أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عاصف حميد رجب - مذكرات طالب طب اسنان















المزيد.....



مذكرات طالب طب اسنان


عاصف حميد رجب

الحوار المتمدن-العدد: 4191 - 2013 / 8 / 21 - 10:10
المحور: سيرة ذاتية
    


كم كنت تواقا لرؤيته,كنت أتسال,كيف هو,كيف شكله ألان ,كيف صحته ,ماذا جرى عليه في هذه آل 30 سنه التي فارقته بها,انه رفيق النضال وقائد حركتنا, ومفكرنا ومهندس كل تحركاتنا وكان حريصا جدا على نجاح تحركاتنا في الاهوار والريف العربي,وكان يجاهد في تثبيت وضعنا في كردستان,كثيرا,كان يبذل الجهود, ويقيم المعنويات لدى -البارت- الذى كان وهذا ما كان يعرفه ويحس به - ابو ليلى - ان البارت يشعر بالقلق وعدم الثقه الكامله مع اتفاقيته (اتفاقيه 11 اذار ) نفسها , كان البارت يشعر بان ما ابرمه من اتفاقيه مع صدام بالذات هو تحقيق لاماني الشعب الكردي وخطوه نحو الاعتراف بحقوق الشعب الكردي , ولكن من تجاربنا مع البعث وتشخيصنا لطبيعته الفاشيه وعنصريته , كنا متاكدين بان هذه الاتفاقيه غير مخلصه, وهي في الحقيقه هدنه لا اكثر ولا اقل .
ان هذا الزخم المغري الذي لم نستطع ان نوقفه وهو الميل للمهادنه مع سلطه البعث من قبل قياده الحركه الكرديه,سوف نصبر عليه .
لم يكن امامنا غير ذلك , ولما كان لنا وجود طيب وتنظيمات طيبه في كردستان وتاسس لنا كيان عسكري واثناء اتفاقيه اذار نفسها ووقتها وهي قاعدتنا العسكريه في - ناو جليكان- .
لما كان لنا ذلك بذلنا جهودنا وجهودا حثيثه لتبيان الغلط السياسي الذي وقع فيه البارت بالمهادنه مع سلطه البعث وانتهاء العمليات العسكريه للجيش العراقي في ربيع تلك السنه, لقد كنا نعتقد ومتاكدين انه لو كان هناك صبر اكثر وطول نفس عسكري اكبر ومطاوله على العمليات العسكريه للبيشمركه انذاك لكان هذا مدعاه لسقوط البعث المكرره وذو السمعه السيئه بين الشعب العراقي وخاصه كان مكروها جدا من قبل الشعب الكردي نفسه وكثيرا وله تجارب ومحن مع البعث القاسي ايام 1963 وما بعدها من سنين كنا ومن منطلق ضعيف بحكم ان حزبنا كان قد تلقى ضربه معنويه قبل ان تكون تنظيميه من قبل سلطات البعث وقع فيها عزيز الحاج علي حيدر الرجل الذي لم نكن نعرفه جيدا فقط نعرف انه يقود تيار في الحزب الشيوعي . تيار ثوري , يعالج مافي نفوس اكثر رفاق الحزب من حسره وخيبه امل في تيارات الحزب القديمه المعششه في مراكزها الحزبيه رغم انها رمز لكل فشل لاقى مسيره الحركه الشيوعيه في العراق على مدى عشرات السنين .
عزيز الحاج,قد تبين بعد ذلك, قد خدع الرفاق به, فهو خريج راحات موسكو وجلساتها ونزهاتها الترفيهيه العديده والمجانيه, انه خريج حفلات - الفراش - وبصوره ملحه ومعروفه للكثيرين في شقق اصدقائه ومعارفه في موسكو والاتحاد
السوفيتي كانت فرحته واماله هذا - القمئ- ان الامر نزهه كما هي حفله فراش وفي موسكو بالذات وليس تبني مسؤليه ضخمه كالتي تراسها والحقيقه لم يتراسها فقد وضعوه فيها - قيادته- وهم بالذات الذين تخلو عن الخط والالتزام وفضلو الذل والعار وحملو وزرعارهم على رفاق ما بعدهم الذين واصلو الطريق الصعب حيث انصقل اكثرهم في خضم هذه النكسات المعنويه وجاشت في ارواحهم روح التحدي .
صوره قصيره : اعترف عزيزالحاج عن ان خط الحزب الشيوعي ليس الا كلام وان حركه الكفاح المسلح في اهوار جنوب العراق لم تكن الا عده انفار- قتلهم صيادوا المنطقه- واعطى وهو ظاهر على شاشه التلفزيون انطباع لدى كل الناس في بغداد خاصه بان المساله غير جاده وانها قضيه لا تستحق ان ينظر اليها بجديه وهي غير خطيره على نظام البعث الذي كان في بدايه حكمه بدايه صعود صدام الى مراكز السلطه العليا ودفعه للبكر الى الهاويه . وقد تالق في هذه البهجه التي اراحت صدام ومعظم قيادي البعث مجرم سفاح وقاتل لا يشبع من القتل وشخص مريض في نفسه انتقام من كل شئ طيب يجري في العراق هو المجرم – ناظم كزار - وهذا المجرم لا ادري لماذا كان يحقد ويصر في حقده لحد القتل والتعذيب على كل مواطن في العراق يرى فيه الطيبه والاخلاص للوطن , كم هو مجرم وقد تلقى جزاءه المهين على يد صناعه نفسهم فقد قتلوه شر قتل وبالتعذيب ايضا .
والعجب انهم يفتخرون بقتله وطريقه قتله - سلخ الجلد - يالهم من افاقين اليس هو من ثبتكم في الحكم اليس هو الذي اشاع الارهاب وجعل من اسمه وقصره – قصر النهايه - الخطر المميت والرعب المخيف لكل ابناء الوطن الم يكن هو ناظم كزار.
ان البعثيين واحدهم اشد شراسه من الاخر وواحدهم انذل من الاخر وواحدهم اغدر من الاخر , فالغادر الشاطر فيهم هو من يغدر بفن وذكاء اكثر ينال السلطه او مكان في السلطه هكذا كان ولكن لم تثمر جهودنا الا بعد سنه 1973 حيث كان كلامنا يؤخذ بالترحاب وبالمناقشه ايضا من قبل البارت فهم لهم سياسين يبررون اتفاقيه اذار بكلام ومحاججه تتبين للوهله الاولى انها محاججه منطقيه وانها ضروره لتلك الفتره السياسيه ولكنها كانت دائما تدل على انها سذاجه سياسيه ومصالح دوليه تدخلت في امر هذه الاتفاقيه وغايتها دفع البعث لاخذ نفس عميق يعيد اليه الحياه بعد الهزيمه العسكريه للجيش العراقي وعدم تمكنه من مجاراه حرب عصابات البيشمركه , الصلبه لقد فت في عضدنا ومللنا من الكلام مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وقيادته .
كانوا يعدوننا بالخير ويبينون مخاوفهم من المجريات السياسيه في العراق ويعدوننا بدعمنا ولكن في الحقيقه كانوا يحجموننا , وكل تحرك منا ضد البعث يؤخذ من قبلهم بالريبه والتخوف . على ان هذا التحرك سيعكر حاله الاستقرار والاتفاقيه بين الحركه الكرديه والسلطه في بغداد , الى ان جاءت دلائل واضحه على نيه السلطه في بغداد بالتحرك الجاد لقمع الحركه الكرديه وانهائها بشن حمله عسكريه وبدعم سياسي وعسكري من الاتحاد السوفيتي نفسه .
على كل , هذا لم يحرجنا وانما من صالحنا فالاتحاد السوفيتي كنا قد قيمناه بالتحريفيه وعدم الالتزام بقضايا الشعوب وكان لنا موقف مع البارت جيد فقد كنا لهم دائمي التحذير من غدر السلطه البعثيه في بغداد , وكنا الحزب الوحيد انذاك من سنه 1968 – 1975 الذي رفع شعار اسقاط السلطه وعمل بجد وتفاني على ذلك والحقيقه اننا حاولنا تحريض البارت على البعث لادخاله في معركتنا فقد كان هذا من صالحنا . اما عندما توترت وتشنجت العلاقات السياسيه والعسكريه حدث احتكاك واضح يدل على هجمه اخرى والتوقع انها شرسه ومدعومه دوليا ضد الشعب الكردي واستعداد الجيش العراقي لحمله ربيعيه , كان هذا انذار واضح للبارت بان يفيقوا من سباتهم , وان يعرفوا اصدقائهم ومحبي مصالح الشعب الكردي الحقيقين وهو تنظيماتنا الواسعه في كردستان (سليمانيه, واربيل,وخانقين, ودهوك) واصدقائنا في كردستان كلها , كل هذا وبدافع الحاجه السياسيه وايضا العسكريه دعت البارت , للسماح لنا بانشاء قواعد عسكريه في دهوك وسنجار وخانقين وكركوك وهورمان واستعداد رفاقنا , ورفع رايه الجهاد العسكري وشحذ الهمم في الفلاحين الاكراد الموالين للحزب وقد لبى الكثيرين هذا النداء فقد جاءنا وسيرا على الاقدام رفاق فلاحين من منطقه هورمان وشوان ودهوك وتجمع رفاق اكراد في منطقه السليمانيه واربيل وتجمعوا في قواعد الحزب التي انتشرت وسمح لنا بحريه الحركه وكذلك في جبل - بمو - قرب خانقين حيث كان لنا هناك رفاق شجعان لايشق لهم غبار . واما الرفاق العرب الانصار ثبتو وجربوا شجاعتهم و قدراتهم في حرب 1974 التي انتهت باتفاقيه الجزائر المشؤومه .
كل هذا جرى في مخيلتي وبسرعه وفرحه وانتعاش للامال - هل هذا حقيقه ؟ لم اصدق , رايته - ابراهيم علاوي - بطوله المهيب وشعره الاشيب وشاربه الاشيب - المقلم - بدقه وانتظام والذي يدل على رجوله صاحبه, وايضا هل هذا ابراهيم علاوي , لقد كان قبل 30 سنه اشب واكثر سمنه واكثر حيويه ولكنه بدا كانه شعله من المعنويات المتدفقه نحو افاق لاادري ماهي وانما هو كتله من المعنويات المتدفقه التي ترش رذار الفرحه والمعنويات المستبشره على من حوله انه رجل لايلين وشجاع الى حدود بعيده ومتطلع الى حدود بعيده ايضا ........ اوة ........!؟
ماذا فعلت لندن بك ايها الرفيق , الان اراك ارشق مما كنت اعرفك وانت بملابسك الكرديه الخاكيه والضحكه لاتفارق فمك عندما تتحدث الينا اثناء الغداء او العشاء او حتى الفطور الذي لم يكن غير خبزه وكوب شاي لكل رفيق , كنت تجلس معنا و تشاركنا فطورنا وغدائنا وعشاءنا حاملا معك راديوك الروسي الصنع ذو التسعه عشر موجه , وبعد وجبات الطعام دائما كنت تفتح اذاعه لندن باللغه العربيه وتسمع الاخبار بانتباه واضح وبعد نظر واضح وكنا نرى ذلك على وجهك ونحن نجلس نحتسي الشاي بعد وجبه غير دسمه غير مغذيه ابدا وبعد الاستماع للراديو ونشره الاخبار, كنت تشرح لنا الخبر الذي كان يبدو بسيطا كخبر يذاع , تشرح لنا ماذا يعني هذا الخبر بافقه البعيد والسياسي نعم , كنت تركزعلى كل معنى سياسي اما الفكري فكن يتعبنا نحن الجالسين معك في قاعه ظلماء نضيئها – باللوكسات - لاتي لم تكن سوى زريبه للحيوانات والتي حاولنا تنظيفها من اوساخها ولكن دون جدوى مما اظطرنا ان نفرش يطاغاتنا العسكريه على ارضيه القاعه القديمه المظلمه الكئيبه
نعم , على روث الحيوانات المتجمع منذ ادهر وسنين على شكل طبقه سميكه لاقرار لها .
نعم , كنت تجلس معنا وكنت اراقب كل كل كلمه منك لم تخظئ في منطقيه كلامك وقلبك الواسع الرحب الذي كان يستوعب كل رفاق الحزب نعم , كان الحزب حزبك فقد بنيته سياسيا وفكريا وكنا نبنيه ونفديه بارواحنا وجهودنا المخلصه في تلك القرى النائيه في جبال كردستان البعيده الشاهقه والطرق الوعره في تلك الجبال العاصيه على الغرباء العنيده على الاعداء القريبه والصديقه من نفوسنا , لقد بذلنا ارواحنا وبذلنا جهودنا ولم نبخل لابالكبيرة ولابالصغيرة في ادامه هذا الحزب الجريح الذي يلاقي الصعوبات والمحن من جراء مواقفه السياسيه اننا حقا لعنيدون.
اننا حقا لصلبون , الم نجابه ونضع على عاتقنا مهام وهموم وغايات وامال لم نكن نعرف نتيجتها او نضمن ثمارها .
نعم ,كنا كذلك كنا نعمل بجديه ومثابره ولكننا لم يكن لاي منا أي فكره عما يثمر تعبنا , اننا في معاناتنا اليوميه نفكرفي كيف ان نعيش هذا اليوم وان لنا لالاف السنين من امال مشرقه لم يتبادر الى ذهننا ان تراجع , وان تراجع احدنا لاناسف عليه فقد تصرف بغير لياقه فالموقف يجب ان يكون المواصله , نعم نعذره ونعذر ظروف كثير من الرفاق الصعبه , لم يكن لعبا , كان موتا وفي كثير من الاحيان موتا اكيدا لايدفعه سوى الذكاء والفطنه وكثير من الحظ .
