أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك انيار - ابيي ما بين التطلعات القومية والمصالح الانية ( 2-2 )















المزيد.....

ابيي ما بين التطلعات القومية والمصالح الانية ( 2-2 )


كور متيوك انيار

الحوار المتمدن-العدد: 4259 - 2013 / 10 / 29 - 11:48
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



في احيان كثيرة كان ينتاب الكثيرين الشعور باقتراب نهاية قضية ابيي و إغلاق ملفها إلا إن السودان ياتي بالجديد دائماً ليتفاجاة جنوب السودان و يُخير ما بين النفط و مصالحها التي زادت بشكل كبيرة في الاونة الاخيرة مع المؤتمر الوطني الحاكم في السودان لكن من المؤسف إن النفط ينتصر دوماً و يكمم افواه ابيي لعلها لا تفسد العلاقات بين جنوب السودان و السودان .
لقد كانت دور منظمة الوحدة الافريقية حاسماً في النزاع الصحراوي المغربي و مرت بعدة مراحل منها على سبيل المثال و ليس الحصر : -
- في الدورة العادية السابعة لمجلس وزراء منظمة الوحدة الأفريقية ، و التي عُقدت في أديس أبابا ، خلال الفترة 31 أكتوبر إلى 4 نوفمبر 1966م ، كان أول إجراءات المنظمة ، التي اتخذتها حيال الاستعمار الأسباني للصحراء الغربية ، حيث صدر خلالها قرار ، من خلاله ، أيدت كل الجهود ، التي تستهدف التحرير العاجل و غير المشروط ، لسائر الأقاليم الأفريقية الخاضعة للسيطرة الأسبانية ، و ناشد المجلس أسبانيا الشروع بجدية في عملية منح الحرية و الاستقلال لكل المناطق ، و أن تقلع عن كل الإجراءات ، التي يمكن أن تخلق في هذه المناطق موقفاً يعرض السلام و الأمن في أفريقيا للخطر .
- و في الدورة العادية الخامسة عشرة لمجلس وزراء المنظمة ، و التي عُقدت في أديس أبابا ، خلال الفترة 14-31 أغسطس 1970 ، صدر قرار و الذي يحث أسبانيا على الالتزام ، من دون تأخير ، بقرارات الأمم المتحدة الخاصة بالحقوق الشرعية لسكان ما يُسمى بالصحراء الأسبانية ، في تقرير مصيرهم .
- و في اجتماع رؤساء دول و حكومات و منظمة الوحدة الإفريقية ، في دورته العادية الثالثة عشرة ، و الذي عقد في بورت لويس ، خلال الفترة 2-6 يوليو 1976، تم التاكيد على مبدأ تقرير المصير ، و دعا جميع الأطراف المهمة و المعنية بمشكلة الصحراء الغربية ، بما في ذلك شعب الصحراء الغربية ، أن تتعاون في سبيل إيجاد حل سلمي للنزاع من أجل السلام و العدل و حسن الجوار في المنطقة ، و تمشياً مع ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية و الأمم المتحدة ، و كذلك قرر المجلس عقد دورة غير عادية على مستوى القمة ، يشترك فيها شعب الصحراء الغربية ، بغية إيجاد حل دائم و عادل لمشكلة الصحراء الغربية ، و يلاحظ أن هذا المؤتمر عقد بعد إتمام أسبانيا انسحابها من الصحراء في 26 فبراير 1976م ، و بعد أن أعلنت جبهة البوليساريو قيام الجمهورية الصحراوية الديموقراطية ، و بعد دخول القوات المغربية و الموريتانية إقليم الصحراء الغربية .
وسط رفض مغربي موريتاني باستقلال الصحراء الغربية ظلت مساعي جبهة البوليساريو مستمرة للحصول على اعتراف بها و بعضويتها في منظمة الوحدة الافريقية و تم تكليف الامين العام الاداري بمنظمة الوحدة الافريقية بمتابعة كافة التطورات حول قضية الصحراء الغربية و دراسة كافة جوانب المشكلة بعد إن تم تكوين لجنة تتكون من خمسة رؤساء دول ، المراوغات المغربية المستمرة جعلت الامين العام الاداري يتخذ خطوة احادية بالموافقة على عضوية الصحراء الغربية في منظمة الوحدة الافريقية و ذلك في فبراير 1982 و كاد الخطوة إن يؤدي بإنهيار المنظمة بسبب شدة التجازبات بين الدول الاعضاء ما بين الرافض للخطوة و المؤيد و ظلت عدة إجتماعات للمنظمة تفشل في الانعقاد بسبب عدم إكتمال النصاب القانوني لكن ظلت الصحراء الغربية عضو في المنظمة حتى اليوم على الرغم من اي من اعضاء مجلس الامن لا تعترف بها ، تسلسل قضية الصحراء تتشابه بعض الاحيان مع قضية ابيي لكن لكل قضية سماتها الاساسية حيث يسعى شعب الصحراء للحصول على إستقلال بينما يسعى ابيي للانضمام إلى جنوب السودان ، قضية الصحراء يتصارع حولها ثلاثة دول بينما قضية ابيي بين دولتين إلا إن الدور المحوري والرئيسي للاتحاد الافريقي في قضية ابيي جعلنا نختار الصحراء لان الاتحاد لعب فيها دوراً مهماً جداً .
اعتقد إن قرار إجراء الاستفتاء من جانب واحد كان قرار حكيم سينقل القضية إلى مرحلة اخرى في تاريخها لكن يظل السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف سيكون رد الخرطوم على تلك الخطوة و هل ستظل صامتة ؟ و من المعروف دائماً كيف كانت تتدخل الخرطوم في قضية ابيي ففي مايو 2008م تدخلت عسكرياً و فعلت في مايو 2011م لكن اعتقد إن الاوضاع تختلف اليوم بسبب التدهور الاقتصادي الكبير الذي يواجه السودان بعد إن فقدت الكثير من الابار النفطية التي اصبحت في جنوب السودان بالاضافة الى إنها خرجت قبل عدة ايام فقط من معركة مع المعارضة السودانية الذي يسعى لإحداث تغيير في البنية السلطوية و وضع نهاية لنظام الانقاذ بالاضافة الى المواقف الشعبية التي اصبحت تزداد عداء تجاهها و هو ما سيجعله تتحسب كثيراً قبل إتخاذ اي قرار بالحرب كما إن موقف جوبا تجعلها تقنع المسيرية الذين يضغطون لها بقوة لإ تخاذ موقف ما حيال ما يحدث بالهدوء و الصبر و إقناعهم بإن ما يحدث في ابيي لن يغير من الموقف القانوني و الدولي لمنطقة ابيي بعد إن تستند لموقف الاتحاد الافريقي و مجلس السلم و الامن الافريقي لذلك ستسعى بقدر الامكان إن تظل الاوضاع هادئة على المدى القصير طالما العلاقات مع الحكومة في جوبا تتطور يوم بعد يوم كما آن اي دور عسكري في المنطقة لن يكون في صالحها بالنظر إلى التحول الكبير الذي حدث في المنطقة بإجراء استفتاء و هو ما سيجعل الاتحاد يحملها مسؤلية عدم التوصل لحل للقضية وبالتالي تتخذ موقف قد احادي دون مواقفة السودان .
