أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد القادر لعميمي - من إرادة المتعالي إلى إرادة الأنا المفكرة















المزيد.....



من إرادة المتعالي إلى إرادة الأنا المفكرة


عبد القادر لعميمي

الحوار المتمدن-العدد: 4229 - 2013 / 9 / 28 - 06:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بعدما كان الإنسان ذرة متلاشية لا معنى لها زمن سيطرة الأسطورة والقوى المفارقة، حاول أن يسترد جزءا من قيمته مع فلاسفة اليونان، الذين اعتبروا أن الإنسان ليس مجرد وجود فارغ من المعنى، بل له حقيقة قابعة في أعماقه، استطاع سقراط أن يثير انتباه الإنسان إليها عندما قال : " اعرف نفسك بنفسك "، إنها الشرارة الأولى التي جعلت الإنسان يعي ذاته، وذلك بالإنصات إلى نداء إرادته، هذه الخاصية ترسخت أكثر مع أفلاطون الذي اعتبر أن طبيعة الإنسان ثابتة متجسدة في العقل كماهية تضم الحقائق والمبادئ الأولى، والتي لخصها في عالم المثل "the idéal world"، واستمرت الحكاية، حيث أضاف الإنسان إلى ذاته معان جديدة، فهاته المدرسة السقراطية عبرت بوضوح عن علاقة الإنسان بالعقل logos من جهة، وعلاقته بالعالم من جهة ثانية، لذلك قال جورجياس " العقل محرك العالم " وقال بروتاغوراس أيضا : " الإنسان مقياس الأشياء كلها "، يا لروعة العبارة، فبعدما كان الإنسان لا شيء أصبح عبارة عن شيء، انتقل من وضعية الجزء ضمن الكل إلى وضعية الكل، إنه تمركز حول الذات. لكن شاءت الظروف أن تظهر في القرون الوسطى نزعة جديدة أعادت الاعتبار إلى المتعالي المفارق لعالم الهنا والمتوطن في سماء الهناك، و بعدها ضاع الإنسان وضاعت معه حقيقته، لأن عالم السماء يرمز إلى كل شيء، ومن ثمة رفعت مجموعة من الشعارات، منها: " لا تفكر و إنما اتبع فقط"، "لا تبحث عن الحقيقة، بل توجه إلى رجال الدين"، "الويل لمن يقول أنا "، إنه الضياع في المقدس. لقد كان الإنسان المنصت لهسيس ذاته عندما يقول أنا، يقال له: وما أنت لتقول أنا؟.
غير أن هذا إلاقصاء أو النفي المستمر الذي عاناه الإنسان على مستوى عقله و إرادته لم يكن أمرا سلبيا، بل كان محفزا أساسيا له، كي يعود إلى ذاته و هذا ما حدث بالفعل .
فخذ بنا لنفصل القول فيما أشرنا إليه...
1-إرادة المتعالي ( إرادة السماء )
إذا كانت البدايات إلاولى للإنسان قد بدأت مع فلاسفة اليونان، رغم الإنتكاسة التي حدثت إلا أن البداية الحقيقية لمفهوم الإنسان و لوازمه ( الإرادة ...) تجد بداية لها في مبدأ التمركز حول الإنسان بشكل حقيقي، و هنا تجب العودة إلى الحد الفاصل بين عالمين: عالم سيطر فيه المتعالي و القوى المفارقة ( القرون الوسطى ) كعصور انحطاط و تمركز حول إرادة من نوع خاص، إرادة تجد مبناها و معناها في المقدس، فكل شيء كان مرتبطا بالدين، حيث إن إرادة الهط فوق كل إرادة، وما على الإنسان إلا أن يخضع كرها لها. لذلك فكل محاولة عقلية للتمرد عليها يعرض الإنسان للقتل والضياع والاحراق، ودليل هذا أن عالم الفلك "كوبرنيك" لما أنصت إلى نداء عقله وإرادته المعرفية، توصل إلى حقيقة واضحة برهن عليها من خلال العلم والمعرفة، لكن إرادة المتعالي ( الله، رجال الدين ...) أبت إلا أن تحرق ذلك العالم و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن العقيدة اللاهوتية المسيحية مارست هيمنة شديدة على العقول و إلارادات الفردية .