ايها الرفيق السكرتير : شاهدتك بعد 28 سنه من الفراق, كنت ملتصقا بك, حاولت ان اتقرب منك بلياقه وحذر شديدين وكذلك بحياء كبير فقد كنت صوره كبيره مجسمه لاتفارق- مخيلتي - كنت المثال الاعلى الذي اقتدي به, هكذا كنا, نؤمن ونثق بالطيب الذي يصدق مع نفسه فقد كنا صادقين مع انفسنا ايضا وبالحاح لايمكن ان نتجاوزه , كنا فرحين بحياتنا الغريبه تلك والغربه تكتنفنا في البعد في العلا في القمم الشاهقه التي لايقهرها الى المتسلق الهاوي الذي يرغب كثيرا وعنده في نفسه الحاح على قهر القمم , ولكن ايا من هؤلاء الهواه المتسلقين يخاطر او يجازف بقهر أي قمه من قمم هندرين او كاروخ او زوزك او مامه روت او حتى القمم الواطئه نسبيا شتاءا والثلوج بعشرات الامتار انها هوايه لو احد خاطر بذلك مميته وخطره تتطلب واقعا غير معقول حتى في عقول اهالي المنطقه من الفلاحين الاكراد الذين يعززون ملابسهم حسب ظروف البرد القارس شتاءا ويتفننون بحياكتها وتجهيز ملابسهم بنوعيات لااعرفها ولم اجهز نفسي بها رغم اني اعرف جيدا انها ضروريه لملاقاه ظروف ثلجية قاسيه وعبور مناطق مثلجه كزينو استراكان شتاءا , واتذكر اني عبرتها عده مرات في طريقي من مهام حزبيه جيئته وذهابا عن طريقها الصعب صيفا حيث لايتوفر الماء فيها بالاضافه الى صعوبه صعودها اما شتاءا فهي غير معقوله ومميته ويحذرها الفلاحين يحذرونها في عبورها ولو لاهم الاسباب , فهناك موت وثلج غير قابل للتفاوض في مساله أي مسامحه في ان يكون اقل بروده واقل قساوه على الارجل واصابع الرجلين واصابع اليدين والوجه الذي يتجمد فيصبح حارقا كانه قطعه جلد موخزه بالابر من هبات الهواء الثلجيه العاتيه , التي لاترغب انت وانت تعبر تلك المناطق بان تهب عليك مثل تلك الدفقات من الهواء المثلج المحمل بالانجماد فتقول في نفسك : كفي , صبرا قليلا ياجبال كردستان كوني اقل قساوة , رحماك اقلي من هبات ريحك المثلجه وارحمي عربيا يعبرك ويجتازك وليس له تجربه ظرفيه ومناخيه الا في المناطق الحاره ارحميه كي يعبر مضايقك وارتفاعاتك الصخريه الوعرة وان تدعي صخورك وطرقك الجبليه الراجله المسحوقه من كثره سحق الاقدام عليها فهي تعرف بانها طريق يوصل الى تجمع ناس وسكان ومادى وطعام من كونه شق ضيق متعرج يسير بلا انتظام صاعدا هابطا يؤدي بك الى تعب واجهاد خاصه عندما يتزامن ان تصدق, ان هناك صخورا صغيره غير منتظمه محتمل ان تؤذي القدمين وربما تؤدي الى التوائها عند عدم الحذر, تضطرفي الجبل ان تتخذ المسار على طريق تبدأه ولا تغيره , طريق ضيق على قدر القدمين كل مافي الامر انك تعرف انه طريق مؤدي لانه خالي من الاعشاب او ان الاعشاب التي تغطي جوانبه غير موجوده ومسحوقه لكثره سحقها بالاقدام من الماره من الفلاحين وتجار القماش وتجار الشاي السيلاني الذي يعبر عبر الحدود المفتوحه للبلدان المجاوره .
حركه دائبه من التجاره والحاجات والمجتمع المتحرك وحاجاته وضرورياته العائليه تطلق العنان للاقدام وبدافع الحنان وعلاقه القرابه الحميمه الى تحدي صعوبات الصعود الى قرى نائيه يكون الفلاح في تلك المناطق في حاجه لزياره قريب له او تاديه واجب في وفاه او ان هناك فرح وعرس يحضره باهتمام وفرحه تملا جوانبه لانه سيلاقي متعه وضحك وفرحه على محيى الشيوخ والنساء والفتيات خاصه , بملابسهن الملونه الوان الطيف والازهار والورود تنطلي على ظاهر ملابسهن المحتشمه المورده الزاهيه, كم هو جميل ان ترى هذه المشاهد في مناطقها الاصليه , في ناسها الاصلين في زهو مناطقها, وفواكه واشجار البلوط القويه العرق التي تملا الجبال هنا وهناك وبدون انتظام, وترى دائما عند صعودك الجبال هذه الاشجار وعندما نتئا بعيدا في اعماق الجبل تجس انك وحدك مع هذه الاشجار اشجار البلوط وتحس ايضا انها رفيقتك في وحشه هكذا موطن نائي وتحس ايضا عندما تبتعد بعيدا وتتوغل في مراعي الماء عاليا ان الجبل مملوء برائحه البلوط المميزه حتى وانك عندما يتسنى لك ان تاخذ استراحه عند احد البيوت في أي قريه شاهقه وعند عائله مضيافه كريمه تستقبلك بالضحكه والوجه المبتسم والادب الكثير تحس عندما يقدم لك لبن الماعز البارد في – طاسه – مع ماء ماخوذ من عين بارده مثلجه صيفا ان طعم ورائحه ونكهه اوراق البلوط قد تسربت الى هذا اللبن الدسم اللذيذ الذي تستذوقه مئه بالمئه وتحسد اهالي واصحاب هذه الظروف وهذه الطبيعه الخلابه الاكراد على حلاوه وطعم بل طعوم وملذات وخيرات الجبل التي لاتنتهي, عندما تسير قاصدا الاعالي تسم في انفك رائحه لذيذه هي رائحه الجبل فالجبل له رائحه .
نعم اه رائحه ومياه العيون لها طعم ومذاق لايوصف, هناك كل شي نظيف, كل شي مغسول, كل شي متجدد كل شي يتكرر بانتظام , عذب يجدد الحياه ان الشي الذي يميز جبال كردستان او كردستان ذاتها عن بقيه مناطق الدنيا انها مثلجه ولا ثلج في الدنيا كلها يضاهي عذوبه الثلج لو امتصصت قليلا منه لترى مذاقه سيعجبك وسترغب وبالحاح كثير ان تاكل المزيد من الثلج لا للعطش ولكن للابتهاج بهذه الحلاوه , والذي يميز كردستان هو الثلج شتاءا فهو غايه وصعوبه وخير وحياه عندما يذوب ويبعث في النفوس ويحفزها ان هيا لخير جديد, تجدد لابد منه .
ارض مزروعه مرويه بحياه مياه الثلج الذائب ان هيا للتفتح , للازهار, للاجمات اتن تنظر وتخلب الانظار بزهوها (ببقجاتها) المسيجه بالشوك المكوم على شكل كتل منتظمه تسور البساتين سواء بساتين الفاكهه التي يمنع التحرش بها الى ان تنهض وتنضج ويكرم منها الكثيراوبساتين الخضار الصيفي المزروع بخطوط ترابيه واضحه والتراب هناك ملئ بالحصى الصغير وبعض الاحيان الوسط في حجمه او الحصى الكبير , والمحراث الفلاحي يمارس قوته وصلابه صنعه في ارض مباركه كتلك الارض المرويه دائما بالمحبه والخير الا وهو الثلج .
الثلج الذي يغطي كل شي شتاءا وتراه كانه لم يكن هناك صيف فتعجب من قضيه الفصول وتداورها حين بعد حين واحد. مظهر خاص بها هي عذوبه وروعه خلقيه يتمتع بها الانسان وكل فصل له عذوبه يداري الفصل نفسه فيعطيها كم خلقها الله, يداري ان يكون الاحسن والابهم حتى الخريف له نعمته في النفوس لو عشته في ريفيه في شمسه وانت ترقب الايام يوما بعد يوم ,وسترى بان الايام تجري وكل يوم له شكل ومعنى وصدقا خاصا به تعطي له معنى ان هذا يوم ليس كبقيه الايام تراقب الايام والشمس والقمر كيف يتجزا ينقسم ربما ينشطر لا بل يتدرج من صغير الى اكبر ثم اكبرستعطي هذه المراقبه بهجه للنفس وراحه ان الاشياء الابديه الشمس والقمر خاصا هي معنى كبير من الريف , ان الشمس محرقه صيفا, تبعث في حرارتها العرق من الاجسام ليكون ندى يرطب الابدان ويريحها وانت تسير , نسمات غير منتهيه ترغب ان تصل, نعم غايتك القريبه الفلانيه ولكن كيف تصل اليها انصحك ان يكون طريقك تحب ان تراه متعه فالسفر في الافياء والبوادي والجبال لابد ان تراه متعه واذا كنت ضجرا وحاملا هما للسفر والصعوبات وترى في قراره نفسك انك سوف لن تحس الا بالمعاناه والقساوه فلا تسافر ولاتطرق أي طريق اجلس في بيتك وشغلك وعائلتك قربك وتحمل روتين الحياه ورتابه اوقاته التي تزهق النفس وتجعل الزمن ولو كان لحظه واحده ممله مزهقه لاتطاق , سافر الى الجبال المخضره وادخل ارياف الجنوب .
اذكر اني كنت جالسا في ضيافه فلاح من بني تميم وكنت جالسا - بربعته – وقد اكملنا طعام العشاء وحل الليل بسكونه وهدوئه وسمره واذا بصديق يطرق ويسرق سكون اجوائنا الضيافيه في سكون الليل بغضبه الواضح على وجهه المغضب كان في يده عصا غليظه في راسها حديد, جلس في – الربعه - وقد سلم باقتضاب وعصبيه , عرفه الفلاح التميمي فقد كان جاره وارضه المزروعه مجاوره لارض التميمي انه من البو صياد – صيادي- ماذا حل بين الاثنين ؟ لااعرف كثيرا ما كان بينهم , واخيرا ومن عصبيه الزائر وكلامه وبالتدريج فهمت مغزى عصبيته فقد كان ثائرا وغاضبا من مساله كان يعتقد انها حقه وهي الروي فلقد كان يتهم زميله وجاره بانه -طير الماء- عنه أي انه انقص مستوى الماء في المجرى وفتحه على ارضه وهو قبله وذاك بعده فلم يستطيع ان يروي زرعه ان الزرع ومجاوره الزراع واحدهم للاخر وهذا طبيعي فالناس تعيش متجاوره وحتى وان كانت عشائرهم متنوعه وبينهم خلاف واحد اهم الخلافات بينهم هي الري واحقيه الارواء لقد تراوى انه ستحدث معركه فان الجار بدا يضرب ارض الربعه بعصاه وهذا كان قد علق بندقيته على الحائط الطيني فقلت في نفسي ماذا لو ضرب هذا الرجل الثائر راس هذا الجار وهو في بيته احسست انه لن يتوانه عن ذلك وهذا لن يسكت فبندقيته معلقه وفي متناول يده وعائلته قربه والبيت بيته والربعه ربعته, لاحضت ان الرجل التميمي هادئ ويجيب باقتضاب والتجهم واضح على وجهه وعدم رضا مطبق بان محق في ري محصوله قبل جاره فهو في الصدر ولكن الاخر غاضب لاجل حقله فقلت ستحدث معركه , كنا ثلاثه في الكفاح المسلح وكان الصيادي قد رانا جالسين وكان كما يظهر انه يعرف اننا ضيوفه ولكنه تجاهلنا ولم يسلم علينا بما يحب من سلام واحترام لاجل قضيته فاحسست ان هذا الفلاح الهادئ المنزعج وهذا الصيادي الهائج الذي اظهر لنا انه يريد ان يتقاتل لم يكون كذلك فهذا خلاف معتاد عليه بينهم , ولكن هذا الذي اظهر لنا انه مظلوم اراد ان يظهر جرأته امامنا وشجاعته وعدم تنازله عن احقيته وكان يتجاهلنا رغم معرفته اننا نتدخل في حل مثل هذه النزاعات واخيرا هدا الصيادون والتفت الينا بعينين غير حانقين كما كان عندما جلس في الربعه واظهرت عيناه الموده وترتب صوته بوديه وتخافت ليرينا كما اعتقد مبلغ احترامه لنا واعتذر فعلا عن غضبه وبدا يسامرنا ويظهر اعتزازه بالكفاح المسلح وبالرفاق –الرجيليه- الذين ينتظر زيارتهم ويجب ضيافتهم بين فتره واخرى حذرنا وبصوره تدل على معرفته بكل منطقته ومعرفه كل ناسها من كذا وكذا وكذا واعطانا معلومات تقلل من مخاطر سيرنا ليلا ودلنا على النجوم والجدي – أي النجم القطبي – على انصاف او منظر القمرالمنقطع الذي يدل اقتطاعه على الجهه الشرقيه او الغربيه انه ومن كل قلبه يبغى ان نكون بسلام . ففي قلبه اننا هنا من اجله وكان رفاق كثيرين قد زاروا هذه المنطقه منطقه – المزاك – او –الدلمج- وهي هور مندرس به كثير من –اليشن- والايشان تل اثري وعلى الاكثر كانت هذه اليشن في المنطقه من الحضاره السومريه او الاكديه وقد مررنا ونحن في طريقنا من منطقه الى اخرى بهذه- اليشن- واهمها- ايشان- الاخضر وايشان مغالط وهي اسماء محليه لهذه التلال الاثريه وكذلك ايشان- الولايه – بعثه اثريه اجنبيه في هذه الايشان وظهرت بعد اشهر انها مدينه قديمه من العصر السومري وظهرت الغرف والبيوت الاجريه واضحه المعالم وقد شاهدتها عن قرب في احدى المرات, فسميت هذه المنطقه او التل بايشان الولايه باعتبار انه اكتشفت ولايه ومعناها مدينه في هذه المنطقه وكانت التلال في تلك السهوب في وضع مريح وغريب ومحبب فكنا في مرورنا قرب هذه التلال الاثريه نجعلها نقطه استراحه لنا من المشي الطوبل والتعب المضني والجوع بانتظار ان نقع ضيفا على احد بيوت الفلاحين التي نراها عن بعد ونخشى ان نضيفهم في ضوء النهار الا غروبا حفاظا على سلامتهم من التهمه, تهمه مسانده الشيوعين والكفاح المسلح او المسلحين الشيوعين نبقى نراقب الشمس ونحن جائعين والويل كل الويل للرفاق المدخنين الذي ينفذ مالديهم من تبغ واوراق اللف وكان ثلاثه منهم مدخنين وانا الرابع غير مدخن ,فيبدا – الحوصان- على السيكاره , ويسال احدهم الاخر هل معك سيكاره رفيق لا والله خلص تتني – اوه , وما العمل والله لااعلم , ولك شلون , ايه هسه نضيف جابر المناجي واشمر له قوطيه البافره ولف على كيفك , والان ليس لدي أي سيكاره وارى ثلاثتهم حسين وعلي واحمد وانا بدر . كنت احس بلوعتهم في نفاذ سكائرهم وخاصه انه سيكون الوقت محرجا ففي هذا الوقت من العصر حتى المغرب هو وقت انتظار وتامل ووحشه في هذه القفار البعيده داخل الريف العربي مرت بي هذه الحاله معهم أي المدخنين فقررت انه عندما نصل الى بيت احد الفلاحين وقد جربت فلاحي تلك المناطق فانهم كلهم تقريبا يدخنون وخاصه سكائر اللف وكانوا في الضيافه يصرون رغم معارضه الضيف اذا كان لايدخن يصرون ويرغبون الضيف على التدخين, جلست في ضيافه احد الرفاق العشره في منطقه التمايمه في المزاك وفي الليل تراود الفلاحين المجاورين للفلاح واحدا بعد الاخر حتى وصل عددهم في الربعه الصغيره الى خمسه مع الرفيق صاحب البيت , كان كل الاصدقاء المرحبين الذين جاءوا وفي عيونهم الفضول وكان في بالهم اشتياق ىن يتعرفوا على اشكالنا ومحاوله معرفه مهنتنا او مراكزنا الاجتماعيه هكذا هو الفلاح له فضول عظيم , وكانوا يعرفون حق المعرفه بان كثير منا خريجين وربما اطباء وربما ضباط, ولكنهم عندما يتكلمون يتكلمون بحذر ورويه وادب محاولين استشفاف وحزر من يكون المقابل ؟! واخيرا وجدوا عندي كيس فيه مواد طبيه وكبسول ومضادات حيويه وبعض الامبولات وكان هذا كافيا ليقولوا عني اني طبيب حزروا ذلك وبسرعه, وبداوا يتشكون هذا من الام في المفاصل وهذا بطنه توجعه الخ.......
