أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - منى صريفق - تماهيات الذات المغتربة بين لغة التشكيل السردي وحدود المعنى.















المزيد.....



تماهيات الذات المغتربة بين لغة التشكيل السردي وحدود المعنى.


منى صريفق

الحوار المتمدن-العدد: 4249 - 2013 / 10 / 18 - 04:33
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ملخص:
رواية عطر الدهشة من التجارب الروائية المعاصرة التي تنطلق من بساطة الفكرة للتعبير عن تمظهرات مميزة في بناء الوعي بالذات الإنسانية..يتناول هذا المقال دراسة لسيمائية النص السردي في رواية عطر الدهشة لـلروائي"محمد الأمين بن ربيع" مبرزين في ذلك أهم تمفصلات المعنى في الرواية .
Résumé:" le roman d ITR ADAHCHA est une expérience contemporaine particulière qui commence de la simplicité de l’idée narrative pour construire la bonne conscience Humain .Cet article entreprend l étude analytique sémiotique du texte narratif en étudiant le roman (ITR ADAHCHA) du MOHAMMED ALAMINE BEN RABIE tout en tenant compte les déférents articulations du sens dans le roman.
يتساءل القارئ في كثير من الأحيان عن طريقة قراءة مميزة لعمل أدبي معين، ولكنه يجد نفسه أمام معضلة المنهج ومعضلة أكبر هي تجريد المؤلف من كل الصور التي توحي لنا باختبائه في ثنايا نصه فلا يكون ذلك الحاضر الغائب عنا في كل حين قراءة.هذا إن لم نزد على عاتق القارئ معضلة أخرى هي كيفية تلقيه لتجارب روائية ناشئة تحاول التأسيس لوعي ومنظومة سردية جديدة تختلف أساسا عن كل ما سبقها من كتابات.
الرواية القصيرة للكاتب "محمد الأمين بن ربيع" الموسومة بـ "عطر الدّهشة" من التجارب الروائية الصاعدة التي تستحق منا الوقوف لإعادة النظر في أهم عتبات المعنى فيها، باعتبارها مولودا سرديا يطرح الكثير من الأفكار التي تراودنا عن خيالات قراءاتنا السابقة المتجذرة في اللاوعي والذاكرة.
ولذلك قررنا أن نقدم قراءة مبسطة لأهم التمفصلات السيميائية في عتبات النص المقروء.فارتأينا أن تتبع السير الطبيعي للعناصر التالية:
* قراءة سيميائية لما قبل المتن
الغلاف
* قراءة سيميائية لتمفصلات المعنى في النص السردي
العنوان
النص الموازي
تبئير الحكي
بنية الشخصية الرئيسية
* خلاصة
**قراءة سيميائية لما قبل المتن
الغلاف:
إذا كان للعنوان الذي يوضع للرواية أهمية بالغة في تركيز وتكثيف مضمونها، فإن للصورة على الغلاف أهمية بالغة لا تقل أهمية عن العنوان؛ ذلك أن الصورة التشكيلية التي تتصدر الرواية تحمل أبعادا متعددة و معقدة للمنحى الذي تسير وفقه الأحداث السردية داخل المتن، ولا يمكن لنا أن نقترب من رؤى الكاتب لولا تلك النظرة التفحصية للعناصر التشكيلية المختلفة التي رسمت وفقها الصورة:
- الخطوط: الخطوط هي تلك اللمسة التي تساعد الفنان التشكيلي على بناء لوحته بناء يساعد في نقل الرؤى المكثفة حول الرواية. وقد وثبت اللوحة وثبة مميزة في تشكيل الخطوط التي ترتكز عليها تلك الأقنعة الثلاثية الأبعاد التي حٌددت بدورها في وسط الصورة، وهي محددة بقلم فحمي في حقيقة الأمر ساعد الرسام على تقديم رسم سلس وعميق دون القيام بعمليات تخطيط جانبية تخفي آثار القلم المحدد للخطوط الدائرية و النصف دائرية التي جاءت بجانب القناع على أساس أنها خصلات شعر.عملية دقيقة في رسم الأقنعة التي تنقل لنا فكرة التعدد، الانفصال الجزئي،الصمت،الابتعاد عن الصخب في هدوء غريب،الخطوط تنقل لنا مسارا دائريا يعود إلى نقطة معينة هي نقطة الارتكاز التي بدأ بها الرسام مسار خطوطه،وهي تلك الزاوية القائمة الجانبية التي ينطلق منها الرسم للوجوه الثلاثة الناظرة بعين واحدة تخبرنا بغربة وألم دفين يغمر تلك النظرة.
