أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - حميد الهاشمي الجزولي - مساهمات في توضيح رؤية اليسار-الحالة المغربية-2/10














المزيد.....

مساهمات في توضيح رؤية اليسار-الحالة المغربية-2/10


حميد الهاشمي الجزولي

الحوار المتمدن-العدد: 1196 - 2005 / 5 / 13 - 10:42
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


من هي القوى المشكلة لليسار في مرحلتنا الراهنة ؟

لابد بداية، من الحسم مع ثلاثة أخطاء قاتلة في الممارسة السياسية :
1-اعتبار الوسيلة المستخدمة في خوض أو حسم الصراع السياسي محددا لدرجة "ثورية" أو "يسارية" هذه القوى أو تلك .
2-الاحتكام للشعار السياسي المرحلي كمؤشر على قابلية القوى للتحالف أو التنسيق السياسي .
3-تغييب مركزية المشروع المجتمعي للقوى السياسية في تحديد طبيعتها أو طبيعة ممارستها السياسية .

ولتوضيح الأمر نعطي الأمثلة التالية على هذه الأخطاء القاتلة:

1- في مرحلة تاريخية معينة، شكل العنف الثوري وسيلة للممارسة السياسية ولحسم الصراع السياسي ، كما وشكل النضال المؤسساتي وسيلة أخرى ، بل إن بعض التجارب مارست الأسلوبين ، لكن الوسيلة الأولى أو الثانية لم تكن محددة لطبيعة المشروع ، فالفاشية مارست أسلوب العنف كما مارست أسلوب المؤسسات (النازية).
2- إذا كانت القوى السياسية قادرة على رفع شعار سياسي خلال مرحلة تاريخية معينة ، فإن هذا ليس كافيا ليجعل منه شعارا صحيحا سياسيا، وتحويله إلى مطلب لجزء كبير من الشعب. لأن الشعار السياسي هو شكل ومضمون وإمكانية تحقق على أرض الواقع. وإلا كان للاستهلاك . بل إن نفس الشعار يمكن أن تحمله قوى متناقضة على كل المستويات.
فشعار "المجلس التأسيسي من أجل بلورة دستور ديمقراطي " صحيح سياسيا وهو مطلب ديمقراطي، لكن هذا الشعار لا يعني نفس الشئ عند حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي و حزب النهج الديمقراطي واللذان يطرحانه ضمن برنامجهما السياسي المرحلي لتحقيق "ديمقراطية حقيقية" ، بينما تطرحه جماعة إسلاموية تدعى "العدل والإحسان" من منظور تحقيق حاكمية الفقيه.
والبرنامجان متوازيان ولا يلتقيان لأنه بالنسبة لحزب الطليعة و حزب النهج الديموقراطي فمصدر السلطات هو الشعب، بينما الإسلامويون يعتبرون الفقيه هو مصدر تلك السلطات بتكليف غيبي مجلبب بتأويل خاص للإسلام.
3- إن الحكم على ممارسة سياسية بالسلب أو الإيجاب دون الأخذ بعين الاعتبار المشروع الاجتماعي الذي تطرحه، يجعلنا نخطأ النظر السياسي كما الممارسة ، ففي دعم الشعب الفلسطيني من أجل التحرر من الاحتلال الصهيوني تلتقي كل القوى السياسية الداعمة لتحرر الشعوب، لكن حين تتجاوز بعض القوى وخاصة منها الإسلاموية المستوى السياسي لمدلول التحرر إلى محاولة تحويله إلى صراع ديني أو "حضاري" ، حينها تنتقل المعركة مهما كان حجمها في الزمان والمكان من مجالها الخاص إلى المجال الأوسع وهو المشروع الاجتماعي أو "الحضاري" الذي تتبناه تلك القوى.