عالجت الموقف بما لدي من مواد طبيه شحيحه ومعرفه طبيه واسعه ولكن ماالخبر ذهبت بعد اسبوع او ربما عشره ايام الى منطقه بعيده جدا عن منطقتنا هذه مع ثلاثه رفاق وفجاه ونحن في تعب وعطش وجوع كبيرين ترأى لنا بيت شعر فعرفنا حالا انها لراعي اغنام وسيكون ميسورا وهذا عاده وفعلا رحب بنا صاحب البيت واضعا يده عند استقبالنا على جراب مسدسه حذرا من ان نكون غير مايرغب, اجلسنا مجالس مريحه وكان الهواء يخفق في بيت الشعر فهو يلعب في باطراف النسيج الصوفي الاسود كان الجلوس في بيت الشعر جميلا ومريحا وكان كما توقعنا راعي ميسور الحال له قطيع يحسده الفلاحين عليه وكم كان غريبا لدي ان اراه في يتمعن في وجهي كانما يعرف وضعي وشكلي ويريد ان يتاكد من حتى انه عرف اسمي – بدر- وقال لي انت طبيب لم اجبه او اؤكد له مئه بالمئه انه انا طبيب ولكني عجبت كيف استطار في مثل هذه القفار ان هناك طبيب بين رفاق الكفاح المسلح وطلب بعض الحبوب او دواء لزوجته عملت الواجب وكان مضيافا وهناك في تلك الربوع يقدمون لضيفهم او عندما يعزمون ضيفا يقدمون له طعاما خاصا وهذا عند الرعاه او اصحاب الغنم ما هو انه –البحت- وهو رز مطبوخ بحليب الاغنام طبعا كان لذيذا ولكنه لماذا لم يذبح احد غنمه.
وتذكرت السكائر فقدم لي سيكاره بعد ان لفها بعنايه كانها مكبوسه كسيكاره الباكيت لفها بعنايه وبللها بلعابه وكانت رطبه فاشمئزت نفسي منها ولكني تقبلتها ودسستها في جيب دشداشتي وبخفه , منظر مستغربا ومتسائلا بعينيه لماذا لم يدخنها في الحال لم اهتم لذلك فقد كنت انوي ان اقدمها هذه السيكاره وماساحصل عليه من سكائر ملفوفه من عده استضافات ان افاجئ بها رفاقي في الغرفه عند نفاذ سكائرهم وقواطي التتن لديهم لم اقل لهم جعلتها سرا , وكانت حلوه ومكانها عند احد ضفاف البزل في منطقه الزاك حيث كان انتظارا طويلا من دون تدخين وتركتهم يستفحل لهبهم وشوقهم للسيكاره تماما وفاجئتهم باخراج سيكارتين في ان واحد كم كان فرحهم شديدا وترحيبا وإطراءا علي على هذه البادره فرحت وضحكت من مشكله التدخين لدى المقاتلين . كم كان ذلك مهما في ارياف عمقيه* وكذلك في الهور كما سادرج لاحقا .
نعم ايها الرفيق ابراهيم علاوي الرجل الرشيق ذو الشارب الرجولي المهذب جدا ببدلتك اللندنيه شاهدتك وقد وصلت نهايه الدرج ويظهر ان هذه الدرج قد اتعبك ظهر عليك جليا الكبر والشيخوخه ولكنك كنت معتدل القامه صلب العود ولحظت فيك نفس الهمه والعزيمه ولكن من دون ضحكه او ارتياح. لم تلحضني وكنت على جهه ارقب مايجري في مقر الحزب الشيوعي العراقي – القياده المركزيه – العلني في حافظ القاضي وكان كثيرا من الرفاق قد تجمعوا وكنت غريبا بينهم لا يعرفني احد لم يكن يهمني ذلك ولكن كان يهمني ان تتعرف علي انا رفيقك عباس وساعدك الايمن ورفيق نضالك وتعبي تعبك كان في بوتقه ومصب واحد قضينا سنين معا وعشنا اياما بلحظاتها في زهو وفرحه جلبتها لك كبشرى بان مجموعه الامن التي قد عملت على تقصي اخبار الرفاق والحزب وكشفهم واعتقالهم وتعذيبهم حتى الموت في قصر النهايه وباقي معتقلات السلطه قد تلقت ضربه بان مكانهم المعروف لدينا وتقصينا عنهم اخبارهم وتواجدهم قد افلح ونسفوا هم ومقرهم وعوقبوا على جرائمهم بحق رفاق في عز شبابهم ومن خيره مواطني العراق والمخلصين له.
كم حملت لك اخبار الهور – والجياشه- الثوريه التي عملنا عليها مع رفاقنا من اهالي الكوت والحي واهالي الناصريه وبالذات في نهايه كرمه – بني سعيد- النهر الذي يؤدي الى اهوار عاصيه مغلقه بالكتمان والحرص من قبل الفلاحين الغيورين المؤيدين للحزب وحربه مع السلطه البعثيه كم شخصت لك من هم اخلص الرفاق وارشدتك الى اكثرهم تفاني من الفلاحين كم تلقيت مهماتك التي تكلفني بها وان كانت بشكل امر معنف ولكن بغمزتحسبا من غول كان يجلس بجانبك اسمه خضر سلمان شوت , كم الومك على اعطاء صلاحيات واسعه لهذا القزم المتطفل, ربيب براغ والراحه والمتعه في مقاهيها ونزهاتها وسكنها والامتيازات التي يتمتعون بها على حساب الحركه الشيوعيه في العراق وعلى حساب جهود وتضحيات كثير من الشباب المتفاني والعوائل المنكوبه والخوف من الرصد والرعب من الوقوع ضحيه الاعتقال وبراثن التعذيب والاجبار القذر المتعمد للتخلي عن مبادئ وتقاليد الناس الطيبين في العراق واخلاقهم الرجوليه في عدم اعطاء اسم الصديق وعدم تعريضه للاذى والحفاظ على الطلاء الناصع للواجهه الوطنيه التي ملات اجواء العراق بالامال الرحبه للمستقبل المنشود الذي نورناه بضوء اقوى من ضوء الشمس في سطوعه لاخراج الناس من ظلماتها الى وضوح, وضوح كثيرا ما كان ليس بالامكان ايضلحه اكثر ولكننا كنا ننشد الوضوح , الوضوح في الرؤيا, سعاده الناس والافاق الرحبه لكل جديد انسان مشرق قبل دوله مشرقه ودوله مشرقه منمقه على طراز العراقي وتعب وتضحياتها وسوء حاله, نعم حالته مزريه ورغم ذلك فهو معطاء العراقي ضحى بابنه واحيانا بابنته التي لها معنى اخر لايمكن ولامجال الان للتطرق اليه تعرضت وزوجته للاهانه والتشرد وخوفها الدائم والرعب القابع بتذكر قضبان السجون والمعتقلات ليس الا لاسباب سياسيه هو واقع العراق المر ولكن الم تكن الحركه الشيوعيه والشعب العراقي قد امد زخم غير محدود للحزب والذين اصروا على طريق واضح حقيقي يوصل اهل الحقيقه لحقيقه صغيره تمكنه من درء احزانه, توضح له ان تضحياته ذات ثمار قريبه او على الاقل فان الوطن قد نال مبتغاه في الحريه والاستقلال بدون جماعات جشعه همها المراكز والجاه والسفسطه الكلاميه التي تؤتي ثمارها كرواتب ضخمه وعلاوات واحترامات كاذبه وابهه منفوخه وامال حقيره لكم كان الوطن غالي ويبقى غال .
قبل ان ارجع بذاكرتي الى الاهوار والجبال ومناطق العمل المضني الدؤوب هناك وانذاك تتملكني ذكرى اليمه لاالوم احدا عليها قصه لاتحكى, ماساه خانقه خنقت القياده المركزيه , مصدرها العمل السري الذي اخفى بين جنابته اعظم الابطال وقليل من الحقراء ولكن لو كان حقير وضئيل مثل الذي حدث تلك السنين ان يكون في مركز قيادي خطير يلعب به دون واعزضمير او رحمه في مصير الرفاق والتنظيمات التي تجاهد وتبقى على الطريق تحث الخطى الى امام وهذا ماتامله في خطاها انها للامام . كيف اذا اتت ضربه طعن من الخلف , وبحاله من الغدر لايمكن ان يتصورها عقل كيف وماذا كان السبب , ربما ان النظام القديم هو الذي ربى هذا القاتل الموغل في القتل ولكن بصفه رفيق مخلص, وليس رفيقا فقط وان ظروف الضربه الموجعه التي وجهها عزيز الحاج بظهوره على شاشه التلفزيون يعلن فيها دون حق انتهاء هذه الاسطوره التي لم تنتهي وربما لن تنتهي الى امد جدا بعيد يعلن فيها براءته وتخليه عن كل ما كان يكتبه ويعلنه من جريده – طريق الشعب- من مقالات كان يحررها وتطبع ويجاهد الكثيرين على تلقفها منه لكونه فذ وعبقري في فنون المقالات ليس هذا هو المطلوب عزيز الحاج وبعده ارجع الى خضر سلمان شوت (عضو قياده مركزيه) نجا من الاعتقال وعلى الاكثر غض النظرعنه, عزيز الحاج واكثر افراد القياده المركزيه كانوا من كوادر الحزب الشيوعي الوسطى وكذلك كان خضر سلمان شوت في الضربه التنظيميه التي تمت فيها اعترافات عزيز الحاج وخروج مجله الصياد اللبنانيه بصوره عزيز الحاج والقياده المركزيه التي اقنعها بانتهاء كل شئ كانوا من – جماعه بغداد – او الكادر الوسط الذي يعارض سياسات اللجنه المركزيه , التي اكلها التعفن البيروقراطي والسمعه الجوفاء لاشخاصها مثل عامر عبد الله وبهاء الدين نوري وحتى اشخاص مثل ماجد عبد رضا ووجوه معروفه لدى الناس العراقيين في مجال الحركه الشيوعيه العراقيه كان هؤلاء الكادر الوسطي في مجله بغداد ومحليات المناطق تبغي شيئا ما وهو ان تلك القيادات القديمه قد اخذت فرصتها في التربع على مراكز القوى في تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي . ان ما اقوله كان قبل 17 ايلول حبث الانتفاضه الحزبيه ضد قياداتها . كان امل – جماعه بغداد – هذا التجمع الذي كان يرغب من كل قلبه بان يتعاطف الاتحاد السوفيتي معه والذي كان الحل والربط بامور دقيقه ومهمه لشعب متعب ومنهك ويريد حلا مثمرا يؤجل الشعور بالخيبه ولو لفتره محدده الى ان تعبر الموجه أي صعوبات وتصل الى وجهه واضحه او على الاقل حسم المساله باتجاه دون اخر وليكن ما يكون , كان هذا مايدور بخلد كوادر الحزب الوسطيه ولكن ماذا حصل , ان ماحصل هو ان جماعه بغداد بدات تسعى لارضاء الاتحاد السوفيتي ان يرضى عنها كقياده بديله للقياده التقليديه حيث كانوا يعتبرون انفسهم اهلا للعمل السياسي النشط ولكن ضمن ما يتطلبه وحسب ما يدعون وضع الطبقه العامله العراقيه ولكن في الحقيقه لم تكن هذه الشخوص جاده في ادعاءاتها فهي تعلمت العمل بتعال في بيوت حزبيه يصرف عليها ومطابع وجهود عماليه مضنيه من كوادر عماليه مجاهده وهذه الكوادر ايضا كانت مخدوعه بادعاءات هذه الكوادر وكثير منهم مثقفين لاينون التخلي عن امتيازاتهم المرضيه وطمعهم في اعتراف الاتحاد السوفيتي بشرعيتهم في قياده الحزب , وكان اكثر القياده المركزيه التي وصلت كتنظيم بعد 17 ايلول بعد انتخابات حزبيه الى صفه – عضو قياده مركزيه – كانت ضعيفه ولا تريد ان تخسر امتيازاتها ولكن ما فت في عضدها هو موقف الاتحاد السوفيتي وفي تلك الظروف المعقده من المواقف الدوليه المبهمه بالنسبه للمواطن العراقي وبالنسبه للكوادر العماليه النشطه وهي معروفه ولحد الان كثير منهم مشتت وليس له توجه وكانه في ضياع, نعم الاتحاد السوفيتي فت في عضد جماعه بغداد المعارضه داخل الحزب الشيوعي قبل 17 ايلول فلم يعترف بهم الاتحاد السوفيتي كجماعه قياديه وعلى راس الحزب بدل القياده التقليديه القديمه ويظهر انه كان لايثق بولائهم المطلق له اما اعضاء اللجنه المركزيه القديمه فقد كانوا ببغاوات وكاتبي عرائض لكل ما يطلب منهم من مواقف يفبركونها كانها مواقف امميه غير ممكن التخلي عنها وكان اعضاء اللجنه المركزيه القديمه يستشفون في كثير من الاحيان ما مطلوب منهم ويحددوا مواقفهم ازاء مشاكل البلد والحزب والموقف من الدوله والموقف من المعارضه يستشفون مواقفهم ولامد بعيد في تنظيراتهم وكما يتراءى لهم انها مواقف شيوعيه وان الشيوعيه خالصه لا تغير في موقفها وان الاتحاد السوفيتي لابد ان يعمل لاجل عراق مخلصا وليس له أي فكره او نيه على التخلي عن مواقف