- الألوان:الألوان من أهم الأساسيات التي يعبر من خلالها الرسام عن شدة تصادمه و مضمون الرواية. فقد مزجت الصورة بين اللون البرتقالي أو بالأحرى الذهبي والأبيض الذي يميل في تراتبية التوازي داخل الصورة من الرمادي الى الأبيض ، كما نلاحظ طغيان كمية اللون الأحمر على الغلاف من الناحية الخلفية.هذه الكمية من الألوان لم تستعمل اعتباطا ولا عبثا بل هي تنبؤنا عن مساحات علاماتية ترمي بنا إلى أقاصي التأويل الجاد لهكذا تركيبة تشكيلية. لنبدأ بقراءتنا من أسفل الصورة الى أعلاها لتتضح الرؤية جليا وفق التسلسل السردي الحاصل على مستوى المتن. فمن احتدام صراع الأنا للشخصية الساردة الذي عبر عنه باللون الأحمر، إلى نوع من الالتماس مع العمق الذاتي الذي يتمظهر بين اللون الرمادي والأبيض، وتظهر في خضم هذا الصراع أوجه وأقنعة تمر بذاكرة الذات،تتشابه في كل الأحوال تعبيرا عن الملابسات التي تقع فيها الذات الباحثة عن تجليات أساساتها بين الأنا والآخر في بساطة تنضح بالرمز.لتتجه الأزمة نحو الانفراج نحو ذلك الضوء الذي شغله اللون البرتقالي أو الذهبي الذي يعطينا شمس الحق و الحرية و الاستقرار بعد البحث الطويل.
- عنصر الفراغ: في هذه الصورة يلاحظ القارئ للوهلة الأولى أن هناك مساحات فراغ ملأها اللون فقط و هذا دليل على قدرة الرسام على نقل تجلي الأحداث التي تحدث كمنطق ينساب من حقائق وأفعال نابعة عن الشخصيات، وبين تلك الأحداث التي تأتي قدرا يُسير الأحداث التي تمس الشخصية المحورية الساردة.
- عنصر الملمس: الشيء المميز في هذه الصورة أن الفنان يستعمل ألوانا داكنة وفاتحة، خفيفة على سطح الصورة إلا أنها خشنة في نهايات تحديدها بالقلم،وخاصة تلك المساحة التي تجمع بين تلاق مترادف للون البرتقالي واللون الرمادي، وبين اللون الأبيض واللون الأحمر.وهذا ما نعتبره دليلا كافيا على كمية الأحداث وصعوبة الانتقال من حال إلى أخرى في خضم رحلة البحث التي تشقها الذات الساردة في النص السردي"عطر الدهشة".
• نستنتج من العناصر التشكيلية السابقة أن صورة الغلاف تعد من العتبات البصرية الأولى التي تحمل رؤية مركزة ومحورية حول مجريات الرواية، وحقائقها وكيفية تجسدها في عيني الفنان التشكيلي الذي يعد من الأشخاص الأكثر حساسية وانفعالا اتجاه مواقف مشابهة لما حدث في نص عطر الدهشة.
* قراءة سيميائية لتمفصلات المعنى في النص السردي
العنوان:
يعد العنوان من أهم العتبات التي تتشكل دائما في نهاية مراحل الكتابة إلا أنها أول ما يقرأ، هذه المفارقة التي يجب علينا أن نركز عليها. ذلك أننا لو اعتبرنا هذه المقولة سليمة، فإن للعنوان مهمة مميزة في تلخيص مضمون الرواية و إعطائنا إشارات تحيلنا إلى قراءة مبدئية أو لنقل مقاربة تفاعلية لما يقوم السارد بالتفصيل فيه في المتن الحكائي. فالعنوان كما يشبهه ديردا كالثريا التي تتشكل من عديد الرؤى التي يجب علينا الإقرار بوجودها والبحث عنها لا بما هو موجود، بل بما هو غير موجود، فالنص يتمنّع لا يقول ما هو حاضر بل يؤسس لما هو غائب في كل الأحوال.و هذا صنو ما يقوله "شعيب حليف" في كتابه "هوية العلامات في العتبات و بناء التأويل" :" تنبثق أهمية العنوان بشكل عام من كونه عنصرا من أهم العناصر المكونة للمؤلف الأدبي و مكونا داخليا يشكل قيمة دلالية عند الدارس حيث يمكن إعتباره ممثلا لسلطة النص وواجهته الإعلامية..." و ننطلق من هذا القول لندخل في خبايا ذلك العنوان الفريد "عطر الدهشة" عنوان يحمل الكثير من الذوق خصوصا أنه يقترن بشيئ تعده أكبر دور الأزياء والموضة علامة لا يمكن لهم الاستهانة بدورها في حياة زبائنهم. انه العطر كما تقول عنه الأخصائية الاعلامية لشانيل-;---;-- كل ما يمكن للمرأة و الرجل الحقيقين أن يحلما به. إنه تلامس للأبعاد بين طرفين لا يعرفان للحدود مكانا . بمعنى أن هذا المفهوم المعطى للعطر يحيلنا الى أعطاء قراءة مبدئية لكلمة "عطر" مبتدأ مرفوع،يحيلنا إلى أن البدايات تكون ذات عبق و شذى.يرفعنا إلى مساحات تبحث الذات فيها عن نفسها. اسم ثلاثي الحروف يحيلنا إلى الأقنعة الثلاثة في الصورة على الغلاف كما ينبهنا الى عدد المحطات المركزية التي تحكمت في السرد الداخلي للأحداث :فرنسا، الوطن، الذات(الذاكرة).العطر مفرد يحيلنا إلى الذات التي تتخير البحث بدل البقاء على حال واحد ممل.كما أنه يعني تلك الرائحة الزكية التي تنبثق من ذلك السائل و هو ما يوافق تماما تجربة السفر التي قام بها البطل إلى فرنسا، فهو يحقق هنا الحكمة القائلة : سافر ففي السفر سبعة فوائد، وكل فائدة هي ذات عبق يرسخ في ثنايا الذاكرة بالضرورة.ننتقل إلى المفردة المضافة إلى المفردة الأولى "العطر" و هي "الدهشة" هي صفة أو لنقل ردة فعل لفعل معين.هل الدهشة في رائحة العطر؟ أم الدهشة لنوعية العطر ؟ أم الدهشة لمن يضع العطر؟ أم الدهشة لأجل الدهشة؟
أسئلة كثيرة تطرحها علينا هذه المفردة، و التي لا يمكن لنا فصلها عن بداية العنوان و ذلك أنها تترابط وتتشاكل في المعنى معها في كثير من المستويات ابتداء من اللسانية إلى المعنمية في حد ذاتها.
