أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيهانوك ديبو - الموانع و الضرورات في مسألة المشاركة الكردية المستقلة في جنيفا2















المزيد.....

الموانع و الضرورات في مسألة المشاركة الكردية المستقلة في جنيفا2


سيهانوك ديبو

الحوار المتمدن-العدد: 4242 - 2013 / 10 / 11 - 22:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الموانع و الضرورات في مسألة المشاركة الكردية "المستقلة" في جنيفا2
سيهانوك ديبو

كثرت في الآونة الأخيرة و لم تزل حتى اللحظة مواقف غير محسومة و بالنسبة إلى العديد من الأحزاب الكردية ، حول كيفية المشاركة في جنيفا2: الظهور؛ ورقة المطاليب الواحدة و الموحدة؛ الشخصية الممثلة للوفد المشارك. و هي أساسيات وتعتبر ملخص العملية الثورية ليست فقط طيلة الثلاثين شهرا المنصرمة بل ملخص السبعين عاما الماضية .
و بدون أدنى شك فإن الموروث السياسي في الشخصية الكردية كمكون من مكونات الشخصية الشرقية مغلوبة بسمة التناحر و التنافر فيما بينها، و هذا مبحث آخر إلا أنه مدخل استراتيجي مهم لشرح عوائق و معترضات العمل الكردي المشترك و خاصة المتعلق بمشاركة الكرد بوفد مخصوص بهم إلى جانب وفدي المعارضة و النظام من أجل تسوية سياسية ضامنة وفقها يتم التأسيس و الانطلاق للحل الجمعي، و يكون مناسبا لوقف العنف أولا و تشكيل حكومة انتقالية ضامة للوفود الثلاثة ثانياً، و مضمومة بتطلعاتها إلى سورية مستقبلية جديدة أبرز همومها العمل سوية من أجل تحقيق الأمن و السلام ثالثاً و أخيراً.
موانع المشاركة الكردية في جنيفا2 كوفد مستقل
الفهم الصحيح لمثل هذه الموانع تتمثل ببعد تاريخي له علاقة مباشرة ما حدث قبل تسعين عام و نيّف و المتمثل بشكل مباشر في اشكالية تناول قضايا الشرق بالنسبة لمستعمريها الغربيين الذين قسموا هذه البلاد إلى دول و أقطار و أمصار بنكهة المستعمر الحاذقة و الذي يريد على الدوام؛ دوام صيرورته و الالتجاء إليه في مشاكله التي أنتجها للشرق في غاية الدقة، و قام بتصديرها في غاية الدقة أيضا، و بعد أن رسم حدودا و رسوما، كان من المُجدي إحداث (صناعة البقاء) فوضع حراسا أمناء على هذه الحدود يتقنون أدوارهم الموكلة إليهم ( قنوات كومبرادور ). و على هذا الأساس تبدو مشاكل شعوب الشرق الأوسط متحدة في الجذر و الاستطالة ، و المثال السوري، و تغييب الوجود الكردي بعد ترسيم خارطة الشرق الأوسط حينها، دليل معبّر عن ما يحدث الآن، سيّما أن المعارضة و النظام في سوريا تتفقان في إنكار الجذر التاريخي للقضية الكردية و إنكار ضرورة الربط بينها و بين إيجاد المخرج الديمقراطي السوري لأزمته المعيوشة.
و من أبرز نتائج هذا التغييب المنهجي أسباب متحصلة بفعلها، استمدت سوء النتائج من ذاك الجذر، و تستمد اقصائها للقضية الكردية. الحديث من النتائج تتعلق بالجديد منها، و ملاحظة التغييب الكردي كوفد مستقل مشترك بين النظام و المعارضة، و كلاهما يطرحان آليات من ذات السويّة، فأضحت معترضات و أضحت كوابح تمنع من المشاركة كوفد مستقل في جنيفا2؛ و لعل أبرز هذه الكوابح:
1- مكمن الخلل: و هو العامل الذاتي و المتعلق بقصور الوعي السياسي الكردي لبعض من أحزابها، و تصريحاتهم الأخيرة كانت واضحة و معنيّة بهذا الخلل، يقول قيادي من الأحزاب الكردية قبل يومين: " إننا طرحنا على الخارجية التركية إن كانت هناك إمكانية حضور الكرد مؤتمر جنيفا 2كمكون كوردي مستقل, مشيرا إن لم يكن هناك مجال للحضور فإن هناك توجها دوليا باستثناء الموقف الروسي يطالبون بوفد واحد للمعارضة السورية يضمه كافة المكونات, منوها أننا التقينا سابقا بالفرنسيين والبريطانيين والكثير من الدول حول هذه القضية, والبعض منهم