وتاريخ الطبقه العامله العراقيه والحقيقه انهم أي هؤلاء القدماء اخذوا فرصتهم وهرموا وعشعشوا وكانوا يرتهبون من التحدث ولو على مراكزهم الحزبيه ولو من اقرب رفيق وكانو مستعدين للدفاع عن مصالحهم وامتيازاتهم والاستماته في الدفاع عن هذه المصالح الخاصه بصفه الدفاع عن مصالح الحزب العليا وهنا ارتطم الاثنان. وعزز ذلك موقف الاتحاد السوفيتي من هكذا صراع داخل الحزب , فقررت جماعه بغداد الاستقلال عن الحزب القديم واعتقال القيادات القديمه جميعها وترأ يس عزيز الحاج الذي كان يدعي المارضه الحزبيه داخل الحزب دون ان يراجع نفسه في ذلك كثيرا سكرتيرا على تشكيل -القياده المركزيه – وظهر التنظيم الجديد او الحزب الشيوعي الجديد باسم القياده المركزيه . وترأس ذلك عزيز الحاج وظهر ذلك كانه اختمار لعجينه الوضع السياسي الحركي للشيوعين في العراق – لجماعه الكادر – او مايسمى كتله -نجم – والتي هي وراء الحركه المسلحه في اهوار الناصريه بقياده كادرها البطل خالد احمد زكي وجماعته وكان فشل هذه الحركه رغم تاييد معظم الشعب العراقي وخاصه بغداد وجنوب العراق والشيوعيين الاكراد الذين كانوا يراقبون الوضع للخلاص من ازمه القضيه الكرديه واقصد موقف للحزب الشيوعي واضح من الحركه الكرديه وفي ان يكون التوجه في الحزب الشيوعي هو التزام الحركه الكرديه ودعمها بصوره مبدئيه وعدم تناول القضيه الكرديه كقضيه اخوه ينفرط عراها وخلاف قومي لايمكن تحدد موقف منه وانتظر الشيوعيين الاكراد وهم داخل تنظيمات الحزب هذا الصراع الذي بدأ انه لايقبل التأجيل فعند اعلان القياده المركزيه ايد اكثر الكوادر تعبا ونضالا الحركه الجديده وايدها واكثرها تنظيمات السليمانيه واربيل . اما جماعه الكادر او كتله نجم فقد حلت نفسها في القياده المركزيه رغم انها كتله داخل الحزب او تنظيم داخل تنظيم وغير معروفه والذي كان يعرف منها يطرد من الحزب ويحارب وجلس ابراهيم علاوي وهو رئيس الكادر ومهندسه بعد حل تنظيمه في القياده المركزيه الجديده بدون ان يطلب لنفسه منصب حزبي اوقيادي فقد جرى صخب ولغط في من سيصعد وينتخب عضو قياده مركزيه وفي سريه ومن هو كادر هذا الحزب الجديد الفتي ولكن المبني على كوادر وامال كثير من معتنقيها اخذهم المد الثوري والحماس وهم غير مهيئين لتولي هكذا موقف كبير ولم يفهموا ان ذلك يتطلب منهم تضحيات شخصيه وعلى الاقل بمستوى ما يقولون هم في ادبياتهم واعتقلت القياده القديمه جميعها تقريبا واخفيت في البيوت الحزبيه للكوادر التي قامت بالمضاهره التي لم تسفر عن اغراضها واخيرا صار محكوما على الحركه الشيوعيه في العراق ان تأخذ مسارين او ان الخيار والاتجاه صار اثنان فقد تمسك الاتحاد السوفيتي بالقياده القديمه وتمكن اغلبهم من الهرب من الاعتقال والرجوع الى بلوره الحزب او بقايا الحزب ولكن من اتجه مع الاتجاه الجديد ؟
يظهر انهم الاغلبيه فالطلاب في المقدمه والعمال انتعشت فيهم الهمم والمثقفين الثوريين مارسوا نشاطهم بجرأه ومخاطره حتى تبين انه سيحدث شئ ما . ولكن عزيز استغل ماذا حتى يظهر بمظهر الثوري العنيف , استغل الفعل والدوي الشعبي الذي احدثته انتفاضه الاهوار في الناصريه بقياده جماعه الكادر- اللينيني – او جماعه الكادر وبدأ يتاجر بها وجعلها رأسمالا لكل كلماته ومحاججاته مع من كان يعتبرهم خصومه وبدأ وكان يعتبر نفسه ملم بالتنظير الماركسي والمحاججه مع القيادات القديمه في جريده طريق الشعب السريه وانشغل بالصخب والمناظره وتبادل الاتهامات مع اللجنه المركزيه القديمه الذين شعروا بدعم الاتحاد السوفيتي لهم و ارجاع ما خسروه من هيبة ومسك اللجام بقوة وكانوا ليسوا اقل طول لسان من عزيز الحاج فقد كانوا منتظرين ايضا وبليغين في كتابة العرائض التي لاتنتهي الى غاية او تؤجل الى حل و بدا الشارع السياسي واضحا وكأن انقلابا حدث في الحكومه نفسها حيث كان مايحدث الذي قلته كان في نهايه سنه 1967 واستلم البعث السلطه في العراق ببساطه غريبه لايستطيع تفسيرها الا الراسخون بالعلم وذلك في سنه 1968 وعلى الاكثر كان تسهيل استلام السلطه لهم مقصودا لاحظ البعثيون وصدام بالذات وناظم كزار الذي يكن حقدا اعمى على الشيوعيه وعلى مايجري في الساحه السياسيه ان عزيز الحاج ليس هو الخطر الحقيقي على دولتهم الضعيفه وكانت كذلك ! فالشارع السياسي ملتهب وتأثير الانتفاضه الثوريه في الاهوار وتدخل الجيش في اخمادها كان رأسمال يمكن استغلاله على وجهين . ضد الشيوعيين ولكن كان هناك عزيز الحاج الذي ليس له يد ولاجهد في الانتفاضه والبعث الذي كان يود اخماد امتدادات الانتفاضه بضرب جذورها السياسيه وتنظيمها السياسي وكان يترصد جماعه –الكادراللينيني- الفاعله في تنظيمات القياده المركزيه ويطاردوها ويحاولوا معرفه كل شئ عن اسرار هذا التنظيم الخطر الذي كانت السلطه الجديده تعتبره المنافس الاول لها في السلطه او خطر لابد من ازالته, من كان يدعي ببطولاته في الانتفاضه هو عزيز الحاج وبصوره عامه الحزب الشيوعي – القياده المركزيه- من كان على رأس قيادات القياده المركزيه لم يكن أي من جماعه الكادر وانما الكادر المهترئ المائع والمدعي والذي كان في باله اشياء وصار محكوما باشياء لايريدها انهم الكادر الوسطي – جماعه بغداد- , بدأت المزايدات الثوريه ليس في اعضاء القياده المركزيه الدؤوبين والعمال نشطوا في معاملهم وملكوا قوه ولكن اعتماد على ماذا ؟
ادعاءات عزيز الحاج الثوريه التي لم يبذل أي جهد فيعا ولم تكن له ليكون حريصا عليها والحقيقه انه لايؤمن بها وكان مزايدا فذا وفضيعا وظهربعد ذلك كم كان رخيصا حاول عزيز الحاج وهو مختبئ في السر في مخابئ يحافظ عليها كوادره من جماعه بغداد واولهم خضر سلمان شوت حيث انتخب هذا الاخير عضو قياده مركزيه, وكان في بادئ الامرنشطا بصوره غير طبيعيه في مجال -التطهير – وهو لايؤمن ولايرتاح الا ومعه كوب قهوه فوقها كومه زبد في مقهى - كفارنا سلافيا- في براغ والراحه كانت متطلباتها تناقض ما يسعى وما ينشغل به ويهتم لاجله, كان ابو جعفر لايعرف الكلام مطلقا فكان يقرقر كثيرا حتى يقول جمله واحده وليس له ثقافه ويدعي انه من العمال وكان عاملا . ليس صحيحا لقد تربى في اجواء خياليه معجب بموسكو وكيف يصل اليها ولكنه وصل الى براغ وظل يتفاخر بما وصل اليه والحقيقه كانت موسكو وبراغ محط انظار كل الشيوعيين العراقيين ولما كانت هذه الموسكو لاتأبه لمتطلبات واقل ما يمكن من الدعم لما يجري في العراق وتقوم بدعم الحكومات المتعاقبه, ظهرت خيبه امل وخاصه ان الناس مشغوله باعمالها ومعاملها وهموم معيشتها ومضايقات الحكومات لها وكبت ارائهم السياسيه وقمعها وكانوا يظطرون للجوء الى السر في شكواهم بما يجري فيهم من كبت وبما يجري عليعم من ضغط وبما بدأوا يحسون به بأنهم ضحيه لمؤامره دوليه واتفاقات دوليه تعبرهم وتتجاوزهم وتضعهم في موقع المغدور المهان الذي يطعن من الخلف عده مرات ويبقى متمسك بقاتله يحبه ويخلص له , فالى متى يظل هذا المحب وكم يجب له من الوقت لكي يبقى مخدوعا ولايبالي ولايعرف انه لعبه يمكن رميها . والالتجاء الى ممزق اللعبه لو اقتضى الامر , يظهر ان الشعب العراقي بتجربته المريره احس بان هناك من يعتمد عليهم ولايمكن الاعتماد عليهم وليسوا اهل لكي يعتمد عليهم وليسوا اهلا للثقه التي يمنحها لهم , ليس له سوى الانتفاض فالناس واولهم الطبقه العامله والفقير بصوره عامه بالذات يعرف جيدا مصلحته ويعرف جيدا ما يفيده و لكن الشيىء الجميل في عناصر الحزب الشيوعي والذين هم من ابناء العراق واثبتوا جدارة على مدى 70 سنة من اب لابن لابن عم لاخ- لعوائل ملتزمه- ان الثقافة و التزام شيئان متلازمان ان تكون مثفق ضروري في هذا الشعب الذي يحمل للان افراد اميين ولايحل مشكلة صغيرة ان فيه الاميين بل كثير من المشاكل. اعذروني في اسهابي بالتفاصيل العميقه لما جرى على الساحة السياسية في تلك الفتره نهاية الستينات وبداية السبعينات التي رافقت صراع البعث من اجل البقاء. اني محرج كثيرا ان اتكلم عن مستويات ضحله مثل ابو جعفر , خضر سلمان شوت و امور تخص القياده المركزيه وقد يتصور متتبع او قارئ هذه المذكرات بأن هناك تحليلا لنفسيات بعض رموز وعناصر مهمه في الحركه الشيوعيه انذاك ولكن صدقوني هذه هي الحقيقه فقد عاصرت ما اتكلم عنه وعشت مع الحاله السياسيه بعمقها وبآلامها فهي ليست تحليلا بل امور جرت فعليا واعذروني ان ادركت صوره ربما محببه لكثير من الناس بسوء ولكن اعلم ايها القارئ لهذه السطور ان الانسان مهما تأمل في مراكزه ونال خطوه عند مدخل سياسي ما وهو محسوب على الشيوعي او الحركه الشيوعيه حتى لو كان صديقا . او مؤيدا لخط الحزب وله اعجاب بتاريخ الشيوعيين ومآثرهم في الماضي ولحد الان فأن أي انسان عدا النخبه المجاهده التي ضحت وفقدت ارواحها و اعزاءها و اعزائهم فقدوهم , فان الناس او الافراد الذين تداخلوا في الحركة ليسوا كلهم انبياء او كلهم مقدسين فان ما يجري في بعض الاحيان في شركة رأسمالية تجارية ذات مصالح يجري على تحد مغاير و لكن المعنى نفس المعنى انه الصراع الشخصي الذي يدل على الانتماءات احيانأ ولكن لا تنسوا, ولا انكر ان الكثير الكثير من الصدق كان عند الشيوعيين وخاصة شيوعيوا القيادة المركزية فقد نال منهم التغييب والاستهتار بارواحهم و طمس معالمهم كبشر لهم خطوة واحترام عند كل من عرفهم من الناس و اصدقاءهم و في عملهم اثبتوا انهم امثولة جيدة لكل مواطن عراقي كثير من الاحيان يقول قائل لم اسمع بهؤلاء الناس ولا بماثرهم من هم , كل هذا كذب . كلا ليس كذبا , لقد قاموا بمآثر جمة لم لا يمكن جمع جهودهم الغالية ولا معاناتهم العصيبة ولا الحمل الثقيل ولا الورث المعبىء بالاحمال التي تحملها لقد بذلوا جهودأ لاتصدق وكانوا حتى انهم مثاليين الى ابعد الحدود في تقصي الحقائق عن العراق و ما يجري فيه واطماع كثيرة بحثوا عنها وصرحوا بها ولكن عن حذر وتردد خوفا من الاضطهاد لقد قاوموا العقليات الغريبة عن الانسانية في مجتمع منغلق كالمجتمع العراقي وتحدوا ببسالة الجهد المقيت لكل شيء لايواكب العصر وتحدوا حتى اضخم القوى في عقلياتها وامالها ونضوجها وهذا جعل من معركتهم ليست مع انفسهم وانا معركتهم مع ناس اكثر اقتدارأ بقوى معززه جندت بقوى خفيه لايمكن حزرها وان كان ليس كل شئ مخفي على من كان له انتباه ومتابعه لما يجري من الاربعين سنه الماضيه الم يكن ما جرى يجري ليس لصالح الفرد البائس الذي لاحول له ولاقوه , اليس الفرد العراقي بائس لايطلب الان سوى ان يترك لحاله يعيش كما يليق بالانسان ان يعيش, لايسمع له, هذه الحقيقه والقياده المركزيه جعلت نفسها في وجهه المدفع الذي يطلق بوجه كل الشعب العراقي بكل فئاته, ودافع ببطوله نادره عن معتقده حتى اخر رجل لايكفي ان اذكر مآثر وامجاد اقولها بل سأسردها واماكنها واسبابها وهي جهود سترون انها ليست بالقليله وهي ضمن جنوب العراق في بغداد في كردستان العراق, حدث ان تشتت واهدرت واجهضت حتى ابسط الجهود التي بذلت ولكنه قدر اولئك الناس الذين فقدوا ارواحهم قبل كل شئ وخسروا كل شئ بعد ذلك حتى من الذكر الحميد بين ناسهم لماذا.؟
الم يفعلوا مايجب فعله , الاتكونوا ولو قدرا بسيطا من مثلهم تجري في دمائهم , ممارساتكم اليوميه لماذا تدعون مالم تفعلوه ولم تفعلوا سوى تأخير المسيره واجهاضها.