عطر الدهشة:تحيلنا إلى فكرتين:
1- أن للعطر رونقا و رائحة زكية تنقلنا إلى صفحات الذاكرة و الحاضر المليء بالمتناقضات التي تؤسس لمعنى جديد في الحياة.و بالتالي الدهشة كرد فعل ايجابي لما حفل به البطل.
2- أن للعطر عبقا مثقلا بالألم والحنين إلى ماض ضاع ذات كبرياء من البطل، فأضحت الدهشة ردة الفعل المناسبة لهكذا شعور متأزم.
و من هنا نستنتج أن العطر هنا = الفعل، الحركية، الانسيابية،بالرغم من أنه اسم.
الدهشة هنا= رد الفعل، الجمود، السكون، التفكير في حل سريع للذات المتأزمة في ذلك الموقف"الدهشة"
بناء على هذه المفارقة نجد العنوان يقول لنا أن موقف الذات هنا في وضعية حرجة تحتاج
إلى عملية سريعة لحل المعضلة التي وقعت فيها الذات جراء مفعول العطر الذي يلعب دورين -كما سبق و ذكرنا- فهو يؤسس لحياة جديدة بيد أن سبب التأسيس لتلك الحياة الجديدة هو تلك الأزمة التي جعلت منه يندهش لفترة معينة، فضاعت الحروف واليقينيات
وهذا ما أسس لمبدأ ترحال الذات من مكان إلى آخر في النص السردي.و إعادة التفكير المجد في العودة إلى أرض الثبات و اليقين رغم كل الخيبات و النكسات.
النص الموازي:
تتحدث رواية عطر الدهشة عن شخصية عادية درست الهندسة في الجزائر و كانت تود إثبات نفسها فقررت الذهاب إلى فرنسا للعمل وتحقيق الذات، تاركة وراءها عائلة متواضعة مكونة أساسا من أم و أب وأخوة أكثرهم حضورا "لزهر" وأخت"سامية"، والحبيبة"سهام" التي أخلفت وعد حبيبها بالزواج من آخر يقول السارد:"من الضعف أن أبكي أمام أمي على ذكرى من أخطأها الحب(...)كانت من يقينياتي الكبرى، لم عساها تكسر يقيني فيها و حبي لها" .و من سارد هو الشخصية الرئيسية التي تتمحور حولها كل الأحداث، تتراكم الأحداث وتلتقي الشخصية الساردة بشخصيات -منها الصديق"أنيس" و منها الصديق المضاد"اليهودي"- ساعدت السارد في تقديم كمية لا بأس بها من الأحداث العادية التي تحدث لكل جزائري يحمل من الوعي ما يكفيه ليعلم أن أرض الوطن أفضل بكثير من أرض الآخر. كل ما في الأمر أن الكاتب استطاع بجودة فنية و سبك متين للغة الرواية أن يتجاوز أبعاد السرد إلى عمق جديد نلحظه دائما في تخيره للعتبات الأولى التي يلج من خلالها القارئ إلى فحوى الأحداث. فالمطّلع على رواية "عطر الدهشة" يجد أنها تنقسم الى أجزاء عُنون كل قسم منها بعنوان يحتاج منا إلى قراءة مبسطة تكشف تلك المفارقات اللغوية و المعنمية التي يعقدها الكاتب بينه وبين القارئ من جهة، وبينه و بين اللغة من جهة أخرى. فالعناوين المختارة في متن الرواية تحيلنا إلى تنميط محدد و نمذجة فريدة تخضع لخط سير معين –خاصة أن العفوية من الأفعال المحرمة كتابيا، فينتفي وجود نص بكر أو نص بريء –في هذه الحالة نلاحظ أن العناوين أجهزت على الأفعال و تخيرت الأسماء مفتاحا نلج من خلاله إلى عوالم المعنى."أول المواعيد، مواعيدي، ليخطءهم الحب، دولاكروا ،مواعيدنا، مواسم" سبعة عناوين،رقم شبه مقدس في التراث الشعبي الجزائري خاصة و الأدب العالمي عامة. هذا يطرح سؤالا وجيها لماذا يتخير الكاتب العدد"07"؟ ،من منظور سوسيولوجي نجد إن المتخيل السردي كبناء فني يفرض على الكاتب -بطريقة سواء أكانت اختيارية أم قسرية – أن يبث لنصه نوعا من الشرعية و القدسية ليلتحم والمتخيل الجمعي لدى القارئ والجماعة التي تستقبل النص باعتباره نتاجا نابعا من فرد لا ينفصل أبدا عن مجتمع كبنية كبرى تنتمي إليها ذات الكاتب في شرعية تامة.فقد ارتبط هذا العدد بتبعات شعبية ثقيلة تسرد لنا الكثير من المعتقدات فمن مقياس السباعيات الذي تتجمل به النساء كحلي إلى قوة العدد 07 في طرد الجن و المخلوقات الغريبة التي يمكن أن تهدد أمن الإنسان،و بهذا يكون للهذا العدد قراءة معينة تتلخص في كون النص بنى على عتبات تركزت في العدد 07 و بالتالي كل ما يمكن لهذا الإنسان الباحث عن الحقيقة ايجاده في تلك العتبات المتفرقة من قوة هو موجود داخل ثنايا الأحداث، و سيرورة الأحداث التي تقدمت في الرواية لمن أهم الدلائل التي تشير إلى هذا الأمر فالبطل يسافر و يضيع و لكنه يتخذ القرار الصائب الجاد و يمضي بقوة وعزم في تحقيقه وذلك بالعودة إلى الوطن.هذا من جهة ، و من جهة أخرى نلحظ مفارقات السرد الزمنية-;---;-- التي تمظهرت على المستوى النص السردي، التي تبين لنا قيمة العتبات التي تخيرها و ذلك لـأن:
• كل عنوان له علاقة وطيدة بما يحكى داخل المتن الحكائي الخاص به
• كل العناوين جاءت على شكل علامات لوقوف الذاكرة و هذا ما يحيلنا إلى نوعية خاصة من السرد القديم بالتحديد في السيّر التي تروى شفاهة.
• معنى العناوين وعلاقته بالمتن الحكائي هو كالآتي:
*أول المواعيد...أول الخيبات: مفارقة لغوية ومعنمية مميزة تربط بين لقاء أول جمع بين البطل و العائلة بعد سنوات عديدة حددت برقم 07.و هذا أول المواعيد التي لم تكن موعدا عاديا لأن الطرف الآخر الحنان(الأم) جعل من الموقف موقفا مليئا بالشوق والحنان الرائع الذي يريده أي مغترب عائد للبيت (الوطن). أول الخيبات لعدم وجود الطرف الآخر الذي يمثل ركيزة مهمة في تشكيل رفوف الذاكرة العبقة بعطر "امبراغ" لدى البطل ألا وهو (الأب).
*مواعيدي بتوقيت العطر:حضور الأنا بياء الإضافة في الاسم الذي تصدّر العنوان"مواعيدي" يؤكد حضور ذاكرة البطل في السرد، إلا أنها هذه المرة تتخير زمن سرد جديد من نوع الإسترجاع
«analèpse » -;---;-- لتحدث المفارقة الزمنية التي حولت العنوان الى عتبة تجدد السرد و تجعله يؤسس لبداية جديدة غير العتبة الأولى.
*مابقي من المرافىء: عتبة أخرى تؤسس لكمية لابأس بها من السرد الذي يتعلق بالصديق "أنيس" الذي أراد بكل قوة التأسيس لحياة مميزة ، ناجحة بين جدران باريس في بيت البطل "الذي "تتفق أنت و رجل آخر من تاريخ البشرية في الاسم معه"، المرفأ الوحيد الذي بقي لأنيس هو بطلنا المتخفي وراء السرد. يحيلنا العنوان إلى وجود نهاية معينة إلا أن هذا ما ساعد في تشكيل كسر لأفق توقع القارئ ذلك أن العنوان كان يحتمل الاختيار كعتبة أخيرة في الرواية لا في وسطها.إنها قيمة جدلية" الحياة،الموت" التي فتح بها مسار السرد، هي من يفرض كل هذا الزخم السردي المتفوق لغويا على مستوى النص الذي بين أيدينا.
*ليخطئهم الحب: كيف يمكن أن ننظف بقايا جرح الحب دون أن نجرح أنفسنا مرة أخرى؟ عتبة أخرى تثري أحداث القصة التي تتخيرها الرواية حلة بهية لها.مع اعتقادنا أن البذرة الأولى لتأسيس الرواية كانت هذه القصة"سهام"،
أولا: من حيث المعالجة النفسية للموقف.