إذا كأن هنا نمط إنساني لا يمكن تخليه في تلك العصور فهو المفكر الخارج عليها أو الإنسان المتحرر من الشعائر والطقوس. صحيح أنه قد وجدت شخصيات فكرية كبيرة في تلك العصور، أو وجد فلاسفة مهمون ولكنهم كانوا جميعا خاضعين لأولوية الإرادة اللاهوتية، و ذلك لأن محاولة الإنفكاك منها كان يشكل ما ندعوه الآن باللامفكر فيه، أو بالمستحيل التفكيرفيه .
كان الخروج من القفص و التفكير في الهواء الحر الطلق أمرا مستحيلا، كانت الإرادة العقلية مدعنة مطيعة، و خادمة للإرادة اللاهوتية المسيحية، إرادة المتعالي، يقول بابوف " إن الشعب قد بلغ سن الرشد، غير أن الأغنياء من رجال الدين يسعون دائما لإبقائه في حالة قصور .
و في السياق نفسه، يقول فولتير : " إن حياة أخرى غير الحياة الإنسانية الحرة الطبيعية، لا تعدو أن تكون مجرد خدعة حقيرة، ملهاة رديئة، يؤدي فيها أحدهم شخصية المعلم والآخر دور العبد. .
وما يجسد هذه التبعية للمتعالي، هو تلك العلاقة التي كانت قائمة بين العلم إلاغريقي و اللاهوت الديني في العصور الوسطى .
فقد كان العلم الموروث عن الإغريق يمثل في قلب العالم القروسطي، حيث تعارض النور الطبيعي (إرادة الأنا) مع النور الخارق للطبيعة (إرادة المتعالي) المنزل بالوحي .
و لم يتوقف الإثنان عن التنازع و التصارع، لكن هذا الصراع سوي في البداية، حيث جرى إلحاق النور الطبيعي بالنور الخارق للطبيعة، أي إلحاق الفلسفة ذات الأصل الدنيوي باللاهوت الذي كان يصور إراداته على أنها علم الله والأمور المقدسة. وبهذا أصبحت إرادة الإنسان الفلسفية خادمة لإرادة اللاهوت المسيحي الإقطاعي، ورفع شعار: " الفلسفة خادمة اللاهوت " ، وكان تبرير هذا الشعار كما يلي :
ما كان العقل البشري ليصل قط إلى الحقائق التي أوحى بها الله، و لكن لما كانت هذه الإرادة المتعالية لا تقول غير الحقيقة نظرا لكونها مطلقة و مقدسة وكاملة، فإن العقل البشري يستطيع في أحسن الأحوال أن يصل إلى بعض تلك الحقائق، وإذا وصل إلى أمر آخر، فمعنى ذلك أن إرادته قد ضلت و تاهت، ومن ثمة تبقى مهمة العقل أن يثبت ذلك على وجه التحديد و أن يراكم الأدلة في صالح الإرادة اللاهوتية (إرادة المتعالي = إرادة السماء).
فالنظرية القائلة أن هناك أربعة عناصر، إثنان منها الهواء والنار يتحركان إلى الأعلى، لأن فيهما طبيعة تحملهما على الإرتفاع والإثنان الآخران، الماء والتراب يستقطان، لأن فيهما طبيعة تحملهما على النزول، وقصة التكوين في "العهد القديم " ...الخ، كانت تعتبر كلها صحيحة صحة أزلية وغير قابلة للطعن مثلها مثل السر المقدس، يقول أنجلز:
" لم يكن العلم حتى عصر النهضة، سوى الخادم الوضيع للكنيسة وما كان يباح له أن يتخطى الحدود التي يقررها الإيمان، ولهذا لم يكن هناك علم اطلاقا .
و في هذا القول إبراز لسيطرة إرادة متعالية مقدسة شكلت في زمانها كلا، على إرادة بشرية جزئية ضعيفة، ظلت خادمة مطيعة للأولى. فكانت النتيجة هي غياب الإنسان و جمود إراداته الذاتية على الفعل و إلابداع و تغيير معالم الوجود.
لقد ظلت إرادة الإنسان في تصور العصور الوسطى عاجزة عن تحقيق الخير نظرا لفساد طبيعتها و ميلها ( نزوعها ) إلى الشر، لولا لطف إرادة السماء (إرادة الله – إرادة المتعالي ) و عنايتها .
