محمد علي الزيات
الحوار المتمدن-العدد: 4230 - 2013 / 9 / 29 - 09:43
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
" ماذا لو كان السيسي إخوانياً؟ "
(1)
"القوات المسلحة لا تفكر في النزول إلى الشارع، والجيش ليس حلا، والوقوف أمام صناديق الاقتراع أفضل من تدمير البلاد."
هكذا تحدث السيسي وهكذا نزل الخبر كالصاعقه علي كثيرين.
(2)
لم يكن أحد يعلم شيئاً علي وجه اليقين عن توجهات السيسي السياسيه طوال العام المنصرم حتي فترة ما قبل أواخر يونيو ,والمثير أن أحد رجال عائلة السيسي من أقطاب الإخوان والطريقه التي تم بها إقالة المشير طنطاوي وسامي عنان ومعظم أعضاء المجلس العسكري لم تكن متوقعه بالشكل وبالسرعه التي تمت بها ,كما أن اختيار الرجل وهو أصغر أعضاء المجلس العسكري أثار الشكوك لدي كثيرين وشعر البعض أن هناك شيئاً ما يتم ترتيبه.
زوجة السيسي محجبه ومعروف عن الرجل تدينه فازدادت الشكوك أكثر فأكثر خشية أن يكون الرجل أحد الخلايا النائمه التي تعشش في جميع مفاصل الدوله وحينها يصبح التمكين مسألة وقت لا أكثر لأن مفاصل الدوله كلها في كفه والجيش في الكفه الأخري.
تخيلوا معي لوهله ماذا لو كان السيسي إخوانياً؟
(3)
الجنين في بطن أمه كان يوقن أن الإخوان ليسوا ديمقراطيين ولم تكن لديهم أدني نيه لتسليم السلطه مهما كلفهم هذا وكلفنا من دماء ,فالسلطه بالنسبه لهم مسألة حياه أو موت وما نواجهه الآن من إرهاب أمراً كان مفعولا.
عندما خرج مئات الآلاف للمره الأولي أمام الاتحاديه يتظاهرون ويحتجون علي الإعلان الدستوري لم يتعامل مرسي مع الأمر كما ينبغي وتصرف كمن أراد أن يؤدب معارضيه ويعطيهم درساً قاسياً لا ينسوه حتي لا يتكرر الأمر ثانيةً.
لم يكن لدي الجميع أدني شك في أن حكومة قنديل حكومه فاشله وأن مطلب تغييرها بات أمراً حتمياً لكل ذي عقل في رأسه ولكن حتي هذا المطلب التافه لم يعره الإخوان أي اهتمام.
(4)
ظهرت حركة تمرد وبدأت في جمع التوقيعات من أجل انتخابات رئاسيه مبكره وكان من الممكن احتواء هذه الحمله بإقالة الحكومه وتشكيل حكومه جديده ترضي طموحات وآمال المعارضين.
المشكله أن مرسي لم تكن لديه أدني نيه لتقديم أي تنازل وتعامل مع الامر بـ "الدراع" ولم يفهم أن هناك جماهير وأجهزه تعمل بتناغم وتناسق شديدين وأن مسألة رحيله باتت مؤكده.
نزلت الجماهير العريضه في الثلاثين من يونيو بأعداد فاقت من نزلوا في الثوره الحقيقيه في 25 يناير فماذا كانت النتيجه؟لا شئ علي الإطلاق .مازال مرسي يتحدث ولا يقول جديدا ولا يعرف من قاموس الكلمات سوي كلمة "الشرعيه".
نطرح السؤال مره ثانيه :
تخيلوا معي لوهله ماذا لو كان السيسي إخوانياً؟
(6)
تظاهرتان في النهضه ورابعه العدويه مع مرسي وتظاهرات في كل أرجاء مصر ضد نفس الرجل .
مَن مع مرسي مستعد أن يدفع حياته ثمناً من أجل الحفاظ علي صنم يعبدونه , ومن ضد مرسي لم يعد يعنيهم سوي رحيل الرجل.
في هذه الأثناء لم يكن يمر يوم دون سقوط قتلي وجرحي من الجانبين ولو تُرك الفريقان لفتره طويله هكذا لصرنا أمام حرب أهليه.
(7)
جاء السيسي وحسم الأمر وقام بعزل الرئيس وتولي رئيس المحكمه الدستوريه مقاليد الأمور وتم تشكيل حكومه جديده وتعطيل العمل بالدستور .
يقول الله عز وجل " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى"
عزيزي المعارض لما حدث في 3 يوليو :اكره السيسي كما تشاء وقل فيه ما تشاء
فالرجل كان أحد الذين يديرون الدوله إبان الفتره الانتقاميه وبالتبعيه فله ما له وعليه ما عليه .
وعارض ما تراه انقلابا كما تشاء ولكن من فضلك دلني علي حل واحد أوحد وحيد للتخلص من الكابوس الإخواني غير ما جري وحينها سأكون أول من يهتف "يسقط حكم العسكر".
عزيزي المعارض : أحياناً ما يكون التفكير في الأمر من منظور عكسي أنفع وأنجع فحاول ان تجيب عن هذه السؤال بينك وبين نفسك ,ماذا لو كان السيسي إخوانياً؟
من اليسير أن تكون ناقداً لكل شئ ناقما علي كل شئ كارها لكل شئ ,لكن من الصعب أن تكون واقعياً تطرح أفكاراً وبدائل موضوعيه يمكن تطبيقها.
(7)
السيسي حاز علي شعبية كاسحه والرجل يتمتع بقبول طاغ وآداء ينم عن فهم عميق ويختلف جملة وتفصيلا عن سابقيه وأعاد للمؤسسه العسكريه وضعها الذي فقدته إبان الفتره الانتقاميه .
السيسي أعلن أكثر من مره أنه لن يترشح للرئاسه رغم اشتياق اللحاسين ورغبة البسطاء الصادقين وأنا أصدقه وأثمن موقفه رغم يقيني من أنه سينجح في أي انتخابات ديمقراطيه نزيهه باكتساح وهو نائم في بيته..
الرجل يستحق التحيه لأنه لو لم يفعل في حياته شيئاً سوي إنهاء الكابوس الاخواني وحماية الجيش ومؤسسات الدوله الهامه من الأخونه لكفي.
(8)
ملاحظه أخيره:أشهد الله أن هذا المقال ليس نفاقاً للرجل أو تأييداً له فهو بالنهايه لم يقم إلا بواجبه الوطني الذي أقسم عليه وبالمناسبه سأكون أول من ينزل للشارع لو تراجع عن وعده المتعلق بعدم ترشحه للرئاسه تحت أي ظرف أو ضغط , وإنما هو دعوه لإعادة التفكير في مجريات الأمور ولإعطاء كل ذي حق حقه وللتعامل مع الأمر الواقع وتجاوز المرحله برمتها والتفكير فيما هو قادم بدلاً من الانخراط في جدليات لن تقدم ولن تؤخر من الأمر شيئاً.
[email protected]
#محمد_علي_الزيات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
