أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك انيار - جدل الانقلاب و الثورة في مصر















المزيد.....

جدل الانقلاب و الثورة في مصر


كور متيوك انيار

الحوار المتمدن-العدد: 4247 - 2013 / 10 / 16 - 15:25
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


جدل الانقلاب و الثورة في مصر

مازال الجدل مستمراً حتى اليوم بين المصريين والمراقبين والمتابعين للشان المصري حول إن كان ما حدث في 30 يونيو إنقلاب ام ثورة ، على الرغم من إنه مضى على عزل مرسي شهرين و اكثر ، مازال الولايات المتحدة تصر على موقفها في دعم الاخوان المسلمين و هو موقف غريب جداً لكنه ليس اكثر غرابة بالنظر إلى تاريخ السياسة الخارجية الامريكية في العالم و التي ظلت تدعم الانظمة الديكتاتورية الموالية لها و تسعى لإسقاط الانظمة الديمقراطية و الديكتاتورية على حد سواء المعارضة لها ، قبل عدة ايام اعلنت الادارة الامريكية إيقاف تسليم دبابات وطائرات مقاتلة و هليكوبتر و صواريخ للقاهرة ، بالإضافة إلى مساعدة نقدية قيمتها 260 مليون دولار لمصر و عللت ذلك بإستخدام العنف المفرط من قبل الاجهزة الامنية في مظاهرة لموالين لمرسي ، فاثناء فض إعتصامي النهضة و رابعة العدوية ، لم يتجرآ الولايات المتحدة لايقاف المساعدات عن مصر على الرغم من إن الذين قتلوا في ذلك اليوم كانوا كثر بسبب التعنت الكبير لجماعة الاخوان المسلمين و رفضهم لكافة الوساطات قبل عودة مرسي ، لا يوجد اي تفسير لتلك الخطوة إلا بسبب عدم وجود اموال في الاصل للحكومة الامريكية حتى تقدم مساعدات لمصر بسبب ازمة إغلاق المؤسسات الفيدرالية الامريكية منذ الاول من شهر اكتوبر الحالي و ايضاً ازمة رفع سقف الدين الحكومي ؛ لذلك ارادت ادارة اوباما بدلاً من إن تبلغ الحكومة المصرية عن عجزها دفع حزمة المساعدات لمصر ارادت ممارسة بعض الضغوط على الحكومة المصرية لعلها تقبل في نهاية المطاف على مضض مشاركة الاخوان في الحياة السياسية و ذلك بعد إن تم حظر نشاط الاخوان المسلمين و إلغاء تسجيل جمعية الاخوان .
ما يزيد الجدل حول الانقلاب و الثورة هو موقف البروف و المفكر نعوم شومسكي الذي كان مواقفه بعيد كل البعد عن اراءه الذي عرف به وخاصة تجاه ثورات الربيع العربي حيث يرى شومسكي إن ما حدث في 30 يونيو كانت إنقلاب و ليس ثورة بينما يرى في المظاهرات العارمة و التي ادت إلى سقوط نظام مبارك بالثورة وهنا نجد صعوبة كبيرة في إطلاق وصف ثورة او انقلاب على كل من احداث التاسع من يناير و 30 يونيو فالاليات التي استخدم في كلتا الحدثين هي الحشود الشعبية و هو ما يجعل من تلك الحشود الالية الشرعية الوحيدة لإسقاط اي نظام فاسد ، منذ وصول الاخوان الى السلطة لقد سعوا بكل ما يملكون للسيطرة على الدولة المصرية و مؤسساتها و محاولة لإعادة صياغة الدولة مثل إطلاق اللحية لافراد الشرطة و محاولة السيطرة و تقويض النظام القضائي بتعيين الموالين لها في السلطة القضائية الامر الذي يناقض استقلالية المؤسسة القضائية و ممارسة الارهاب على القضاء و كذلك محاولة السيطرة على وسائل الاعلام المقروعة و المرئية و محاصرة مدينة الانتاج الاعلامي كل تلك الممارسات جعلت من الصعب تقبل فكرة إن يحكم الاخوان مصر لاكثر من السنة التي مضاها مرسي في الحكم .
لست مستغرباً من تقارب المواقف بين الحكومة الامريكية و شومسكي باعتباره من اكثر المفكرين الامريكيين نقداً للسياسات الامريكية التي تسعى إلى تنفيذ اهدافها الاستراتيجية لذلك كتب العديد من الكتب التي تتحدث عن تلك الممارسات الوحشية التي ساهم فيها الولايات المتحدة في العراق و في نيكاراغوا و فيتنام و ايطاليا كثير من الدول وخاصة دول امريكا اللاتينية لكن كيف يمكن فهم وصف شومسكي للاحداث في سوريا بإنها ثورة و إن الرئيس بشار الاسد ديكتاتور ، ففي كتابه الدول الفاشلة الذي إنتقد فيه الولايات المتحدة بشدة واعتبرها من اكبر الدول الفاشلة لانها لاتحترم القانون الدولي اشار إلى إن سوريا مدرجة على قائمة الدول الراعية للارهاب على الرغم من الولايات المتحدة تعلم إن دمشق لا تدعم الارهابيين ووفقاً لشومسكي فان امريكا ربما تسعى لضرب سوريا لانها الدولة العربية الوحيدة التي ما زالت تتحدى واشنطن ، إذن كيف اصبح الحكومة السورية اليوم هي المخطئة وهي التي تمارس القتل فاين دور الولايات المتحدة في هذا الازمة والذي