مما يعني أن إرادة الإنسان لا تكون إلا بكينونة الإرادة المتعالية المسيحية، فهذه الأخيرة هي الأصل المطلق لكل الأشياء التي لدى الإنسان، لذلك و بناء على هذا القانون اللاهوتي، ظل إنسان العصور الوسطى مستلبا في إراداته وراكنا إلى ظواهر الأشياء، يصدقها و يتوهم أنه عرفها بمجرد أنه رآها. ولم تكن لديه إرادة ذاتية تدفعه إلى التفكير في تفكيكها أو تشريحها لكي يتوصل إلى حقيقتها. كان يعتقد بإمكانية التوصل إلى الحقيقة الكاملة والمعرفة المليئة عن العالم بمجرد قراءة النصوص المقدسة الموحى بها من لدن إرادة السماء. فالحقيقة كلها مودعة في الإعتقاد أو قانون الإيمان المسيحي.
يلخص روجيه بيكون هذا الموقف بما معناه " لا يوجد إلا علم واحد كامل وتام أعطاه الله للإنسان من أجل التوصل إلى غاية واحدة : هي النجاة في الدار الأخرة دار النعيم والخلود وهذا العلم متضمن كله في الإنجيل. ولكن ينبغي شرحه وتفسيره عن طرق القانون الكنسي والفلسفة المسايرة له، وكل ماهو مضاد لهذا العلم المقدس أو غريب عنه، فهو خاطىء ولامعنى له" .
هذه الأطروحة، هيمنت على كل عقلية القرون الوسطى و بإسمها أدانت المحكمة الكهنوتية "غاليليو" بعد ثلاثة قرون من ذلك التاريخ .
تعني هذه الأطروحة أن الحقيقة ليست موجودة في العالم الواقعي نفسه ولاتصدر عن إرادة شخص إنساني و إنما هي موجودة في صميم النصوص الدينية ومصوغة من لدن إرادة متعالية عن كل ما هو واقعي أو محسوس وهي إرادة اللاهوت. وما على الإنسان إلا أن يعود إلى النصوص ليعرف الحقائق، وفي ذلك إقرار لمبدأ ديني مسيحي مفاده: "أيها الإنسان لا تكلف نفسك عناء التفكير، فكل شيء مفكر فيه". إن العصور الوسطى، عصور إختفت فيها الذاتية البشرية بكل ما تحمله من خصائص : الوعي و الإرادة و الاختيار و الحرية...، ونمت فيها إرادة متعالية استحوذت على حقائق الأشياء كلها، فمارست على الإنسان والعالم تحكما من نوع خاص (قمع إرادات العلماء والفلاسفة وحرمانهم من القدرة على الإختيار والتصرف (كاليلي، سبينوزا...)، فهي بشموخها اللاهوتي إلتهمت إرادة الإنسان فجعلته مجرد تابع و خاضع ليس إلا. كائن لا يستنير بنور عقله و لا يقوم بالفعل بمحض إراداته وحريته، وإنما الإرادة العليا (إرادة السماء)، هي التي تتولى القيام بهذه المهمة مكانه (الوصاية)، الأمر الذي أبقى الإنسان مكفوفا عن رؤية النور، ومشلولا عن التحرك مكانه.
لكن لو تأملنا جيدا حقيقة الوضع البشري في ايجابيته، لوجدنا أن استعمال الإنسان لعقله بإرادة ( بشكل إرادي ) خير من عقل مشحون عاجز عن التفكير، ومن إرادة مشلولة غير قادرة على التصرف و الاختيار .
لكن بعدما أدرك الإنسان حقيقة وضعه، وشعر بأن ثمة شيء ما بداخله يتحرك و يندفع توقا لملاقاة شاطئ النجاة، شاطئ الحرية، حدث حينها صراع الإرادات (إرادة الإنسان وإرادة المتعالي) و محاولة الإنفلات من إرادة خرافية متحكمة لاعلمية، لامنطقية، لاعقلية، ترسخ قيم التبعية العمياء : لا تفكر، لا تبدع، لا تعقل والإنتقال إلى إرادة علمية تسعى إلى الوصول إلى الحقيقة بطريقة علمية رياضية، فنقطة التحول هنا تعود إلى الفيلسوف الفرنسي ديكارت، الذي حاول تحرير "الأنا"، من سجن العبودية، أطلق سراحها، وجعلها سيدة نفسها. فبعدما كان يقال للإنسان في العصور الوسطى لا تستعملوا لفظ "أنا" بل اتبعوا فقط، جاء ديكارت بقوة و بجرأة عقلانية فريدة، ليعيد الإعتبار للأنا، معتبرا أن أصل التفكير والمعرفة والوصول إلى الحقيقة يتطلب قول أنا. فأنا أفكر إذن أنا موجود دليل على تغيير منطق التفكير، وأن إرادة المتعالي لم تعد متحكمة في الإنسان. هذا الأخير تحرر من قبضة السماء واستنشق نسيم الحرية... وفي ذلك انتصار للعقل الفلسفي على العقل الديني والأسطوري .
