أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مينا وليم بشارة - العرب المتوحشون في مقدمة ابن خلدون















المزيد.....

العرب المتوحشون في مقدمة ابن خلدون


مينا وليم بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 4200 - 2013 / 8 / 30 - 03:36
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


‏عن مقدمة ابن خلدون – طبعة دار الشعب للصحافة و النشر .
اعتمد في نشر هذه المقدمة على الطبعة التي أصدرتها " لجنة البيان العربي " بتحقيق الأستاذ الدكتور علي عبد الواحد وافي .

* الباب الثاني : في العمران البدوي و الأمم الوحشية و القبائل

معنى العصبية :التعصب للانتماء إلى النسب العريق " صلة الرحم " ، النعرة على ذوي القربى و أهل الولاء و الحلفاء .
معنى التوحش : هو التعود على حياة القفر و البادية الموحشة و الاهتمام فقط بالضروريات ، حياة القوة و الشجاعة " كوحوش الصحاري "

* الفصل السادس عشر : في أن الأمم الوحشية أقدر على التغلب ممن سواها

قال ابن خلدون –
" إعلم أنه لما كانت البداوة سبباً في الشجاعة ، كان هذا الجيل الوحشي أشد شجاعة من الجيل الآخر . فهم أقدر على التغلب و انتزاع ما في أيدي سواهم من الأمم .
و قال في ما معناه – أن البدوي المتوحش إذا نزل إلى الأرياف و الحضر ، و تقلبوا في النعيم و الرفاهية ، ألفوها و نقص من شجاعتهم بمقدار ما نقص من توحشهم و بداوتهم ، و كمثال لذلك الحيوانات مثل الظباء و البقر الوحشي إذا زال توحشها بمخالطة الآدميين .

* الفصل السابع عشر : في أن الغاية التي تجري إليها العصبية هي المُلك

قال ابن خلدون ، أن العصبية بها تكون الحماية و المدافعة و المطالبة ، و كل أمر يُجتمَع عليه . و قدمنا أن الآدميين بالطبيعة الإنسانية يحتاجون في كل اجتماع إلى وازع و حاكم يكون متغلباً عليهم بتلك العصبية و إلا لم تتم قدرته على ذلك . و هذا التغلب هو الملك ، في القبيلة الواحدة ، العصبية الأقوى تلتحم بها جميع العصبيات و تصير كأنها عصبية واحدة كبرى ، و إلا وقع الإفتراق المفضي إلى الإختلاف و التنازع .


* الفصل الحادي و العشرون : في أنه إذا كانت الأمة وحشية كان ملكها أوسع

و ذلك لأنهم أقدر على التغلب و الإستبداد ، و استعباد الطوائف لقدرتهم على محاربة الأمم سواهم ، و لأنهم ينزلون من البشر منزلة المفترس من الحيوانات العجم ، و هؤلاء مثل العرب و من في معناهم من الأكراد و التركمان ، و أهل اللثام من صنهاجة .
و هؤلاء المتوحشون ليس لهم وطن يتعيشون منه ولا بلد يجنحون إليه ، فلهذا لا يقتصرون على أقطار ملكهم و ما جاورهم من البلاد ، بل يطفرون إلى الأقاليم البعيدة ، و يتغلبون على الأمم النائية . و انظر ما يُحكى في ذلك عن " عمر " رضي الله عنه لما بويع و قام يُحرض الناس على العراق ،
فقال : إن الحجاز ليس لكم بدار إلا على النجعة ، ولا يقوى عليه أهله إلا بذلك ، أين القراء المهاجرون عن موعد الله ؟ سيروا في الأرض التي وعدكم الله في الكتاب أن يورثكموها فقال : ( ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون ) سورة الصف آية 9

* الفصل الخامس و العشرون : في أن العرب لا يتغلبون إلا على البسائط

المقصود بالعرب هنا ، هم الأعراب الرحل ساكنو البادية و أرباب الخيام .

و ذلك أنهم بطبيعة التوحش الذي فيهم أهل انتهاب و عيث ، ينتهبون ما قدروا عليه من غير مغالبة ولا ركوب خطر ، و يفرون إلى منتجعهم بالقفر ، و لا يذهبون إلى المزاحفة و المحاربة إلا إذا دفعوا بذلك عن أنفسهم . فيقتدروا على البسائط من الدول الضعيفة فاقدة الحامية ، ينهبوها و يغيروا و يزحفوا عليها حتى يخرب عمرانهم و ينقرض .

* الفصل السادس و العشرون : في أن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب . .

و السبب في ذلك أنهم أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش ، و أسبابه فيهم فصار لهم خلقاً و جبلة ، و كان عندهم مستحب لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم و عدم الانقياد للسياسة ، و هذه الطبيعة منافية للعمران ، و مناقضة له . فغاية الأحوال العادية كلها عندهم الرحلة و التغلب ، و ذلك مناقض للسكون الذي به العمران و مناف له . فالحجر مثلاً إنما حاجتهم إليه لنصبه " أثافي " ( الأثافي هو أحجار توضع تحت القدر و تحمى بها النيران ) ، فينقلون الأحجار من المباني و يخربونها عليه و يعدونه لذلك . و الخشب أيضاً إنما حاجتهم إليه ليعمروا به خيامهم و يتخذوا الأوتاد منه لبيوتهم فيخربون السقف عليه . لذلك صارت طبيعة وجودهم منافية للبناء الذي هو أصل العمران . هذا في حالهم على العموم . و أيضا في طبيعتهم انتهاب ما في أيدي الناس ، و أن رزقهم في ظلال رماحهم ، و ليس عندهم في أخذ أموال الناس حد ينتهون إليه بل كل ما امتدت أعينهم إلى مال أو متاع انتهبوه . فإذا تم اقتدارهم على ذلك بالتغلب و الملك بطلت السياسة في حفظ أموال الناس ، و خرب العمران ، يحتقرون الصناعة و لا يهتمون سوى بجمع الأموال بالنهب و الغرامة .

و هذا مطابق لكلمات محمد ( ص ) في الحديث النبوي ، عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما- قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

{بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بالسَّيْفِ، حتى يُعبدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ }

و في شرح الحديث :

قال الحافظ في الفتح :

"وَفِي الْحَدِيثِ إِشَارَةٌ إِلَى فَضْلِ الرُّمْحِ وَإِلَى حِلِّ الْغَنَائِمِ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ وَإِلَى أَنَّ رِزْقَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُعِلَ فِيهَا لَا فِي غَيْرِهَا مِنْ الْمَكَاسِبِ وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ إِنَّهَا أَفْضَلُ الْمَكَاسِبِ وَالْمُرَادُ بِالصَّغَارِ وَهُوَ بِفَتْح الْمُهْمَلَةِ وَبِالْمُعْجَمَةِ بَذْلُ الْجِزْيَة وَفِي قَوْلِهِ " تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي " إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ ظِلَّهُ مَمْدُودٌ إِلَى أَبَدِ الْآبَادِ وَالْحِكْمَةِ فِي الِاقْتِصَارِ عَلَى ذِكْرِ الرُّمْحِ دُونَ غَيْرِهِ مِنْ آلَاتِ الْحَرْبِ كَالسَّيْفِ أَنَّ عَادَتَهُمْ جَرَتْ بِجَعْلِ الرَّايَاتِ فِي أَطْرَافِ الرُّمْحِ فَلَمَّا كَانَ ظِلّ الرُّمْح أَسْبَغَ كَانَ نِسْبَةُ الرِّزْقِ إِلَيْهِ أَلْيَقَ وَقَدْ تَعَرَّضَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ لِظِلِّ السَّيْفِ كَمَا سَيَأْتِي قَرِيبًا مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْجَنَّةُ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ " فَنُسِبَ الرِّزْقُ إِلَى ظِلّ الرُّمْح لِمَا ذَكَرْتُهُ أَنَّ الْمَقْصُودَ بِذِكْرِ الرُّمْحِ الرَّايَةُ وَنُسِبَتْ الْجَنَّة إِلَى ظِلِّ السَّيْفِ لِأَنَّ الشَّهَادَةَ تَقَعُ بِهِ غَالِبًا وَلِأَنَّ ظِلّ السَّيْفِ يَكْثُرُ ظُهُورُهُ بِكَثْرَة حَرَكَة السَّيْفِ فِي يَدِ الْمُقَاتِلِ ؛ وَلِأَنَّ ظِلّ السَّيْف لَا يَظْهَرُ إِلَّا بَعْدَ الضَّرْبِ بِهِ لِأَنَّهُ قَبْلَ ذَلِكَ يَكُونُ مَغْمُودًا مُعَلَّقًا."


" قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه "الحكم الجديرة
"قوله صلى الله عليه وسلم : " وجعل رزقي تحت ظل رمحي " : إشارة إلى ان الله لم يبعثه بالسعي في طلب الدنيا ، ولا بجمعها واكتنازها ، ولا الاجتهاد في السعي في أسبابها وإنما بعثه داعيا إلى توحيده بالسيف ، ومن لازم ذلك أن يقتل أعداءه الممتنعين عن قبول التوحيد ، ويستبيح دماءهم وأموالهم ، ويسبي نساءهم وذراريهم ، فيكون رزقه مما أفاء الله من أموال أعدائه ، فإن المال إنما خلقه الله لبني آدم ليستعينوا به على طاعته وعبادته ، فمن استعان به على الكفر بالله والشرك به سلط الله عليه رسول واتباعه فانتزعوه منه وأعادوه إلى من هو أولى به من أهل عبادة الله وتوحيده وطاعته ، ولهذا يسمى الفيء لرجوعه إلى من كان أحق به ولأجله خلق .

قال في فيض القدير :
" (وجعل رزقي تحت ظل رمحي) قال الديلمي : يعني الغنائم وكان سهم منها له خاصة يعني أن الرمح سبب تحصيل رزقي قال العامري : يعني أن معظم رزقه كان من ذلك وإلا فقد كان يأكل من جهات أخرى غير الرمح كالهدية والهبة وغيرهما وحكمة ذلك أنه قدوة للخاص والعام فجعل بعض رزقه من جهة الاكتساب وتعاطي الأسباب وبعضه من غيرها قدوة للخواص من المتوكلين وإنما قال تحت ظل رمحي ولم يقل في سنان رمحي ولا في غيره من السلاح لأن رايات العرب كانت في أطراف الرماح ولا يكون في إقامة الرماح بالرايات إلا مع النصر وقد نصر بالرعب فهم من خوف الرمح أتوا تحت ظله ولأنه جعل السنان للجهاد وهو أكبر الطاعات فجعل له الرزق في ظله أي ضمنه وإن كان لم يقصده كذا ذكره ابن أبي جمرة ولا يخفى تكلفه
http://quraan-sunnah.yoo7.com/t97-topic

قال ابن خلدون أيضاً في الفصل السادس و العشرون من الباب الثاني : هم متنافسون في الرياسة ؛ و قل أن يسلم أحد منهم الأمر لغيره ، و لو كان أباه أو أخاه أو كبير عشيرته إلا في الأقل ، و على كره من أجل الحياء . فيتعدد الحكام منهم و الأمراء ، و تختلف الأيدي على الرعية في الجباية و الأحكام ، فيفسد العمران و ينتقض . قال الإعرابي الوافد على عبد الملك ، لما سأله عن الحجاج ، و أراد الثناء عليه عنده بحسن السياسة و العمران فقال : ( تركته يَظلِم وحده ) .
و انظر إلى ما ملكوه و تغلبوا عليه من الأوطان من لدن الخليقة ، كيف تقوض عمرانه ، و أقفر ساكنه ، و بدلت الأرض فيه غير الأرض . فاليمن قرارهم الخراب ، إلا قليلاً من الأمصار . و عراق العرب كذلك قد خرب عمرانه الذي كان لِلفُرسِ أجمع . و الشام لهذا العهد كذلك . و أفريقية و المغرب لما جاز إليها بنو هلال و بنو سليم منذ المائة الخامسة ، و تمرسوا بها لثلاثمائة و خمسين من السنين قد لحق بها و عادت بسائطه خرابا كلها ، بعد أن كان ما بين السودان و البحر الرومي كله عمراناً . تشهد بذلك آثار العمران فيه من المعالم ،و تماثيل البناء و شواهد القرى .
و عن البناء و العمران عند العرب ، قال أيضاً ابن خلدون ،

