها وقواتها العسكرية الخاصة . وكذلك الحال في ليبيا حيث توقعتْ "نيويورك تايمز" أنْ تدفع بها النعرات القبليَّة إلى الانقسام إلى 3 دوليات، واحدة في الشمال الغربِي للبلاد، عاصمتها طرابلس، وأخرى في الشرق تتبعُ لبنغازِي، زيادة على دولة "فزان"، التابعة لسبها، التِي عرفت بولائهَا للقذافِي، خلال ثورة 17 فبراير. الإستراتيجية الأمريكية هذه هي مقدمة لسايكس بيكو 2 لن تنجو منها إلا الشعوب التي ستحافظ على وحدتها الوطنية وتماسكها الاجتماعي والثقافي .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلاميون والحكم : تعددت المداخل والحصيلة واحدة .
- يوم أبكتني صرخة الفنانة لطيفة أحرار
- هل ستتغير الممارسة السياسية وتدبير الشأن العام بعد خطاب المل ...
- تحريم الحب وتجريم التعبير عنه .
- -أنتم رجال أشرار-
- هل جماعة العدل والإحسان معنية بإنجاح الإصلاح في المغرب ؟
- هل يفيد أوربا تشددها القانوني لمواجهة التشدد الديني ؟
- التطرف الوجه الآخر لأزمة التعليم في المغرب وتونس.
- مطلب الملكية البرلمانية في المغرب لم تكتمل شروطه بعد.
- المصالح العليا للمغرب تستوجب إسقاط الحكومة .
- تداعيات العفو الملكي على مغتصب الأطفال
- بلدان الربيع العربي والفوضى المدمرة.
- إلى روح فقيد التنوير العفيف الأخضر
- حسن الكتاني السلفي الذي يمس بثوابت الشعب المغربي .
- الشرعية الثورية أصل كل الشرعيات .
- مرسي لم يقرأ ميكيافلي ولم يستوعب نصيحة مانديلا.
- القانون الجنائي المغربي يكرس التمييز ضد المرأة.
- خلفيات وأبعاد انضمام السلفيين إلى حزب النهضة والفضيلة .
- حكومة العجز والتأزيم
- حتى لا تحرق نار المذهبية مغربنا .


المزيد.....




- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...
- اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون أذلا ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- اللواء سلامي: نحن المسلمون في سفينة واحدة ويرتبط بعضنا بالآخ ...
- اللواء سلامي: إذا سيطر العدو على بقعة إسلامية فإنه سيتمدد إل ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون إذلا ...
- اللواء سلامي: الأمة الإسلامية تتحرك بفخر نحو قمم الفتوحات


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - -الربيع العربي- يزحف بمعاول التقسيم والتطرف والتمذهب .