ماذا جرى في كرمه بني- سعيد

في ايام ربيعيه, سنه 1971 وصل الى قاعده ناوجليكان شخص متوسط العمر وعرفت بعد مده انه من اهالي الحي في الكوت, كان متحمسا ويملك خبر سار لم اعرف ماهو الا بعد ان صادف ان يكون الاختبار علي وعلى عبد الرزاق الزبيدي لان نكون رفاق في فرصه ذهبيه كان يجب ان لانخسرها. في كرمه بني سعيد وبعد حمله من الاعتقالات في صفوف تنظيم القياده المركزيه تمكن كثير من الرفاق من الالتجاء الى الاهوار القريبه وسكنوا جياشات داخل الاهوار في منطقه الكرمه وهذا الرفيق جاء لقاعده ناجليكان لكي يخبر قياده الحزب - بوجود بؤره ثوريه – تكونت في الاهوار ويطلب من القياده دعمها وترسيخها ومدها بالسلاح , وكان سكرتير تنظيم الناصريه هو رئيس عرفاء مخابر في الجيش العراقي قد فر الى الاهوار مع هؤلاء الرفاق وكانو معلمين من نفس المنطقه وكان بينهم شيخ عشيرة بني سعيد المدعو جاسب ابن مطرب , لدلك كان من السهل التعامل مع عشيرته بني سعيد ما دام شيخها معنا ومن ضمن تنظيماتنا , وكنت قد شاهدته مرتين في قاعده ناوجليكان وكان يتردد على القاعده اما مسأله السلاح فكان يجب ان نوصله الى الاهوار والفلاحين المؤيدين لنا وحركتنا , علنا نفعل شيئا , وقد تفحصت المنطقه فكانت هناك صعوبه في ايصال السلاح من اربيل الى هذه المنطقه , نعم كان من الممكن ان نوصل سياره اللاندروفرالى سوق الشيوخ وناحيه الكرمه ولكن وحسب حساباتي كان من الصعب ايصالها الى الاهوار وذلك لخطوره السير بمحاذات شط الكرمه لايصالها للاهوار حيث كان يجب ان يتم ذلك سرا وكان الطريق الى الاهوار مسكونا ومن جهتي الكرمه بالسكان الذين سوف يلاحظون مرور سياره لاندروفرحتى ولو ليلا دون ان تجلب ريبه او انتباه بها من قبل السلطه التي احسسنا وبوضوح انها تراقب تحركات من نوع تحركاتنا وكان امن الناصريه قد جمد الكثيرين لتعقب أي تحرك لنا, وكان واسطه نقل المعلومات الى امن الناصريه يقوم بها شخص كلف تنظيمات القياده المركزيه الكثير والكثير الا وهو سعد الحديثي كان هذا الشاب يدعي الحماسه وكانت له صله غير معقوله مع ابو جعفر ( خضر سلمان شوت ) والحقيقه انه ضابط امن وابن عمه ضابط امن الناصريه وهذه لم تفت علينا ولكن بصوره متأخره , كان هذا الشخص قومياً في بدايه دخوله وتطفله على تنظيمات القياده المركزيه وكان معروفا لدى طلاب الاتحاد العام لطلبه العراق بأنه يتهجم على طلاب الاتحاد بمسدسه ويكشفهم للسلطه ماذا حدث ليكون مشرفا على تنظيمات الحزب كلها وباي حق. الجواب عند ابو جعفر فقد ارسله ابو جعفر الى النجف للاشراف على التنظيم هناك فكان حصيله هذا الاشراف كما تبين رفيقا معتقلا,وارسله ابو جعفر الى تنظيمات الناصريه وبحجه الاشراف عليها فكان حصيله هذا الاشراف ستين رفيقا او اكثر من اهالي الناصريه اعتقلوا جميعا الا رئيس التنظيم وبعض الرفاق المعلمين والفلاحين القريبين من الاهوار , اما تنظيمات بغداد فكانت معروفه لدى الامن العامه ويعرف سعد الحديثي تفاصيل عن شجره التنظيم فيها لذلك قرر الحزب ان يجعل تنظيم بغداد وبعيدا عن علم ابو جعفر , مباشره بأبراهيم علاوي لكي نعرف مالامر , فقد فوجئ ابو ليلى بالضربه التنظيميه الموجعه وحضرعابرا المثلث التركي -السوري- العراقي بعد استدعائه من قبل فرع كردستان للحزب للجم هذا المجرم ابو جعفر وسعد الحديثي , ولينقذ ما يستطيع انقاذه التنظيمات في البصره , الكوت, والعماره والنجف والديوانيه والحله والحله ايضا ضربت التنظيمات هناك بعد اشراف سعد الحديثي عليها بيوم واحد وجرى هذا بأصرار عجيب من قبل ابو جعفر في اعطاءه كل المعلومات الضروره لاباده تنظيم القياده المركزيه في جميع العراق عدا كردستان , وقد وقف في وجهه هذا الخرق الفاضح والعلني لاصول العمل الحزبي والحرص على سريه التنظيمات فرع كردستان وخليل ابراهيم الغزالي وانا وكان ابو جعفر يصول ويجول في الانتقام من كل رفاق القياده الحزبيه وهو عضو قياده منتخب من ايام عزيز الحاج ولم بكن له مسؤليه حزبيه كعضو قياده مركزيه اخر سوى ناجي عبود راضي العقابي , وكان معلما من اهالي الحي وساهم في قتل عريف الامن اجباره هو وابن عمه حسين فكان مطلوبا في مناطق بني عكبه ومطاردا فقرر بمساعده رافع نافع الكبيسي – سعيد- في الالتجاء الى اهوار العماره عن طريق هور – المصندك- مع رفاق اخرين وكانوا يملكون جهاز لاسلكي وبعض الاسلحه ولكن صله هذا الكيان كانت بأبي جعفر وقد بقى ابو جعفر حوالي السنه في مناطق الكوت والحي خاصه الريفيه وعرف طرق انسحاب الغرف المسلحه كلها فيما لو استدعى الامر الى اهوار الناصريه والعماره وكان على علم وهو الرفيق رافد – صبري- وبعض الرفاق بهذا التحرك لم يكن احد في العراق كله يعرف طريقه التواجد في الاهوار واسرار وطرق الاتصال بهم سوى ابو جعفر . اما رافع نافع الكبيسي فقد كان وللاسف يثق بابي جعفر جدا وبتحرك في ارياف الجنوب بسرعه وفعاليه ونشاط وتلقي شحنات الاسلحه المرسله من اربيل واخفاءها اوتوزيعها على الفلاحين الملتزمين , والمتلزمين بالفرق المسلحه التي كثرعددها ومجال عملها لكل الارياف العميقه للديوانيه والكوت والناصريه واهوار العماره , وكانت نتيجه هذه الثقه التي اولاها سعيد لابو جعفر نتيجتها قتله من قبل ابو جعفر في عمليه تسلم وجبه سلاح مخبأه في لاندكروز تأتي من اربيل حيث تكفل فرع كردستان بتجهيز رفاق الجنوب بهذا السلاح و عملوا كثيرا وبجد لتخصيله وجلبه عبرحدود العراق مع سوريا وكان هذا مدعاه للخلاف بيننا وبين الحزب الديمقراطي الكردستاني , حيث حجزوا هذا السلاح العابر عبر الحدود ورفضوا تسليمه لنا ,ولكن بعد ظهور نيات الدوله البعثيه غير المخلصه , سلموا لنا السلاح وسمحوا لنا بالتعرف به وكانت هذه فرحه لنا ولفرح كردستان بالذات حيث جرى تسليم ثلاث شحنات من الاسلحه وبصوره سريعه جدا الى مناطق الحي في الريف الشرقي للحي بواسطه سياره اللاندروفر وكان سلاحا جديدا وجيدا مع الكثير من الرمانات اليدويه الهجوميه والدفاعيه وكلاشنكوفات صينيه وروسيه الصنع مع عتاد كثير وقوالب T. N .T شديده الانفجار , اختفت جميع هذه الاسلحه وبرويه وحذر في مناطق الفلاحين في السايح غرب الفراق منطقه الحي . حيث كان السايح وتسكنه عشيره ال غريب وهي من عشائر المياح وكذلك عشيره بني عكبه, وكان هذا التوزيع والانتشار كله في المناطق العربيه او الريف العربي مسؤوليه رافع والفرق المسلحه التي تعمل من مناطق الفرات الاوسط حتى حدود اهوار العماره والناصريه وداخل الاهوار يقود التواجد هناك عضو القياده المركزيه ناجي عبود العقابي , كل هذا هشمه ابو جعفر , فقد قتل رافع الكبيسي في اثناء تسليم وجبه السلاح حيث كان هناك كمينا منصوبا يدل على معرفه السلطه بهذا التحرك والاصابع كلها تشير لابو جعفر , كذلك وجد رفاق السلاح في اهوار العماره مغدورين في مناطقهم في الاهوار واستشهاد ناجي عبود العقابي ورجوع ابو جعفر الى كردستان , ليمارس تحطيم تنظيمات الحزب الباقيه ومعرفه طرق عملها وكان في الحقيقه يوجه كا تحركات التنظيمات ولما تبلغ تحرك التنظيمات مداها الاقصى كان يكشفها للامن العامه ويتباكى من هذه الهجمه اما الجهود في كرمه بني سعيد فلم تكن بعلم ابو جعفر , فقد سحبت التنظيمات الباقيه وهم افراد لجئوا اما الى الاهوار او الجبال في كردستان , وكان الفلاحين الساكنين على اليابسه قرب الاهوار قد تحمسوا لهذه البؤره الثوريه وساهموا في دعمها وحراستها ليلا ونهارا الى ان جاءت قوه من الشرطه قرب الاهوار القريبه من القاهده التي كنا نأمل بتوسيعها وهي قريبه من خط سكه حديد بغداد – بصره الذي يخترق الاهوار عابرها الى البصره وانتهت المسأله بكارثه فقد داهمت الشرطه المكان ولكنهم لم يجرأو على دخول المنطقه اليابسه واجرت حمله اعتقالات بين صفوف الفلاحين وبعد شهر وصلت اسماء معدومين عددهم ثمانيه وهم الفلاحين الذين ساعدوا في عملنا فقد اعدموا في قصر النهايه ومنهم الفلاح رهيف والفلاح - مجيد - , اما جاسب ابن مطرب شيخ بني سعيد فقد اصيب اطلاقه في رجله في منطقه الطار بعد ذهابه اليها بمهمه قريبه واعتقل في قصر النهايه .
اني اتسأل في ظروف رافع الكبيسي وكمال خورشيد , فأن الوحيد الذي يعرف بشحنه السلاح التي يجب تسليمها من قبل خورشيد الى رافع الكبيسي في منطقه بني عكبه الوحيد الذي يعرف ويعلم الموعد هو ابو جعفر , هل من الصدف ان يكون هناك مكانان لموعد التسليم , كان كمال خورشيد رجلا من اهالي اربيل شجاعا ابعد الحدود فقد وصل مع سياره السلاح الى الموعد والمكان المطلوب , لم يجد احدا كان المفروض ان يلتقي الشهيد رافع ورفاق السلاح في منطقه معينه , لم يجد احدا , حار كمال خورشيد فليس من السهل ان يرجع ثانيه لااربيل بدون التسليم فقرر ان يجازف ويتجه الى قريه مجاوره وليلا وكان هذا هو خطأه , فكان هناك في هذه القريه بعض البعثيين وافراد من مديريه امن الكوت , وكان تصرف هؤلاء يدل على انهم بمعرفه سابقه لهذا اللقاء , اما رافع الكبيسي فقد كان في مكان اخر ينتظر نعم هذه خدع ابو جعفر الحاقد اللعين فلما احس رافع بأن هناك لغط في قريه مجاوره وكان يراقب وينتظر بحذر مايجري فأحس بأن كمال خورشيد ربما وقع هو والسياره اللاندروفر في مأزق وفعلا كان مأزق فقرر ولوحده ان ينقذ كمال خورشيد , فتبادل اطلاق النار مع الامن واصيب بأطلاقه في ظهره وفي الكليه بالذات واستشهد على الفور اما كمال خورشيد , فقد وجدت جثته مقطعه الاوصال في شوال على مقربه من طوز خورماتو . نعم كان كميناً وموعدين اثنين وليس موعد واحد لكي يبدو ان هذا يحدث صدفة وتمويه على الحزب ورفاقة في كردستان بان ما حدث غريب ولكنة تبين وبصورة اكيدة انه موعدين متضاربين ادت الى تعطيل العمل في كل مناطق وارياف الجنوب , وانفضاح العمل السري وطرقة , هكذا كان هذا المجرم المتخفي وراء مسؤوليته الحزبية يخطط ويدبر الكمائن لكل ناشط في الحزب وكل تنظيم مهم متحمس وذو امكانية فكان ينتظر حتى يبلغ العمل أو التنظيم اقصى طاقاته ويوجة لة ضربه مميته بايدي البعثيين او ضباط الأمن العامه , وكان نصيب رافع الكبيسي الغدر والطعن من الوراء وبجبن , كان الفلاحين في كل مناطق الأرياف العربية والأهوريسمون سعيد او رافع بالذئب وكان ذا طاقة خارقة وسرعه في العمل والجرأه في تخطي الصعوبات كانت هذه سمته او رفاقنا في اهوار العمارة بقياده – جلال – ملاكم وبطل العراق في الملاكمه بوزن الريشة وهو من الاكراد الفيليين , كان شجاعا ومقداما وكان رافع الكبيسي يمده بالرفاق والسلاح والامكانيات الماديه ولرافع معرفه كبيره هو وزوجته باحوال هذه البؤره الثوريه في الاهوار , وكان عبأ الاتصال بجلال ورفاقه على عاتق زوجه رافع وهي من اهالي العماره وكذلك رافع الكبيسي فهو ابن نافع الكبيسي الموظف القديم في متصرفيه العماره ومن محله القادريه في شارع المعارف في مدينه العماره وكان له بنت صغيره تأخذها امها معها في كل مهمه فهذه المرأه الشجاعه لم يكن لديها احد الا رافع المشغول جدا يتصرف ويتحرك كانه انسان من حديد لايتعب ولاينفل , وكانت زوجته قد اعتقلت عده مرات في مناطق العماره قرب الاهوار , في مهامها لتأمين الاتصال بجلال ورفاقه , وكانت ترتعب من الاعتقال والتحقيق معها ولكنها تنكركل شئ وعذرها الدائم انها في زياره لاقاربها في المنطقه وكانت هي فعلا من تلك المناطق . وكانت ترافق سياره اللاندروفر في رحلتها الطويله الى اربيل الى ريف الحي , وكنت انا في احدى هذه الرحلات الخطره حيث وصلت الريف برفقه كمال خورشيد وزوجه رافع وعلاء الساعدي الجندي الفار من الجيش العراقي والملتحق لجبهه الكفاح المسلح , وهو ايضا لاقى مصير قاسي ومؤلم فقد اعتقل من قبل بعثيين وامن كانوا يترقبون تلك المناطق عند قدومه من اعماق الاهوار الى منطقه فيها سوق لشراء مشحوف كانوا بحاجه له وكان هو فعلا من اهالي المنطقه وله اقرباء هناك ولكنهم كانوا مرصودين , وجرى اعدامه في قصر النهايه .
