أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد بودهان - لماذا وصف مصري مساند ل-لإخوان- المغربَ ب-ملجأ اللقطاء-؟















المزيد.....

لماذا وصف مصري مساند ل-لإخوان- المغربَ ب-ملجأ اللقطاء-؟


محمد بودهان

الحوار المتمدن-العدد: 4192 - 2013 / 8 / 22 - 01:49
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يروج، منذ 19 غشت 2013، فيديو من 52 ثانية على شبكة الأنترنيت، يظهر مصريا مساندا للإخوان يسبّ غاضبا المغاربة بشكل قذر، ويصف المغرب بـ"ملجأ اللقطاء". وجاء هذا السب للمغاربة كجزء من سب الجنيرال عبد الفتاح السيسي، الرجل القوي بمصر، الذي قال عنه المصري المعني بأن أمه مغربية. ثم استرسل مضيفا بأنه لا يمكن أن يعرف هل هي "مغربية أصلية أم يهودية، لأنه لا توجد في المغرب جنسية مغربية أساسا، بل هو عبارة عن ملجأ للقطاء. لقيط من هنا ولقيطة من هناك...".
ما يثير الفضول والسؤال على هامش هذا السب القذر كما قلت، ليس لماذا يسب هذا المصري المغرب والمغاربة؟ بل لماذا يوجه لهم هذا السب بعينه؟ أي لماذا يصف المغرب بـ"ملجأ للقطاء"؟ ولماذا يقول "بأنه لا توجد في المغرب جنسية مغربية أساسا؟"
إذا فهمنا ما يقصده هذا المصري الغاضب بكلمة "جنسية" التي وردت في كلامه، فسيسهل علينا الجواب عن الأسئلة التي طرحناها بصدد اختيار هذا المصري لهذا النوع من السب الذي وجهه إلى المغرب.
فمن خلال سياق كلامه، يبدو جليا أن ما يقصده بـ"الجنسية" ليس تلك الرابطة القانونية والسياسية بين الفرد والدولة التي ينتمي إليها كمواطن، بل يقصد بـ"الجنسية" الهوية والانتماء. لهذا فهو يقول بأنه لا يعرف هل أم السيسي مغربية أم يهودية، وهو ما يبيّن أنه يعني الهوية لأنه لو كان يقصد الجنسية لقال بأنه لا يعرف هل أمه مغربية أم إسرائيلية، لأن الانتماء الإسرائيلي يعني حمل الجنسية الإسرائيلية، في حين أن الانتماء اليهودي يعني الانتماء إلى الهوية اليهودية وليس الجنسية اليهودية التي لا وجود لها، لأنه لا توجد دولة تحمل رسميا لدى الأمم المتحدة اسم الدولة اليهودية، وإنما توجد دولة باسم إسرائيل.
بعد هذا التوضيح، نفهم جيدا لماذا وصف هذا المصري الهجّاء المغرب بـ"ملجأ اللقطاء"؟ إنه يعني بذلك ملجأ من لا هوية له. فعندما يقول: "لقيط من هنا ولقيطة من هناك..."، فو يعني أن هؤلاء المغاربة بلا هوية أصلية لأنهم مجرد تجمّع لما يسميه "اللقطاء"، أي القادمين من خارج المغرب (من هنا... ومن هناك..). ولهذا فهو يُقذع الجنيرال السيسي بأن أمه مغربية، أي "لقيطة" لأنها بلا هوية.
وهذا سبّ لاذع فيه حطّ مهين من قدر المغرب والمغاربة.
لكن لنكن صرحاء مع أنفسنا: من يقول عن نفسه بأنه بلا هوية مغربية أصلية، مدعيا، وبفخر، أنه قادم "من هنا ومن هناك"، منتحلا هويات الآخرين كما يفعل "اللقطاء" الذين يبحثون عن هويات بالتبني؟ أليس هم المغاربة الذي يقولون بأن أصلهم ليس من المغرب، بل من اليمن أو العراق أو من الجزيرة العربية والمشرق العربي بصفة عامة؟ أليس هم المغاربة الذين يحملون شواهد إدارية يثبتون بها أنهم بلا هوية مغربية أصلية، لأنهم ذوو نسب غير مغربي أصيل، أي نسب غير أمازيغي؟ فمن هو الفاقد لهوية مغربية أصلية، أي من هو "اللقيط" بتعبير المصري؟ أليس هو المغربي الذي يدعي لنفسه هوية غير هويته الأمازيغية، وينتحل هويات مشرقية ينظر المنتمون الحقيقيون لها إليه كـ"لقيط" بلا أصل هوياتي، بعد أن تنكّر هو نفسه لأصله الأمازيغي؟
رغم أن هذا المصري يستحق أقصى العقوبات التي يقررها القانون لجريمة السب والشتم العلنيين، إلا أنه في الحقيقة لم يفعل أكثر من التعبير عن واقع لا ينكره الكثير من المغاربة الذين يقولون جهارا، وقبل أن يكرر ذلك المواطن المصري، بأن هويتهم ليست مغربية أصلية، وأن أصولهم خليط "من هنا وهناك". بل الأكثر من ذلك أن الدستور المغربي نفسه يعترف بهذا الخليط عندما يتحدث في التصدير عن "تنوع مقومات هويتها (المملكة المغربي) الوطنية الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية - الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية". فالهوية، بدل أن تكون واحدة وأصلية لأنها تابعة ونابعة من الأرض الواحدة والأصلية للمغرب، يجعل منها الدستور خليطا بعناصر متعددة ومتنوعة.
لهذا لا يجب أن نغضب عندما يشتمنا الآخرون بأننا بلا هوية (بلا جنسية حسب قول المصري). فهذا صحيح بعد أصبح المغرب منذ 1912 بلدا بهوية عربية، أي هوية أجنبية انتحلها وتبناها كما يفعل "اللقطاء" مجهولو الأصول. ولأن المغاربة يتبنون هوية ليست لهم، فهم كذلك يتبنون قضايا ليست لهم، كما يفعلون عندما يدافعون عن قضايا المشرق العربي حتى يظهروا أنهم عرب في هويتهم وانتمائهم وليسوا "بربريا" (انظر مقالنا: "عندما يكون الغلو في الانتماء إلى العروبة دليلا على الانتماء إلى الأمازيغية" على رابط الحوار المتمدن: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=371146).
والمفارقة العجيبة، أنه قبل يوم واحد فقط من نشر هذا المصري لهجائه الموجه للمغاربة، كان جزء من هؤلاء المغاربة يتظاهرون (يوم الأحد 18 غشت 2013) تضامنا مع "الإخوان" بمصر، الذين من أجلهم صبّ المصري شتائمه على المغاربة. فبقدر ما تبيّن هذه الحالة، في الجانب المغربي، هوس المغاربة بالتضامن مع قضايا المشرق العربي، ليثبتوا بذلك أنهم عرب وليسوا أمازيغيين، تبيّن بنفس القدر، في الجانب الخاص بالمصري، أن المشارقة لا يعترفون بتضامن المغاربة معهم ولا بانتمائهم العربي المنتحل، بل يستمرون في التعامل معهم، كما يفعلون دائما، كـ"لقطاء" بلا هوية أصلية، رغم كل الخدمات التي يقدمها المغاربة للعرب وبدون مقابل.
لكن المصري الذي يصف المغاربة أنهم "لقطاء" وبلا هوية، نسي، تحت تأثير الاستلاب الهوياتي العميق الذي تعرض له المصريون، أن حالة هؤلاء، بخصوص الهوية، أفدح من حالة المغاربة بعد أن تخلوا، كما فعل الكثير من المغاربة تجاه هويتهم الأمازيغية، عن هويتهم الفرعونية ـ وما أدراك ما الهوية الفرعونية ـ الأصلية، وتبنوا عوضها الهوية العربية التي فرضها عليهم جمال عبد الناصر منذ 1954.
فليس المغاربة وحدهم من لا هوية لهم بعد أن تنكروا لهويتهم الأمازيغية الأصلية، بل المصريون أصبحوا بلا هوية أصلية بعد أن تنكروا لهويتهم الفرعوينة هم أيضا.
ومن جهة أخرى فإن كل بلايا القومية العربية، التي كانت وراء تخلي المغاربة والمصريين عن هويتهم الأصلية، نشأت وانطلقت ببلاد الفراعنة بمصر. فحري بهذا المصري، الذي يعيّر المغاربة بكونهم "لقطاء" لأنهم بلا هوية (بلا جنسية حسب تعبيره)، أن يبدأ من نفسه ومواطنيه المصريين الذين يدعون هم كذلك انهم أتوا "من هنا ومن هناك"، رافضين، بل محاربين لهويتهم الفرعونية والقبطية الأصلية والتاريخية.