يؤيدون أن يكون هناك رؤية خاصة بهم ضمن وفد المعارضة ". إذا ما اعتمدنا طريقة الوصفية التحليلية لمثل هذا الخطاب ، نتوصل إلى نتيجة مفادها أن توسيم هكذا خطاب ينتمي إلى اللاعقلانية في الخطاب السياسي لدى هذه الأحزاب، و كأن الأمر بات عندهم استجداء و تهليل، دون إيجاد الفرق الواضح بين ضرورة التوافق الإيجابي للرؤية الدولية لإيجاد حل ديمقراطي للكل السوري و للجزء الكردي منه على وجه الخصوص؛ و بين التبعية المفرطة لنظرة التدويل و تغييب العامل الذاتي و المتعلق بإرادة الشعب الكردي و نضالاته عبر تلك السنين.
2- الأيديولوجيا الغامضة: التسول السياسي أمام المعارضة المتسولة ذاتها أحدثت قطيعة للتدرج القيمي كنتيجة من نتائج النضال المتواصلة عبر هذه السنين، مما خلق لدى الحشد الشعبي لبعض هذه الأحزاب نوع من الأيديولوجيا الغامضة تجاه نضالات و شهداء روج آفا في معركتهم الوطنية ضد القوى الظلامية بدءا من ديريك و انتهاء بعفرين؛ الغموض الأيديولوجي ربما كان سببا للحقد غير المبرر تجاه فئة من المحسوبين على الحقل الثقافي و توصيف شهداء الإرادة المجتمعية بأنهم قتلى، و بعض الأحزاب السياسية الكردية بأفعالها هذه تشوه تواريخ نضالاتها عبر تنصلها من أيديولوجيتها و أهدافها الأيديولوجيا التي تبنتها ذات لحظة عصيبة من لحظات الاستبداد، و التنصل أيضا من أهم مفاصل فكرها "الاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الكردي في سوريا من خلال الاعتراف الدستوري بالحقوق القومية المشروعة له"، و هذا يبدو واضحا من خلال اصرارها العمل مع أشد المعارضات تشرذما و تأزما و انكارا للحقوق الكردية ، و محاولة ربط مصير روج آفا بمصيرها، الربط المصيري كان واجبا في سنوات خلت، لكنهم انقلبوا على رؤيتهم و رؤاهم بخصوص الكرد بل بخصوص سوريا، و خير المنقلبين مثالاً " د. كمال اللبواني " من خلال صراخه بأن سورية لن تكون إلا عربية.
3- توظيف الرأسمال الرمزي: إن الغرب في نظرته المستقبلية لم يختلف كثيرا عن سُلّافه في النظرة التاريخية إلى سورية، و بشكل مسئول ما يخص الجانب الكردي فلم تتوافق رؤاه و على مستوى الفعل والعمل مع سياساتها المعلنة حول دعم التوجهات الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان ، و بصريح العبارة لم تكن النهايات متوافقة مع البدايات المعلنة لمواقف الغرب تجاه ربيع الانتفاضات في المشرق ، ربما هي نفسها أكثر المتفاجئين بهذه القيامة الشعبية للشعوب الشرقية ضد منظومات استبدادها، لذا كان الحاصل المتلوّن في المواقف متميزة باللحظية و الإجرائية و التماهي مع المستجدات اليومية ، فوظفت ارضاء لشعوبها و ليست لشعوب الشرق الرمزية في المواقف و الاستبداد أن يكون رباط العقد من مداخلها فقط، و هذا هو المعني من الرأسمال الرمزي .
4- عناصر الاحتشاد الانفجاري: جنيفا2 هو بمثابة لملمة لنوابض الحشد الانفجاري الحاصل في سوريا و في البنية المجتمعية السورية و الذي لن تندمل جروحه بهذه السهولة دفعة واحدة ، و الكرد في سوريا توحدوا فيما بينهم و بعضا منهم مُلزم بضرورة " الطريق الثالث " و الثورة السلمية ، لكن أيضا و بالنسبة لبعض من الأحزاب السياسية باتت تتنصل من طريقها الثالث و توصيلها و بشتى الوسائل و الضغوط إلى دروب " الطريق الثاني "، و إذا لم يكن هذا موسوما بالدقة؛ فلماذا الاصرار على المشاركة ضمن وفد معارضة لم تعترف بالحد الأدنى لتطلعات الشعب الكردي في سوريا؟ و لم تتفهم الجذر الأوحد لقضايانا و لمصائرنا؟
العنصر المحتشد ضمن الطريقين موقوت بالانفجار في أية لحظة داهمة؛ و لأن اللحظة تاريخية و بامتياز؛ فنتائج الانفجار قد لا تكون إيجابية و على جميع المستويات و على جميع المشاركين.