سأتطرق وليس باسهاب , لجهودنا في الريف العربي اليابس في سنه 1970- 1972, انهما سنتان من الجهد المتواصل والصعب والبالغ اهيه لنا في الفرق المسلحه التي تجوب اعماق الريف في معظم الريف العربي من الفرات الاوسط حتى حدود الاهوار في جنوب الكوت والناصريه لم يتبادر لذهننا , اننا نسعى , لحاله واضحه فقد كان كل مانقوم به جديد وجديد على الساحه السياسيه العراقيه وتجربه وامتحان للرفاق الذين اصروا على المواصله , وخاصه رفاق تنظيم بغداد ومدينه الكوت, قضيت عده اشهر في الريف العربي بعقال وكوفيه وسلاح شخصي يثيراعجاب الفلاحين , وكان معي رفاق , يواصلون الجهود لحث الفلاحين في كل مناطق الريف العربي وخاصه الكوت والناصريه , والغايه ليست غايه عسكريه في تلك المناطق وانما كما كان في نيتنا هو العلم المسبق لدى فلاحي تلك المناطق والحقيقه اعماق المناطق الريفيه بهويه القائمين في العمل المسلح , عند بلوغنا اشباع الريف اليابس , بطرحنا لهذه الصيغه وهي الثوره وجرهم الى المشاركه , او التعاطف والتأييد فقد كان في تخطيطنا ونظرتنا العسكريه هوالعمل المسلح في الاهوار المفتوحه والمغلقه والاخيره ستكون المخابئ الطبيعه وخلفيتنا في تأمين قواعد تموين السلاح والطعام والصله السياسيه مع فلاحي المنطقة وقياده الحزب في كردستان كان مخططنا كالاتي :
احتلال مدينه الحي والتركيز على احتلال مركز الشرطه والدوائر الاداريه بخمسين رفيق يتجمعون بعد استدعائهم من مناطق عملهم الريفي بين الفلاحين بعد تعريفهم بالهويه السياسيه لنا ثم الانسحاب بعد احتلال الحي لعده ساعات والاستيلاء على سلاح الشرطه والاهم هو الضجه الشعبيه التي سيحدثها تحدينا المسلح للسلطه واشعال فتيل الثوره بين الشعب المتأمل والمخذول واستيعاب الاستياء الشعبي العام بين العرب في مدن العراق جميعها وخاصا كنا نامل برد فعل بغداد الشعبي الذي وجدنا ما فيه من التذمر والأستياء السياسي , واملنا في خلفيتنا العسكرية والسياسية هو توقيت بين تحرك الأكراد , لنواصل عملاء مثيرا في الريف العربي , وكان هذا طموح كبير و صعب فانها كماشة سياسية وحربية بنفس الوقت لاضعاف السلطه والحاق الهزيمه بأي عمل من قبل الجيش الذي كان من المؤكد سيتدخل لاخماد التحرك العسكري في الاهوار . كان استعداد رفاقنا الاكراد , وخاصه في جبل - بمو- حيث قاعده الحزب في قريه – خركني – هو محاوله تحقيق لقاء هو معنوي اكثر منه عسكري بين الفرق المسلحه التي تجوب الريف وبين البيشمركه التابعين لنا في اقرب قاعده لنا وهي قرب خانقين في جبل – بمو – زيكون هذا اللقاء قرب بدره وجصان وان يكون التنسيق سريا , وكنت قد طرحت الفكره على رفاقنا في جبل – بمو – فكانوا مملؤين حماس لتحقيق هذه الامنيه وهي التقاء البيشمركه مع فرق الجنوب , وخاصه ان رفاقنا في بمو حصلوا على سياره لاندروفرادخلناها من سوريا الى خانقين واستلمها رفاقنا هناك فهي تسهل السير بمحاذات نهر سيروان لاماكن بعيده وقرب المناطق العربيه وكان تسليح رفاقنا هو شجاعتهم وحماسهم من مسؤولهم العسكري – محمود – الى مسؤولهم السياسي كامران والمضمد الشجاع الصلب الذي برفقه والرفاق العشرين في بمو وكانت خانقين وديالى تمد هذه القاعده بالمؤونه والسلاح كان من فرع كردستان فقد اوصلنا لهم السلاح الضروري كنا نملك السلاح الشخصي وهي انواع - البرنو- والسلاح نصف الاوتماتيكي سيمينوف والاوتماتيكي الكلاشنكوف الصيني وعده R.B.G ومدفعين هاون 2عقده , وعدد قليل من الرشاشات المتوسطه والثقيله لقد مكثت في جبل بمو في منطقه خانقين ولحدود دربندخان وسده مده شهر كامل في طريقي الى كلاله عبورا بمدينه السليمانيه عرفت امكانيات رفاقنا هناك وكذلك عند التقائي بمسؤولي خانقين ابدوا جميعا استعدادهم لتوقيت الضربه القاصمه لاسقاط هيبه السلطه والجيش , كنا نرى ونحن في الريف العربي اليابس حدود المحافظات التي عند تقربنا من حدودها القريبه نرى اضويتها ليلا متجنبين التقرب كثيرا , كانت الليالي دائما نراها مقمره وكنا نسير على هدى القمر ونجمه القطب في سيرنا ليلا فقد شاهدت وهج مدينه الديوانيه من بعيد وكذلك وهج الاقضيه والنواحي في مدينه الكوت وهج مدينه الكوت نراها من البعد ونقول في انفسنا سندخل هذه المدن يوما ما وبتحد , وكم كان شوقنا اذ تزامن الصراع السياسي والعسكري بين البيشمركه الاكراد ومنهم رفاقنا وبين تحركنا العسكري في اهوار الجنوب كانت لدينا خرائط لتضاريس الاهوار جميعها قديمه ويظهر ان المساحين الهنود الذين رافقوا الجيش الانكليزي اثناء احتلال العراق قد سجلوا كل تضاريس الاهوار والمساحات المائيه وتفاصيل التضاريس وكنا على يقين بأن المساحات المائيه تتغير في شكلها طوبوغرافي بين فتره واخرى حسب فيضانات دجله والفرات ولكن الخرائط الموجوده وهي يستخدمها الجيش العراقي تصف الاهوار بدقه . ولما كنت ولمده سته اشهر في كردستان في ناوجليكان , كان لي صله صداقه مع جلال , تعرفت عليه لمده شهر وبعدها لم اره لمده خمسه اشهر وكنت اتسائل اين حل الدهر بهذا الرفيق , انه في الجنوب ولكن اين وماذا حقق رفاقنا هناك , كان جسمه رياضيا عندما تعرفت عليه , واخيرا وبصوره غير متوقعه حضر الى قاعده الحزب وبان عليه التعب الجسدي وكثره تدخينه حيث كان غير مدخنا وذو قابليه جسميه صلبه وعجبت لسوء حالته الصحيه ولكثره تدخينه وسألته واستفسرت منه عن احوالهم , فقال جيده لم يكن فاقدا لمعنوياته وطلب مني تعلم السباحه , في مكان قريب من ناوجليكان حيث الروبار الهادر ان اسبح بيد واحده وان احمل السلاح باليد الثانيه وهي طريقه للسباحه مرهقه واكد لي ان هذا ضروري في اهوار العماره وسترى ذلك عند وصولك والتحاقك بالرفاق هناك . لم اره بعد ذلك ولم اعرف مصيره ورفاقه هناك ولكن تبت يدا ابو جعفر فقد طعن الكل من الخلف وغدر بكل الرفاق وهم في مناطقهم وعملهم الدؤوب لاظهار امل جديد في تحرك سياسي وعسكري هو الثاني بعد انتفاضه الاهوار في الناصريه بقياده خالد احمد زكي قبل سنتين , كنت اقلب صفحات ان ماذا في الامكان ان نفعل ولاي مدى سنصمد في ظروف الاهوار المسطحه مع قوه الجيش الجويه فأن الاهوار وان كانت كثير منها كثيف التعشيب وظروف الاختباء موجود ولاكن يمكن كشفنا في حاله التحرك وذلكمن الجو , ولامجال للأليات البرمائيه من ايقاف أي عمل عسكري لنا اذا كان حذرا وعلى قاعده – اضرب واهرب – وكان رفيقنا - صبري - واسمه الحقيقي رافد وهو من اهالي مدينه النعمانيه في الكوت متواجد في كردستان , وقد امضى عده اشهر في ريف الكوت ومنها انتقل الى اهوار العماره وامضى عده اشهر ايضا, ان هذا الرفيق كان هادئا يحب الشعر والرسم وقصص الحب الرومانسيه , كان هادئا وذو صبر كبير فله قابليه التحمل والصبر كبيرتين وشارك في تكوين مراكز وجباشات في الاهوار ولكنه كان ينسحب في حالة الخطر ويلجا الى كردستان , كانت معدته ضعيفة فهية متقرحة وكنت انا طبيب المنطقة – منطقة بالك – وهي تبدا من راوندوز حتى حاج عمران . كان هذا الرفيق دائم التقيء بسبب معدته المتقرحه في احد الايام وفي ناوجليكان بعد وجبة غداء بسيطة وهي حساء العدس بدات احس بالغثيان وبعد دقائق لاحظت ان صبري يتقيء , ساورني الشك في هذه اللحظة هناك سيء غير طبيعي في الاكل , فصحت بالرفاق باني اشعر بالغثيان والرفيق صبري يتقيأ هناك امر غير طبيعي فصاح الرفيق ابراهيم علاوي وكان جالسا بيننا . وانا كذلك وكذلك باقي الرفاق , اذا هو تسمم , وبعد برهه وتحقق ظهر ان احد القادمين من بغداد قد اختفى وتبين بعد تمحيص بانه احد افراد الأمن متنكراً بصفة رفيق ووضع سم بعدان موه على الخفر في ذلك اليوم ورمى السم في قدر الطبخ وهرب , تبين بعد ذلك انه اخ حسن المطيري الساعج الأيمن لناظم كزار مدير الأمن العامة , استمر التقيء يوم كاملاً وكان هذا الشخص قد صادفنه في بغداد بعد ذلك وتبادلت معه اطلاق النار في عملية انتقامية من عناصر الأمن غايتنا تخوييف المندسيين في الحزب ومقاصصتهم على استسهالهم واستخفافهم بالحزب وكانت تلك العمليه التي انتهت بنسف مقر للأمن العامة او الأمن القومي في منطقة الحيدر خانه في بغداد على شكل فرن صمون كان كل من فية له رتبة في الأمن العامه وكانوا كما تبين انهم ضالعين في التنظيم وهذا المقر لهم يستخدمونه في اجبار الرفاق وخاصة الشبان منهم والصغار في العمر بعد تهديدهم واغرائهم وبمختلف الاساليب على الاندساس في الحزب او التعاون مع الامن العامه كان هذا في سنه 1972 والغريب انه بعد سفري في واجب الى الريف ورجوعي منه وجدت ان الرفاق كلهم قد وقعوا في شرك التسمم مره اخرى من علبه دبس AA مغلقه بصوره محكمه لاتدل على انها مفتوحه ولكنها وبطرقهم المتفننه قد اضافوا اليها مقدار من السم يكفي للقتل . كان الضالعون في الاندساس في التنظيم قد وصلوا الى مراتب ومسؤوليات حزبيه لحد اعضاء متفرقه وتابعه , فشن الحزب ودفاعاً عن نفسه وسمعته حمله استخباريه برفاق من محليه بغداد , بعد انكشاف خيوط اندساسهم في الحزب وضلع رفاقنا في التوصل الى رؤوس هذا الاندساس ومعلومات عن رتبهم وصورهم الشخصيه وحلقتهم الداخله في تنظيمنا بواسطه رفاق منهم جبار فيلي وكريم فيلي واخرين, لم نسكت على هكذا استهانه وقد صرح لي الرفيق ابراهيم علاوي بأنه شطب على كل التنظيم بعلامه × لانه لم يعد بالامكان الثقه بتنظيم نعلم ان فيه رفاق مخلصين ولكن لم نتمكن من تمييز عريف الامن من رفيق مخلص , وفت في عضدنا ولم يكن بالامكان وفي مثل ظروف بغداد انذاك ان نتوصل الى نتيجه واضحه .