من هنا يمكن القول بأهمية التمييز في تصنيف القوى اليسارية في مدى انسجامها مع :
- المشروع الاقتصادي: الذي يتبنى التوزيع العادل للثروة، والذي يتجسد حده الأدنى في توفير شروط حياة إنسانية كريمة وحماية اجتماعية كافية (الأطروحة الديموقراطية الاجتماعية) أما حده الأقصى فيتجسد في التمليك الاجتماعي لوسائل الإنتاج والتبادل(الأطروحة الشيوعية) .
- المشروع السياسي: الذي يتجسد في الديمقراطية السياسية ، التي تنطلق من أن مصدر السلطة هو الشعب ، ويتحدد حدها الأدنى في التمثيلية السياسية عبر الانتخاب للمؤسسات التشريعية وحدها الأقصى في تهيئ شروط اضمحلال الدولة.
- المشروع الاجتماعي: الذي ينطلق من حرية الإنسان في الاختيار والعيش دون اعتبار للعرق أو الدين أو المعتقد أو اللون أو الجنس، والذي يشكل الحد الأدنى الضروري لكينونة الإنسان، أما الحد الأقصى فيتجسد في تحرير الإنسان من الاستلاب الناتج عن قرون من القهر الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والسياسي (الأطروحة الشيوعية) .

ضمن هذا التمييز يمكن القول أن اليسار يتشكل من كل القوى التي تتبنى المشروع السالف الإشارة إليه في مستوياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.



#حميد_الهاشمي_الجزولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساهمات في توضيح رؤية اليسار-الحالة المغربية-1/10
- متاسلمو المغرب.....بين الجبن والانتهازية الانتخابية
- ثلاث زوايا...للنظر في أوضاعنا
- استعمال الدين في السياسة كارثة 3/3
- استعمال الدين في السياسة كارثة 2/3
- استعمال الدين في السياسة كارثة 1/3
- اوغوستو بينوتشي الديكتاتور من المحكمة إلى القبر
- قضية المرأة ...خطوة أولى خاطئة لتجمع اليسار الديموقراطي بالم ...
- -البعد الآخر- بين الجهل وضيق الأفق
- الإنسانية بين خطر تسو نامي وخطر المتأسلمين
- الإسلام السياسي الوجه الآخر لأنظمة للاستبداد والديكتاتورية
- مات المناضل فاضل الناصري
- ادريس البصري هل ماضيه يلاحقه أم هو الذي يلاحق ماضيه
- الصحافة الاليكترونية بين الواقع والمطلوب
- الفصل الجديد من حكم المحافظين الجدد
- لماذا لن أشارك في -مسيرة- الرباط ليوم 28-11-2004
- في ذكرى المناضل الشهيد المهدي بنبركة
- ذهنية الاسلاموي بين الدنيا والآخرة
- القضايا القومية بين المواقف المبدئية
- صناعة الرأي العام استراتيجية لممارسة السياسة


المزيد.....




- جامع الشيخ زايد الكبير.. أبرز الحقائق عنه
- بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي عليها.. خريطة توضح المنطقة الحدود ...
- مراسم تنصيب بوتين رئيسا لروسيا لولاية جديدة (مباشر)
- ما هي الأسلحة النووية التكتيكية التي تريد روسيا إجراء تدريبا ...
- مصادر مصرية تكشف لـRT حقيقة إغلاق معبر رفح بالكتل الخرسانية ...
- الصين تنجح بإطلاق صاروخ فضائي جديد صديق للبيئة
- -يديعوت أحرونوت-: مصر قد تقلص العلاقات الدبلوماسية مع إسرائي ...
- ريابكوف يفسر سبب دعوة الدول غير الصديقة لحضور مراسم تنصيب بو ...
- نجل زوجة قائد الجيش الأوكراني يقود مسيرة النصر السوفيتي في أ ...
- تحرير ما لا يقل عن 107 مهاجرين من الأسر جنوب شرقي ليبيا


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - حميد الهاشمي الجزولي - مساهمات في توضيح رؤية اليسار-الحالة المغربية-2/10