ضرورات المشاركة الكردية في جنيفا2 كوفد مستقل
من المهم التوضيح بقناعة أنه من غير المجدي مشاركة الكرد بوفد مشترك مع النظام و في الوقت نفسه بوفد مشترك مع المعارضة، فكليهما أي النظام و المعارضة و من خلال ممارساتهما السابقة و اللاحقة يُفضيان إلى النتيجة ذاتها ( اللا حل )، و في أحسن أحوالها المراوحة و ربما المراوحة خلفا، القضية الكردية تبتدأ بالاتفاق المجتمعي في سوريا و أن أساسيات القضية الكردية في روج آفا محددة بِ:
- نقطة بداية مشتركة : اتفاقية سايكس بيكو و التي اطاحت بالرجل المريض و في الوقت ذاته بتطلعات شعوب الشرق الأوسط، و العملية كانت بمثابة استبدال الرجل الغربي المُعافى بالرجل الشرقي ( التركي ) المريض. هذه النقطة التي لا يستطيع الشركاء ادراكها، و ربما لا يستسيغونها مطلقا، مع العلم أنها تُشّكل الضرورة الابستيمية المجتمعية.
- نقطة وسط مشتركة: أن أنظمة الاستبداد المتعاقبة في الحكم على الشعب السوري لم تجلب معها سوى الدمار المجتمعي و لكل أبناء الشعب السوري، و الأيديولوجية الحشدية التي استعملتها هذه الأنظمة فرقت بين أبناء البلد الواحد، واتخذت و بالمفهوم السلبي موزاييك سوريا كالتنوع الطائفي و القومي بمثابة نقاط ارتكاز بالنسبة لهم، فالكل لا يثق بالكل، و النتيجة التي نشهدها الآن دالّة، و المحاولات الجمعية و المدنية نكصت في كل اختبار كان يواجه الشعب.
- نقطة واجبة مشتركة: الحل السوري يبتدأ ديمقراطيا، و أية تسوية سياسية تفتقر إلى المضمون الكلي الديمقراطي سيكون فقط تسوية متعثرة، و ربما تستدل إلى المزيد من العنف ، عندما تقتنع الأطراف المشاركة في جنيفا2 بأن مفتاح الحل الديمقراطي في سوريا تكمن أن الخطوة الحقيقية في حل ديمقراطي حقيقي للقضية الكردية في سوريا و النظر إليها من ثابتي : الأرض و الشعب، و غير ذلك هو حل منقوص، و أي حل منقوص في هذه اللحظات الحرجة هو استدامة للعنف طالما هناك ديمومة لعناصر الحشد الانفجاري .
الحكمة المتداولة تقول: يمكن لشجرة أن تصنع مليون عود كبريت، و يمكن لعود واحد أن يحرق مليون شجرة. و من باب المقاربة؛ حتى تنجح ثورة شعبية يمكن أن نحتاج إلى آلاف الشهداء؛ و سؤالي: لإفشال ثورة هل يكفي موقف مغاير واحد؟



#سيهانوك_ديبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استحقاق جنيف2 بين واقع النظرة الدولية والمتوقع المحلي والإقل ...
- الكرد بين اتفاقية لوزان 2 و جنيف 2
- الحرب و السلام .....سورياً
- لماذا نتبنى مفهوم الإدارة الديمقراطية ؟
- لماذا قتل الشيخ معشوق الخزنوي ؟
- في التناحر و التنافر الكردي - الكردي أسباب التناحر وعلتها
- كيف نفهم انتفاضة قامشلو 2004 ؟


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيهانوك ديبو - الموانع و الضرورات في مسألة المشاركة الكردية المستقلة في جنيفا2