ثانيا: من حيث التكثيف اللغوي الذي يميل للشعرية في تحديد الموقف والوصف معا.مفردات دلالية ترد في النص والتي نجدها كالأتي: الألم حد النزيف، الحنين، أنين الكبرياء الحاد الذي يشعر به البطل.إنه يؤسس لقيمة نفسية عميقة لم تعرفها البطلة هي الوفاء للمحبوب.المنطق يقول أن التصرف الذي تقوم به الشخصية في اختيار حياتها بعد غياب البطل تصرف عادي.إلا أن الدهشة تكون دوما في صاحب القيمة (البطل)، الذي يرى أن الحب وفاء رغم غياب سنوات، فيؤسس لطبيعة مضادة للمنطق تعرف بالإنسان الروح. تتمظهر الدهشة بقوة في هذه العتبة النصية من خلال تعارض القيم بين الشخصيات.
*دولاكروا مرة أخرى: أين دولاكروا الأول ليعاد ذكره مرة أخرى؟ أول سؤال يطرحه القارئ عند قراءة العنوان، إن الحضور الذي تسجله اللوحة في هذه الشرفة أكثر من أي شرفة أخرى.فموضوع لوحة دولاكروا يحمل ألوانا وزخما ثقافيا نجح الكاتب في نقله بسلاسة تقنع القارئ بمسار معين لخطى فهم الآخر. تؤسس هذه العتبة لتجليات ثقافية كانت قد حصلت للبطل في الغربة مع جار يهودي له.كما أن جمالية السرد هنا لا تتوقف عن إدهاشنا في نوعية الانتقال بين المفارقات الزمنية في السرد، مرة استباقا ومرة اخرى استرجاعا.
*مواعيدنا الإفتراضية: الجمع في حضور الأنا، خاصية لغوية تظهر لنا من خلال العتبة ما قبل الأخيرة في الرواية؟ مواعيدنا؟ إنها تلك المواعيد التي يرسمها البطل في خياله بمشاركة صديقه"هشام" لتحقيق سعادة ما في خضم أحداث جعلت من الشخصية تريد متنفسا للروح بعد تعب مرير في البحث عن مكان للاستقرار. والعودة إلى القيام بعمله بطريقة صائبة ومميزة في الآن ذاته.إنه وقت التنفيس عن الأنا في الجماعة."ما الحياة لولا الناس الذين يملئون حياتنا"
*مواسم الحب والحنين:الشرفة الأخيرة التي يطل من خلالها البطل على الحقيقة التي يبحث عنها طول زمن السرد والأحداث التي قام بسردها.مواسم الحب:حب البطل لـ"بيتي" الشخصية الأجنبية التي أشعلت فيه نيران الشهوة و فكرة الاستقرار في فرنسا، إلا أن المفارقة تثبت لنا أن للبطل قناعات متجذرة في اللاوعي الخاص به.بدل العيش و محاولة الاستقرار في فرنسا نجده يشد الرحال للعودة إلى أرض الوطن. فكرة مميزة تثبت أن حب الوطن أهم من حب الاستقرار و الضياع في متاهات لا يمكن لأي إنسان -بمجموعة تركيبات شخصية البطل- أن يحتملها.
ملاحظة:
الملاحظ على بعض العناوين أنها تحمل كلمة موعد بصفة ملفتة.
و هذا يجعلنا نتوقف قليلا على تمفصلات المعنى في طبقات التدلال في هذه المفردة.
موعد: هو لقاء بين طرفين أو أكثر، سببه البعد و هو يعقد لسبب معين.لشوق بين أطراف الموعد أو لعمل ما.كما أن الموعد قد يكون بين إنسان و ذكرى معينة في مكان معين.لذا فالموعد يفترض أمامنا عناصر معينة لكي يتوفر: الأشخاص، الموضوع (السبب)، المكان.
الموعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد: (هو الفكرة التي ختمت بها الرواية: رؤية أرض الوطن من جديد)
الأشخاص الموضوع المكان
(البطل. قيمة الوطن) (الاغتراب، شتات الذات) (الجزائر)

تبئير الحكي:" الرؤية السردية"
تتعلق طريقة الحكي التي ينتهجها الكاتب في إرساء مناطق القوة في نصه السردي على نوعية سرد أحداث نصه وفق رؤية معينة.و هذا ما ناقشه تودوروف-;---;-- بطرقة واضحة تميل إلى البساطة التي تجعلنا نختارها كفكرة رئيسة نحدد من خلالها شكل السرد الذي يتمظهر داخل الخطاب السردي للرواية.
لكن قبل الولوج إلى نوعية الرؤية السردية وجب علينا توضيح الهدف الذي نسعى إلى إبانته من خلال تحديد هذا العنصر بالتحديد.فالرؤية السردية تساعدنا في كثير من النقاط على تحديد رؤية القاص للمروي الذي يقوم بترتيب أحداثه و نقله إلينا باعتبارنا قراء من جهة، و من جهة أخرى نبين أهم ما يمكن لهذه الرؤية أن تمده لنا من ناحية تشكيل و تنميط المعنى داخل النص السردي وتجليات القراءة له.إذ إنه من خلال هذه النقطة نستطيع أن نمد القارئ بنظرة تأويلية قد تقارب أو لنقل كلما قاربت مرمى الكاتب كلما ابتعدت عنه بجلاء،فكل تأويل هو إساءة تأويل لما هو موجود، فيتاخم القارئ حدود الحاضر الغائب فيه.