سبق ذكره ولماذا يجب على بشار إن يقبل بنظام ديمقراطي بينما دول الخليج التي تدعم الحرب في سوريا لا تطبقها ، كذلك ينفي شومسكي إن يكون الاخوان قد تحصلوا على دعم من امريكا و هنا ربما يكون إلمام البروف بالاحداث في مصر ضعيفة او إنه يريد نفي حقيقة ماثلة امام عينيه فمنذ سقوط نظام مبارك بدا الادارة الامريكية تبدا بالتنسيق مع الاخوان المسلمين ووقتها كانت الحشود مازالت في ميدان التحرير ليس هذا فحسب بل إن واحد من اهداف إدارة اوباما في منطقة الشرق الاوسط هي السماح للجماعات الاسلامية للصعود إلى السطح كبديل لبقية القوى الليبرالية في المنطقة ربما للسيطرة على الجماعات المتشددة و المتطرفة او ربما للقضاء عليه ليس من المعروف الهدف النهائي منها لكن الارجح هو الخيار الاول السيطرة عليها و لقد اعلنها بوضوح الرئيس اوباما في خطابه الشهير بجامعة القاهرة كذلك تحدث البعض عن تزوير للانتخابات الرئاسية بمساعدة امريكية لصالح الاخوان المسلمين ، ما يؤكد ما ذهبت عليه هو إن امريكا في فترة حكم مرسي قدمت كامل دعمها السياسي و المالي ليتمكن الاخوان من السيطرة على الامور مثل التسهيلات التي كان يقدمها صندوق النقد الدولي في محادثاتها مع الحكومة المصرية لمنحها قروض ، لكن بعد الإطاحة بمرسي اصبحت صندوق النقد يرفض التعامل مع الحكومة الجديدة حتى إن مصر في إجتماعات الصندوق هذا العام قامت بتخفيض مستوى تمثيلها إحتجاجاً على تعامل الصندوق معها إذن هنا يصعب نفي التعاون بين الاخوان و امريكا و إنهم صعدوا الى السلطة بعد مباركة امريكية و اتشكك في احاديث البروف شومسكي الذي يقول إن الاخوان فازوا في الانتخابات لانهم اكثر تنظيماً من بقية المجموعات السياسية لان الاخوان تم فرضهم فرضاً من قبل امريكا .
اتفق مع البروف شومسكي فيما ذهب إليه إن القوى السياسية الليبرالية في مصر اقل تنظيماً و خاصة في الانتخابات التي فاز فيه الاخوان حيث لم يستطيعوا حسم مواقفهم و ظلوا يتنازعون فيما بينهم حتى قرروا إسقاط شفيق في حين إنه كان افضل من تمكين الاخوان من السلطة لذلك اعتقد إن اولئك الذين عادوا وطلبوا مساعدة الجيش لهم لإسقاط مصر كان يمكن لهم إسقاط الاخوان في الانتخابات و كانوا يستطيعون ذلك لكنهم لم يستطيعوا تجاوز خلافاتهم و الارتقاء إلى مستوى الاحداث ، لذلك احياناً اعتقد إن الاخوان طالما جاءوا عن طريق الانتخابات فكان يجب إن يتركوا لفترتهم الرئاسية تلك على آن يستمر الضغوط الشعبية و السياسية حتى يتخلوا عن المزيد من افكارهم الساعية للسيطرة على البلاد لان إسقاطهم بتلك الطريقة يجعل من اي انتخابات تعقد عديمة الفائدة لانها ستظل مرهونة بتقديرات المؤسسة العسكرية ، واتساءل ماذا لو إستطاع الاخوان بقدرة قادر من العودة الى الحياة السياسية و فازوا بالانتخابات مرة اخرى على الرغم من إنها فرضية مستبعدة ؟ .
لقد تجاوز مصر مرحلة الخطر و إستطاع إحتواء تلك الجماعات المتطرفة التي لا تصلح للحياة السياسية و سيظل يواجه مصر تفلتات امنية من حين لاخر لكن هذا لا يجعل منها دولة غير مستقرة و لا اعتقد إن الاحداث يمكنها إن تتطور إلى حرب اهلية شبيهة بتلك التي تحدث في سوريا كما يتصور البروف شومسكي .
اغلبية المصريين تعلموا إن تمكين الاخوان من السيطرة على مقاليد السلط كان خطاء تاريخي لا يغتفر و يجب الحرص على عدم تكراره ، واختلف مع شومسكي في مخاوفه من سيطرة الجيش على الحياة السياسية و ممارسة القمع و حتى اليوم ليس هناك ما يشير على إن الجيش سيحرص على إن يظل في الاضواء لاطول فترة من الزمن طالما إن الولايات المتحدة لن تستمر في تشجيع الاخوان على مقاومة التحولات و القبول إن الاحداث قد تجاوزتهم .
طالما الولايات المتحدة سيلعب دور إيجابي و دعم التحول السياسي في مصر بدلاً من تاجيج الخلافات بين الفرقاء المصريين فسيرجع الجيش الى ثكناتها بمجرد إنتهاء الجدول الزمني لاجراء انتخابات ديمقراطية و التهيئة لها الذي سينتهي بانتخاب رئيس جديد لمصر ، سيمضي العملية الديمقراطية في مصر بهدوء فقط إذا لم يكن الفوضى واحد من الإستراتيجيات الامريكية في مصر .



#كور_متيوك_انيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفع سقف الدين او ازمة مالية عالمية
- ازمة الموازنة الامريكية


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - كور متيوك انيار - جدل الانقلاب و الثورة في مصر