فيما يخص جوبا كما إنها لن تتدخل كما يسعى بعض القادة السودانيين لإيقاف إجراءات الاستفتاء طالما هي بعيدة عنها فهي ستظل بعيدة و ستستمر بالادلاء برايها الرافض للاستفتاء لكن لا اعتقد إن جوبا يمكنها إن تصل مرحلة التدخل العسكري لايقاف الاستفتاء او التنسيق مع الخرطوم لايقاف الاستفتاء حتى لو ارادت لان المسالة اكثر تعقيداً من ما يعتقد البعض .
إذن كيف سينتهي الاستفتاء الذي يجرى الان وهو سؤال مهم جداً ؟ من المعروف إن الاستفتاء طالما تجرى من طرف واحد فهي لن تحصل على مباركة الخرطوم لكن دينكا نقوك لن يقفون هكذا فقط بل سيكون من المهم لهم السعي للحصول على موافقة برلمان جنوب السودان و اعتقد إن البرلمان لن يجد صعوبة كبيرة في المصادقة عليها حتى لو كان موقف الحكومة ضد هذا الاتجاه حيث اصبح مواقف اعضاء البرلمان متباعدة عن موقف الحكومة منذ الخلافات الكبيرة التي ضربت قيادة الحركة الشعبية لكن لا يمكن المراهنة على تلك الخلافات لذلك يجب السعي للحصول على موافقة الحكومة و معالجة سبب تباعد المواقف في الفترات الاخيرة ، و ثانياً السعي بمعاونة جنوب السودان من الناحية الدبلوماسية للحصول على موافقة الاتحاد الافريقي و هنا اعتقد إن الولايات المتحدة يمكنها إن تلعب دور مهم جداً في الحصول على موافقة مجلس السلم و الامن الافريقي و الاتحاد الافريقي .
عند إنتهاء فترة المبعوث الامريكي لدولتي السودان و جنوب السودان برينستون ليمان لم يعين الولايات المتحدة مبعوث جديد ليخلف ليمان و هو ما يضع المزيد من الاستفهامات خاصة عندما يكون الامر له علاقة بالدبلوماسية فهي لها معاني كثيرة جداً ، لان الولايات المتحدة عندما تعين مبعوثها للدولتين فهي تقصد تحقيق مصالح جنوب السودان في الاول لذلك ليس من المنطق إن تترك الولايات المتحدة جنوب السودان وحدها لما يقارب السنة كاملة و هذا الموقف ربما له علاقة بالعلاقات المتباعدة إن لم تكن متوترة بعض الشي بين الحكومة و الادارة الامريكية ، تباعد المواقف بين الحكومتين ربما لها علاقة بسياسات الرئيس اوباما في منطقة الشرق الاوسط الذي سعى لتوظيف الجماعات الاسلامية المعتدلة و المتطرفة كعناصر للاستقرار كما حدث في مصر حيث ساهم الحكومة الامريكية بشكل كبير في فوز الاخوان المسلمين لذلك كان من الصعب على الولايات المتحدة إن تستمر في معاداة السودان لانها عنصر مهم جداً لعلاقاتها الوطيدة مع الحركات الاسلامية في العالم المعتدلة و المتطرفة منها بالاضافة الى العلاقات الجيدة التي تربط السودان بدولة قطر حيث تعتبر الاخيرة الاداة التي استخدمت لثورات الربيع العربي لذلك تمتعت السودان في الفترات السابقة بما يشبه المناعة من اي مواقف عنيفة من واشنطن .
بمجرد تعيين المبعوث الامريكي الجديد دونالد بوث دار في ذهني العديد من الاسئلة لماذا لم يعين امريكا مبعوث لها طيلة عام كامل و في شهر سبتمبر تعين مبعوث لها لذلك ربطت الامر بصورة مباشرة بقضية ابيي حيث كان امريكا هو من جاء بمقترح بروتوكول استفتاء ابيي و الذي ضمن في اتفاقية السلام الشامل الذي تم التوقيع عليها في العام 2005م لذلك من المهم على دينكا نقوك العمل مع الولايات المتحدة للحصول على موافقة الاتحاد الافريقي و المصادقة على الاستفتاء الذي سيتم إعلان نتائجها في نهايات الشهر الحالي و لا اعتقد إن الامر سيكون صعباً جداً و ذلك إذا حصل الخرطوم على بعض المساعدات المالية بالاضافة إلى إعفاء ديونها الذي تثقل كاهل اقتصادها و يعتبر قضية الديون واحد من القضايا الاساسية التي جعل الرئيس البشير يزور جوبا لذلك لن يكون الامر صعباً ، على المدى القصير لا اعتقد إن وزارة الخارجية و الحكومة بشكل خاص ستتعامل مع قضية ابيي بصورة مباشرة لذلك اعتقد إن اللجنة السياسية العليا سينبغي لها إن تلعب الدور الدبلوماسي لان كثير من الحركات النضالية على مستوى العالم كانت تتابع قضيتها دون إن تكون مدعومة من الدول و منها تجربة الحركة الشعبية لتحرير السودان لذلك اعتقد إن الوقت حان للسعي بصورة منفردة للحصول على الدعم الدبلوماسي المطلوب ، فيما يخص مواقف الحكومة الغير مسبوقة حول قضية ابيي اعتقد إنها لن تقبل الاستمرار في تلك الوضعية الشاذة لمدة طويلة لان قضية ابيي هي قضية وطن و قضية شعب جنوب السودان لذلك سينبغي على الحكومة كسب ثقة شعب جنوب السودان و وفقاً لمصادر إعلامية فإن اعلان نتيجة الاستفتاء سيحضره قيادات تاريخية لها زخمها السياسي و الشعبي على راسهم دكتور رياك مشار نائب رئيس الحركة الشعبية و القائد باقان اموم اوكيج الامين العام للحركة الشعبية ، ماما نياندينق قرنق عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية و قيادات اخرى سيتم الاعلان عنهم في الوقت المناسب إذن الثقل السياسي و الشعبي سينتقل الى ابيي .
الحكومة مطالبة بإجراء نقاش حقيقي داخل مجلس الوزراء لإعادة ترتيب اولوياتها بشكل ينسجم ما بين التطلعات الشعبية و المصالح الاقتصادية مع الغير ، إن الخطوات التي تجري في ابيي لن تقف و ستستمر لذلك الرضوخ لمطالب الشعب ستحسب عليه خيراً و عكسها سيحسب نكوصاً .