محاوله اغتيال سعد الحديثي ( منصور)

كنت قد ذكرت الراس الضالع بالاجرام الا وهو سعدالحديثي , وعرفنا بصلاتة وعلاقاتة مع الأمن العامه وحسرنا الموقف في رفاق الفرع والرفاق المخلصين الذي من المؤكد انهم تضرروا من هذا الغدر , فجال في صدورنا نوع من روح الأنتقام لشهدائنا وضحايانا وتنظيماتنا فكان لابد من القصاص من سعد الحديثي , وذهبت الى بغداد مع سائق على خط بغداد – اربيل , متوجها وبخطه ذكيه اجر فيها سعد الحديثي لكمين محكم لقتله والقصاص بشخصه من الامن العامه واستهانتها وكذلك للثأر لرفاقنا وشهدائنا ومسجونينا في قصر النهايه ضربت لسعد الحديثي موعد قرب الداوودي وبالضبط عند الخزان الكونكريتي في الداوودي عند الساعه الثامنه مساءاً, لم يحظر وانتبهه افراد الامن العامه وشكول من هذا الاتصال الذي كان عن طريق محاسب محطه بنزين التحرير المقابله لملعب الشعب

واوصل هذا اللعين خبر التحرك في بغداد وحذرهم منه ، فقد احسوا ان هناك تواجد او فرقة مسلحة حزبية تستهدفهم فاستنفروا وكان هذا واضحا بحضور ناظم كزار نفسه الى مكان الموعد بسيارة – 2 داخلية - مع سيارتان لمصلحة الكهرباء جلس فيها العديد من وجوه الغدر والاجرام وأُطفأت انوار المنطقة كلها في الساعة الثامنة مساءاً لاجل القبض على أي دالة ويظهر انه كانوا في خوف من الانتقام واستعدوا بكل امكانياتهم بدليل حضور ناظم كزار نفسه الى الموعد بسيارته الشخصية .
لاحظتُ من موقع يبعد (500م) عن مكان الموعد لم تكن فرقة حزبية مسلحة وانما كنت وحدي في تلك المهمة لن اقف عند مكان الموعد ضنوا اني مستطلع للوضع وبقوا يترقبون ماذا سنفعل ، لا شيء سوى الانسحاب الذي ادركت انه ضروري وقررت في تلك الليلة ان افاجئ – مخبر صمون بغداد الحديث - صباحا برمانة يدوية وفي النهار لكي يفاجئوا بالنهار الواضح وليس الليل المتوقع وفعلا تم لي ما اريد ولكن الاوغاد تمكنوا من مغادرة الفرن وكان هذا الذي دس السم لنا من الذين لاحقوني وامطروني بالرصاص لانه في عقر داره بغداد في وضع صعب جدا وانا رددت على النار بالنار وفر هاربا وبقيت في بغداد عدة ايام مربكة وعصيبة حاولت مرارا الخروج منها بسلام واخير تمت سلامتي بوصولي الى جلولاء وعن طريق الاقرباء والاصدقاء الاكراد تمكنت من الوصول بعد مخاطر جمة الى نهر سيروان وعبرت الى الجهة الثانية وهي مناطق اراها لاول مرة قرب ناحية – ميدان – عبرت نهر سيروان وانا مسلح بمسدس ورمانة يدوية بعبارة الجيش حيث ان هذه منطقة عسكرية وهي تقابل جبل – بمو - الاجرد الذي رايته من بعيد وارتحت لاني وصلت قريبا من قاعدتنا في هذا الجبل وساعدوني الفلاحون الاكراد وبعثوا معي دليل الى قاعدة – خركني – وبقيت شهرا كاملا هناك انتظ مرافقة دليل معي الى مدينة السليمانية ومن هناك وعن طريق التنظيم الى قاعدة – ناوجليكان – وهذا استغرق اكثر من عشرة ايام من الجهاد في السير وعلى القدمين عبر طرق امنة يستخدمها البيشمركة وعانيت كثير في عبوري زينواستركان وهو مرتفع مليء بالثلج لا يمكن اقتحامه حتى من قبل الفلاحين الاكراد ففي عبوري موت محقق ، جازفت وهي المرة الثالثة التي اجازف فيها بعبور هذا المعبر بين منطقة رانية وقلعة دزة وكلالة عبر جبال وعرة مثلجة والحقيقة وصولي حي الى قاعدتنا كان اعجوبة فقد وجدت الرفيق ابراهيم علاوي قد اطال لحيته حزنا على فقدانه الامل برجوعي سالما بعد شهر ونصف تقريبا من تركي القاعدة لهذه المهمة .
خرجت جريدة طريق الشعب في سنة 1972 وكانت مطبوعة بجهاز الرونيو بعنوان مشرق في ذلك الوقت وهو – نسف مركز سري للامن القومي في بغداد – بالاضافة الى العناوين السياسية كنا قد طبعنا وعلى جهاز الرونيو هذا الذي كان هدية تنظيمات الخارج كراسين في مواقفنا السياسية والفكرية وهما :
- الحزب الشيوعي العراقي والتحريفية العالمية المعاصرة .
- الحزن الشيوعي العراقي واستراتيجية الكفاح الشعبي المسلح .
وقد جاءت الاستينسلات جاهزة من الخارج وطبعت بجهاز الرونيو وقد شاركت في طبعها وباعداد ضخمة نسبيا ، كان الرفاق خارج العراق يمدونا بالتمويل وكذلك فرع كردستان وكان في الخارج يلوموننا باننا في بياناتنا نكاد ان نصور ان العراق فيه ثورة عارمة وهيجان وان الحزب في نشاط كبير ، اما القادمن من العراق الى الخارج يؤكدون بان ليس هناك أي تحرك وان الامور مستقرة للسلطة وليست هناك معارضة .
وما سردته من تحركنا كان حقيقة ولكن الامور كانت تجري بسرية لصعوبة الافصاح عن نشاطنا الحزبي وعملنا الدوؤب في جنوب وشمال العراق فان الحزب تلقى ضربة تنظيمية كانت ستصل الى (500) رفيق من مختلف انحاء الجنوب وبغداد والفرق المسلحة وهي الرصيد المهم للحزب والاهوار تجري الامور فيها بسرية وحذر شديدين ماذا نقول لرفاقنا في الخارج ان كذبونا ونحن في المحنة ليأتوا بانفسهم ويروا صعوبات الجبل والاهوار والريف كله وكم العمل مضني وغير سريع فمراسلاتنا كانت تجري بالاشهر منتظرين الجديد والمراسلين يعتقلون ونجد غيرهم نحقق انجازا حالما نخبر القيادة باننا بحاجة الى دعم يكون هذا الانجاز قد حطم بدون رحمة وبرقابة امنية صارمة من قبل السلطة وكان فرع كردستان قد تمرد فعلا على خضر سلمان شوت – ابو جعفر – وهو عضو القيادة الوحيد وجميع التنظيم والتحرك بيده وبمعرفته وقد لمنا ابراهيم علاوي على ذلك لقد كانت الثقة بابي جعفر بغير محلها وخاصة وانه تبرقع ببرقع سرية التنظيم وكان ابراهيم علاوي خارج العراق يجمع ويثير الهمم لمقاومة السلطة .
كان ابراهيم علاوي في بغداد سنة 1969 استاذا للهندسة المعمارية في كلية الهندسة وعند حله تنظيم الكادر او - كتلة نجم – في القيادة المركزية جلس ساكتا الى حد ما قبل اعتقال عزيز الحاج حيث طلب منه عزيز الحاج ان ياخذ مسؤولياته كعضو قيادة مركزية وكان هناك قرار في القيادة المركزية بان يلجأ وهو قرار حازم اعضاء القيادة المركزية جميعهم الى الارياف ولكن لم يطبق هذا القرار سوى اثنان ناجي عبود راضي العقابي وابو جعفر ، واما ابو جعفر فكانت نيته كما ذكرت وله علاقات مشبوهة التي ذكرها وبكل صراحة المدعو – حافظ رسن – في اعترافاته بعلاقته بالسلطة وباجهاض حركة خالد احمد زكي في اهوار الناصرية وذكر وهذا سجل الى كاسيت مسجل ببان ابو جعفر اكبر منه في التجسس والاندساس في الحزب ولكن – ابو ليلى – وباقي الرفاق تماهلوا كثيرا في التاكد من نظافة ابو جعفر في علاقاته وسلم ابراهيم علاوي كل تنظيم القيادة المركزية الى ابو جعفر وهو الوحيد الذي لجأ الى كردستان وبدأ يدير دفة تحطيم الحزب ونشاطه وهو المسؤول عن كل ما دار من لغط وهدر للدماء وكشف التحركات التي بذل فيها المئات من الرفاق الجهود التي لا تصدق في العمل الملتزم الجاد نعم لم يصدقوا وحتى رفاقنا في الخارج في بريطانيا – جمعية الطلبة العراقيين في بريطانيا وفرنسا وغيرها من دول اوروبا – بان هناك جهود ، انهم لا يمكنهم التصور ان هناك جهود خارقة للعادة قد جرت وتضحيات بكل ما امكن من تعب مضني وجهود خارقة للعادة تجري داخل العراق ولكن السرية وعدم السرية في راس الحزب هو الذي هدَّ هذه الجهود الى لا شيء ، كيف تقنع من كان في مدن اوروبا ان ما يجري في العراق من قبلنا لم يكن تهويشا او مغامرة او مضاربة لرفع اسعار اسهنا ، راسمالنا ليس هم بل دماؤنا وجهودنا المضنية التي لا توصف ان ما جرى من نشاط لا يمكن وصفه بهذه المذكرات التي اكتبها فقد كتبت بالدماء والعرق والمعاناة الخارقة حيث كانت نكبة كبرى على اكثر الرفاق بان هناك لا شيء ، نعم لا شيء ذكر او يذكر ولكن اسالوا من كنا معهم ويرون حرارة وتوقد معنوياتنا وشجاعتنا في كل تحرك او جهود او صعوبات قد تمت لقد جاهدنا حتى اخر رجل واخر قطرة دم وعرق ان كانوا لا يرون او يسمعون ويكذبون ان كل ما قلناه ليس حقيقة كان عليهم بدل ذكر ذلك ان ياتوا للعراق وان يعملوا ويروا انهم ولو بذلوا كل جهودهم في الخارج لكانت جهودنا ملايين الاضعاف للتضحية الطوعية ولكن المعركة كانت غير متكافئة اطلاقا حزب منحسر ومخذول في قيادته سنة 1968 وباعترافات عزيز الحاج هي بقايا حزب هز الشارع العراقي لفترة حرجة من تاريخ العراق مقابل سلطة شرسة لها علاقاتها الاجنبية ومصالحها الدولية تتركز في هذه المنطقة تستدعي منه التحرك بذكاء وسراسة واغراء واستعملت كل وسائل الدولة انذاك للحد من نشاطنا ويظهر بان السلطة ايام صدام كان همها السياسي هو اضعاف التاثير الساسي لهذا الحزب وخطه وعزله عن التقرب والعمل السهل او العلنية فصعوبة كل شيء في الحذر والحيطة وصعوبة كل شيء في العمل الجاد انهك وحطم بنيان الحزب في خضام صراع غير متكافئ .
دعونا لجراحاتنا ايها الرفاق ، عملنا بجد ومواصلة لا تصدق صدقوا او لا تصدقوا ما جرى حقيقة لقد انتهى جهد هذا الحزب القمع والحديد والنار والغدر ولكن يبقى شيء مهم يحتفظ به هذا الاتجاه وهو الاتجاه السياسي والفكري والخط السياسي ولحد هذه الايام 2008 وربما الى امد طويل ولكن لا وجود سياسي او كيان سياسي يمثل هذا الاتجاه وهذا التاريخ الذي سجل بمئة شهيد وسجون وتعذيب لعشرات المنتمين لهذا الاتجاه ان خط الحزب خطر على المنطقة وعلى من ينتمي له ليس لانه متطرف ولكنه طريق صعب لا مجال فيه للكلام الكثير بل العمل الكثير وهذا ما لا يحترمه من كان يراقب خطوط النشاط في هذه المعمعة لانه كثير منهم يعتبرها معركة خاسرة ومضنية ولكن هذا لم يكن مضنيا او يقل من عزيمة الذين شاركوا في التعب والتضحية ، لم اذكر كل شيء ففي ذاكرتي الكثير من التفاصيل الدقيقة عن ما جرى ولكني ذكرت ما جرى من اساسات وليس كلها فهي ذكريات مضنية على نفسي ويعصرني الالم عند ذكرها او تذكرها وقد مضى عليها ثلاثة وثلاثون عاما وهي مدة طويلة نسي فيها كل شيء تقريبا ولكن ذكر هذا القليل هو للتاريخ وليس لاحد ان ينكره فقد عاصرت هذا المنوال من النضال وساهمت فيه وعايشته بقوة وبكل تفاصيله ، ما اعرفه ليس كل شيء فالذين شاركوا لديهم الكثير والموت القريب مرعب ويهز اكبر الرجال واصلبهم كان كل من شارك في تلك المعاملة القاسية التي لا يجرأ على صعودها الا الذي لا يملك غير حياته وقد وضعها على كفه انها جبهو وحرب لا يخوضها ولا يمكن ان يخوضها الكثير فقط النخبة .
ويظهر هذا جليا في الذين تركوا هذا الدرب والطريق تاركين قطاره في محطات على طول خط توجهه ولكن الذين واصلوا المسيرة قلة وهذا صحيح لذلك لم تبن جهودهم ولم يذكروا وها انا ذا اذكر بعض التاريخ الذي واجهت معطياته الى اخر حد واخر رجل في هذا المضمار ربما انا ورايت في هذا المجال ان اذكر ذلك اكراما لمن بذل حياته ودمه وسعادته من اجل موقفه السياسي وما يحمله من اعتقاد انها عقيدة اصر وفي تلك الاوقات الكثير على السير عليها وعلى اساسها حتى يبين ما على السطح للسطح وتبيان ما في العمق انه للتاريخ وللدم المسفوح الذي لم يعرف ويذكره احد وها انا اسجل بعضه للذكرى فقط عسى ان ياخذ المتتبع من مجديات السياسية القديمة والحديثة منها عبرة وذكر طيب تستحق الدماء المبذولة حين ذلك سجلتها ما مر بي لا اكثر ولا اقل .