"هكذا إذا صارحتني بيتي بحبها،وسقطت فيما كنت أخشاه...أحسست بفائض العاطفة الحارة
وأنا مع بيتي" سرد ذاتي على طول مساحات الرواية، أغلب العناصر التي تبينه استعمال صيغة المتكلم والملكية"أنا ، الهمزة ، الإضافة والضمير العائد على الأنا".كما أن الطريقة تتغير في فترات أخرى لضمير الهو في :"قال سارج: قيل بأنهم مجموعة أفارقة احتجوا على فصلهم عن العمل..." .أنه ما يعرف بـ"الرؤية مع" « Vision avec » في هذه الحالة يعرف السارد بقدر ما تعرف الشخصية الروائية (السارد=الشخصية) فلا يقدم للمروي أو القارئ معلومات أو تفسيرات إلا بعد أن تكون الشخصية نفسها قد توصلت إليها."إن الشكل المهيمن الذي يستخدم في هذه الرؤية هو ضمير المتكلم،حيث تقوم الشخصية نفسها بسرد الأحداث مثلما نجد في السيرة الذاتية في هذه الحالة تنعت الشخصية بـ:" الشخصية-السارد " نسنتج من هذا القول إن الشكل السردي الذي يتبعه الكاتب في تقديم رؤيته السردية هو الرؤية مع ،أو كما يعرف عنها بالرؤية المصاحبة.رؤية تحلينا إلى قراءة محددة في فضاء النص الذي بين أيدينا.إن التركيز على خلق نمط معين في السرد خاصة الذاتي يساعد الكاتب كثيرا في التعبير عن أزمة الاغتراب التي يناقشها كقضية مصيرية للذات الإنسانية.لأنه من الصعب بمكان أن يتوسد الكاتب طرقا أخرى تبعد عن الذات،فيكون ذلك بعدا عن الذاتية وعن الروح الانسانية التي يريد منا أن نغوص فيها معه و ذلك لاكتشاف كنهها من جهة و لإعطاء مبرر كاف و مقنع لذلك المغترب الذي تخير العودة الى أرض الوطن على المكوث في أرض الآخر حيث الرفاهية
والحياة الهدف.
بنية الشخصية الروائية:
قد يطرح القارئ للمقال سؤالا عن الصلة التي تربط البنية التكوينية للشخصية الرئيسة وعلاقتها بتمفصلات المعنى داخل النص السردي "عطر الدهشة".
لهذا تحتل البنية التكوينية للشخصية الرئيسية دورا محوريا في توضيح توجهات الرؤى المختلفة التي تعبر عنها الرواية من جهة ، بالإضافة إلى أنها تحيلنا إلى مستويات أعمق لتحديد بنية المعنى للنص السردي.
يمثل مفهوم الشخصية الرئيسة عنصرا مهما في تمفصلات السرد، إلا أن معايير تشكلها من قبل النقاد اختلفت إلى درجة التناقض لذا وجب علينا تبني أقرب وجهات النظر إلى مقاربتنا، إلا أن هذا لا يعني محاولتنا نفي مجموعة من العناصر الأخرى التي تتوفر فيها بعدما أسهب نقاد أخرون في توضيح معالمها. كما أن اختيارنا لرؤية الناقد "رولان بارت"-;---;-- توجب علينا العرض لمفهوم الشخصية بصفة عامة قبل الولوج لها من منظوره الخاص توخيا لنظرة موضوعية و توفيقية مجملة، يفرد هنكل قائلا :" ومن ثم كان التشخيص هو محور التجربة الروائية" إنها أحد الأعمدة الأساسية لجعل الرواية كلا فنيا مبنيا على أساس قوي.ومن الملاحظ أن آراء النقاد حول مفهوم الشخصية متعدد؛ إذ نجد من يقارب مفهومها اعتمادا على مقولات علم النفس وآخر يعتمد على أساسيات سوسيولوجية بحتة فتتحول الشخصية إلى نمط اجتماعي يعبر عن واقع طبقي يعكس وعيا ايديولوجيا معينا.كما لا يمكننا التغاضي عن أعمال السيميائي "ألجيرداس غريماس"-;---;-- في مفهوم الشخصية الذي حولها إلى مجموعة من العوامل ففي نظره الشخصية:"كائن خيالي،تبنى من خلال جمل تتلفظ بها هي أو يتلفظ بها عنها" و انطلاقا من هذا المفهوم للشخصية عموما نعبر إلى أساسيات رولان بارت لتقديم مقومات الشخصية الرئيسة التي تتفق و الشخصية الرئيسة للنص السردي"عطر الدهشة" ، إنها لا تحمل اسما محددا.مبدئيا نطلق عليها الشخصية الساردة،والحكم كما يتوضح لنا من الرؤية البارتية للشخصية يتشكل من تكاثف الكثير من العناصر في بناء الشخصية من طرف الكاتب في مراحله الاولى للكتابة انتقالا الى التوصيفات التي تسند إليها عن طريق:
* مظاهر الشخصية: الوصف( من مواصفات سيكولوجية، اجتماعية خارجية) والحكي (أي ما تقوم به) و الحوار و المنولوج.فالملفوظات السردية تعتمد على توضيح مجموعة من المواصفات التي تتعلق بالشخصية لتبين لنا نمطية الشخصية التي ترتكز عليها الأحداث.
