|
العداء مع الحضارة
سامح محمد
الحوار المتمدن-العدد: 4238 - 2013 / 10 / 7 - 08:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تفرض علينا الحضارة الكثير من القيود التى تجعل قبولنا لها أمرا شبه مستحيل ، فقد يصل الامر الى حد الهروب من الحياه الى غيابات الموت طمعا فى التخلص من مما تفرضه علينا الحياه من صعوبات تواجهنا للاستمرار فيها .
كنت اتناقش مع اخى و اثناء مناقشتى له سالته سؤلا هاما جدا ؛
ما الذى يجعلنا ندافع عن النظام الذى نحياه ؟
- فاجابنى الايمان بهذا النظام فبمجرد وجودك به فانت تعيشه طالما انت وجد به .
- فقلت له اليس المصلحة هى الحاكمة لنا فهى التى تتقبل النظام او ترفضه فان لم تتحق مصلحة الفرد يرفض النظام .
- فاجابنى انت موجود للنظام ليس للمصلحة فانت تخلق مصالحك الخاصة فارتباطك بالوجود هو ارتباطك بالمكان و الزمان فطالما ارتبطت بالمكان و الزمان فأنت موجود .
- فقلت له اذا كان ذلك يعارض ذاتك فانت بقولك هذا خادما للمكان و الزمان فلا مصلحة لك فيه فكيف تتفاعل داخل جماعة لا تستطيع ان تعيش نظامها .
- فقال لى انت حر ليس لك علاقة بالجماعة فوجود تشوه فى جزء بها لا يجعل الحكم على القضية كليا فليس الجزء مرآة للكل و معبرا عنه بالمطلق .
- فسألته اذن كيف اتعايش لا يمكننى ان اطبق هذا اجده مناقضا للمنطق ؟!
- فأجاب المنطق يختلف باختلاف زمن حدوثه و مكانه فليست أصابعك متشابهة و أنت لا تعلم الظروف التى اوجدت ذلك المنطق و ما هى الاسباب التى أدت الى ذلك و ان علمتها فهى ليست بالضرورة مقدمات لكل النتائج ، فليست النتائج ناتجة عن ذات المقدمات فليس الكل متشابه .
- فأخذت أحملق اذن ماهى المشكلة ؟!
-فأجاب المشكلة هى رفضك للانسان و الحضارة انت و من هم مثلك ترغبون فى تبسيط الامور كما كان فى عصر الانسان الاول و هذا غير حقيقى يوجد قواعد نحيا عليها و هى اولى بالاتباع فهى تنظم الفرد و الجماعة و طالما انت مؤمن بها فانت محل لها و ليس لك الاستعانة بغيرها .
- فقلت له انا انسان يوتوبى ، ارغب فى اليوتوبيا !
- فقال ضاحكا انت لا تستطيع ان تعيش يتوبيا ليوم واحد فان فعلت هذا فستنهى حياتك بيدك حتما فالمدينة الفاضلة غير موجودة .
- فقلت له لو كنت ارغب فى ان اكون انسان اول و ابسط الامور فما المشكلة لقد افسدت الحضارة كل شىء ثم ان الانسان يعود فى النهاية لاصله "التراب" .
- فقال انت الان انسان حى كتب عليك التطوير و التحديث و التعمير بجانب الايمان و بالتالى فقولك بالعودة للاصل تعنى انك ميت لست بحى و الميت لا يطالب بحقوق ، فحاول ان تتصالح مع نسك و من حولك و لا تلقى باعبائك على المجتمع كن نفسك لنفسك و لاتجعل مقدمات غيرك مقدماتك فالاحوال تختلف باختلاف المنطق المنسجم مع الزمان و المكان .
و هنا انتهى الكلام بيننا و ذهبت فى شرود عظيم فوده محقا فانا قد اصبحت اعاند المحيط الدائر حولى و ادعى اننى بذلك اختلف عن القطيع ، فالاختلاف عن القطيع يستلزم القيام بفعل مختلف ذو تأثير ايجابى فى مصلحة الجماعة و هذا ما افتقده . و أنا اكتب مقالتى و ادعو كل شخص ان يفكر جيدا و لا ينظر لنفسه بالتعالى و ليعلم حقيقة وضعه و يفكر جديا كيفر يكون ذو تأثير ايجابى داخل مجتمعه حتى ينعم بالارتقاء عن العامة و الاختلاف القابل للاحترام و القبول ولا يجد نفسه فى عداء مع الحضارة .
#سامح_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التابوهات الثلاثة
-
الكافرون بالحرية - المبحث الاول : حرية الاعتقاد الدينى
-
الانسانية بين الوهم و الحقيقة
-
الحقيقة المأساوية
-
رواية الأفاعي صرخة ضد الجهل والإرهاب
المزيد.....
-
بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
-
حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
-
بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين
...
-
سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
-
بايدن على قناعة بأن ترامب لن يعترف بهزيمة في الانتخابات
-
قائد -نوراد-: الولايات المتحدة غير قادرة على صد هجوم بحجم ال
...
-
أبرز مواصفات iPad Pro 13 الجديد من آبل
-
سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
-
الجيش الإسرائيلي: معبر -كرم أبو سالم- تعرض للقصف من رفح مجدد
...
-
-يني شفق-: 5 دول إفريقية قررت إنهاء عمليات الشحن البري مع إس
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|