فخذ بنا إلى الزمن الحديث لنعرف صورة الإرادة الإنسانية مع ديكارت و العوامل التي كانت وراء انبثاقها و تشكلها..
2- إرادة الأنا في فكر ديكارت:
يقتضي إجراء تأمل جدي حول قضية الإرادة في الوجود الإنساني، ضرورة تحديد الرؤية التي ننظر من خلالها إلى هذه القضية و لما كنا نتشبث بالرؤية الفلسفية في معالجة القضايا كان لزاما علينا الإشارة إلى أن مقام الإنسان كمقولة وككائن غير قابل للاختزال قد استغرق الفكر الإنساني منذ العصور الحديثة، إننا هنا نشير إلى الانزياح الذي حدث في تاريخ الكائن فحول الإنسان من مجرد بشر لا إرادة له إلى إنسان له إرادة و مقومات خاصة يكتشفها هذا الإنسان نفسه في ذاته و بذاته بعيدا عن الإرث اللاهوتي الإقطاعي، الذي كرس إرادته المتعالية حينا من الدهر .
لم تعد إرادة الإنسان الشخص مع بزوغ العصر الحديث امتدادا لإرادة الآلهة والأنبياء، كما كف بقرار إرادي تأويلي واع و فريد من نوعه، عن أن يكون مخلوقا، لأنه عمل جاهدا - بإرادة أناه- على إعادة النظر في هويته بعيدا عن كل تقليد فكري موروث، وبعيدا عن كل تعريف شائع بحقيقته، مقبول من طرف الكل وكأنه أمر بديهي ويقيني وترجع إعادة النظر هذه إلى الخلخلة التي تعرض لها اليقين الإنساني الغربي في القرن 15، عندما اكتشف أمريكا، فوجد أنه ليس وحيدا في العالم وأن ثقافته ليست هي المرجع النهائي مادامت أمريكا مأهولة بثقافات منظمة ومنسجمة و متحضرة، دون أن تكون بالضرورة مسيحية وغربية.
من هنا ارتبك معيار الإنسانية لديه، فتزعزعت مركزيتة المصطنعة والموهومة، فحاول بإرادة أناه المفكرة، مواجهة العالم المتعدد والنسبي للإنسانية، بإعادة النظر في مسلمة الإنسان بشكل عام.
كما أدى العلم في ق (16م) عبر تطوير المنظار إلى اكتشاف المتناهي في الصغر والمتناهي في الكبر، وتحصل منه أن تفاجأ الإنسان بأن عالمه الذي ألفه ليس إلا جزءا ضئيلا جدا من عوالم متوارية خلف عينه المجردة، فوجد نفسه أمام أسئلة ملحة مثل: من أين يبدأ العالم؟ وأين ينتهي ؟ وهو ما ساهمت فيه الثورة الكوبرنيكية التي القت بعتمات و بشكوك على ماظن الإنسان العربي أنه على يقين منه.
و إذا كانت الأرض مركز الكون حسب ما أقرت به الإرادة المسيحية فإن الإرادة الكوبرنيكية، إرادة العلم، قد عصفت باليقين المتعالي اللاهوتي الذي بات سائدا والقائل بأن الإنسان مركز الكون .
هكذا نضع أقدامنا على الأرض الفكرية للحداثة الغربية كمجال للنظر والتأمل الفلسفيين في قضية إرادة الأنا التي هي إعلان عن فقدان جذري للإرادة التي كانت أساسا للهوية البشرية التقليدية، وتأسيس جديد لها على معايير أخرى انطبعت بطابع إنساني يميزه التناهي، ولا يتجاوز الشروط الإنسانية.
و تكمن إعادة التأسيس هاته في رجوع الإنسان إلى ذاته و إيمانه بإراداته، محاولا أن يكتشف في أعماقه ما يجعل منه كائنا متميزا وفريدا من نوعه، بعيدا عن كل أنواع الذاكرة (الموروث الثقافي) التي تخلق التعدد و النسبية، ولا تسمح بإمكانية إنشاء معنى كوني للإنسان، لا يتيه داخل تعدد الثقافات، ولا يبقى وفيا لذاكرة جامدة تأسره وتعيق انفتاحه على الممكن، ومن ثمة تفقده حريته.