#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابرز مخرجات قمة كير و البشير
- قمة كير و البشير .. النفط و مواضيع اخرى و قضية ابيي
- جدل الانقلاب و الثورة في مصر
- رفع سقف الدين او ازمة مالية عالمية
- ازمة الموازنة الامريكية


المزيد.....




- وزير خارجية إسرائيل: مصر هي من عليها إعادة فتح معبر رفح
- إحباط هجوم أوكراني جديد على بيلغورود
- ترامب ينتقد الرسوم الجمركية على واردات صينية ويصفها -بغير ال ...
- السعودية.. كمين أمني للقبض على مقيمين مصريين والكشف عن السبب ...
- فتاة أوبر: واقعة اعتداء جديدة في مصر ومطالبات لشركة أوبر بضم ...
- الجزائر: غرق 5 أطفال في متنزه الصابلات أثناء رحلة مدرسية وال ...
- تشات جي بي تي- 4 أو: برنامج الدردشة الآلي الجديد -ثرثار- ويح ...
- جدل حول أسباب وفاة -جوجو- العابرة جنسيا في سجن للرجال في الع ...
- قناة مغربية تدعي استخدام التلفزيون الجزائري الذكاء الاصطناعي ...
- الفاشر تحت الحصار -يمكنك أن تأكل الليلة، ولكن ليس غداً-


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك انيار - ابيي ما بين التطلعات القومية والمصالح الانية ( 2-2 )