#محمد_بودهان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يكون الغلو في الانتماء إلى العروبة دليلا على الانتماء ...
- لمَ الخوف من الدارجة المغربية؟
- لماذا لم ينتشر الإسلام بأوروبا مثلما انتشر ببلدان أسيا؟
- من المفهوم العامّي للهوية المتعددة إلى المفهوم العلمي للهوية ...
- اللغة العربية أو -المعشوقة- التي لا يرغب أي من عشاقها في الز ...
- وما ذا بعد إقرار اللغة الأمازيغية في -ويندوز 8-؟
- التعريب والهوية بالمغرب
- -الفانطاسمات- اللسنية حول الأمازيغية بالمغرب
- الأساطير المؤسسة للعروبة العرقية بالمغرب
- متى سيتصرف حكام تامازغا، من أبناء المهاجرين العرب، مثل الرئي ...
- -اتحاد المغرب العربي- أم الاتحاد ضد الأمازيغية؟
- هل الأمازيغية ملك لكل المغاربة أم أن كل المغاربة ملك للأمازي ...
- من أجل ثوابت جديدة للدولة بالمغرب: الأمازيغية والإسلام بدل ا ...
- لماذا صُنّف المغرب في مؤخرة الدول العربية على مستوى التعليم؟
- »الشذوذ الجنسي« الحقيقي هو الذي تمارسه الدولة بالمغرب
- التهويد بفلسطين والتعريب بالمغرب: وجهان لسياسة عنصرية واحدة
- من أجل إسلام مستقل عن العروبة بالمغرب
- دعاة التعريب أو المشركون الجدد
- من أجل دولة أمازيغية الهوية بالمغرب
- هل تختلف القومية العربية عن الحركة الصهيونية؟


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد بودهان - لماذا وصف مصري مساند ل-لإخوان- المغربَ ب-ملجأ اللقطاء-؟