* معايير تحديد البطل: قد لا نجد صعوبة بالغة في معرفة الشخصية الرئيسة في الرواية التي بين أيدنا إذ هي من الروايات التي تعرف برواية الشخصية.و منه يمكن التعرف على البطل من خلال مجموعة من العلامات والمعايير الكمية والنوعية:
1. المقياس الكمي: و فيه يقدم السارد كمية لا بأس بها عن شخصية البطل، و هذا ما نجده في النص بوضوح فالشخثية تمدنا بمعلومات دقيقة عنها تقترب في كثير من الأحيان إلى المعلومات السيكولوجية النفسية و الذاتية.و هذا فعلا ما جعل الشخصية تبدو هلامية تستوعب في كثير من المواقف القارئ في حد ذاته.فهي يهزات الذات التي لطالما عايشناها مع البطل تنقل لنا بعدا جماليا فنيا من جهة وبعدا انسانيا فريدا من نوعه."أمطار خريف باريس، تؤكد للواقف تحتها دوم مطرية أنه ليس من باريس...عرفت ذلك عندما رأيت الناس يسبرون تحت زخات المطر بخطى هادئة .... واقفا وحدي أمام مدخل المترو و انتظر"
2. المقياس النوعي: وتتميز فيه الشخصية البطل بما يلي :
أ/ التفريد:عندما تتفرد الشخصية الرئيسية بموجوعة من الصفات لا تتوفر في الشخصيات الأخرى فيصبح لدينا أقوى أسباب الجزم أن الشخصية التي تعترضنا هي البطل.و لا دليل في رواية "عطر الدهشة" يحيلنا إلى أن السارد هو البطل أكثر من توليه زمام الحكي والأفعال الرئيسية( التنقل.السفر .الشعور بالغربة و الحنين، الحب ....)، كلها دلائل تجعل من الكاتب يعطي للبطل أولوية ساحقة من خلال ملفوظات الحكي التي تولى ايصالها للقارئ.
ب/ أشكال ظهوره وحضوره: تتوالى فقرات تواجد البطل على طول النص السردي، يختفي أحيانا بين حوارات قصيرة جدا بين الشخصيات الفرعية أو الثانوية.إلا أن البطل يسرد لنا بكمية كبيرة من ملفوظات ترسخه في ذهن القارئ دوما.إنه حضور الأنا و الذات التي يجب أن نفرق بينهما تفريقا يقينيا وفق منظور فلسفي تستقيم فيه النظرة الأولية للأنا والذات؛ يرى نيتشه أنه يجب علينا التفريق بين الأنا بوصفه فردا و الأنا بوصفه شعورا بالذات.ف"أنا الفرد" ليست الأنا الذاتية التي ترتبط في مجمل الاحوال بالعلم الخارجي و الظروف المحيطة، في حين أنا الذات هي فعالية شعورية خاصة و الشعور بها هو الذي يغير النمط من حالة إلى أخرى .ومن هذا العمق في النظرة الى الذات نستخلص أن الشخصية هنا تبدو منذ الوهلة الأولى شخصية ذات بعد أنوي فردي يخضع لمجمل الأحداث الخارجية المحيطة بها، إلا أنه بعد التعمق في بناء المعنى للوحدات المعنمية للشخصية نجدها تخلق -بمجموعة الملفوظات التي تتولى القيام بها من وصف و فعل و رد فعل- شعور الأنا بالذات التي تحدث عنها نيتشه؛إذ إن قرارات البطل التي تتمثل في ترك كل شيئ عند الآخر والعودة و التي تتمظهر خصوصا في العتبة النصية الأخيرة التي تعد شرفة لا يمكن للمنطق الحضور فيها أبدا لهو من أهم الأسباب التي خلقت الدهشة الحقيقية لدى القارئ، فانسحاب البطل من قصة الحب الملتهبة التي كانت كفيلة بأن تبقيه في "ليل" دونما التفكير في العودة أبدا يكسر أفق التوقع و الربط المنطقي بين مجريات الحكي و الأحداث في حد ذاتها.