هذه العودة إلى الذات هي إيمان حقيقي بقدرة الإرادة الإنسانية، إرادة الأنا على اكتشاف الحقيقة بنفسها وإقرارأبدي بالتحرر من كل الصرح النظري القروسطي. وقد كان الفيلسوف العقلاني الفرنسي رونيه ديكارت ( 1596- 1650 م) الفضل الأكبر في هذا الشأن، حيث عمل بنزعته الإنسانية (humanisme) وبنهضته العقلية، على إحداث انقلاب جذري ضد كل المفاهيم والمناهج التي كانت سائدة في الفلسفات السكولائية المسيحية.
و يحتوي مؤلفه " مقالة في المنهج على نقد عبقري لصرح علم الكلام، فهو يؤسس بالفعل حرية البحث العلمي ضد " منهج الأهلية "، ويبرز هذا النفي بالمبدأ الذي يستهل به المطلع المشهور للمقالة : " أن الحس السليم (العقل) قسمة يتشاطرها الناس جميعا، وتشهر الحقيقة في العلم وتؤكد قدرة جميع الإرادات الإنسانية من حيث المبدأ على الوصول إليها: فاكتشافها ليس رهنا ب "معونة السماء" وإنما بمنهج يمكن لكل إنسان أن يكتسبه .
و يريد ديكارت أن يعلمنا قواعده وأصوله، وهو لا يقول أنه اكتشفها عبر سبل خارقة للطبيعة، بل يعلن أنه وجدها بتحليله طبيعة الوسائل المستخدمة في الاكتشافات حيثما يتم الوصول إلى هذه الاكتشافات فعلا. إنه يستنبط قواعد المنهج من الممارسة الفعلية للبحث العلمي، وهذا دليل على أن الإرادة المنهجية لديكارت هي إرادة علمية متحررة نهائيا من هالة " التكريس الإلهي " .
لكن إذا كانت إرادة الإنسان الشخص قد تحررت مع ديكارت فجعلته قادرا على العودة إلى ذاته ( الذاتية )، فما شكل هذه الإرادة هنا ؟ صحيح أنها إرادة إنسانية جديدة، لكن ما طبيعتها خاصة مع ديكارت ؟؟.
وجبت الإشارة في البداية إلى إلى أن ديكارت هو رائد العصر الحديث خاصة من الناحية الفلسفية، لأنه لأول مرة اعتبر أن التفكير يتطلب أسسا و قواعد ومناهج، وهي آليات تحتاج حتما إلى إرادة، تجلت:
أولا: في العودة إلى الذات و اختيار ما يناسبها، لأن هذه العودة لا يمكن أن تتم وتحصل في غياب الإرادة كقدرة تجعل الإنسان يختار تفكيرا عقليا وتهميش فكر آخر ينبني على فكرة "النحن"، فمثلا ديكارت لما قال " أنا " الإرادة هي التي فعلت ذلك، فلو كانت الإرادة غائبة هنا، لانغمست الذات في فكر الجموع "النحن"، فالإرادة القوية تجعل الإنسان يقول "أنا"، وهو قول يشي بدخول نور جديد إلى ذاتي، نور يحرر الإنسان من منطق التبعية إلى منطق التغير .
ثانيا: الإرادة تجلت في فلسفة ديكارت من خلال الأسس التي وضعها للقيام بعملية التفكير : فالحدس مقولة فلسفية ذاتية تحتاج إلى إرادة، فإذا كان الحدس هو الرؤية العقلية المباشرة فإنها رؤية تحتاج إلى فعل الإرادة، ونفس الشيء أيضا ينسحب على الاستنباط كقاعدة منطقية رياضية، حيث الانطلاق فيها من مقدمات والوصول إلى نتائج، تحتاج أيضا إلى القدرة على التمييز بين الأشياء، فالإرادة هنا تدفع الذات بكل جرأة وشجاعة إلى وضع القواعد المناسبة للقيام بعملية التفكير.
