ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 20:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إنها تنكرت لثقة الشعب من خلال عقدها الصفقات مع الحكومة (حكومة الاحتلال) حول قضايا الحكم
وكل ذلك في سياق حماية مصالح النخبة السياسية
العملية الديمقراطية كما هو معروف في جميع أنحاء العالم، تتجمع عادة في حزب واحد أو ائتلاف من الأحزاب الحاكمة لعدد من السنوات، وذلك وفقا ً لقرار الناخبين. كما أن هذه العملية الديمقراطية تقود كذلك إلى تشكل المعارضة داخل البرلمان في سياق حزب واحد أو أكثر من الأحزاب السياسية. النقاش بين هذين المكونين – سواء أتخذ مجرى هادئ أو عاصف- يجب أن يكون وفقا ً لعدد من القواعد التي تحافظ على هذه الاختلافات تحت سقف البرلمان.
في كافة الأحوال، يسعى كل فريق إلى عرض جدول أعماله لتعزيز مكانته بين جمهوره ومؤيديه ومحاولة كسب الآخرين. و في حالات نادرة جداً أن الحزب الحاكم يجد نفسه ملزما للتوصل إلى اتفاق مع المعارضة لتمرير مشروع معين، لا يمكن تركه معلقا،ً لأنه يرتبط ارتباطا مباشراً بمصالح الناس. وجود المعارضة في أي بلد - بغض النظر عن شكله أو حجمه - يعكس ظاهرة سياسية تحضرية، تتجسد في قبول التعددية السياسية.
المعارضة أمر ضروري أيضا لمنع شخص واحد أو حزب واحد الاستيلاء على السلطة. وكذلك السماح للناس فهم ما يجري وراء الأبواب السياسية المغلقة، خصوصا مع وجود الدستور الذي يضمن حرية الإعلام غير الخاضع لسيطرة السلطة التنفيذية.
تتواجد عادة معارضة قوية في برلمانات الدول الديمقراطية، لأن هذه الدول تمارس الديمقراطية بالاتجاه الذي يخدم مصالح الشعب. وهذا يشكل ركناً هاماً من أركان العملية الديمقراطية، لكونه يمنع انتقال الصراع بين الأجندات السياسية السلمية، للتحول إلى التشنجات السياسية في الشارع.
في الأنظمة البرلمانية الديمقراطية، من النادر جدا أن نشهد الصراع الذي يدور داخل البرلمان، يتجه نحو الشوارع في البلاد. .وفقا للدستور، العراق دولة فدرالية، بلد ديمقراطي في سياق تعددية سياسية. الدستور يحدد صلاحيات السلطات الثلاث ويشرح آلية تشكيلها والأنظمة التي تحكم مهام كل سلطة.
يسمح الدستور من حيث المبدأ بإنشاء حزب أو ائتلاف من الأحزاب لحكم البلاد، وإلى جانبه المعارضة، في سياق برنامج متميز عن برنامج الحزب الحاكم. بحيث يسمح هذا البرنامج عرضه من خلال نقاش المعارضة مع الحزب الحاكم. .ومع ذلك، فإن هذا لم يحدث في الواقع على مدى العشر سنوات الماضية في العراق. يجب أن ينظر إلى هذه المفارقة، لأنه أدى، ببساطة، إلى فشل الديمقراطية وآلياتها في العراق. تدهورت الحالة في البلاد في جميع مجالات الحياة تقريباً، ومع ذلك، فإن الوضع الأخطر الذي تعاني منه البلاد هو الاقتتال الداخلي.. و يبدو أن الحكومة عاجزة وغير قادرة على حل الخلافات بسبب سياساته الإقصائية.
في أي بلد يبدأ المعارضة عندما تكون هناك قضايا يعاني منها الناس في حياتهم اليومية، وتلك هي وافرة في العراق. غياب الخدمات الأساسية، البطالة، الفقر، والفساد في الدولة على مختلف المستويات.. ليست سوى قلّة من القضايا التي يعاني منها العراقيون.. وفي ذات الوقت، أصبحت) المنطقة الدولية International Zone (وتسمى "المنطقة الخضراء" التي يقيم فيها وزراء ومسئولين حكوميين.. محل تركيز كراهية واحتقار الشعب العراقي..
ما يحدث نادراً في برلمانات الدول الديمقراطية، صار وضعاً راهناً لدى ممثلي البيت العراقي، حيث يتم تمرير كل قرار من خلال إتفاق أو صفقة بين النخب السياسية المختلفة لحماية مصالحها بعيداً عن هموم وآلام الشعب اليومية.
قوى المعارضة داخل البرلمان العراقي، قد قيدوا أيديهم من تلقاء أنفسهم من خلال المشاركة في ما يسمى بـ" حكومة شراكة وطنية" والتي لم تكن أكثر من مجرد أداة وظيفية لشل قدرة المعارضة والتغلب على الشارع العراقي المليء بلافتات وشعارات تدعو للإصلاحات، لكن الحكومة غير قادرة على الوفاء بها.
فقدت المعارضة نفوذها على الجماهير التي أخذت تنظر إليها على أنها شريك للحكومة، وهذا ليس في صالحها..
كما أنه من الصعب أن نفهم: كيف أن بعض المشرعين يمارسون انتقاد الحكومة، بينما هم جزء من التحالف الذي هو جزء من الحكومة نفسها.
الحكومة والمعارضة المحتشمة/ الخجولة bashful opposition في البرلمان، لم يكن لديها برنامج حقيقي لإنقاذ البلاد من حالة الفوضى الحالية، ولا إنقاذ شعبها.
انتقلت المعارضة الحقيقية في العراق من البرلمان إلى شوارع العراق، وصارالناس أقرب لنقطة الغليان. بينما تحمل لافتات المظاهرات العفوية التي هي أيضا غير منظمة أو مدروسة، حيث أن بعضها قد يضر العراق، كما أنها تدفع نحو العنف والفوضى، خاصة بعد أن تم اختراقها من جانب جماعات أجنبية ذات أجندات خاصة بهم تجاه العراق.
أشرت سابقا (كاتب المقالة) إلى أن العراق لن يتم إنقاذه إلا من قبل شعبه الذي ليست لديه أية مصلحة في قتال بعضه البعض، في حين أن عفاريت المنطقة الخضراء تنخر في جسد البلاد.
الشعب الذي عبّر عن غضبه من خلال مظاهراته، يدعو إلى ترجمة هذه المظاهرات باتجاه قرار حاسم في الانتخابات المقبلة، بروز وجوه جديدة لا أحد يشك في ولائهم تجاه العراق ورفاهيته.
مممممممممممممممممممممـ
Iraq opposition has lost face, By Mohammad Akef Jamal,uruknetinfo, October 23, 2013.
http://www.uruknet.info/?p=m101954&hd=&size=1&l=e
#ترجمة:_عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