و مما سبق نستنتج أن للتركيبة السيميائية لشخصية البطل،الذي تدور معظم أحداث الرواية في فلك حضوره و غيابه، دورا هاما في تشكيل تمفصل جوهري في بناء المعنى المركزي للرواية باعتبارها بناء فنيا تتعاضد فيه العناصر التشكيلية لتكوين منطق خاص يسير وفقه مبدأ الحكي. فدرجة التعقيد التي تلف الشخصية انطلاقا من عدم تسميتها،إلى درجات الضياع التي ظهرت لنا من خلال الأحداث،وصولا إلى القرارات الثابتة والمصيرية التي حددت نهاية للموقف المتأزم الذي سيطر على الشخصية الرئيسية، جعلت من المتخيل السردي لدى الكاتب يقترب إلى الواقعية في التعاطي مع الأحداث، وأنماط التفكير السائدة في المجتمع، و ردّات الفعل الممكن صدورها في أغلب الأوقات من طبقات المجتمع المختلفة كالعائلة ،الأصدقاء ، الآخر،الحبيب. مما يؤكد لنا مدى قوة البناء السردي في القصة التي تروى لنا.
خلاصة:
نخلص في مقالنا هذا إلى النقاط التالية:
*التجربة الروائية التي يخوضها الكاتب من أهم التجارب التي لا يمكن لنا التغاضي عنها لسبب جوهري هو خصوصية التناول للموقف الانساني من جهة و قوة الكتابة الملفتة
والفلوتة في الآن ذاته.
* تمفصلات المعنى في الرواية كانت تؤدي دورا هاما و رئيسا في تحقيق تماسك داخلي للسرد.
* العناصر التي قمنا بدراستها هي عناصر لا يمكن التغاضي عنها،إذ نجدها تقدم هيكلا مميزا في بناء التشكيل السردي داخل الرواية فهي مجموعة من الأجزاء التي تنتج لنا كلاّ متكاملا.
* رواية عطر الدهشة من التجارب الروائية الناشئة التي تجعلنا ننتظر المزيد في كل حين قراءة.إنها ذلك المعين الذي توقف ليغوينا ويدخلنا في زمن صفته الاساسية الشوق في انتظار المزيد.
هوامش المقال:
1 شعيب حليف،هوية العلامات في العتبات و بناء التأويل،عن دار الثقافة المطبعة الجديدة، الدار البيضاء الطبعة الأولى، يناير 2005.ص 11.
*شانيل من أكبر دور عرض الأزياء في باريس ولها فروع في مختلف أنحاء العالم ،لها علامة في الأزياء والإكسسوارات والعطور المميزة
إحدى مجلات الموضة الفرنسية الصادرة عن دار شانيل الفرنسية على مواقع الانترنت.
2 محمد الأمين بن ربيع "عطر الدهشة" رواية البحث عن الذات، إصدارات رابطة الفكر و الإبداع بولاية الوادي،ط1 ، سنة 2012.ص16/17.
*المفارقات الزمنية في السرد تحدث عندما يخالف زمن السرد ترتيب أحداث القصة سواء بتقديم حدث على آخر أو استرجاع حدث أو استباق حدث قبل وقوعه
*الاسترجاع اشتغال الذاكرة:يروي السارد للقارئ فيما بعد ما وقع من قبل
3الرواية ص 54.
4 الرواية ص 08.
*تودوروف:فيلسوف فرنسي-بلغاري ولد في 1/03/1939.يكتب عن نظرية الأدب، تاريخ الفكر، نظرية الثقافة.له تصور لمفهوم الرؤية السردية -;---;--
5 الرواية ص122.
6الرواية ص125.
7 جاب لينفلت:مقتضيات النص الأدبي، ترجمة رشيد بن حدو،ضمن كتاب طرائق تحليل السرد الأدبي، ص 92.
* يميز تودوروف بين ثلاثة أنواع من الرؤية السردية: الرؤية من الخلف/الرؤية مع /الرؤية من خارج. للتوسع ينظر محمد بوعزة:تحليل النص السردي"تقنيات و مفاهيم" منشورات الاختلاف ،ط 1. 2010،ص 76.
* رولان بارت:فيلسوف فرنسي و ناقد أدبي و منظر اجتماعي.ولد في 12/11/1980. .اتسعت أعماله لتشمل حقولا فكرية عديدة.تتوزع أعماله بين البنيوية و ما بعد البنيوية،إذ يعتبر من الأعلام الكبار إلى جانب ميشيل فوكو و جاك دريدا في التيار الفكري المسمى ما بعدالحداثة.
8روجر.ب.هنكل قراءة الرواية، ترجمة صلاح رزق، دار الآداب،ط1، 1995.ص 231.
* الجيرداس جوليا غريماس، السيميائي و اللساني الليتواني ولد سنة 1917.و توفي سنة 1922. يعد مؤسس السيميائيات البنيوية انطلاقا من لسانيات فردنان دو سوسير.
9محمد بوعزة ،تحليل النص السردي ، مرجع سابق ص39/40.
ا10لرواية ص 26.
11 ينظرحكيم أو مقران ،البحث عن الذات في الرواية الجزائرية"الطاهر وطار"دراسة سوسيو-ثقافية دارالغرب للنشر والتوزيع،ط1 سنة2010ص28.



#منى_صريفق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة مفهومية في-مقالة هويتي، إنتماءاتي- ضمن مقالات الهويات ...


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - منى صريفق - تماهيات الذات المغتربة بين لغة التشكيل السردي وحدود المعنى.