ثالثا : الإرادة أيضا تجلت في القواعد التي وضعها ديكارت وأكيد أن تلك القواعد هي عمدة المنهج الديكارتي، فخذ بنا إلى تلك القواعد، قاعدة قاعدة، لنعرف دور الإرادة في ذلك: أ- قاعدة البداهة و الوضوح : وهي قاعدة تنبني على ضرورة عدم قبول اي شيء حتى يتصف بصفة أنه بديهي، بمعنى أنه يحمل معناه في ذاته، والإرادة تملي على الإنسان ضرورة التحرر من الأوهام والخرافات التي علقت بذهن الإنسان. يقول ديكارت و كأن إراداته هي التي تتحدث: قررت أن أحرر نفسي جديا من جميع الآراء التي أمنت بها من قبل، وأن أبتدئ الأشياء من أسس جديدة .
عبارة رهيبة عندما نتأمل فيها ندرك الحضور القوي للإرادة، فمثلا مفهوم "قررت" يحيل على اتخاذ القرار وهذا الأخير لكي يتخذ، يحتاج إلى إرادة، فالإنسان الذي له إرادة قوية يتخذ قرارات ومواقف في الحياة، والعاجز الذي لا يستطيع فعل ذلك، لا إرادة له.
أضف إلى هذا أن مفهوم "الآراء" يشير أيضا إلى كل ما هو معطى وجاهز ومنه فإن دور الإنسان هنا هو التخلص منها عبر تحصيل الوعي النقدي الإرادي، أي وعي الإنسان بأنه يعي بناء على إرادته الواعية، إذ لا يمكن التحرر من الآراء الخرافية إلا بحضور الوعي وقوة الإرادة، وقس على ذلك بقية المفاهيم الأخرى الواردة في العبارة، فكلها تشي بأن منطق التفكير الديكارتي يجد أساسه في فعل الإرادة، وإن كان ديكارت لم يستعمل بشكل واضح مفهوم الإرادة، إلا أن لوازمها تدل على حضورها بشكل ضمني و غير مباشر. فالإرادة تجعل العقل يحرر الذات من الآراء الخاطئة لتتخذ شكل بدهيات.
ب- قاعدة التحليل : هي قاعدة تنبني على تفكيك و تجزيء الأشياء إلى جزئيات بهدف فهمها بشكل أعمق، لكن ما الذي يجعلنا نفكك الشيء، يعني أن نبسطه؟ إنه العقل في ارتباط بالإرادة، بمعنى أن الإرادة هنا لا تنفصل عن العقل، فهما صنوان. مفهومين مركبين متداخلين. فالواحد منهما يدل على الآخر فإنسان العصر الوسيط لم تكن له القدرة على التبسيط و الفهم و التحليل و النقد و التأمل، كان إنسانا تأمليا لا إرادة له، غير أنه لما تمركز حول ذاته، تغيرت الأشياء، وأصبحت له إرادة بإمكانها أن تفعل العجب العجاب.
ج- قاعدة التركيب: و هي آلية أخرى دالة على الإرادة القوية لدى الإنسان، إرادة تدفع العقل إلى تجميع العناصر وتركيبها وخلق انسجام وتناعم فيما بينها، فالإرادة هنا جعلت الإنسان كائنا تركيبيا، يركب الأشياء و يؤلف فيما بينها، ويتجلى ذلك في المنتوج الفكري العقلي، كالتأملات التي هي تأملات عقلية إرادية، عالجت مواضيع شتى كالله، النفس، والعالم...الخ.
ح- قاعدة المراجعة والإحصاء: و هي قاعدة تنبني على ضرورة استحضار ما تم التفكير فيه، بهدف التأكد من عدم نسيان أية جزئية من الجزئيات، فالإنسان هنا كائن إحصائي، والذي منحه هذا الوصف هو القدرة الجديدة المرتبطة بفعل الإرادة.
بناء عليه ومن خلال تلك القواعد الأربع، يتبين أن هناك في الحقيقة أربعة أشكال للإرادة، بمعنى أن الإرادة واحدة، ولكن تجلياتها متعددة و متنوعة، حيث أن هناك:
إرادة بديهية intuitive volonté
و إرادة تحليلية analytique volonté
و إرادة تركيبية synthétique volonté
و إرادة إحصائية volonté statistique
ولكي تكتمل الصورة لا بد من الإشارة إلى نوع أخر من الإرادة في فكر ديكارت وهي الإرادة الشكية volonté de doute إرادة الشك، على اعتبار أن الشك فعل عقلاني اختياري ملازم للمنهج الديكارتي. فديكارت عندما يقول : " أنا أشك فأنا أفكر و من ثم فأنا موجود .