الباب الرابع في البلدان و الأمصار و سائر العمران .
الفصل التاسع : في أن المباني التي كانت تخطها العرب يسرع إليها الخراب إلا في الأقل . و السبب في ذلك شأن البداوة و البعد عن الصنائع فلا تكون المباني وثيقة في تشييدها ، و كل ما يراعي العرب في المدن التي يخططوها ، مراعي إبلهم خاصة ، لا يبالون بالماء طاب أو فسد ، و لا قل أو كثر ، ففي الكوفة و البصرة و القيروان لم يراعوا في اختطاطها إلا مراعي إبلهم .
الفصل الرابع في أن الهياكل العظيمة جداً لا تستقل ببنائها الدولة الواحدة ، فيبتدي الأول بالبناء و يعقبه الثاني و الثالث ، مثل سد مأرب عدد من الملوك في أزمنة عديدة . و يشهد لذلك أيضاً أننا نجد آثاراً كثيرة من المباني العظيمة تعجز عن هدمها و تخريبها ، مع أن الهدم أيسر من البناء بكثير .
و هذا مثل ما وقع للعرب في إيوان كسرى لما اعتزم الرشيد على هدمه و بعث إلى يحيى بن خالد و هو في محبسه يستشيره في ذلك ، فقال : يا أمير المؤمنين لا تفعل و اتركه ماثلاً ، يستدل به على عظم ملك آبائك الذين سلبوا الملك لأهل ذلك الهيكل . فاتهمه في النصيحة ، و قال : أخذته النعرة للعجم ، و الله لأصرعنه ، و شرع في هدمه و جمع الأيدي عليه ، و اتخذ له فؤوس و حماه بالنار ، و صب عليه الخل حتى إذا أدركه العجز بعد ذلك كله و خاف الفضيحة ، بعث إلى يحيى يستشيره ثانياً في التجافي عن الهدم . فقال : يا أمير المؤمنين لا تفعل و استمر على ذلك ، لئلا يقال عجز أمير المؤمنين و ملك العرب عن هدم مصنع من مصانع العجم ، فعرفها الرشيد و كف عن هدمه .
و كذلك اتفق للمأمون في هدم الأهرام التي بمصر و جمع الفعلة لهدمها فلم يفز بأي طائل و شرعوا في نقبه ، فهدموا الحائط الخارجي الظاهر إلى ما بعده من الحيطان ، و هناك كان منتهى هدمهم ؛ و هو إلى اليوم فيما يقال منفذ ظاهر . و يزعم الزاعمون أنه وجد كنزاً من الذهب بين تلك الحيطان .
فبدلاً من البناء ، يعملوا للهدم


* الفصل السابع و العشرون ، في أن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم من الدين على الجملة .

و السبب في ذلك أنهم لِخلُق التوحش الذي فيهم أصعب الأمم انقياداً بعضهم لبعض للغلظة و الأنفة ، فقلما تجتمع أهوائهم . فإذا كان الدين بالنبوة أو الولاية كان الوازع لهم من أنفسهم و ذهب الكِبر و المنافسة منهم ، فسهل انقيادهم و اجتماعهم ، و ذلك بما يشملهم من الدين .



* الباب الثالث ، الفصل الرابع، الخامس و السادس : في أن الدولة العظيمة الملك أصلها الدين ، و الدعوة الدينية تزيد الدولة في أصلها قوة و الدعوة الدينية من غير عصبية لا تتم

و ذلك لأن الُملك ، إنما يحصل بالتغلب ، و التغلب إنما يكون بالعصبية . و اتفاق الأهواء على المطالبة ، و جمع القلوب و تأليفها ، إنما يكون بمعونة من الله في إقامة دينه . الدعوة الدينية تزيد الدولة في أصلها قوة على قوة العصبية التي كانت لها و السبب في ذلك كما قدمناه ، أن الصبغة الدينية تذهب بالتنافس و التحاسد الذي في أهل العصبية . فإذا حصل لهم الإستبصار في أمرهم لم يقف لهم شيء ، لأن الوجهة واحدة ، و المطلوب متساو عندهم ، و هم مستميتون عليه . وقال - تعالى -: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)) (الحجرات: 15) .
و أهل الدولة التي هم طالبوها و إن كانوا أضعافهم ، فيغلبون عليهم و يعاجلهم الفناء . و هذا كما وقع للعرب صدر الإسلام في الفتوحات ، فكانت جيوش المسلمين بالقادسية و اليرموك بضعة و ثلاثين ألفاً في كل معسكر ، و جموع هرقل على ما قاله الواقدي : أربعمائة ألف ، فلم يقف للعرب أحد من الجانبين و هزموهم و غلبوهم على ما بأيديهم . و اعتبر ذلك أيضاً في دولة لمتونة و دولة الموحدين فقد كان بالمغرب من القبائل كثير ممن يقاومهم في العدد و العصبية إلا أن الاجتماع الديني ضاعف قوة عصبيتهم بالإستبصار و الاستماتة كما قلناه ، فلم يقف لهم شيء .
الدعوة الدينية دون عصبية لا تتم و التاريخ الإسلامي مليء بأشخاص تلبسوا شخص المهدي المنتظر طلباً للملك و الرئاسة ، فيكثر أتباعهم و المتشبثون بهم من الغوغاء و الدهماء ، و يعرضون أنفسهم في ذلك للمهالك ، و أكثرهم يهلكون في هذا السبيل عليهم وزر دون أجر . و منهم من يستخدمهم الملوك في خلق عصبية دينية للدولة فتصبح أكثر قوة و توحش .






#مينا_وليم_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مينا وليم بشارة - العرب المتوحشون في مقدمة ابن خلدون