محاكمة خضر سلمان شوت - ابو جعفر – ومقتله
كان ذلك في سنة 1973 اوجز ابو جعفر ونزع منه ما تبقى من تنظيمات في بغداد وجنوب العراق وكان الذي باليد ليس تنظيما بل بقايا منفردة عن تنظيمات مقهورة متحطم جرى اسكان ابو جعفر في قرية - جوزان - هو وعائلته وزود بالسلاح – كلاشنكوف ومسدس – لكي لا تثير محاكمته أي فكرة لديه وهو الخائن المترقب باننا سنغدر به كان يحضر يوميا للجوزان الى كاني سبيندار يبقى عدة ساعات في محكمة حزبية يراسها ابراهيم علاوي واعضاء فرع كردستان للحزب وجرى تبليغنا بان لا يستفز احد من الرفاق هذا الشخص والمحكمة هي التي ستقرر مصيره ، وبعد عشرة ايام وليلة فر ابو جعفر وعائلته من جوزان والتجأ الى البارت في ناوبردان ، ومحاكمته لن تنتهي بعد كان هذا واضحا ويدل على خيانته وضلوعه في الاجرام بحق الحزب ، كانت ناوجليكان استعملت كنقطة سيطرة ومقر الحزب كان في كاني سبيندار ، كان يرأس هذه السيطرة للحزب الشهيد عبد الرزاق الزبيدي وعدة رفاق اكراد ، اما ما حدث في ذلك اليوم المرعب المئؤوم فهو ثقيل على الذاكرة فلقد لمح الشهيد عبد الرزاق ابو جعفر بسيارة اجرة نازلة باتجاه سيطرة الجيش فظن الشهيد بان هذا الخائن سيتجه الى سيطرة الحكومة لتسليم نفسه وهذا محرج بالنسبة للحزب فلحقه رفيق اخر اسمه رؤوف هاوليري حتى قرية برسرين ولكن لم يكن له اثر وفوجأة وصلت سيارة بيكب وكان ابو جعفر جالسا في حوضها الخلفي لمحه عبد الرزاق والرفيق روؤف وسحبوا عليه الاقسام وطلبوا منه الترجل ولى ابو جعفر صارخا صرخة خوف متجها نحو مقهى القرية فهاجله الرفاق بصليات الرصاص وقتل في الحال .
اما ما حدث فهو كيف سيكون تبرير العمل امام البارت ومن الصدف الغريبة ان موكب السيد ادريس البرزاني مر في ذلك الوقت ورأوا جثة القتيل مطروحة في الشارع العام فهاج غضبه وعرف من البيشمركة بان رفاق الحزب هم الذي قتلوه ، فحدث صخب بالمنطقة - منطقة بالك – وهجم من قاعدة للبيشمركة بعدد حوالي المئة بيشمركة على مقر الحزب في كاني سبيندار واعتقلوا ابو ليلى وجميع الرفاق وكان هناك غضب طائش فقد وصلت المسالة الى اعدام ابراهيم علاوي طالبين منه تسليم الرفيقين او تشخيصه لهم لكي يعدموهم على جراتهم هذه فقد اعتبر السيد ادريس البرزاني مقتل هذا الشخص تحدي للبارت والسيد ادريس له مكانة مرموقة بالبارت دعاهم ابراهيم علاوي للتروي ولم يذكر اسم الرفيقين وان يضعوا في راسهم عقل وان لا يرتكبوا حماقة وطلب منهم تحقيق بالامر ، لم يكن يعرف احدنا بالاخر او باخبار ابراهيم علاوي فقد احتجزنا في ناوبردان مقر المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني واخذ الرفاق الاثنين عبد الرزاق الزبيدي ورؤوف هاوليري الى منطقة رايات واعدموا بالجبل بدون دفن فقد استقبل الرفيقين الموت بشجاعة فقد كانوا ينشدون الاناشيد الوطنية والحزبية في الطريق الى مكان الاعدام وسجن بعض الرفاق في سجن رايات الذي يعمل فيه سعيد مصيفي وعذبوا بقوة وبدون رحمة ووضعوا في غرف الاعدام لكن بعد التحقيق في هذه القضية تبين للبارت بان الرفاق الذين استقلوا سيارة تورن اجرة ذاهبة الى اربيل قد طلبوا من السائق توصيلهم الى سيطرة برزيوة المقابلة لسيطرة الجيش في جنديان وعرف البارت بعد التحقيق ان الرفاق كانوا يخشون من هذا الشخص تسليم نفسه الى الدولة وهذا مهين بالنسبة لهيبة الحزب لما يعرف من معلومات كثيرة تهم الحزب ولا يرضى ان تكشف بصورة علنية دفن الرفيق طارق هاوليري مع بعض شيوخ القرية الجثتين الطاهرتين في رايات ورجعت الامور الى سابق عهدها مع البارت لكن بدون عبد الرزاق الزبيدي ورؤوف هاوليري الابطال وقد صالح السيد ادريس البرزاني ابراهيم علاوي بعد طلب السيد مسعود من اخيه ان يقدم سيكارة واستكان شاي لابراهيم علاوي علامة على التصالح والتحالف بين الحزبين .
لقد كان خضر سلمان شوت اخطر عنصر على الحزب الشيوعي في تاريخ الحركة الشيوعية في العراق فقد اوصل القيادة المركزية الى هاوية الخراب واوصل عشرات الرفاق ومئات الاعضاء الى السجون والاعدام والغدر كان من صفاته واسلوبه .
كان اعدامه انتقاما من الحزب للسلطة في بغداد ورد قوي على كل اندساس في اجهزة الحزب الذي كان يمارسها ناظم كزار والسلطة في مديرية الامن العامة في ترقبها لتحركات الحزب كانت السلطة تعتبر تحرك الحزب اخطر من تحرك البارت نفسه رغم عدم توافق الامكانيات بين الحزبين وكان صدام يطلب قيادة البارت تسليمنا اليهم في كل مرة يزور كردستان او يقابل فيها المرحوم ملا مصطفى البارزاني .
كان لدور فرع كردستان للحزب دور كبير ومميز في انقاذ سكرتير الحزب ابراهيم علاوي والرفاق المعتقلين واذكر منهم الرفيق فاروق مصطفى رسول والرفيق الشيخ علي البرزنجي . فاحدثوا ضجة وضغط على البارت وواصلوا اتصالاتهم ومساعيهم بالتفاوض مع قيادة البارت لاطلاق سراح الرفاق جميعهم اما خضر سلمان شوت فقد دفن في مقبرة كلالة بقبر مصبوغ باللون الاخضر فقد عاش جبانا ومات موتة جبن وعار كان يتهم الرفاق الناشطين والجهاديين بالجبن ويشكك في جهود فرع كردستان للحزب ويتهم الرفاق جزافا فقد كان لنا بغل نسميه حكيم وكنا ننقل عليه السلاح من المناطق الحدودية الى ناوجليكان وقد غرق هذا الحيوان مع حمله من السلاح في نهر الزاب فلم يستطع السباحة بحمله الثقيل واتهم ابو جعفر الرفيق عزه رش بانه باع البغل والسلاح بينما الرفيق من خيرة الرفاق في النزاهة والجهادية .

الكونفرنس الثالث للحزب الشيوعي

كان قد رتب اجتماع موسع عام لتنظيمات فرع كردستان واستدعي كوادر الحزب هناك الى قرية جوزان في سنة 1972 حضر كادر كبير يقدر باربعين رفيق وكم كانت فرحتنا بهم كبيرة وهم يجتمعوون في جامع القرية عدا اوقات الصلاة فقد لاحظنا ان اكثرهم في اعمار متقدمة وبان عليهم الخبرة والوجوه المعروفة المتزنة في مناطقهم درست حالة كردستان وخط الحزب والمرحلة المقبلة على المواجهة الحتمية مع السلطة وتدارس الرفاق بصورة مسهبة الوضع السياسي ووضع منطقة كردستان بالذات واختيرت قيادة من بين الرفاق عززت القيادة القديمة وادامتها بجهود جديدة استمرت الاجتماعات حوالي (11) يوم اما الكونفرنس الثالث للحزب قثد جرى في كاني سبيندار كان معظم المشاركين هم من الرفاق المواصلين والذين ثبتوا على مواقفهم في المواصلة وكذلك حضر ممثلين عن تنظيمات الخارج منهم الرفيق مظفر النواب وعلي الشبيبي وخليل ابراهيم الغزالي حضروا عن طريق سورية مع العراق اوصل الرفيق رافد – صبري – مظفر النواب وعندما عبر مظفر النواب نهر دجلة في تلك المنطقة سجد راكعاً على التربة من الجهة الثانية من دجلى الصخرية وبكى وقبل الحصى ساجداً تعجب البيشمركة وسألوا عما يفعله هذا الشخص فاجابه ابو صبري بانه يصلي ففهموا ذلك شاركت في هذا المؤتمر وانتخب اعضاء مكتب سياسي واعضاء قيادة مركزية ومرشحين للقيادة المركزية في تلك الفترة ولكن بدون تنظيمات جماهيرية فلم يبقى من الحزب الا كوادره وتنظيم قوي في فرع كردستان .
لم يخطر في بال الجميع الا تحليلا للوضع لما سيحدث مستقبلا قبل – اتفاقية الجزائر المهنة للحركة الكردية والوطنية انذاك وانما تدارس الرافاق خط الحزب وكانت شخصية ابراهيم علاوي تطغى على باقي الرفاق وانفعل مظفر النواب لما عرف عن تدهور تنظيمات الحزب وان لا وجود او ووزن سياسي دون هذه التنظيمات وصار يصيح بهستيريا ولام ابراهيم علاوي الذي كان يواصل مراسلته لما يحدث داخل العراق .
كانت مفاجأة غير سارة لكوادر الخارج واستمرت اجتماعات الكونفرنس (11) يوما لـ (8 او 10) ساعات نهارا . اما في الليل فقد كانت تجد الجلسات الشعرية وكان في الحقيقة مهرجانا للشيوعيين وهم في اعالي الجبال لا يسمع خطر هذا المهرجان وصداه الا الرفاق المشتركين بهذا المؤتمر ورفاق البيشمركة الاكراد .

اللجوء الى سوريا

كانت احدى قرارات الكونفرنس الثالث ان يغادر الرفيق السكرتير كردستان في ما كان واضحا بان المجابهة مع السلطة لابد منها حفظا لسلامة الرفيق هو وبعض كوادر الحزب انا وفاضل رسول وعزة رش وكانت رحلتنا باتجاه الحدود محفوفة بالمخاطر ففي بداية الربيع تازم الوضع العسكري في المنطقة وتشنج وبدأت دفات السلاح تتوارد من ايران وذلك في ربيع 1974 وجرى نقل العتاد والسلاح حتى قرية بيشة ومن هناك الى منطقة بهدنان قرب الموصل نقلت بواسطة البغال وجرى نقل السلاح بالف بغل من منطقة بيشة الى كافة مناطق المواجهة مع الجيش العراقي وكذلك جرى تزويد مناطق السليمانية واربيل وخانقين بالسلاح والعتاد ووزع على البيشمركة سلاح خفيف وهي غدارات من نوع استرلنك ونظفت المدافع الثقيلة (25 رطل ) المخبأة بين الجبال وجرى تدريب على الاسلحة قرب مناطقنا وخاصة على مدافع الهاون وجرت الحمى العسكرية تدب في اقاصي الجبال وكانت همة البيشمركة لا مثيل لها ومثابرتهم على التدريب على الاسلحة الجديدة جرت بصورة مستمرة قبل ان يبدأ الهجوم العسكري والعمليات العسكرية على جبهات القتال في هندرين وزوزك وقره داغ وبمو وكافة مناطق كردستان .
وفي طريقنا الى الحدود الذي استمر اكثر من اسبوع قصفت طائرات ميك 23 مطار بامرني قرب سرسنك والتحق الكثير من اكراد المدن بافراد البيشمركة وكانت الحدود مع تركيا متأزمة والطائرات الحربية التركية تجوب المناطق الحدودية فوق نهر الخابور جئة وذهابا كان عبو كلي زاخو خطرا فان القطاعات المدرعة للجيش في بداية الكلي اما زاخو نفسها فقد كانت محاصرة من قبل البيشمركة وزرناهم وبتنا ليلتها مع تجمعاتهم هنا وهناك كانت رحلة شاقة هي الطريق الى الحدود مع عمليات عسكرية من الجانبين الى ان وصلنا الى قرية ديربون التي تقع فسي نهاية جبل بيخيل وعبرنا دجلة بكلك قديم استقبلنا الجهة الثانية وهي سورية ضابط اصله عراقي من الموصل يسمى ابو مدين وهو من بعث سورية كان يزكينا ويرتب عبورنا بين حدود كردستان وسوريا متجنبين المخابرات السورية والهجان أي حرس الحدود السوريين وصلنا القامشلي بسيارة وذلك فجرا بعد تاخرنا على الحدود لاشتباه الهجانة بنا لحين حضور ابو مدين وفي الساعة (2 ليلا) حضر ابو مدين في سيارة مدنية واوصلنا الى مدينة القامشلي ومنها واصلنا رحلتنا الى حلب ثم دمشق بصورة متواصلة وصلنا متعبين الى شقة الشاعر مظفر النواب استرحنا ونمنا عدة ايام واثناء وجودي في سورية وهي سنة كاملة كنت اتابع الوضع في وطني العراق وكان انهاء الحركة الكردية بعد اتفاقية الجزائر قد فت في عضدنا جميعا ولكنه امر واقع بعد الاتفاقية شاهدت مام جلال في بيت السيد عادل عبد المهدي في دمشق ماذا جرى في هذه اللقاءات لا ادري ؟ .
كان السيد عادل عبد المهدي يناقش ابراهيم علاوي كثيرا في الامور الساسية والاقتصادية وكان صديقا له ولنا جميعا فقد احتضننا ونحن حوالي العشرين رفيقا من الذين حضروا الى دمشق من المقاتلين في كردستان وكوادر الحزب بعد انتهاء الحركة الكردية حيث عبروا عن طريق حاج عمران الى ايران فطهران ومن هناك اتصلوا في السفارة السورية التي اقالتهم اعلى طائرة سورية الى دمشق .
كان موقف السيد عادل عبد المهدي اخلاقيا فذا فجميع المقاتلين سكنوا بيته في دمشق ورعاهم ورتب امورهم ولكن يظهر انه انفصل عن ابراهيم علاوي لخلاف يبدو انه موقتا وكذلك خلاف ابراهيم علاوي مع السيد جلال الطلباني الذي بدا يتردد على دمشق بتلك الفترة سنة 1975 بعد اتفاقية الجزائر اما سورية فقد كانت لنا ملاذا ثانيا بعد كردستان وكنا نغتنم فرصة خلاف بعث سورية مع بعث العراق وكان لنا نشاط مسموح لنا في دمشق ولكن بريبة وحذر خوفا من اتفاق البعثين وطردنا من هناك وتسليمنا الى بعث العراق او في احسن الاحوال رمينا بدون سند على الحدود .
كانت هناك جبهة سياسية وان كانت بلا وزن سياسي بيننا وبين بعث سورية والحركة الاشتراكية العربية ومؤتمر القوميين الاشتراكيين وبعض الشخصيات القومية العسكرية في مصر جبهو غير فعالة وكانت نهاية المطاف بالنسبة لي بعد اتفاقية الجزائر حيث تكونت لجنة شؤون الشمال التي رعت تصفية الحركة الكردية وقد شملتني هذه اللجنة حيث غادرت سورية الى العراق والى بغداد بالذات وذلك في نهاية ربيع 1975 طاويا صفحات من الامور الغريبة التي جرت علي في ظروف قاسية لا انساها مهما طال عمري .



#عاصف_حميد_رجب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكومونه طاقة الانسان
- ذكريات من الذاكرة المفقودة _ الحلقة الأولى


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عاصف حميد رجب - مذكرات طالب طب اسنان