فالانتقال من الشك إلى التفكير يتطلب تدخل إرادة توجه العقل. والانتقال من التفكير إلى الوجود هو أيضا فعل إرادي، وما يهمنا نحن أن الشك كفعل معرفي ليس شكا مذهبيا غايته الشك من أجل الشك، ولكنه شك إرادي يحضر فيه العقل والوعي، والتأمل ، والسؤال ، والنقد..
و بناء عليه، يتبين لنا أن الإرادة كمقولة فلسفية حاضرة في عمق التفكير الفلسفي الديكارتي، فما دامت عبارة عن قدرة تجعل الإنسان يختار و يتصرف بعيدا عن أية إكراهات كيفما كانت طبيعتها، فإننا نلمس أن ديكارت بتفكيره المنهجي إنطلق من فعل الإرادة.وهو الأمر الذي يجعلنا نؤكد أن التحرر من الأوهام والخرافات وتبني فكر عقلاني، يؤمن بالاختلاف والتعدد، يتطلب الوعي بالإرادة. فغياب هذه الأخيرة معناه غياب للجرأة والشجاعة ورسم الأهداف في الحياة وهكذا.. بمعنى أن الإرادة هي جزء من جوهر الإنسان، إن لم نقل أنها ماهية الإنسان الحقيقية. فإذا كان " جون بول سارتر "يعتبر أن الوجود سابق عن الماهية، فإننا نقول :الإرادة سابقة عن الوجود، لأن الإحساس بالوجود و الإنتماء إلى زمان و مكان، يتطلب حضور العقل، وهذا الأخير يشي بحضور الإرادة، لذلك يقول إيمانويل كانط وهو يلخص فلسفة عصر الأنوار : " لتكن لك الجرأة و الشجاعة على استعمال عقلك و فهمك الخاص .
فاستخدام العقل و الفهم الصحيح يتطلب الإرادة الحرة، ألا إن الإنسان كائن إرادي.

3-الإرادة بين العقل و الإدراك
ما معنى الإرادة؟ وما العقل ؟ و ما الإدراك؟ و ما الحد الفاصل بينهم؟ و جب القول هنا أن العقل كملكة للتفكير والتأمل و إنتاج المعرفة، أي كآلة تعصم الإنسان من الوقوع في الخطأ، بينما الإرادة هي القدرة التي تجعل الإنسان يختار البدائل ويتصرف بطريقة معقولة، إنها المبدأ الحقيقي للفعل. والفعل هو الجسر الوحيد الذي به نعبر الهوة الموجودة بين الفكر والوجود . .
والملاحظ هنا أن العقل، لكي يفكر، فهو يحتاج إلى قواعد، وآليات، وأفعال وإلا سيتيه. لذلك وضع ديكارت المنهج، بهدف مساعدة العقل، ليفكر بطريقة صحيحة سليمة، ولكي يصل إلى الحقيقة. فالعقل هنا يحتاج إلى أفعال، كالشك، التساؤل، التأمل، الإدراك، وحدس الأشياء ... فكل هذه الأفعال تدل على أن للعقل دورا في عملية التفكير، وكذلك الإرادة. فهذه الأخيرة هي التي تجعل العقل يختار الأفعال المناسبة، ويعمل على تعويضها والتجديد فيها. إنها قدرة تجعل العقل يختار بين الأشياء، يميز فيما بينها، متطلعا إلى أحسنها و أفضلها...
و دليلنا على أن للعقل أفعالا هو قولنا بأن الإنسان "عقل" و "عاقل" و"معقول" و "استعقال" (كتاب الحروف للفارابي)، فالإنسان عقل، ذلك شيء بديهي، بمعنى أن الإنسان متسائل، متأمل في الأشياء، و هذا دليل على أنه (أي الإنسان) يعقل أيضا ذاته، أي يعي ذاته وهو الذي يسمى بوعي الذات بذاتها، وقد جسده سقراط في قوله "اعرف نفسك بنفسك"، بمعنى، عليك أيها الإنسان أن تعي كينونتك وعالمك الداخلي .
لكن عندما نقول أن الإنسان عاقل بمعنى أن ذاته تعقله، أي إذا كنت تعقل ذاتك فإن ذاتك تعقلك، لذلك يقول ديكارت: "كياني مبني على التفكير"، فكل ذرة في الإنسان تفكر، وهذا ما يجعلنا نقول أن وجود الإنسان هو التفكير. يقول ديكارت "قد يحصل أني متى انقطعت عن التفكير، انقطعت عن الوجود، فلا أكون" .
لكن في بعض الأحيان نقول أيضا، أن الإنسان معقول وفي ذلك إشارة إلى أن هناك مواضع متعددة في داخل الإنسان، فالعقل موضوع ذاتي و جسد الإنسان و هكذا... بمعنى أن الإنسان يدرك أن ذاته ليست فارغة من الموضوعات، و لكنها على الضد من ذلك حبلى بالمواضيع المتعددة. والإنسان العاقل، هو الذي ينظر إلى ذاته كموضوع، قبل النظر في الموضوعات الطبيعية، غير أن هذا القول هو الذي خلق أزمة لدى العلوم الإنسانية، إذ صار الإنسان ذاتا عارفة و في نفس الوقت موضوعا للمعرفة، بيد أن هذا لا يمنع من القول أيضا أن الإنسان كائن استعقالي، اي أنه يطلب الدليل العقلي لتأكيد الأشياء أو نفيها، لكن إذا كان الإنسان عقل و إرادة و إدراك، فكيف يقع في الخطأ؟؟.
الملاحظ أن ديكارت يعتبر أن الإنسان لم يولد وهو عبارة عن صفحة بيضاء، بل يولد وهو مزود بمجموعة من الأفكار الفطرية التي تجعله ينجذب نحو استعمال العقل. يقول ديكارت : " ولدت و في نفسي نزعة عقلية تجعلني أجد اللذة القصوى في اكتشاف الحجج بذاتي، لا في الإصغاء لحجج الغير." ويقول أيضا : " العقل أعدل الأشياء قسمة بين الناس " .
وبناء عليه يمكن القول أن العقل مبدأ فطري في الإنسان، إن أحسن الإنسان استخدامه قاده إلى اكتشاف نفسه و العالم، و لتحقيق ذلك لا بد من حضور القواعد السالفة الذكر كمبادئ منهجية توجه العقل صوب الحقيقة، وتمنعه من الوقوع في الخطل (الخطأ)، بمعنى أن الوقوع في الخطأ ليس مرده إلى العقل في ذاته أو إلى الإرادة كملكة، بل السبب راجع بالأساس إلى عدم توظيف الإنسان للعقل والإرادة بشكل جيد. يقول ديكارت : "اتضح لي من كل هذا أن أخطائي لا تصدر عن ملكة الإرادة ذاتها التي أنعم الله بها علي، لأنها رحبة جدا وكاملة جدا في حدذاتها ... ولا تصدر عن ملكة الإدراك أو التذهن*(التعقل) لأني لا أتذهن ( أتعقل) شيئا إلا بواسطة القوة التي منحنى الله إياها. كل ما اتذهنه (أتعقله) إنما أتذهنه (أتعقله) جبرا كما ينبغي ذلك. مما لا يمكن أن يجعلني مخطئا في هذا أو ضالا " .
و صفوة القول هنا أن الحديث عن الإرادة معقد ومركب، لأنه يتطلب حضور مفاهيم أخرى، كالإدراك والعقل والحرية والفهم، باعتبار أن هذا الأخير يمثل الشيء في خصائصه الطيبة والخبيثة. لكن الإرادة تعمل على اختيار ما يناسبها بناء على ذلك الفهم .
أضف إلى هذا أن عمل الذات (النفس) الذي تحكم به أن الشيء خير أو شر يتعلق بالإرادة، لأنها قدرة تمييزية وأن العمل الذي نعرف به أننا حكمنا كذلك خاص بالعقل .
ولتوفيق هذا الأمر، يمكن أن نقول : إن الفهم فعل إدراكي والإرادة فعل تمييزي والعقل فعل يصدر الأحكام، غير أن هذا يحدث في نفس اللحظة، فلا نتصور عقليا أن الإرادة تعمل بعيدا عن العقل، فكل شيء يتم استنفاره في نفس اللحظة للقيام بعملية التفكير. فالتفكير مثله مثل المصنع حيث لا إنتاج للفكر من دون جهود متعددة ( الإرادة ، العقل ، الإدراك، والحرية...) كما هو الشأن في المصنع ، فلا يمكن إنتاج منتوج بتشتت الجهد.
لكن هل الإرادة واحدة أم متعددة؟ فإذا كانت متعددة فما طبيعتها؟ و ما سبب تعددها؟ تلك قصة أخرى و جب الغوص في أعماقها.....



#عبد_القادر_لعميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد القادر لعميمي - من إرادة المتعالي إلى إرادة الأنا المفكرة